شبكة ذي قار
عـاجـل










شهد المجتمع العراقي بعد سنوات الاحتلال الامريكي- الصهيوني الفارسي بروز العديد من الظواهر الدخيلة والغريبة على منظومته الاخلاقية المعروفة بقيمها الانسانية والحضارية الاصيلة. فحلت الكارثة بملف الاعلام الوطني الحر المستقل الناقل للحقيقة والموجه والتربوي,بأجتثاث وزارة الاعلام ليصبح تحت البزة السياسية الطائفية الحاكمة بسابقة خطيرة على مستقبل الثقافة والاعلام والتربية والتعليم والشباب والمرأة.فتشكلت مجاميع ما يسمى ( هيئة الاعلام العراقي الجديد ) من الطائفيين اللذين جاءوا خلف الدبابات الامريكية والبريطانية والدعم الايراني .

 

متوهمين بأنهم اصبحوا قادة اعلاميين ومفكرين ومثقفين للتحكم والسيطرة عليه وعلى المجتمع العراقي. والاقتصار على فضائيات الاحزاب الحاكمة ومن الهواة ورؤساء التدبير الاعمى والمزورين والكذابين والجهلة,الغير حاصلين على الشهادات الدراسية الاعلامية و يفتقرون التراكم الوظيفي والمهني والخبرة الاعلامية الصحفية بتكميم افواه 44 مكتبا لوسائل اعلام محلية وعربية واجنبية ,والايعاز لقوات وزارة الداخلية التي وافقت على ايقاف تغطيتها الاعلامية عبر توجيه وكيلها الدموي عدنان الاسدي موجهأ قسم العلاقات والاعلام بعدم التعاون معها!! وعدم السماح لهم بمزاولة العمل الاعلامي ,ومنع حرية التعبير وترهيب الاعلاميين والصحفيين.وطالبت هذه الهيئة بعدم نشر العنف والطائفية !!

 

وهي من تمارسها يوميأ عبر قنواتها المدللة ,دون توفير ما يشمله تعريف العنف والطائفية.لقد اصبح بلدنا في فوضى عارمة وضياع مصالحه الوطنية والقومية و المفاهيم العروبية والمسؤولية الفردية والجماعية,مما جعل المواطن تائها بارض الله الواسعة يعاني من انتمائه القسري بوطن فقد فيه كل شيىء الا ذاكرته.! يمارس عليه مسؤولي الفكر والثقافة الحاليين ( التدجين الفظيع ) لانهم لسان حال يوميات السلطة.

 

يزمرون لفردية المالكي وانجازاته الديموقراطية!! وممارسات وعاظ السلاطين حين يوظفون كل المكونات الحياتية من فكر واجتماع ودين لبلاطات المنطقة الخضراء.فأصبح يعيش شبه غيبوبة لكثرة الفاسدين واللصوص بقائمة طويلة من السياسين العملاء المتأمرين على امنه وسيادته واستقلاله, ورجل الدين الموالي لقم وطهران المهادن بدينه ,والقاضي المرتشي والطبيب السمكري!! والمدير المتخاذل والعامل المتكاسل والراضين بالذل والهوان على بقاء المحتلين واعوانهم.ففي قطاع التربية استشرت الامية بكل مفاصل الحياة وكان بلدنا من الاقطار الخالية منها بأعتراف المنظمات التربوية العالمية.وبروز ظاهرة التدريس الخصوصي وتقاعس المدرسين والتربوين كمرض ينخر جسد التعليم وقواعد التربية واخلاقياتها وتعاظم اعداد الشهادات المزورة وانتشار المخدرات بين صفوف الطلبة والترويج للمفاهيم الصفوية وعدم انتظام الدوام الرسمي لكثرة الزيارات المليونية للاماكن الدينية المقدسة في كربلاء والنجف والكاظمية والتفجيرات والازدحامات اليومية والمداهمات وغلق الشوارع واداء العمرة خلال العام الدراسي!!والصلاة اثناء الدروس!! وغيرها.وانحسار واقع تدريس اللغة العربية بربوع منطقة الحكم الذاتي لان حكامها يعملون على ( تكريد ) مناهج التعليم والثقافة,فأنتشرت مئات الالوف من الكتب والصحف والمجلات والروايات والنتاجات الادبية والعلمية العالمية المترجمة لللغة الكردية التي تعاني من عدة لهجات وصدور اكثر من الف مطبوع يومي واسبوعي وشهري وعشرات القنوات الفضائية والارضية الناطقة بنفس اللغة,مدعين ان ( تكريد الثقافة ) من ملامح تأسيس الدولة الكردية الجديدة وبناء الشخصية المميزة وداعم اساسي للاحتفاظ بالهوية القومية لهم!!.وخلو المكتبات العامة والخاصة والارصفة من الكتب والكراسات والصحف والمجلات وقصص الاطفال!! المكتوبة.اما بللغة العربية.

 

اما التعليم العالي فيعاني من تدمير البنى التحتية والمعدات والمختبرات. والاعتداءات اليومية على اساتذة الكليات والمعاهد.وتدخلْ الاحزاب والمليشيات الطائفية بشؤون الطلاب,ومعانات ساكني الاقسام الداخلية التي انتشرت فيها ظاهرة الشذوذ الجنسي بين الاناث ( السحاق ) التي تحرمها الاديان وتنبذها الاعراف فانتشرت بنسبة 14% داخل القطر, وفي سجون النساء والمناطق التي تعاني ضعفا في المستوى الاخلاقي والاجتماعي والديني, وكثرة المواقع الاباحية ومقاطع الفيديو في الموبايلات, ووجود عامل الغربة والمعاناة وانتشار زواج المتعة بين اوساط الطلبة الجامعيين والموظفيين والذاهبيين للزيارات المليونية!!,.بتشجيع من رجال الدين والاحزاب الطائفية الموالية لطهران.ودخل النفوذ الصفوي قطاع السينما والمسرح لاستثمار دور العرض ببغداد ( سمير اميس, والنصر, واطلس,ومسرح مكي عواد ) وترميم الافلام السينمائية القديمةّّ!! وانتشار ظاهرة اطفال الشوارع اللذين يتعرضون يوميا للتحرشات الجنسية والمخدرات والكحول نتيجة لارتفاع مستوى الفقر والفقراء والايتام بعد الغزو التحريري!!. وقام المتربعين على بغداد العز والكرامة بتغيير اسماء بعض الشوارع والجسور والساحات والتقاطعات والمجسرات ,فتحول شارع مطار الشهيد صدام حسين الى ( الشهيد محمد باقر الصدر ) !!! وشارع مطار المثنى الى ( الشهيدة العلوية بنت الهدى ) !! وحي 7 نيسان في البلديات / بغداد الى حي 9 نيسان يوم احتلت بغداد!!.اما الارشيف اليهودي التوراتي الذي كان موجودا في العراق قبل احتلاله ,فقد سرقته الولايات المتحدة الامريكية خلال غزوها له وربما نقل للكيان الصهيوني تحت الحصانة والحماية الامريكية, المتكون من عشرات الالاف من القطع الاثرية ( 48 الف حاوية تحتوي على ملايين الوثائق كتبت 70% باللغة العبرية منها و25% باللغة العربية و5% باللغات الاخرى.

 

وهناك مصادر تفيد عن فساد وصفقات مالية سرية مشبوهة بين سياسيين عراقيين دخلوا مع المحتلين وشخصيات صهيونية جاءت لبغداد بصفة سياحية للمساهمة بنقل اجزاء منه. ويسعى الحكام الطائفيين على جعل بغداد عاصمة للثقافة العربية عام 2013 في حين اغلب مسارحها وقاعاتها ومنتدياتها وصالوناتها محطمة ومتروكة, ومخازن ودور ( حواسم ) وورش ومآرب للسيارات المسروقة لتفكيكها وتغيير معالمها ,بأستثناء المسرح الوطني الذي تنظم فيه الفعاليات السياسية لحكام المنطقة الخضراء!.وماذا سيشاهد زوارها !! عن نقص الخدمات وانتشار النفايات في الشوارع والزوايا والجدران الخرسانية التي تفصل احيائها. ففي المربد التاسع ( 9 سنوات على الاحتلال حسب تقويمهم ) الذي انعقد مؤخرا في البصرة وجهت الدعوة لادعياء الشعر!! واعطيت لهم هويات وبطاقات الدعوة!! وهم في حقيقتهم صباغي احذية وبقالين وهتافيين ,يدعون ان النظام السابق قد همشهم وظلمهم!!.

 

وما رافق انعقاده من سوء التنظيم وعدم الانضباط و وضعف المستوى الفكري والادبي . لقد هجرت الاسر العراقية دور السينما والمسارح بعد الاحتلال لكثرة المليشيات وتدخلها الشائن بشؤون الثقافة والفن والابداع. ولخوفها على حياتها لعدم وجود الاستقرار الامني. ولانه انبثقت فيه اقدم حضارات العالم ,ففي بطون اراضيه الالاف المواقع الاثرية التي لازالت عرضة للسرقة وتجارة التهريب والحفر العشوائي من قبل الاهالي والعشائر.فهناك كنوز غير مكتشفة وآثار بكل قرية وبلدة,بسبب قلة الدعم الكافي للتنقيب وضعف الحراسة على اغلب المواقع الاثرية .

 

فحتى جلال الطالباني اهدى احدى القطع الاثرية الثمينة لوزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون .علما بان القانون العراقي لايجيز اهداء القطع الاثرية.وقيامه خلال انعقاد مؤتمر قمة بغداد عام 2012 باهداء بندقية صيد نوع برنو تعود لمقتنيات الشهيد المرحوم صدام حسين لامير الكويت والتي تدخل من باب المال العام وانها ارثا وطنيا صداميا وهما غير جديرين بحملها.وكذلك قيام ابراهيم الجعفري باهداء سيف سيدنا الامام علي بن ابي طالب ( كرم الله وجهه ) لمحتل ومدمر العراق وقاتل ابناءه وحرائره ورئيسه الوطني العروبي الشهيد صدام حسين, وزير الدفاع الامريكي رامسفيلد.وهناك صراع بين وزارة النفط وهيئة الاثار بالعراق حول شق خط انبوب نفطي يكون طريقه داخل مدينة بابل الاثرية التأريخية.كاشفا عن معضلة لمن ستكون الافضلية بالحفاظ على تراث العراق الخالد, ام لانابيب النفط لغرض سرقته!!.ولان المالكي يقرب الجهلة ويجافي العلم والعلماء ويهمش الخريجين.

 

فاصدر قرار ( بمنح المختارين ) واللذين اغلبيتهم من الاميين ( درجة معاون مدير عام ) !!.ويستقطب حزبه الشباب لضمهم لصفوفه ومليشياته وتعيينهم بصفة عقود مخصصا 70% للذكور و30% للاناث.وهذا وأدأ للمرأة العراقية!!.وبرزت ممارسات مايسمى الاعلاميين الشباب المحسوبين على صحف ومجلات والقنوات الفضائية للاحزاب الحاكمة, الغير مهنية واللاخلاقية لانهم ذو مزاج حاد وتعصب طائفي, يدعون بانهم مظلومون ومهمشون خلال الحكم الوطني السابق!!لايمتلكون اسلوبا مهنيا واعلاميا .9سنوات على اسوا واخطر احتلال في معادلاته الاجتماعية لم يتقدم العراق خطوة واحدة جعلته يعيش بمستنقع الخيانة والعمالة والخسة والارتباك والظلامية وتراكم الاخطاء وتناسل الصراعات وحكامه الجدد هم اصل المشكلة .يعملون على تحطيمه طالما لايمس شخصياتهم النرجسية!! – والتي كانت لاتوصف الا بالذل والمهانة والخنوع في مواخير ودهاليز قم وطهران ولندن وواشنطن والكيان الصهيوني.كانوا لايستطيعون الوصول والاقتراب من الحدود العراقية طيلة حكم حزب البعث العربي الاشتراكي وقائده المفدى صدام حسين.يمتازون بحميمية النخاسة لانهم مثل اللصوص يتعانقون قبل فتح الخزنة ويتقاتلون بعد كسرها.الغوا دور العراق الوطني والقومي والتحرري والانساني والحضاري بعد اجتثاثه!!.فهم قبلوا بمجلس الحكم ليحكموا شهرا واحدا لنموذج هزيل بظل الاحتلال في عالم الحكم لم يشهد له التأريخ مثيلا وصاروا مثالا للتندر بالعالم .مشكلة هؤلاء انهم منقادون لمراجعهم العليا والعظام!! في قم وطهران والنجف.لذلك لاتوجد ثقافة احتجاج واعتصام واستنكار والمطالبة بالحق والحقوق رغم مأساة الاحتلالين الامريكي والصفوي والسجون والمعتقلات السرية والعلنية وضعف الخدمات.

 

فعندما خرج الشعب للتظاهر ضد ممارسات المالكي الاجرامية,سارعت هذه المراجع والفقهاء!!! لتحرمْ التظاهر!! ليطمأنوا الفاسدين وسارقي قوت الشعب , بانها توقفت ولن تخرج ضدكم لانكم جئتم عبر صناديق الانتخابات والاصابع البنفسجية!!فما عليكم الا بزيادة رواتب الموظفين والمتقاعدين وفتح القروض والسلف لهم وتوفير مادة الكاز للمولدات الشعبية والقماش الاسود والاخضر للزيارات المليونية وحضور ( الزينبيات ) تنظيمات الغلام المجرم مقتدى,للقيام بتدليك ومساج الزائرين!!.
 

 

 





الاثنين ١٩ شعبــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / تمــوز / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حسين الربيعي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة