شبكة ذي قار
عـاجـل










دخلت مصر بعد فوز مرشح الاخوان محمد مرسي مرحلة جديدة مفتوحة على جميع الاحتمالات فالرئيس الجديد الذي بدأ مشواره بالتاكيد على انه رئيسا لجميع المصريين سيواجه تحديات كبيرة ستضع مصر وتجربة الاخوان المسلمين على مفترق طرق ما يتطلب من القوى الفاعلة بالمجتمع المصري التعاطي الواقعي مع المتغيرات التي شهدتها مصر بعد الثورة على النظام السابق فالاخوان المسلمون حققوا فوزا متواضعا براسة مصر بجولة الاعادة وحصول مرشحهم على النصف زاد واحد من اصوات الناخبين في حين اقترب خصمهم احمد شفيق من حافة الفوز في مشهد يعكس انقسام الشارع المصري وحالة التردد والقلق التي تطبع الحياة السياسة الجديدة في مصر وما افرزته جولتي الانتخابات الاولى والثانية تستدعي من الرئيس الجديد ان ياخذ بنظر الاعتبار هذا الانقسام وايضا تردد وقلق قطاعات كبيرة من الشعب المصري من افق التجربة الجديدة ويقابل هذا القلق الاجراءات التحسبية التي اتخذها المجلس العسكري لمواجهة اي تغول محتمل للاخوان في الحياة السياسية تمثلت بحل البرلمان والاعلان الدستوري المكمل فضلا عن تحديد صلاحيات الرئيس المنتخب والاجراءات التحسبية للمؤسسة العسكرية المختلف عليها جاءت لتبديد مخاوف تلك القطاعات وضبط ايقاع الحدث السياسي الذي هز مصر ووضعها على سكة لا احد يعلم اتجاهها فالعسكر والاخوان خطان متوازيان لايلتقيان بحساب العلم لكنهما في حساب السياسة ربما يتفاهمان على قاعدة التوافق والمصالح المشترك ولو الى حين والذي حدث في مصر يهم العالم العربي وتنعكس تداعياته على الامن القومي العربي ومعادلة الصراع بالمنطقة ومستقبل الدور المصري في مسار العمل العربي ومؤسساته من هنا تكمن اهمية الحدث المصري وارتباطه بمجمل الاوضاع بالمنطقة التي تستدعي من القيادة الجديدة في مصر ان تراعي هذه الاشتراطات بجملة من الاجراءات في مقدمتها اشاعة روح التسامح وطي صفحة الماضي وترسيخ قيم الدولة المدنية بضمان حقوق الاقليات وتغليب مبادئ المواطنة على سواها من انتماءات يمكن ان تبدد الخوف والقلق لدى القطاعات التي تحدثنا عنها والتي اصطفت الى جانب المرشح احمد شفيق طبقا لاحساسها بمخاطر وصول الاسلام السياسي الى سدة الحكم في مصر ...


وهذا القلق الذي ينتاب الشارع المصري له اسبابه الخاصة وان ما جرى للعراق بعد احتلاله ما زال ماثلا للعيان وتداعياته الخطيرة مازالت تخيم على الاوضاع في العراق والمنطقة عموما وحتى نتفادى هذه المخاطر ينبغي اللجوء الى حلول ومخارج توافقية بتجاوز عمليات الاجتثاث والثأر والانتقام وتصفية الحسابات كما جرى لالعراق وفق رؤية واقعية تاخذ بنظر الاعتبار واقع المجتمع المصري ومنحاه السلمي فمصر التي نريد هي مصر الجامعة الموحدة القائدة للعمل العربي وركيزة الامن القومي العربي طبقا لدورها وثقلها الاعتباري فمن دون مراعاة هذه الشواغل والاشتراطات فان مصر ستبقى اسيرة الماضي اذا جنح قادتها الجدد الى تكريس مفهوم الدولة الدينية ومصادرة حق الاخرين في تقاسم السلطات وتقرير مستقبل مصر ورغم القلق من اتجاهات الاحداث في مصر ومخاوف الحريصين على وحدتها فان القوى الفاعلة التي صنعت الثورة واعطت صوتها في جولة الانتخابات الاولى لرموزها ستكون صمام الامان ومصدات رياح بوجه الذين يريدون ان تذهب مصر الى غير مكانها الطبيعي فالواقع الجديد في مصر رغم فوز مرشح الاخوان المسلمين يشير الى ان المجلس العسكري مازال يمسك باوراق اللعبة بعدم تخليه عن دوره ولو الى حين يقابله الطرف الاخر الذي يسعى الى استثمار فوزه وتكريس دوره كقائد للمجتمع رغم عثرات الطريق التي وضعها المجلس العسكري في طريقه ومابين طرفي معادلة الصراع الجديد ( الاخوان والعسكر ) تقف القوى الشعبية الصاعدة التي صنعت الثورة لتغيير وجه مصر وتجدد حيويتها وتأكيد دورها كطليقة للعمل العربي والسؤال هل تنجح القوى الصاعدة في انقاذ ثورة مصر من التداعيات المحتملة لهذا الصراع بين ( الخوذة والعمامة ) وتصحيح ميزان القوى لصالحها  ..


A_ahmed213@yahoo.com

 

 





الاحد ١١ شعبــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / تمــوز / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب احمد صبري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة