شبكة ذي قار
عـاجـل










العاصــــــــــفة

 

 (( واعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقو ))

 

 

لا يختلف اثنان في أن سرّة السياسة الدولية الآن  هي المنطقة العربية فمن يحكم  سيطرته على  هذه المنطقة يؤسس لفعل حضاري يتجاوز حدوده الجغرافية و البشرية ليصبح فعل إنساني ذا تأثير شمولي تماما كما كانت في مختلف المراحل التاريخية المؤسسة للحضارة البشرية أو الدافعة لها إلي أمام ... فمن خلال هذه المنطقة و من حولها عرف التاريخ البشري أبرز تحولاته الكبرى المادية و المعنوية الفكرية بمفهوم الجسر من ناحية و من ناحية أخري بمفهوم المنتج للفعل الحضاري بآفاقه الإنسانية الجامعة و في عديد الحالات على حساب سكانها في التاريخ القديم أو الوسيط أو الحديث كالصراع الانكليزي الفرنسي الذي تمحور في نهايته حولها و انتهى إلى اتفاقية سايكس – بيكو التي أنهت العداء بين المسيحية و اليهودية ... على حساب العرب حتّى الصراع بين العالم الرأسمالي و العالم  الاشتراكي حسم على حساب هذه المنطقة بما أفضى في نهايته من استهداف أمريكي مباشر للمنطقة  ممثلا في أزمة الخليج الأولى والثانية واحتلال العراق و ما طرحته من  تساؤلات عديدة ذات علاقة بخلفية هذه الأزمة لازالت أجوبتها معلقة هل هي موارد الطاقة أم أمن الكيان الصهيوني أم النموذج التنموي في العراق ؟ استهداف فتح الباب علي مصراعيه  أمام أزمات أخرى متعددة و متداخلة و لكنها ترتبط بالسلم العالمية ... كأزمة الشرعية الدولية و الأمم المتحدة و أزمة النظام الدولي ، هل هو نظام للأمن الجماعي كما تحاول الولايات المتحدة تصويره أم نظام توازن للقوى لا بد من أن يكون لدول العالم الثالث دورا في صياغته كما طرح العراق خاصة بعد التراجعات الجوهرية التي عرفتها دول الكتلة الاشتراكية سابقا و ما صاحب ذلك من اختلال في العلاقات الدولية... و كانت ضريبة موقفه هذا الاحتلال ووضعه موضع الإلغاء هوية بالنسبة للشعب و جغرافية بالنسبة للمنطقة ...من ناحية و من ناحية أخري ... مؤشرة دخول المنطقة العربية التي مثلت في مختلف الأزمنة حقبة كانت أو محطة تاريخية وإلي اليوم جسر تواصل أزمة بنيوية لا في المجال السياسي و الاقتصادي بل في ما هو اجتماعي و ثقافي في ذات الوقت.. مشكلة منخفضا للضغط  السياسي بصيغتي الرؤية و الهيكلة جعلتها محل استقطاب لكل من له مصلحة حد * العاصفة *  بصيغة توترات  تظهر بداخلها ناجمة عن الضغوط الهائلة التي تمارس عليها أسوة بل أكثر أذية  مما مورس عبر التاريخ  بقصد هدمها أو سدها أو تعويقها كجسر تواصل و منطقة إبداع مساهم في البناء الحضاري للإنسانية  ... توترات تتجه نحو اتخاذ شكل *التسونامي* الذي يؤكد حضور فكرة الإلغاء لهذا الجسر التاريخي و الحضاري... فكرة تطرح جملة من التساؤلات  أولا :حقيقة النظام الدولي وأهدافه من المنطقة ؟ ثانيا : عجز في مكونات هذا الجسر التاريخي الحضاري للبشرية أم ضغوطات خارجية و داخلية  ؟ ثالثا :آفاق التطور المستقبلي لهذا الجسر ؟

 

 I ـ النــــــظام الـــدولي وأهدافه من المنطقة :

يعرف النظام الدولي علي أنه مجموعة من المبادئ و القيم و الضوابط الجماعية التي تعمل علي تسيير العلاقات الدولية في مختلف المجالات كميثاق دولي ملزم للجميع ...

تعريف عام ظهر منذ النهاية السياسية للنظام المبني علي توازن القوي الكلاسيكية مع نهاية الحرب العالمية الأولي و تطور في ظل ثنائية الاستقطاب الدولي مع نهاية الحرب العالمية الثانية و لا زال قيد التشكل دون أن يغادر مرتكزات نشأته التي أنبني عليها منذ مؤتمر فينا 1815بالرغم مما أضيف إليه من قيم و مفاهيم بصيغة الديباجة و ما امتلكه من آليات رقابة و تنفيذ...كما تحددها مظاهر تطوره من ناحية و تعدد الأصوات المنتقدة له .

 

1 ) . مـــظاهر تطور النظام الدولي

 

أ  ـ سياسة توازن القوى الكلاسيكية :

 

على سؤال :" ماذا نعني بمجتمع الأمم  Société des Nationsيجب المؤرخ جاك باينفيل"... هو التوازن المنخرم مكان التوازن الحقيقي" ( 1 ) . في حين يذهب ولسن صاحب فكرة جمعية الأمم إلى عكس ذلك من خلال اعتقاده بأن سياسة التوازن سياسة عقيمة بل أبعد من ذلك بحملها مسؤولية اندلاع الحرب العالمية الأولى و يحذو " روزفلت" حذوه عندما يؤكد و بعد عودته من مؤتمر يالطا1945 فشل سياسة التوازن طيلة قرن كامل داعيا إلى تعويضها بهيئة الأمم المتحدة ضمن مفهوم للأمن الجماعي .عمليا و منذ سنة 1919 لم تتمكن العلاقات الدولية من العمل ضمن هذا المفهوم و بقيت مقيدة إلى قوانين و مبادئ سياسة توازن القوى الكلاسيكية و اليوم يستطيع المرء التأكيد على أن هنالك إعادة اعتبار إلى هذه المبادئ بالتوازي مع إعادة صياغة للمفاهيم و العناصر المعبرة و المرتكزة إليها سواءا ميدانيا أو سوقيا* وهو ما تنبه إليه الأستاذ صدام حسين منذ 1975 في مداخلة هامة تحمل عنوان " نضالنا والسياسة الدولية" ( 2 ) .فما هي تجليات هذه النظرية؟

 

يقول " فريديريك قانتر"... ما يطلق عليه الإنسان عادة سياسة توازن القوى هو مجموعة القوانين ( الشرعية – السيادة،... ) القائمة إلى جانب القلة أو الكثرة من الدول المتعاقدة أو المتحالفة بين بعضها البعض و التي لا يحاول أي منها إلحاق ضرر باستقلال أو مصالح الآخرين دون أن يلحق خطرا بتلك القوانين و بنفسه كذلك أو يؤدي فعله أو أفعالها – الدول – إلى إثارة ردود أفعال من أي طرف كان..." ( 3 ) . مبادئ تجد تفسيرها في أحداث القرن التاسع عشر من خلال ثلاث مظاهر : انكسار الدولة العثمانية و الإمبراطورية النمساوية المجرية و الظاهرة الإمبريالية. فالمسالة الشرقية تتوضح في جانبها العالمي من خلال الصراعات المتكررة بين الإمبراطورية العثمانية و القوى الأوروبية و ما أحدثته هذه الصراعات من تقابل في السياسات الدولية آنذاك ( 4 ) . و في النصف الثاني  من القرن التاسع عشر ظهرت المسألة النمساوية بعد اهتزاز قوة هذه الإمبراطورية  إثر حروب 1859 و 1866 إذ كانت النمسا و حتّى ذلك التاريخ تملأ بقوّتها منطقة وسط أوروبا من خلال قيادة و تنظم الدويلات الألمانية و الإيطالية و بذلك تعدل  ميزان القوى بين الدول الكبرى إلاّ  أنّه و كنتيجة لتراجع القوّة النمساوية و الروسية إثر حرب القرم  عرفت أوروبا و العالم وضعية عدم توازن تمكنت الحركات التوحيدية الألمانية و الإيطالية من توظيفها خالقة بذلك توترات عالمية جديدة و قع تقنينها إلى حدّ ما من خلال الظاهرة الإمبريالية المتمثلة في اندفاع أوروبا و الولايات المتحدّة و اليابان نحو الاستعمار أي سدّ الفراغات السياسية و الاقتصادية في منطقة ما وراء البحار باستخدام القوة محدثة توترات جديدة على المستوى العالمي غطت التوترات القديمة... و لكنها ومع بعضها شكلت العوامل الأساسية لاندلاع الحرب العالمية الأولى. ( 5 ) وتحت طائلة هذه المبادئ السياسية العامة في العلاقات الدولية عرف التاريخ الأوروبي ومن خلاله التاريخ الحديث للعالم أربع محطات رئيسية بكلام آخر عرف توازن القوى الدولية أربع فترات فمن سنة 1492 إلى 1648-1659 فترة صراع ضد التفوق الإسباني و من سنة 1648 إلى 1815  فترة صراع ضد التفوق الفرنسي في حين تميزت الفترة الممتدة بين 1815 إلى 1890 – 1914 بفترة توازن القوى ( ثنائية الاستقطاب الفرنسي – الإنقليزي ) أما فترة 1919 إلى 1945 فهي مرحلة قطع الطريق أمام التفوق الألماني .

 

فما هي المبادئ التي إنبنت عليها العلاقات الدولية في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية و هل عبرت عن الأمن الجماعي أم توازن قوى كلاسيكي؟.

 

ب ــ الأمم المتحدة : نظام للأمن الجماعي أم نظام لتوازن القوى الكلاسيكي.

 

في ظل غياب القوى الكلاسيكية و مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية ، ظهرت توترات سياسية ناجمة عن الفراغات التي تشكلها غياب هذه القوى على المسرح الدولي أو تراجعها " فرنسا، إنقلترا ، اليابان ، وسط أوروبا" لذلك عرف العالم ظاهرة انجذاب القوى الغير متوازنة التي تعني انكسار أو تراجع قوة أو مجموعة قوى يؤدي إلى ظهور فراغات سياسية تؤثر على القوى المجاورة أو المتأثرة بتلك القوة أو مجموعة القوى المتراجعة أو المنكسرة مما يجعلها تبحث على إعادة الاعتبار لنفسها من خلال مظلة أوسع لحمايتها . وكانت الأمم المتحدة مهيأة من خلال ميثاقها و هيئاتها إلا أن الدول فضلت طوعا أو كراهية ما هو عملي و ما يعبر عن مصالحها وهي السياسة التي قادت إلى ظهور الكتلتين منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية و بالتالي أصبحت الأمم المتحدة هيئة  لتشريع مبادئ التوازن الكلاسيكي عوضا عن هيئة للأمن الجماعي ضمن منطق مغاير و بالاعتماد على مبادئ جديدة غير تلك التي عرفتها العلاقات الدولية في فترة ما قبل الحرب إذا أضحت الشرعية و السيادة في القانون الدولي مبادئ خاضعة للمصالح تتغير بتغيره ( 6 ) . فالكتلة الشرقية ( سابق ) تدافع عن امتدادها من خلال الكلام عن حق الشعوب في امتلاك إرادتها و تنظر للدور المهم و المتميز للعوامل الاجتماعية في السياسة الدولية و تسقه نظرية توازن القوى و تعتبرها أداة نظرية للرأسمالية داعية " للأمن الجماعي" في حين نرى السياسة السوفياتية و منذ نهاية الحرب العالمية الثانية قد استوعبت و وظفت نظرية توازن القوى الكلاسيكية ففي سنة 1960 يطالب خروتشوف للموافقة على تحسين العلاقات و على توازن القوة   بين الكتلتين الشرقية و الغربية المراقبة الدقيقة و المتكررة للتطور العسكري و الاقتصادي و البشري و عناصر أخرى مادية  و معنوية .

أما يرجنيف فهو يدعو إلى اتخاذ مبدأ الإحصاء الداخلي للقوة المتوازنة و سحب المراقبة عليها كما يدعو إلى وضعية تتحدد داخلها استقلالية الدول الصغرى  وهي حالة لم تكن مطلوبة حتى في القرن التاسع عشر. ( 7 ) و لم يتوان في التعبير عن هذه السياسة عن استخدام القوة حتى خارج الحلف ( 8 ) . و إذا كانت السياسة السوفياتية ( سابق ) تعرف تناقضا بين الفكرة و الممارسة فالسياسة الأمريكية كانت واضحة و طموحة في تدعيم نظرية توازن القوى الكلاسيكية بدلا عن سياسة الأمن الجماعي فهي تنطلق منذ الستينات من أنه يمكن مكان النظام العالمي القائم على قطبين إحلال نظام عالمي أكثر ديناميكية يقوم على تعدد الأقطاب وهي السياسة التي طورها و نظر لها أستاذ العلوم السياسية في جامعة هارفردو وزير الخارجية الأمريكية سابقا هنري كسنجر المتأثر إلى حد بعيد بدبلوماسية المؤتمرات لكل منMetternichs  و Castlereaghts و التي وصفها بنوع من الاستحسان في كتابه " دبلوماسية الدول العظمى " ( 9 ) . فهو يحاول استخلاص العديد من عناصر نظرية توازن القوى الكلاسيكية ليجعلها صالحة لنظام التوازن الدولي القائم مؤكدا على أن هذا النظام يحتوي على حد أدنى من ا لضمانه بالنسبة للسلم العالمي كنتيجة لتوازن الرعب بين القطبين و لكنه لا يضمن أي حركية للسياسة الأمريكية لتحقيق التفوق.و بالعقلية التجارية ( الرأسمالية ) نظريا لا و جود لعدو أو لصديق دائم و إنما مصلحة دائمة و- عمليا- عدو عدوي صديقي و عدوي يمكن أن يكفله صديقي ( 10 ) . و من خلال السياسة الواقعية لريتشارد نيكيسون و سع نظام القوتين ليفسح المجال أمام الصين كقوة ثالثة قابلة للنقاش خالقا بذلك نوعا من الأخذ و الرفض داخل القوى الكبرى الأخرى ليصل بها إلى وضع تكون ردود أفعالها مرنة بحيث لا تتمكن من مراقبة انتقال السياسة الأمريكية من هدف إلى آخر ( 11 ) . وهو ما يسمى " إستراتيجية الجواب المرن". إن نظام التوازن العالمي و حسب هذه الإستراتيجية يمكن توسيعه حسب كيسنجر ليصبح نظاما دوليا رباعيا من خلال أوروبا الموحدة و بالتعاون مع اليابان و بقية دول العالم يمكن خلق نظام أمن جماعي  بين الدول الصغيرة الفقيرة من ناحية و من ناحية أخرى الدول الغنية الكبرى و هكذا و كما هو الأمر في فترة التوازن الكلاسيكي يمكن خلق حالات من التوازن الإقليمي. وهو ما تسعى السياسة الأمريكية إلى تحقيقه كالتوازن الأوروبي ( نزع السلاح، الوحدة الألمانية، تفكيك حلف واشو ) . و التوازن في المحيط الهادي ( الضغط الاقتصادي على اليابان ، القبول بتغير النظام في الفيليبين ، المسألة الكمبودية ، المفوضات بيت الكوريتين ) و التوازن في الشرق الأوسط ( كامب دافيد ، الحرب الإيرانية –  و أخيرا أزمة الخليج ؟ ) هكذا تصور أمريكي أثار عديد الانتقادات فما هي مظاهرها؟ . 

 

1 )    . نـــــــقد النظام الدولي :

 

إن النظام الدولي  الذي حكم العلاقات الدولية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية قد أثار العديد من الانتقادات تدرجت من الانتقادات المرنة لتأخذ شكلها الحاد في أزمة الخليج الأولى و الثانية فما هي هذه الانتقادات؟ و ما هي خلفيتها ؟

 

أ ـ النقـــــد النظري

 

أول المنتقدين كانوا من الساسة و المؤرخين الأمريكيين مثال أورغنسكي ، زوز كرنس و شرود ( 12 ) . الذين يعارضون سياسة التوازن المبنية على توازن القوى و يؤكدون فشلها كما فشلت سياسة توازن القوى في القرن التاسع عشر التي قدمت سلما ممسوخا انتهى بحرب مدمرة كما أن هذه السياسة لم تقدم أي حل حياتي للدول و الشعوب الصغيرة كما هو الأمر بالنسبة لبولونيا في القرن التاسع عشر و هي الآن تؤدي إلى العديد من الحروب بالنيابة أو الحروب الإستباقية – الوقائية و بذلك فهي تفتح الباب واسعا لسباق التسلح بالرغم من أن هذه السياسة إذا أخذت كمبادئ و طبقت ميكانيكيا  تبقى عاجزة عن وضع حد تتوازن عنده القوى من الناحية الجغرافية و الاقتصادية و البشرية و العسكرية زيادة على ذلك كله فإن هذه السياسة حركت المسألة  الاجتماعية ليس فقط على المستوى الوطني أو القومي بل دفعتها لتصبح مسألة عالمية** أضحت حلولها الكيفية صعبة للغاية دون اختلال هذا النظام و بشكل عام فهذه السياسة تركت الباب مفتوحا أمام مشاكل الحرب والسلم .

 

ب ـ نقد من داخل القوي المكونة للنظام الدولي فرنسا مثال .

 

الانتقاد الثاني مثلته السياسة الخارجية لفرنسا التي لازالت نقدا محتشما انطلاقا من الانسحاب الفرنسي من هيئة الأطلسي، ديغول و سياسته الشرق أوسطية و صولا إلى الموقف الفرنسي الأخير الداعي إلى عدم تجزئة الشرعية الدولية .

 

إن هذا النقد بالرغم من صحته من الناحية التاريخية و دوافعه الآتية التي يوضحها التخوف من انتقال المسألة الاجتماعية من إطارها القومي إلى الإطار العالمي أي بشكل آخر كيفية مواجهة الحركات و التوجهات الاستقلالية  سياسيا و اقتصاديا في بلدان العالم النامي . فهي كانتقادات لم تقدم أي شكل تنظيمي للمرحلة الراهنة و لا طرحت حلولا يمكن الاستفادة منها مستقبليا .

 

ج ـ نقد مجوعة عدم الانحياز العراق مثال .

 

كانت من قبل مجموعة عدم الانحياز التي دعت و منذ تأسيسها إلى إعادة النظر في النظام السياسي و إلى إعادة توزيع الثروات في العالم و  خاصة مسألة التكنولوجيا و إنهاء سياسة السيطرة و التحكم و التدخل في الشؤون الداخلية و قد لعب العراق بقيادته خلال الثمانينات و التسعينات ( رغم ظروف الحصار ) دورا متميزا فيها خاصة منذ مؤتمر " هافانا" جعله محل ثقة دول هذه المجموعة ليحتضن مؤتمرها السابع ( الذي عقد لاحقا في الهند نتيجة ظروف الحرب الإيرانية أنذلك ) و العراق من حيث المبدأ لا يرفض سياسة توازن القوى و لا يرفض مبدأ توسيع نظام القوى الدولية و لكنه يرفض استثناء الأمة العربية و العالم الثالث من أن تكون أو يكون ممثلا في هذا النظام و يرفضه بالشروط الأمريكية ( 13 ) . لذلك كانت ردود الفعل الأمريكية ضد سياسة العراق و منهجه الاستقلالي عدائية . عدائية تمثلها عدة محطات أهمها: * ) المسألة الكردية و سياسة الشاه العدائية  و لا ننسى هنا عمالة الملا مصطفى البرزاني والد مسعود الببرزاني للإدارة الأمريكية . * ) الحرب الإيرانية العراقية و مسألة تزويد إيران بالسلاح ( إيران – غيت / كونتر ) . * ) مسألة نقل التكنولوجيا و أزمة المكثفات. * ) أسعار النفط   و دور بعض دول منظمة الأوبيك و خاصة العرب ( الإمارات – الكويت ) في ذلك الأمر الذي يعني إعلان حرب ( 14 ) . فكان النقد العراقي لهذه التجاوزات الأمريكية أول تهديد مباشر لإستراتيجية الجواب المرن الأمريكية ممثلة في أزمة الخليج من بدايتها و حتى الآن و ما يمكن أن تفرزه في صفحاتها الجديدة التي تمثلها المقاومة البطولية للاحتلال والتي هي في حاجة لاعتراف سياسي رسمي سيكون حتما الضربة النهائية لإستراتيجية الجواب المرن الأمريكية خاصة و أن الفعل العراقي من القوة بحيث باتت فيه السياسة الأمريكية مكشوفة و في مأزق أمام أصدقائها قبل أعدائها و دليلنا على ذلك تذبذب الأهداف التي جعلت الأمريكيين ينتقلون و بهذه الكثافة إلى الخليج فهي مرة من أجل حماية السعودية و مرة من أجل حماية مصالح العالم المتحضر ( أزمة الخليج الأولى ) و مرة من أجل القيم الحضارية ومن أجل السلم العالمي ( الأمريكي ) من رجل اسمه صدام حسين و ليس آخر من أن الرد العراقي ( على السياسة الأمريكية ) يهدد النظام  العالمي الجديد الذي هو قيد التشكل طارحين انخراط المنطقة في مشروع امن إقليمي ( توازن شرق أوسطي ) ما أصطلح على تسميته لاحقا " الشرق الأوسط الكبير". إذن المسألة ليست مسألة الكويت و شيوخها و لا الخليج و أمرائه و ملوكه ( الأزمة الأولى ) و لا أسلحة الدمار الشامل التي لم يجدوها و لن يجدوها و لا الإرهاب ( الذي إبتدعته أمريكا نفسه ) و إنما مسألة النموذج العراقي المستقل في قرارته و اتجاهات التنمية*** التي اتبعها هل يقبل مشروع الأمن الإقليمي أي الانخراط في السياسة الأمريكية و ما يترتب عن ذلك من تنازلات إذا لا فلا بد من جعله قابلا للمشروع ( سياسة الابتزاز التي مورست على العراق خلال سنوات الحصار ) **** أو ساكتا عنه و حتى يسكت لا بد من تجريده من عناصر قوته ( أزمة الخليج الثانية ) أي إسقاط السلطة الشرعية و تنصيب سلطة عميلة أطرافها ظاهريا" معارضة عراقية " و عمليا تجمع لأطراف و سياسات متداخلة و متضاربة لا تجمعها إلا العمالة لأمريكا و كرهها للوطن قيادات لأناس احترفوا التهريب واعتمدوه كمصدر للثروة نشاط يزدهر عندما يغيب نفوذ السلطة المركزية في العراق ممثلين في القيادات الكردية ( برزاني – طالباني ) إلى أناس موظفة في مكاتب وزارة الخارجية الإيرانية ( اعتماد الوضع في العراق للمساومة في النقاش الدائم حول الملف الإيراني ) ممثلين في" حزب الدعوة-  المجلس الأعلى للثورة الإسلامية – الحوزة : السيستاني – الصدر" . إلى بعض بقايا الحالمين بإمكانية ظهور نسخة للثورة البلشفية بتوقيع من ( السفير ) الحاكم العسكري الأمريكي للعراق إلى جانب التأسيس لضرب مقومات الوحدة الوطنية لدولة لم تعرف في تاريخها الحديث سلطة إشراف ذات تركيبة عرقية أو طائفية و ذلك بالعمل على زرع جذور الفتنة الطائفية و العرقية سياسيا و اجتماعيا كما توضحه تركيبة السلطة العميلة المنصبة أمريكي ( من مجلس الحكم الانتقالي صولا إلي مختلف حكومات المحاصصة الطائفية و لعل أكثرها بشاعة وخسة العملية السياسية المخابرتية القائمة حالي ) شكل ديمقراطي مسخ قادم على ظهر دبابة. و بذلك تقدم أمريكا أسوء  و أرذل مثال لما يمكن أن تكون عليه الديمقراطية والمعارضة في العالم النامي... إلى جانب تقديمها مثالا غاية في القذارة السياسية و الأخلاقية ممثلة في الاعتداء على دولة و فرض عملائها أطرافا " شرعية" .... أمر يمثل جزء من سياسة التهديد و الترغيب و الدبلوماسية المدعومة بالقوة ( 15 ) التي أصبحت تمارسها أمريكا بعد أن أصبحت القوة الوحيدة المتنفذة من ناحية و السياسة التي تشجع أطراف دولية أخرى على إتباعها خالقة بؤر توتر متعددة داخلية ( على مستوى الدول : تأزم اقتصادي ،  إرهاب ) خارجي ( على مستوى العالم : محور شر و محور خير ) لتمرير سياستها القذرة تحت لافتة أخلاقية لا غية دور المنظمات الدولية . و تحت هكذا سياسة يتراكم و تتوسع دائرة الدمار و التجويع و القتل و نهب مدخرات الشعب العراقي ( 16 ) بمختلف فئاته و مكوناته أمام أنظار العرب الذين تناسوا أن العراق عمقهم السوقي ( الإستراتيجي ) بشريا و ماديا و معنويا و الذين لم يتجرؤوا على إدانة الاحتلال و لا سمحوا حتى لمنظمات المجتمع المدني بالتعبير عن رأيها سواء في إدانة الاحتلال أو أفعاله السافلة ( معتقل أبو غريب – معتقل الديسكو الموصل ـ تسليم أسري الحرب و اغتيالهم .المحكمات المهازل و التفا هات القانونية و الشرعية  ) أو ما تمارسه العصابات ( ما يسمي أحزاب العملية السياسية في العراق ... و فرض شرعيتها علي عديد الأطراف الدولية ) التي سلمها الاحتلال السلطة بصفة أداة علنية و يوجهها بالتبادل مع حليفه الغير معلن ظاهريا و المكشوف فعلي ( إيران ) بما يخدم مصلحة كل منهما و طبقا للظرفية. و يبقى مجتمع الأمم "المتحضرة " يقدم المساندة للسياسة الأمريكية بمفهوم المتفهم الجبان ( صيغة المصالح ) و يزايد إعلاميا بحقوق الإنسان عندما يتعلق الأمر برهينة غربية تقع في يد أطراف تعتقد أنها تقدم دعما للوطن حسب اجتهادها و لا يحركهم قتل الأطفال المبرمج في شكل إبادة جماعية من مدينة إلى مدينة في العراق أو الاعتداء على الأعراض واغتصاب النساء وسجنهم أو تصفية الكفاءات بل البعض منهم تبرع للمشاركة في ذلك و رهن شعب بالكامل و تهجير جزء هام منه و العمل علي تغير بنية المجتمع ديمغرافيا .. نتيجة العدوان تحت تعلات واهية لا لشيء إلا لكونه قال لا للنفوذ الأمريكي و لا للنظام الدولي الجديد بالصيغة التي تستثني المنطقة العربية و تضعها علي طاولة التشريح لفائدة قوي دولية ...و ينتظر مجتمع الأمم " المتخلفة" مندهشا نهاية السباق و كأن العراق لا يمثل امتدادها أو أحد أعضائها الفاعلين .. فعل أمريكي جعل من السؤال    لماذا و إلى متى السكوت عن الاحتلال و إرهاب الدولة الذي أصبحت الولايات المتحدة تشرع له وتختبر نجا عته في الساحة العربية  تحت يافطة نظام دولي جديد  فما هي طبيعة هذا النظام الجديد و ما هي الأهداف الحقيقية  من ذلك  ؟

 

IIـ النظام الدولي الجديد الأهداف و الآليات .

 

1 )    . النظام الدولي  الجديد

 

تتجه معظم الدراسات  كمنطلق  في نشأة و  تعريف النظام الدولي الجديد إلي المصطلح الذي استخدمه الرئيس الأمريكي "جورج بوش الأب" في خطاب وجهه للأمركان بمناسبة إرسال القوات الأمريكية إلي الخليج العربي بعد أسبوع من اندلاع أزمة الكويت أوت 1990 ...من خلال تقديم جملة أفكار تبرر و تسند القرار المتخذ من قبل إدارته في التدخل العسكري المباشر في المنطقة بعد ما منيت به  إدارته من فشل في ما اتبعته من سياسة احتواء للعراق تراوحت بين الحروب بالنياية و الضغط الاقتصادي و التكنولوجي و التي تجد تعبيرها في أكثر من محطة منذ أن أمم العراق النفط سنة 1972 و خاصة خروجه أكثر قوة و منتصرا علي إيران في حرب دامت أكثر من ثماني سنوات... أفكار  تمحورت حول " عصر جديد ..حقبة للحرية ...زمن السلام لكل الشعوب "...و في ظل تفاعلات الأزمة السياسية و الإعلامية و في 11سبتمبر 1990 أشار ذات الرجل الي اقامة *نظام عالمي جديد* متحررا من الارهاب فعالا في البحث عن العدل ... مضيفا " عصر تستطيع فيه كل أمم العالم غربا و شرقا شمالا و جنوبا .. أن تنعم بالرخاء و تعيش بتناغم " . ( 17 )

 

ـ التعريف و المفهوم

 

جملة أفكار تلقفتها مراكز الدراسات وأجهزة متعددة أخري لتصيغ مفهوما لهذا النظام الدولي و رؤى تبريرية لتجعل منه حقيقة مفعلة ميدانيا من خلال القول من أن هذا النظام الدولي الجديد ما هو
الا مجموعة القوانين والقيم الكامنة التي تفسر حركة النظام الدولي السائد بإضافة " يافطة تقول بتبسيط العلاقات وتجاوز العقد التاريخية والنفسية والنظر للعالم باعتباره وحدة متجانسة واحدة. والنظام العالمي الجديد، أي ترشيد النظام القائم  الذي يضم العالم بأسره  من خلال إلغاء انفصال أو انقطاع بين المصلحة الوطنية والمصالح الدولية وبين الداخل والخارج. وهو بذلك فهو نظام  يضمن الاستقرار والعدل للجميع بما في ذلك المجتمعات الصغيرة ويضمن حقوق الإنسان للأفراد".

 

ـ الآليات و الأهداف 

 

استخدام ذات الآليات مضافا اليها التأكيد علي اعتماد الدول سياسة الباب المفتوح أمام القوي الدولية المتنفذة من خلال القول "وهو سينجز ذلك من خلال مؤسسات دولية ( رشيدة ) مثل هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية والبنك الدولي وقوات الطوارىء الدولية. وبإمكان كل الدول أن تستفيد من الخبرة الدولية في إدارة شؤون الداخل وتكييفه مع النظام العالمي الجديد. وسيتم كل هذا في إطار ما يقال له ( الشرعية الدولية ) التي تستند إلى هذه الرؤية، وإلى المقدرة على تحويلها إلى إجراءات. " تماماً كما حدث في حرب الخليج الثانية التي هي بكل المقاييس حرب كونية تهدف اجتثاث نهضة قطر بالكامل...

 

 قطر  تنبه لها ونبه العرب  لها منذ بداية السبعينات  كما أشر علي ما يمكن أن تكون عليه الإنسانية عامة و المنطقة العربية خاصة ( 18 ) .. في ظل تطبيق الأمريكان لرؤيتهم الإستراتيجية لما تمت صياغته من تصورات إستراتيجية منذ نهاية ستينات القرن الماضي و خاصة بعد أزمة النفط الأولي سنة 1973 كما يبينها :

 

 أولا : اجتماع للجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الأمريكي 20 نوفمبر 1967 في جواب علي سؤال ما هو واجب الولايات المتحدة في الخمسين أو المائة سنة القادمة؟ حيث  أجاب المؤرخ الأمريكي Henry Steele Commager   "...إني أعتقد أن واجبنا في المستقبل... ليس الواجب الذي اضطلعت به بلاد الإغريق أو ذلك الذي حملته روما وإنما الاثنين معا. بحيث أن نمتلك من القوة العسكرية ما يماثل ما امتلكته روما في عصرها وأن نقوم بما قامت به نحو الشعوب الضعيفة والفقيرة. وفي نفس الوقت أن نكون كالإغريق في امتلاك المعارف والقيادة في الإبداع العلمي... إذا ما عملنا ذلك فان العديد من المشاكل والأزمات ستختفي من طريقنا.." ( 19 )

 

ثانيا : المبررات الفكرية كتغطية لتغييب الإستراتيجية الهدف  بصياغة فرضية صدام الحضارات التي أطلقها صومائيل هنتنغتون عام 1993، والتي بشر فيها بحتمية الصدام ما بين الغرب والإسلام وما إثارته من نقاش واسع تجاوز حقيقة ما تضمنته من مفاهيم... أي خلق العدو الذي يحل محل الاتحاد السوفياتي بصيغة المحطة بعد أن كانت قد صنعت الأداة الضرورية لتحقيق هذه الغاية بشقيه ( الأسلمة السياسية بشقيها في حالة أولي إسلام معتدل و إسلام رافض التي تطورت في مرحلتها الثانية إلي أداتين متقابلتين ظاهريا و ترتبطان عمليا بذات المنشأ الموجه هما ولاية الفقيه و السلفية الأصولية ) نتيجة إدراك عميق من أن مواجهة العالم الإسلامي ككتلة يصعب عليها تجاوز المشاكل والمعوقات التي يثيرها... ومن أن أسهل الطرق إلي ذلك هو وضع أجزاء هذا العالم الإسلامي في تقابل بيني حد اليأس و التسليم ..

 

تصورات  و جدت في تفكك الاتحاد السوفياتي وانهيار نظام ثنائية الاستقطاب الدولي فرصتها المواتية لتحقيق الهيمنة الأمريكية و الغربية اعتمادا علي تكنولوجيا الاتصال و نجاح  وسائل الإعلام الغربية ذات الطبيعة العالمية  و التي حوّلت العالم  إلى قرية صغيرة. فتدفق المعلومات جعل منها متاحة للجميع، الأمر الذي حقق قدراً من الانفتاح في العالم وقدراً كبيراً من ديمقراطية القرار،  إضافة إلي التلاقي بعد التقابل  بين المجتمعات الغربية الصناعية، واختفاء الخلاف الأيديولوجي الأساسي في العالم الغربي، إلى تقوية الإحساس بأن ثمة نظاماً عالمياً جديداً انتفت بداخله الخلافات الأيديولوجية مما يعني  أن الخطر الذي يتهدد الأمن لم يعد يأتي من الخارج وإنما من الداخل، من تلك القوى المناهضة للديمقراطية وتأسيس المجتمع على أسس اقتصادية والرافضة للتكيف مع النظام العالمي ( مجتمع الشركات لا المجتمعات المتضامنة ) ، هذه القوى هي التي تجر الداخل القومي إلى صراع مع الخارج الدولي بدعوى الدفاع عن الكرامة أو الاستقلالية أو الشخصية القومية أو الرغبة في التنمية المستقلة القوي الداعية الي نظام دولي لا مكان فيه للموازين و المكاييل المختلفة أو التفاضلية ( الشعار الذي رفعه العراق و أصبح مرجعا في الخطاب الدولي ) ، وهي تكلف الداخل ثمناً فادحاً، ومن المنطقي أن القيادة في هكذا نظام لا بد أن تكون للقوة الاقتصادية العظمى، أي للمجتمع الصناعي الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي فإن الدول كلها يجب أن تنضوي تحت هذه القيادة مع وجود افتراض كامن و حقيقي بأن المجتمع الأمريكي النموذج الأمثل لمجتمع الشركات لأنه بطبعه هكذا و بالتالي لابد أن يصبح القدوة والمثل الأعلىو القدوة و المثال أعلي من المحاسبة أو المساءلة حتي و ان أدي بفعله الي جريمة انسانية ضحاياها تجاوزوا الأربعة ملايين نسمة منذ الحصار و حتي الصفحات الغير مكتملة للأحتلال بصيغ ووسائل متعددة "منع الدواء و الغذاء و استخدام كل ما هو محرم دوليا من أسلحة لعل آخرها الكميترال ... و تغير بنية دولة ديمغرافيا من خلال الاشراف و التشجيع علي التهجير القسري بصيغتيه الداخلية أو الخارجية لأكثر من سبع ملايين نسمة ... و فتح حدوده للأستيطان من قبل دول الجوار خاصة ايران ... الي جانب العمل علي ضرب بنيته السكانية في قاعدتها المستقبلية من خلال تشريد أكثر من خمس ملايين طفل ... و تفكيك الروابط الأسرية بالكامل مما يجعله نظام دولي جديد هدفه الحقيقي هو غير الهدف المعلن بقدر ما هو نظام يهدف اجتثاث نسبة من البشرية للمحافظة علي أسبقية الرجل الأبيض و رفاهيته. ( 20 )  فماهو مستقبلنا في ظل هكذا موازنات دولية  ؟

 

2 ) ـ الــــــــــــرد العربي

 

ــ رد العراق من خلال  المقاومة العراقية الباسلة .

 

سؤال ردده أكثر من طرف بصيغة الحسرة أو العجز غير أن الإجابة لم تتأخر كثيرا إذ سرعان ما كسرت المقاومة العراقية الباسلة هذا السكوت دافعة بالأمركان إلي إعادة النظر في ما روجوا له من رؤية حول نظام عالمي جديد من ناحية و من ناحية أخري القوي الدولية إلي الخروج من دائرة الخوف التي وضعت نفسها فيها تحت ظل مفهوم المصالح و التقابلات البينية بينها و بين المركز الأمركان أساسا  ... و ذلك بفعلها النضالي الذي يرتقي إلي ما هو أسطوري ليكو العراق مرة أخري منقذا للبشرية تماما كما كان في تاريخه القديم عندما أسس للأجتماع البشري بصيغه التصاعدية ... باعتبار عدة عوامل أولها تباين موازين القوي ...ثانيها ظرفية دولية يسودها الانكفاء تحت مظلة المصالح الوطنية أو القومية و حقيقتها الجبن أمام الغطرسة الأمريكية ثالثها الحصار المادي فهي المقاومة اليتيمة التي استندت و لازالت تستند علي إمكاناتها الذاتية و حاضنتها الشعبية المحاصرة  رابعا التعتيم الإعلامي لا بل إعلام يعمل علي تلميع صورة النموذج المنصب أمريكيا ... فعل نضالي كان العامل الأساس فيما عرفته الساحة العربية من حراك شعبي مثل هو الآخر شكل من أشكال الانتقاد للنظام الدولي و إن كان بعده يتلمس الطريق لتثبيت ذاته و يخضع إلي جملة من الضغوط الداخلية و الخارجية ...

 

 ـ الرد الشعبي العربي  بصيغة حراك .

 

بعد عقديــــن من الزمــــن بان بشكل مكشوف وجلي من أن السيطرة العالمية للإمبريالية الأمريكية سجلت تراجع واضح غير قابل للتعديل فمشروعها في إقامة نظام القطب الواحد الذي منت النفس به اثر سقوط الاتحاد السوفيتي و نهاية النظام العالمي الذي أفرزته الحرب العالمية الثانية مستخدمة في ذلك مبدأ الحروب الاستباقية ( الصدمة و الترويع ) عسكريا و الابتزاز السياسي ( محور شر يجب اجتثاثه... و من لا يوافقنا الرأي فهو يعادينا .. ) و الاقتصادي ( العولمة و ما واكبها من تنشيط مؤسسات الإقراض و تعميم الاقتصاد ألريعي ) و هي السياسة التي حكمت الإدارة الأمريكية منذ العدوان الثلاثيني علي العراق و اكتمل بالحرب علي افغنستان و احتلال العراق .طارحة رسم خريطة جديدة لغرب آسيا و شمال إفريقي ( أي ) الوطن العربي أساس ( مشروع الشرق الأوسط الجديد ) كمدخل للتصريف الميداني لتصورها في قيادة العالم... مشروع اصطدم بالفعل الرافض علي ساحة العراق مجسدا في المقاومة الباسلة لأبناء العراق المستمرة و المتصاعدة طيلة التسع  سنوات و دخولها بشكل تصاعدي سنتها العاشرة ... مقاومة جعلت إدارة المحافظين الجدد تراوح في نفس المكان لا بل أضافت لها اختناقات جديدة لا تقل أهمية عن اختناقاتها السياسية من خلال تحريك و تسريع أزمتها المالية التي تتهددها في المركز بما فرض عليها إعادة صياغة لتطلعاتها الكونية عنوانها التسرب المرن ( إدارة أوبا م ) دون التنازل عن الهدف  كما تبينها المؤشرات الأولي التالية.


ـ ظاهريا القبول الطوعي أو الشكلي بعالم متعدد الأقطاب ( الذي أصبح حقيقة ) تحت تأثير
استعادة روسيا مكانتها كقوة عسكرية و نووية كبري .
بروز الصين كقوة عسكرية و اقتصادية و تكنولوجية كبري في طور الاكتمال .
التقدم البائن للهند و البرازيل و تركيا و ماليزيا و اندونيسيا و جنوب إفريقيا  .


مؤثرات نتج عنها أدوار سياسية إقليمية معرقلة و بهدف احتوائها أو توظيف أطراف منها بصيغ متعددة لفائدة مشروعها منها صيغة اقتسام الغنائم أو نتيجة الحاجة المتبادلة كما هو الأمر بالنسبة للصين الحاجة الأمريكية ( للقروض الصينية ) و الحاجة الصينية ( للسوق الأمريكية. )


ـ عمليا إعادة صياغة التحالفات وتقديم هامش هام للحلفاء التقليديين و ترقية بعض الأتباع إلي درجة الحليف في طور الاختبار ممثلا في الرأسمال الإسلامي مما فرض عليها إعادة صيغة شخوصه الممثلة له محلي ( تسريبات ويكيليكس... و إعلام الجزيرة منذ 2007 النقد بشكل محتشم و منذ العدوان علي غزة بشكل شامل للأنظمة العربية التابعة و ما رافقه من تقديم للنموذج التركي / العثمانيون الجدد و تقديم دولة بحجم قطر لأن تلعب الدور الأكبر في تفعيل المواقف العربية والتخلي عن فزاعة بن لادن التي استهلكت بعد نجاح الانتفاضة التونسية و المصرية في تصعيد الأدوات القديمة بمفهوم الحلفاء الجدد تحت التدريب ) بما يستوعب حالة الاحتقان في الشارع العربي و يعطل فعل ونقد  المقاومة في العراق و فلسطين و يحوله الي فعل و نقد لسلوكيات أثرها لا يتجاوز القطر الواحد من ناحية و من ناحية أخري يقدمها كمنقذ أي صيغة من صيغ المصالحة التي تعتمد تلميع الصورة الأميركية و الغربية دون المساس بجوهرها القذر سياسيا و إنسانيا من ناحية و من ناحية ثانية توظيف هذه المصالحة بما يخدم  المشروع الأمريكي آنيا و يكسبها ساحة أوسع للمناورة الإستراتيجية أمام تنامي نقد الأطراف الدولية الأخرى . إعادة صياغة حملت معها مآزق خانقة للأنظمة العربية التي راهنت علي أمريكا و ارتهنت سياسيا و اقتصاديا  للأملاءاتها . فما هي ملامح الوضع العربي و اتجاهاته في المرحلة التي فرضتها الانتفاضات أو ما سمته أمريكا * الربيع العربي * ؟


IIIـ الوضع العربي و اتجاهاته كنتاج الحراك الشعبي

 

1 ) ـ الوضع العربي الرسمي

تميز مع نهاية العشرية الأولي من القرن الواحد و العشرين بمواصفات الأرضية المواتية للانتفاض /الثورة.

 

دوليا ميزان قوي دولي مختل ملامحه اللانظام و انكفاء السيطرة الأمريكية .. مع تعدد الفراغات السامحة باختراقه ( سياسة المكيالين المطبقة علي العرب فقط )
ميزان قوي إقليمي ظاهره تقاسم للنفوذ بين القوي المعادية للأمة و حقيقته تقدم واضح للقوي الإقليمية في تحقيق إستراتجيتها التوسعية علي حساب العرب أرضا و شعبا و بغطاء أمريكي ( النفوذ الإيراني في العراق و الانصياع الأمريكي له )


ضعف القوي و الأنظمة التي راهنت علي أمريكا و تآمرت علي العراق و فرطت في القضية الفلسطينية و التجائها للقمع و تعميم الصمت و الإرهاب المنظم مع النهب و الفساد و المشاركة الفعلية في تدمير العراق و معاداة مقاومته و حصارها ماديا و إعلاميا إلي جانب خنق المقاومة الفلسطينية وتجويع الشعب الفلسطيني


غياب النظام العربي الرسمي و تحول لقاءاته إلي لقاءات هي مدعاة للسخرية و التندر بل الحزن أكثر مما هي لقاءات لتفعيل الخطاب الإعلامي حتى في حدوده الدنيا.


2 ) ـ الوضـــــــــع العربي الشعبي.

 وضع ميزته حالتين .

 

ـ تجلياته الداخلية:

 

تباين علي مستوي الخصوصيات القطرية و تطابق في الإطار العام سواء اجتماعيا أو سياسيا

 

أـ علي مستوي المجتمع:

 

مجتمع عربي عاني الحرمان المادي و المعنوي لحقبة تاريخية هامة مع هيمنة النظم التوتاليتارية خلال خمسة عقود في ظرفية اتسمت بزيادة وعي نسبي مكبوت نتيجة الحاجة المادية و التواصل مع الآخر بما جعله ينقسم إلي ثلاث مكونات متفاوتة كميا و نوعيا يمكن تحديدها علي النحو التالي.

 

أ1. ـ شق هام التجأ للمطلق و اعتبر الحل لا يمكن أن يكون إلا في علاقة بالإرادة الإلهية تحت تأثير الموروث الروحي و الثقافي السائد ( ربك ما يخلق خليقة و يضيعها. إلي عند ربي موش بعيد. إلي يعطيه ربي لا مرد له. ربي يمهل و لا يهمل. إلي عند ربي خير... ) مفاهيم يرددها المتعلم و الأمي...النتيجة أرضية خصبة لاستعادة الفكر الديني لنشاطه مستفيدا من الاهتمام الشكلي للنظام بتعميق هذا الاتجاه من خلال السماح لأنصار الدعوة و التبليغ بالنشاط العلني ( بطاقات تعريف وطنية تؤشر مهنة داعية و براتب رسمي غير معلن في بعض الأقطار من الجناح الغربي للوطن العربي و التسريح المحسوب مع التشريك في المؤسسات في بعض أقطار المشرق حـــــد تكوين المؤسسات المستقلة ) و الذين استخدموا استخداما مزدوجا كأفراد أو كمؤسسات .

 

أ2. ـ شق ثاني متباين التصور و الانتماء الطبقي و الوعي المعرفي و الثقافي اتسع أفقيا مع تزايد خرجي الجامعات و المعاهد العليا العاطلين عن العمل تحت تأثير اليأس فقد الثقة في كل شيء ظاهريا لم يقطع مع الانتماء الروحي للمجتمع و عمليا اتجه اتجاه مادي بالكامل ( أعطيني اليوم و أقتلني غدا...حرام نعيش زماني ... و غدا يكرر نفس الشعار ) أي أنه يعيش لحظته بغض النظر عن أثر تلك اللحظة و من خلقها و لماذا؟...غربة تعمقت مع زيادة الترابط الإعلامي حد الاقتناع بضرورة استبدال الموقع مع الآخر الذي يوجد في النصف الشمالي من الكرة الأرضية ... و اعتبار الانفصال عنه خطيئة في ذهنية البعض ( ليتذكر كل منا برامج الجزيرة الرأي و الرأي المعاكس المتعلق بالمفاضلة بين المحتل و الأنظمة القائمة في الوطن العربي ) .

 

أ3. ـ شق ثالث محدود جدا و محاصر تتجاذبه رؤى متعددة سواء علي مستوي التصور أو الفعل البعض منهم ينعت بالأصابع... عدهم المجتمع في العديد من الحالات الحالمين حني إذا تحركوا في عمل علني في تحد للسلطة ( مظاهرات احتجاجية ) تري فعلهم بمثابة العرض المسرحي المفتوح من قبل الشقين ( أ.ب ) لا للمشاركة و الدعم و إنما للفرجة.

 

و ضع اجتماعي انعكس علي المشهد السياسي بالوطن العربي و علي مختلف الساحات القطرية  و إن كان بتفاوت...

 

ب ـ علي مستوي المشهد السياسي

 

ب1. خط مرتبط بما كان قائما تتجاذبه قوي غربية رئيسية يري أن استمراره و بقاء امتيازاته و مواقعه مرهون بتنفيذ مشيئة الأنظمة التي هي صنيعة  للعواصم الغربية أو لبعض من دوائرها ...همه الاثراء والوجاهة و تأكيد دوره الوسيط حتي بين الشعب و مؤسسات الدولة ....

 

ب2. خط لا يحرص علي السيادة الوطنية و الاستقلال مرتبطا بقوي عالمية و إقليمية ( شرق أوسطية ) تحت ذرائع عقائدية  أو بصيغة الحواضن لا يمكن أن تغطي حقيقته التابعة لتلك القوي يمارس المعارضة اعلاما حسبما تسمح له الحواضن بذلك ...

 

ب3. خط وطني قومي تقدمي مستقل مؤمن بتغليب مصلحة الوطن و الشعب علي ما سواها و الدفاع عن الحقوق و الكرامة و التحرر و الانعتاق من أية قوالب فكرية جامدة أو شروط سياسية مسبقة تكبل إرادته الاستقلالية يستمد فعله  و سلوكه من المقاومة العربية أساسا العراق و فلسطين متماهي مع القاعدة الشعبية و يفتقد إمكانات التعبئة المادية ...

 

أوضاع داخلية يميزها الانقسام الأفقي اجتماعيا و العمودي سياسيا ازدادت تعمقا  بتعمق الكبت و الوشاية خاصة مع انتقال الفعل الغربي بزعامة الأمركان الي استراتيجية الصدمة و الترويع منذ احتلال العراق أساسا و خاصة بعد مسرحية المحكمة و اغتيال الشهيد صدام حسين ...مولدة اجماع عام علي ضرورة التخلص من هكذا أنظمة تخلت حتى علي كرامتها في أدني حدودها ...

 

2 )      ـ رد الفــــعل و بداية التأسيس للتحولات .

 

بانتصارات حققتها المقاومات العربية في العراق أساسا بحكم كونها المقاومة التي تصارع رأس الأفعى منفردة ودون غطاء مادي أو إعلامي من أي جهة و فلسطين و لبنان ... والهزيمة السياسية و الأخلاقية الصهيوـ أمريكية أمام أسطول الحرية...الأمر الذي وفر إلي جانب ما ساد الأوضاع الداخلية من فساد .. الشروط الموضوعية لاندلاع الانتفاضات في كل من تونس و مصر و تنسج علي منوالهما جماهير الأمة في أكثر من قطر مطالبين بالإصلاح واضعين النظام العربي الرسمي بكل مكوناته ( التبعية السياسية و الاقتصادية لأمريكا . الفساد . الاستبداد ) في مأزق ...فلم نعد نسمع تلك الأسئلة الاحتجاجية ...أين العرب ؟أين الشعب ؟ يا أمة عربية؟؟ قل لي أين هي ؟.... لتظهر حقيقة تنكر لها بل سفهها العديد ممن رفعوا لواء النضال و الوطنية و الثورة حقيقة بائنة اسمها الثـــــورة العربية ـ الأمة العربية ـ الوطــــن العربي حد أن العديد من الأطراف ممن كانت تري في الدعوة للوحدة العربية  أو حتى الاستخدام اللفظي لكلمة الأمة العربية نادرة مدعاة للضحك إلي تبني مفهوم الأمة و حقيقة إمكانية التوحد ... مما يعني تحول لا علي مستوي الشارع و إنما حتى علي مستوي الرؤى... فهل ستقبل به القوي المسيطرة عالميا أو تلك التابعة إقليميا أو امتداداتها المحلية ؟

 

IVـ القوي الدولية تفعيل الاستهداف و حرف الحراك الشعبي... كل و تصوراته و مصالحه . سوريا مثال ...

 في ظل التصريحات المتواترة و دبلوماسية المؤتمرات واللجان الدولية ذات العلاقة بالشأن السوري ظاهريا و المستهدفة للمنطقة العربية عامة ( 21 ) .. يخطئ من يعتقد  في أن يكون لهكذا تحول مكان للقبول في ذهن و استراتجيات القوي الدولية بما في ذلك الأسلمة السياسية السعيدة جدا بتصعيدها للسلطة في أكثر من ساحة كنتاج واقع تم شرحه أعلاه  من ناحية و من ناحية ثانية فالغرب الذي يروج لها لا يعدو موقفه منها موقفه من الذين ركبوا دبابته أو قدموا متخفين في أحذية جنوده في العراق فأفضلهم لن يكون أكثر من مالكي أو طلي باني  محسن بصيغة تونسية أو ليبية أو مصرية أو يمنية أو سورية أو غيرها من الساحات ... لأن السماح بشكل من أشكال التحول المستقل  يعني أن كل هذه القوي الدولية  ستكون في المرحلة القادمة في عالم المجهول و خاضعة في تصورها وفعلها لمحصلات صراع جديد للشعب فيه حضور كامل تملكه من انتصاره في الانتفاضة... لذلك انتقلت هذه القوي مجتمعة إلي تفعيل الثورة المضادة ... و الانتقال للهجوم المباشر كما هو الأمر في ليبيا أو اليمن .. و في سوريا ... بما سمح لأطرافها الداخلية و الخارجية من استعادة وعيها و توازنها الذي اختل نتيجة ما أحدثته الانتفاضة في كل من تونس و مصر و الشروع في العمل علي احتوائهما ... مما يعني دخول الوضع العربي خاصة و الإقليمي و الدولي عامة في مرحلة جديدة بملامح غير ثابتة تفرض علي القوي الوطنية والقومية و الإسلامية التقدمية جملة استحقاقات تتجاوز القطري إلي القومي . فما هي ملامح هذا الوضع و اتجاهاته ؟

 

يتبع

 

 المصادر :

ـــــــــــــــــــــــــ

 

1 ) Bainville, jaques, les conséquences politiques de la paix , Paris 1940.P59        

2 ) صدام حسين المختارات الجزء الخامس، الموضوعات السياسية بغداد 1988 ص 13.

3 ) Gentz,FriedrichKstaatsschiiften und Brief Auswanil in Zwei Bunden,Hrsg 

VonHans Von Eekhard bd,Munchen 1921 S 117

Mansour, Mouhamed Sadok Bismarck Aussen-politik und die aggyptische ( 4

Frage,Frankfurt/M1984Magister Dis

5 ) Baumgart,Winfried,VonEurpaischen Konzer,Zum Volkerbund,Darmstat 

      1974 S,145

6 ) أنظر النقاشات و الكتابات التي رافقت الإجراءات الدولية ( الأمريكية أساس ) كرد علي فعل علي دخول القوات العراقية للكويت .شهر أوت 1990 و إعلان الحصار الاقتصادي علي العراق ...

7 ) راجع ما كتب حول مفاوضات نزع السلاح و رفض فرنسا و بريطانيا احتساب قوتها النووية و نزع الصواريخ المتوسطة المدى كذلك أنظر اتفاقيات نزع السلاح سالت 1 و سالت 2.

8 ) التدخل السوفياتي في أفغانستان ( خارج الحلف ) التدخل في تشيكو سلوفاكي ) .

9 ) أنظر Kissigner,Henry, Grossmacht Diplomatie Dusseldorf,Wien 1975

10 ) المقصود هنا استغلال الصراع الصيني السوفياتي و إستغلال تحسين العلاقة مع الصين لفك علاقتها مع حركات التحرر في العالم

11 ) الحرب الفيتنامية، التدخل في الشيلي و الشرق الأوسط و قلب حكومة المستشار سميت في ألمانيا من خلال فك التحالف بين الحزب الديمقراطي الاشتراكي والحزب الليبرالي ة التدخل في غريندا و بنما ، و أخيرا التدخل في الخليج.

12 ) قارن Sheroeder,Paul W/ Austria,Great Britain und the crimean War .The Destruction of the EuropeanCuncert.Iheca/london 1972    

-Organski.A.F.K.World Politics New York 1986/Rosecrance,Richard,Action and REaction in world politics

-International systems in Perspective Boston/Toronto 1993

13 ) صدام حسين : نفس المصدر : الدفاع عن السيادة و السياسة الدولية ( 1975/ص 75-90

14 ) صدام حسين – سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية- بغداد 25/07/1990 و ثيقية المحادثات الرسمسة ، منشور بالجرائد التونسية 26/07/1990

15 ) خطابات بوش أثناء التحضير للعدوان على العراق ( من ليس معنا فهو ضدن ) ، دونلد رمسفيلد : وزير الدفاع الأمريكي : مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي نيويورك في 04/10/2004  أوردته الشروق ( 06/10/2004 )

16 ) السرقات المالية : بريمر - شلبي - علاوي الصحافة العالمية : الإنديبندنت البريطانية01/2004

قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالنفط مقابل الغذاء وتسليم الأموال لقوات الإحتلال

سرقة الإرث الحضاري و إغتيال العلماء

*سوقيا : استراتيجيا ميدانيا : تكتيكيا

** حوار الشمال والجنوب ، تعدد المؤتمرات و الهياكل الفرعية : مجموعة خمسة زائد خمسة لغربي المتوسط : الهجرة الغير قانونية ألخ.

***راجع في هذا الصدد مجلة : ملامح العالم الاقتصادية بين 1976 -1990 مجلة اقتصادية تقدم مؤشرات اقتصادية و اجتماعية تصدر سنويا باريس. ( Images Economiques du monde )

****  أنظر ما نشر إثر زيارة مبعوث الفاتيكان إلى العراق سنة 1993 .

17 ) ( خطاب جورج بوش 11/09/1990. )

18 ) أنظر في هذا المجال ما يلي ـ نضالنا و السياسة الدولية ....ـ قمة جامعة الدول العربية في  تونس و الوثيقة العراقية المتعلقة بالمسألة الاقتصادية و التي كانت الأساس في  القمة الاقتصادية في عمان 1980...ـ  مشروع العراق للأمن القومي 1980

19 )                                         Krippendorff,Ekkehrt : Die amerikanische Strategie, Amerikanischen ( Entscheidungsprozeess und Instrumentarium der Aussenpolitik. Frankfurt/M.1970 s.443 الإستراتيجية الأمريكية ( السياسة الخارجية الأدوات وكيفية اتخاذ القرار ) ص 443 ( عن لجنة العلاقات الخارجية بالكنغرس الأمريكي . مطبعة الكنغرس واشنطن 1967 ص 38 )

20 ) صلاح المختار" اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود 37." شبكة البصرة http://www.albasrah.net/pages/mod.php?mod=art&lapage=../ar_articles_2012/0612/mukhtar37_180612.htm

21 ) تصريحات هنري كيسنجر المتمثلة "بصلح وستفاليا "و إلغاء تاريخية الدول في المنطقة و اقتصارها علي ( ايران تركيا و مصر ) ...  و تصريحات وزير خارجية روسيا لافروف في ذات الموضوع www.easternmednews.com/index.php/permalink/5630.html

على الجانب الصحيح من التاريخ – بقلم سيرجي لافروف

 مؤتمرات تونس و اسطنبول و باريس  و الرباط المقرر أخيرا ... لجنة كوفي عنان ...

 

 





السبت ١٧ شعبــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / تمــوز / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة