شبكة ذي قار
عـاجـل










لا زالت صورته وهو يرفع سلاحه أمام عدسات تصوير فضائيّات العالم متحدّياً يلوّح به بحماس بطوليّ لا يجرؤ على فعلها إلاّ الرجال الواثقون من أنفسهم , متوعّدا الغزاة الأميركيّون ومن معهم من دول ناهز عددها الثلاثون من أكثر دول العالم تقدّماً , وهو يقف بأعلى جهوزيّة الأبطال ومستنفراً نفسه بأعلى درجات الاستنفار شامخاً بجوار البطل الإعلاميّ العراقي الأسد السيّد وزير الثقافة والإعلام الصحّاف .. لا زالت تلك الصورة الخالدة بعيون التأريخ ماثلةٌ امام عيني لا تغادرها تقفز إلى صدارة الرؤيا مع كلّ ذكرى تمرّ على الخاطر , ومنها أخيراً قرار مالإفراج عنه , تستعيد أمجاد البطولة الفذّة الّتي ظهر عليها أمام العالم قادة العراق الأبطال الّذين لا زال أكثرهم قابعاً حاسباً صابراً على أذى الخبثاء والمرضى النفسيّون , ومنهم السيّد الوزير ذياب الّذي تمّ الإفراج عنه امؤخّراً بعد أن قضى "محكوميّته" الظالمة بسبع سنين , من الّذين يندر أن يجود الزمان بمثلهم فهم خارج قوانين الوصف في وجودنا البشري الأوّل الحالي الّذي نعيشه ..


كانت تلك الوقفة الّتي وقفها البطل العراقي الأصيل وزير الداخليّة محمود ذياب عنواناً بارزاً كتب لها أن تتصدّر الرؤيا البصريّة البشريّة وسط براكين وحمم الغزو من مشاهد صور ستترى لاحقاً بالملايين من صور البطولة الخارقة الّتي كانت مقدّمة لانهيار القوّة الأعظم أميركا على أيدي أبطال مشاهد تلك الصور الخالدة رجال المقاومة العراقيّة الباسلة الّذين أوضحوا جيّداً بأفعالهم الخارقة للغازي الأميركي الغاشم ماذا يعني التحدّي والتلويح بالسلاح من قبل مسؤول عراقي عند بداية غزوه العراق ؛ في وقت كانت دول العالم فيه ترتجف هلعاً من المارد الأميركي .. في وقت كان فيه رئيس أكبر دولة عربيّة "أكبر من حيث الكم وليس النوع مع احترامي الكبير لأبطال مصر وكل غيور منهم" يصيح مرتعداً أمام العالم "دي أمريكا يابا" ! ...


الصورة الّتي رافقت خبر الإفراج عن السيّد وزير الداخليّة العراقي محمود ذياب والّتي وزّعتها وكالات الأنباء العراقيّة والعربيّة والعالميّة أمس هي نفس الصورة الّتي انتشرت فيما بعد اولّتي ظهر بها عند بداية الغزو الأميركي للعراق حاملاً سلاحه , هي شاهد عن بطل واعد عرفه العالم عن طريق تلك الصورة الشهيرة من هو ذياب الأحمد .. تلك الصورة برأيي الشخصي صورة تأريخيّة لن تتكرّر إلاّ بعد بناء دهر بشري وجودي إنساني جديد آخر مبني على مفاهيم عميقة متقدّمة أكثر غير هذه الّتي يقوم عليها مجتمعنا البشريّ منذ ما سمّي بفجر التاريخ , ولغاية اليوم ..

 

إذ ؛
أن خلاصة مفاهيم هذا الدهر أو "الوجود الأوّل" الّذي نعيشه وقفت على ما يبدو عند "مفهوم" عِبادي , تكاد البشريّة "تقفل" عليه , أي وقفت عند أوّل ما افتتحت به البشريّة وجودها الكينوني عندما كان الانسان يعبد كلّ ما هو مجهول بالنسبة إليه ويخاف منه , أي كلّ ما ظنّ به إنّه لن يستطيع الوقوف بوجهه أو التغلّب عليه , مثل الظلام أو الرعد والبرق أو الصواعق أو الرياح العاتية أو النار أو الأعاصير الخ .. يقول هذا المفهوم :


أنّ الّذي يجرأ على رفع السلاح بوجه أميركا لم تنجبه أمّه بعد .. إذ كيف يقوم "العبد" على معبوده "إنّ هذا لشيء عُجاب" ..


وزير داخليّة النظام الشرعي العراقي .. بطل امتحنته ظروف هي خلاصة جذوة الصعاب , كما امتحنت غيره من القادة العراقيّون الشرعيّون الّذين رمى بهم المحتل في غياهب سجون عملاء وخونة "يسرقون الكحل من العين" , فنجح في امتحانان هما الأصعب والأندر أن يُمتحن بمثلهما مخلوق ؛


أوّلاً نجح بجدارة عالية عندما اشتعلت تلقائيّاً في وجدانه الغيرة والنخوة العراقيّتين في زمن انعدمت فيهما مثل هذه القيم الإنسانيّة الحضاريّة لدى أنظمة وساسة العالم وقادته , حين رفع السلاح بوجه "المعبود الصنم" ..


ثمّ رُمى به "ثانياً" في غيابة سجون ظلمة مأزومون محتقنون جهلة طائفيّون سلّطهم "المعبود" الجبان على من رفض عبادته ..

 

 





الثلاثاء ٢٠ شعبــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / تمــوز / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب طلال الصالحي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة