شبكة ذي قار
عـاجـل










من الثوابت المُتجذرة في التاريخ، أن العمل الذي يتركه "أُولي الأمر" يعبر عن ماهيتهم، وهذا ليس اختراعاً، أو ابتكاراً توصل إِليه القائمين على التاريخ في حقبهِ الماضية، بل إِنه من الثوابت فيهِ، اقتبسه مِنْ القرآنِ الكريم سيما الآية القرآنية: ) وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (  ( [1] ) ، فالتاريخ ارخ ويؤرخ، ووثق ويوثق، ما تمكن، وما يتمكن أن يصل إِليه، وفق الشواهد والحجج وغير ذلك، أما الآية الكريمة أعلاه ونظيراتها، فهي مِنْ شأنِ الله تعالى الذي يخلْق ولا يُخلق، ولا يستطيع كائن مَنْ كان يصل إِلى شأوها، فالله تعالى لا يُعلى على ما في توثيقهِ لماهية عمل عبادهِ: ) وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً _ اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً[. ( [2] ) .

 

ومكمَنْ «الحكمة» لـ "أُولي الأمر"، فيما لو أمتلكوها، أو كانوا قريبين منها، يكمنُ بمدى التزامهم بما ورد في تلك الآيتين وغيرهما الكثير مِمّا ورد في القُرآنِ الكريم وسُنته النبوية الطاهرة، لأنها ستجعلهم في حالٍ مِنْ الخوفِ مِنْ اللهِ تعالى، وبه / الخوف، وبه / الحكمة يتجنبون "المظالم"، التي تمثل الأس الذي يوردهم التهلُكة في الآخرة، والذلة في الدُنيا.

 

الحدث الأول: الخليفة "المعتصم بالله" وحكمته السديدة في إِنصاف أهلِ بغداد وتلبيتهُ لمطلبهم في مُقابلته لهُم:

 

مِنْ مفاخرِ "الحكمة" الإِسلامية-العربية، ما ارخه "الشيخ ياقوت الحموي ت 626 هـ" في كتابهِ القيم "مُعجم البلدان، ج5"، عن الخليفة "المعتصم بالله" ( [3] ) عندما طرق بابه وفد مِنْ "أهلِ الخير ببغداد" مُطالبين إِياهُ، بأن: « يُخرج بجُندهِ الأتراك مِنْ مدينتهم.»، فكانت "الحكمة" سيدة تصرفه، وجوهر قراره، حيثُ نجدها ظاهرةً للعيان في الحادثةِ أدناه التي تُزين التاريخ الاسلامي-العربي:

« أجتمع أهل الخير على بابِ المعتصم، وقالوا لهُ: إِما أن تخرج مِنْ بغداد، فإِن الناس قد تأذو بعسكرك أو نُحاربك.؟

 

قال: كيف تُحاربُونني.؟

قالوا نُحاربك بسهامِ السِحر.؟

قال: وما هيَّ سِهام السحر.؟

قالوا: ندعُو عليك.؟!

قال المُعتصم: لا طاقة لي بذلك.؟!». ( [4] ) .

ثم يذكر "الشيخ الحموي" أيضاً، رواية أخرى عن الحدثِ نفسه، ولما لهُ مِنْ أهمية، ثم تضاد في حالِ مُقارنته مع مَنْ يحكمُ العراق المُحتل مِنْ بعدِ سنة العِجف 2003، الذي سنأتي على ذكرهِ، فإِني أذكرها أيضاً بنصها، وهو:

 

« وقال أهل السير: أن جيوش المعتصم كثروا حتى بلغ عدد ممالِيكه مِنْ الأتراكِ سبعين ألفاً، فمدوا أيديهم إِلى حرمِ الناس، وسعوا فيها بالفسادِ، فاجتمع العامة ووقفوا للمُعتصم،

وقالوا: يا أمير المؤمنين ما مِنْ شيءٍ أحب إِلينا مِنْ مُجاورتك، لأنك أنت الإِمام، والحامي للدين، وقد أفرط علينا أمر غُلمانك، وعمّنا اذاهُم، فأما منعتهم عنا، أو نقلتهم عنا.؟

فقال: أما نقلهم فلا يكون إِلاَّ بنقلي، ولكني أفتقدهم، وأنهاهُم، وأزيل ما شكوتُم منهُ.

 

فنظروا وإذا الأمر قد زاد وعظم، وخاف منهُم الفتنة، ووقوع الحرب، وعاودوه بالشكوى،

وقالوا: إِن قدرتَ على نَصفَتنا، وإِلا فتحوّل عنا، وإِلا حاربناك بالدعاءِ، وندعو عليك في الأسحار.؟!

فقال: هذه جيوش لا قدرة لي بها. نعم أتحوّل وكرامة.!

 

وساق مِنْ فورهِ حتى نزل سامراء، وبنى بها داراً، وأمر عسكره بمثل ذلك، فعمر الناس حول قصره حتى صارت أعظم بلاد الله، وبنى بها مسجداً جامعاً في طرف الأسواق..» ( [5] ) .

ومِنْ الجديرِ بالذكرِ أيضاً، أن "الخليفة المعتصم" هو مَنْ جيش الجيوش، بعد أن: "بلغه أن ملك الروم الظالم خرج وأغار على بلاد الإسلام، وأن امرأة مُسلمة صاحت وهي في أيدي جند الروم: ( وامعتصماه!! ) فأجابها على الفور وهو جالس على سرير مُلكه [ لبيك لبيك!!]، وجهز جيشًا عظيمًا ليثأر لكرامة امرأة مُسلمة أهانها أعداء الله!!"

وفي وقفةٍ تساءُلية، تقول: لماذا كان موقف الخليفة المُعتصم بمثلِ ما ورد أعلاه مِنْ حكمةٍ سديدة.؟ ثم شجاعةٍ، ومروءة، وشهامة.؟!

 

ثم لماذا لا يتصرف على الضدِ مِمّا ورد اعلاه.؟ سيما وهو الذي يملك مقومات القوة الهائلة وقتئذٍ فهو مَنْ: كان يُقالُ لهُ المُثمن؛ لأنه ثامن الخلفاء من بني العباس، ولأنه استمر في مُلكهِ ثماني سنين، وفتح ثمانية فتوح، وأسر ثمانية ملوك.”.

 

ثم هو الذي عُرف بـ: ” شجاعته وغزواته: كان المعتصم شُجاعًا، كتب إليه ملك الروم يُهدده، فأمر أن يقرءوا له رسالته، فلما قرأها أمر برميها، وقال للكاتب اكتب: " أما بعد.. فقد قرأتُ كتابك، وسمعتُ خطابك، والجواب ما ترى، لا ما تسمع، وسيعلم الكُفار لمَنْ عُقبى الدار."، وكانت لهُ فتُوحات وغزوات كثيرة في سبيلِ الله، قيل: " إنه لما أراد غزو [عمورية]، زعم المُنجمون أنه لن ينتصر، وطلبوا منه ألا يخرُج، ولكنه خرج وانتصر بإرادة الله."”.

 

الحقيقة لا أُريد أن أُطيل، ولكن يكفي أن الخليفة "المعتصم" كان قد تربى ونشأ على الحكمةِ، والتبصر، سيما وأنه صُنف: مِنْ أَهْلِ الحِكْمَةِ: مِنْ أَهْلِ العِلْمِ وَالفَلْسَفَةِ وَالْمَعْرِفَةِ وَالتَّبَصُّرِ بِحَقَائِقِ الأُمُورِ وَكُنْهِهَا وَجَوْهَرِهَا.”، ثم لا يخفى أن تنشئته، وتربيته الإِسلامية كان لها أبلغ الأثر على "حكمتهِ، و تبصُّرِهِ، وسدادة رأيهِ"، وربما يُسعفنا ونحنُ في هذا المقام، خوفه مِنْ دُعاءِ أهالي بغداد "وندعو عليك بالأسحار"، فما كان منهُ إِلا نزل عند ما أرادوهُ، دون أن يستخدم جُنده في لجمِ أفواههم، أو إِلقاءهم في سجونٍ لم يعلمنا التاريخ أنه كان مِنْ هواتها، أو أنهُ طردهم وأبى سماع شكواهم، أو أنه واعدهم ثم عاد فكذب عليهم، وأخلف وعده، بل كان الأمر على الضدِ مِنْ كُلِّ ذلك، حيث كانت إِجابته الرائعة لوفدِ أهل بغداد: " نعم أتحوّل وكرامة.!"، بعد أن أهتز كيانه مِنْ تهديدهم لهُ بسلاحِ الله تعالى على "الظالمين"، ألا وهو: "حاربناك بالدُعاءِ"، فاعترف مِنْ فورهِ، بأنهُ: "هذه جيوش لا قدرة لي بها"، وبالتالي لا قُدرة لهُ على "المظالم"، فاختار بحكمتهِ الحل الذي يُرضي اهل بغداد، المُتمثل، بـ "وساق مِنْ فورهِ حتى نزل سامراء" مع جُنده للمكانِ الذي لا يؤثر وجودهم فيه على استقرارِ وطمأنينة رعيته، وبالتالي يحصل على رضاهم، سيما أن رضاء الله تعالى مِنْ رضاءِ الناس، هذا في الوقت الذي نستشف فيه مِنْ الروايتين، أن مَنْ قابل الخليفة المُعتصم هو وفد مِنْ "عامةِ أهل بغداد"، وليس وفد "مِنْ عُلمائهم، أو أغنيائهم"، وكلمة "العامة" تشمل مَنْ كان فقيراً، أو كان أُمياً وغير ذلك، ولذا جاء تهديدهم لهُ بما يتناسب وما هُم عليهِ مِنْ حقيقة معانات يومية كان هُم على تماس بها، وهُمْ مَنْ أكتوى بضرَرِها، فلم يستشطْ غضباً، أو أنهُ أنفَ مِنْ مُقابلتهم، أو أحال أمرهم إِلى مَنْ هُم دونه في الحُكمِ، بل ما نستشفه أنه كان فخوراً بمُقابلتهم، مُتفهماً لما هم عليهِ مِنْ أذى جراء كثرة جُنده في بغداد، لذا كانت رؤيته أن طلبهم كان فيهِ الكثير مِنْ المشروعية والواقعية، فهُم قد خيّروه: "فإِما منعتهم عنا أو نقلتهم عنا"، ثم بعد تعاظم الأمر كان ليس طلبهم بل أمرهم للخليفة وهو: "وإِلا فتحول عنا".؟ ففعلاً استجاب لهم وتحول إِلى سامراءِ، التي تئن تحت وطأة الاحتلال الأمريكي / الصهيوني / الإِيراني منذُ سنة العِجف 2003.

 

· الحدث الثاني: رئيس الوزراء العراقي "نوري المالكي:" إِرهابه ودمويته" في قمع التظاهرات المُطالبة برحيله عن الحكم جراء فساده وتبعيتهِ المُذلة للأحتلال الأمريكي / الصهيوني / الإِيراني:

 

ابتداءاً لا يُمكن لي أن أُجري اية "مُفاضلة"، أو حتى "مُقارنة" بين سدادة رأي، وحكمة، ونشأة، وتربية، وشجاعة، وغيرة و...إِلخ الخليفة "المُعتصم بالله"، وبين وضاعة، وفساد، وتبعية، وغباوة، وجهل، و...إلخ "نوري المالكي"، سيما وأن "المُفاضلة أو المُقارنة بين الأضداد" محسومة النتائج بديهياً، مثل: الحق والباطل، والعدل والظُلم، والصدق والكذب، والأمانة والخيانة، والوفاء والغدر، واليقين والشك، والعفيف والفاجر، والعلم والجهل، والذكاء والغباء، والقهر والإِنصاف، والتبعية المُذلة للأجنبي وعزة النفس بالإِستقلال والإِخلاص للوطن، وغير ذلك الكثير.

 


مطالب المُتظاهرين العراقيين المُحتجين على سياسة "المالكي" الفاسدة

 

وكلمة "الباطل" تعني أن "نوري المالكي باطل" لذا فلا بد مِنْ زوال الباطل وفق ما ورد في الآية القرآنية الكريمة:  ) وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوق (  ( [6] ) .

 

ولكن الذي أُجريهِ عرض حادثتين على القارئ الكريم، وأعرض رأيي، ولكني على الطرف الآخر كم كنتُ أتمنى أن أترك القارئ الكريم ليخلُص بنفسهِ لما يخلُص إِليه مِنْ آراءٍ، أو دروس، أو نتائج، سيما وأن كلا الحدثين أعلاه وأدناه، لا يكتنفهما الغموض، بقدرِ ما يتسمان بالوضوحِ مِنْ حيث المتن والمقصود، فالحدث الأول أعلاه يُمثل مفخرة حاكم إسلامي-عربي، والحدث الثاني أدناه يُمثل رذيلة التاريخ الحديث والمُعاصر، لحاكمٍ اسمهُ "نوري المالكي"، مِنْ الصعبِ أن تقر على هويتهِ الدينية الصحيحة، ولا يهمني هُنا أنه "مُسلم" مِنْ الناحية النظرية، كونه مِنْ الناحيةِ الواقعية، أو الميدانية تشهد عليهِ "مظالمه"، التي تؤكد أنه ليس في شخصيتهِ، أو في حُكمهِ ما يمتُ للإِسلام بصله، فقتلة الحُسين بن علي في فاجعةِ "الطف"، قالوا: أنهم مُسلمون.؟ ثم مَنْ حرم ذرية السبط الحسن بن علي بن أبي طالب مِنْ الإِمامةِ، وحصروها في ذُرية السبط الحُسين، قالوا أيضاً: أنهم مُسلمون.؟ والمرجعية الإِمامية الإِلهية الإثني عشرية التي والت قوات الكفر الأمريكية / الصهيونية، واستباحت مُسلمي العراق وغيرهم ذبحاً، وتشويهاً، وتهجيراً، وبدعاً فتنوية، وغير ذلك الكثير قالوا: نحنُ مُسلمون.؟

 

ثم مِنْ الصعوبةِ بمكان أن تقر على هوية "المالكي" الوطنية، فعمالته يشهد لها عهوده، ومواثيقه مع المُحتل الكافر الأمريكي / الصهيوني، ثم المُنافق الحوزوي الإِيراني، فأصبح العراق فاقداً لسيادته، ولقراره الوطني في ظلِ حُكمه، لذا فلا أكترث لمَنْ يقول مِنْ الناحيةِ النظرية أن هويته الوطنية "عراقية"، لذا فهويته لا تتعدى كونه "عميل رخيص" ليس إِلا.

 

وربما جاء فقدان "المالكي" للهوية الدينية، والوطنية، أنه تمكن أن يجمع في شخصيتهِ مُقومات « الشخصية الرذيلة »، بجمعهِ بين سمات الكافر الأمريكي / الصهيوني، والمُنافق الحوزوي المذهبي الإِيراني، سيما وأنه بما لا يُثير الأستغراب أو الدهشة، استطاع أنْ يُحقق شروطها المُستقبحة في شخصيتهِ، وشهدت مظالمه في العراق على ذلك، دون أيَّ إِفتراءاً عليهِ، أو نيلاً منهُ، سيما وأنه هو مَنْ يفتري على شعبِ العراق، وهو الذي ينال مِنْ سيادته، وثرواته، وشرف شعبه وغير ذلك الأكثر.؟! ولعل الصورة آنفة الذكر التي يرفعها المحتجون العراقيون، في ساحةِ التحرير بالعاصمة بغداد المُحتلة خلال شهر شباط / فبراير 2011 تُبين بعضاً مِنْ مُفرداتِ مظالمه الظاهرة، أما ما وراء الكواليس حيث "المظالم" التي لا تظهر لشعب العراق، والتي تُطبخ في دهاليز السفارتين الأمريكية والإِيرانية وغيرهُما ببغداد المُحتلة، فإِنها فعلاً كارثية وطامة كُبرى على حاضر ومُستقبل العراق الوطن.

 

السمات التي اشرنا إِليها لـ "المالكي" أعلاه، أنعكست على سياسته في حُكم العراق ، فبلغ مداها أن أصبح العراق مجرد اسم دولة ليس إِلا، فنسبة البطالة فيه ما يُقارب 57% ، ولم يعد هناك اية بٌنى تحتية اقتصاديه، أو صناعية عراقية، فجميعها بين مُدمرة، أو مُخربة، واغتيال نخبته العلمية، والثقافية، والوطنية قائمةً ولم تتوقف نهائياً منذُ سنة العجف 2003، أما مُسلسل القتل اليومي لشعبِ العراق بالمُفخخات، وكواتم الصوت، والعبوات اللاصقة الإِيرانية / الأمريكية قائماً وفي حالٍ تصاعديه، ثم مواد غذائية مُنتهية الصلاحية، وبعضها بلغ درجة "سُمية" عالية قاتلة، وأدوية قاتلة على الأرصفةِ وعلى رفوفِ الصيدليات تُصرف للمواطن العراقي دون وصفة طبية، صفقات مُختلفة بالملايين وأحياناً بمئات ملايين الدولارات تحوم حولها الشبهات، 50 ألف موظف في دوائر الدولة ( وأكثر ) يحملون شهادات علمية مزورة، حيث شهد العراق بعد العام 2003 انتشاراً كبيراً لتزوير الوثائق والشهادات، وتم تعيين الآلاف في وظائف ومواقع بالغة الحساسية بوزاراتٍ أمنية وسياسية، مِنْ أعلى الهرم الإداري حتى القاعدة، هذا فضلاً عن أن "العكيلي" رئيس هيئة النزاهة السابق، قد أشار الى وجودِ اشخاص قدموا شهادات مزورة إلى انتخاباتِ مجالس المحافظات تجاوز عددهم الـ 300 مرشح، فيما بلغ عدد الذين قدموا شهادات مزورة لانتخابات مجلس النواب 80 مرشحاً، والمُفارقة ان ملف الشهادات المزورة ( ما كشف عنه حتى الآن هو الجزء القائم مِنْ جبل الجليد ) لا يزال النواب يدعون الى عدم الاستعجال في البتِ فيه، كونهم هُم أو اقطاب أحزابهم مشمولٌ بهِ، ومِنْ المعروف أن عقوبة المزور في العراق وفق أحكام القانون، هي السجن ما بين 5 و15 سنة.

 

ثم الكم الهائل مِنْ أطباءٍ ليسوا أطباء يُمارسون المهنة في عياداتهم الخاصة، وعمليات احتيال في عقودِ الاعمار الوهمية، وتورط مئات الموظفين في رشاوى مالية، وتورط وزراء ونواب وأقطاب أحزاب طائفية مذهبية، أو عنصرية / أثنية بالجملة في عقودٍ مالية مشبوهة، والمفارقة ان حجم الفساد العراقي أكبر مِنْ حجم المُحاسبة، بوجود الفقرة ( ب ) مِنْ المادة ( 136 ) في قانون أصول المحاكمات الجزائية التي تقول بوجوب «استحصال اذن الوزير»، عند إحالة أي موظف على المحاكمة في جريمة ارتكبت أثناء تأدية وظيفته الرسمية أو بسببها، والوزير الذي يُعين مساعديه على أساس الولاء السياسي أو قاعدة القربى والمحسوبية، لا يُقدم عادة الفاسدين إلى المحاكمة لأنهم مِنْ رجاله، ومِنْ ضمنِ نتائج تلك المادة، أن التقرير السنوي لهيئة النزاهة يؤكد أن هناك أكثر مِنْ 264 مُتهماً رفضت وزاراتهم احالتهم إلى القضاء ومُحاكمتهم، وهذا ايضاً ما أكدتهُ عضو لجنة النزاهة النيابية السيدة "عالية نصيف"، بقولها: إن هيئة النزاهة تقف مكتوفة الايدي أمام جرائم فساد كبيرة تنفذها جهات متنفذة، أو مُرتبطة بمرجعيات سياسية مُختلفة بسبب عدم الالتزام بالنظام الداخلي للهيئة، الذي يؤكد على محاسبةِ أي مسؤول يثبت تورطه بحسب فقرات القانون العراقي مِنْ دون محاباة، او مُجاملات ما ينعكس سلباً على أداءِ المؤسسات المعنية بملفاتِ الفساد، ما دفعنا إلى مُطالبة هيئة النزاهة بإحالةِ الملفات التي تُدين كبار المسؤولين إلى اللجنة كي يتسنى لنا استجوابهم وإحالة المتورطين منهم الى القضاء."، وبقيت الحالة على ما هي مِنْ الفساد دون أنْ يستجيب لذلك أحد.؟!.

 

والمُفارقة السائدة في مؤسساتِ الدولة العراقية الفاسدة، ان عشرات الموظفين الصغار في السجونِ بسبب تورطهم في قضايا رشوة، وأخرى تزوير، وغيرها مِنْ القضايا، في الوقت الذي تُهمش او تُعلق، أو تُركن قضايا تتعلق بملياراتِ الدولارات ليس مِنْ مُتهمٍ بها، بل المؤكد أنهُ قد قام بها كبار مسؤولي تلك الدولة الفاسدة، والأسباب في ذلك واضحة ليست بطلسم، وهي ان الموظف البسيط صيد سهل، اذ لا يوجد غطاء حزبي، أو سياسي يؤمن له الحصانة التي تمنع استجوابه وإحالته للقضاء، وبإدانته تضمن النزاهة انجازاً يسجل لحسابها ويدخل في قوائم انجازاتها، علماً أن النزاهة لم تستطع أن تقدم « تيساً واحداً مِنْ التيوسِ العراقية الفاسدة » التي تأكد لها أنها سرقت وتسرق ملايين الدولارات مِنْ ثرواتِ شعب العراق للقضاء.

 

الاستدلال على مظاهرِ الفساد الأُخرى في العراق المُحتل ليس عملية صعبة، ويمكن التوقف عند بعض العناوين التي نذكرها دون الدخول في تفاصيلها لعدم الإِطالة، التي منها: تبليط الشوارع الفرعية التي لا تقاوم اكثر مِنْ شهرٍ واحد في بعض الحالات، حملات التطهير الوهمية للمنازل، تعقيم المياه في مشاريع التصفية مِنْ دون رقابة، تنظيف الشوارع بواسطةِ عمال مُستأجرين في سمسرةٍ تُشارك فيها اطراف عدة، تقارير عن هدرِ المال في أكثر مِنْ وزارة أو إدارة عامة، الحمايات والحراسات التي باتت لها مديريات خاصة لمصلحةِ الشخصيات السياسية الحاكمة، ظاهرة الولائم في مؤسسات الدولة ومجالس المحافظات، الاكراميات والهبات المُبالغ فيها التي يقدمها رؤساء الحكومات في جولاتهم التفقدية لشراء الولاء سيما ما يُعرف بـ: "الاسناد العشائري"، نثريات دواوين الوزارات والمديريات العامة، «كارتات» الموبايلات التي تستعمل بكثافة في بعض الدوائر الرسمية... ثم- وهنا بيت القصيد ربما- رواتب ومخصصات الرئاسات الثلاث، ورواتب الوزراء ووكلائهم والمفتشين والمستشارين، وامتيازات وسيارات ورواتب أعضاء مجالس المحافظات ومخصصاتهم.

 

هذه بعض العناوين في ورشة الفساد العراقية، الذي أدى ذلك مِنْ ضمن ما أدى إِليهِ كونياً، أن العراق قد اصبح مِنْ بين 180 بلداً هي الأكثر فساداً في العالم، بتبوءه بفخر المرتبة الثالثة بعد الصومال ( المرتبة الأولى ) وميانمار / بورم ( المرتبة الثانية ) ، ثم أنهُ في المرتبة 178 مِنْ حيث مستوى النزاهة عالمياً. ( [7] ) .

 

لذا كُنا دقيقي التشخيص جداً، وبما يُؤكد اليقين ويُبعد الشك، عندما وصفنا "المالكي" بأنهُ الشخصية التي تتجذر فيه "الرذيلة"، وأصبحت فيهِ مثلما رأسه مُلتصقاً بجسده، لا يستطيعُ هو أن يُفارقها، ولا تستطيع هي أنْ تُفارقه.؟!

 

الأقلُ أعلاه الذي ذكرناه، مِنْ الأكثر الذي لم نذكره، دفع شعب العراق إِلى الغليان الذي وصل إِلى حدِ الخروج بتظاهراتٍ احتجاجية على تلك السياسات الفاسدة، فقد شهد العراق يوم الاثنين 14 شباط / فبراير 2011، بداية أنطلاق تظاهرات احتجاجية باسم "احتجاجات عيد حب العراق"، جابت أنحاء البلاد تطالب بالإصلاح والتغيير والقضاء على الفسادِ المستشري في مفاصل الدولة الطائفية الفاسدة، نظمها شباب وشياب مِنْ مُختلف شرائح المُجتمع العراقي دون استثناء، وشهدت ساحة التحرير في وسط بغداد المُحتلة، تظاهرات في يومِ الجمعة مِنْ كل اسبوع.

 

قوة التظاهرات وشدتها دفعت "رئيس الوزراء المالكي" إِلى استخدامِ "الخداع والتظليل" لكسب الوقت، ثم "الكذب" الذي زامنه استخدامه للقوة المُفرطة في قمع المُتظاهرين في ساحة التحرير تلك. فأعلن في 27 شباط / فبراير 2011 عن انه سيُقيم وسيُعلن بعد 100 يوم مِنْ ذلك التاريخ "اخفاقات ونجاحات كل وزير"، على أن تنتهي تلك المُهلة يوم الثلاثاء 7 حزيران / يونيو 2011 ، ومُلمحاً حينها الى امكانية طرد وزراء أو مسؤولين في وزاراتهم، كما اعلن عن حزمة اصلاحات تتعلق خصوصاً بمكافحة الفساد، وتوزيع 280 الف وظيفة حكومية، وخفض سن التقاعد، وقد أكدت الأحداث لاحقاً ولغاية كتابة هذا المقال في 19 حزيران / يونيو 2012 حيث مضى سنة كاملة أن تلك الحزمة لم يتحقق منها شيء، بل الذي تحقق هو الأسوأ المُتمثل بارتفاع نسب الفساد وغير ذلك مما تناولناه أعلاه بشكل موجز جداً.

 

أنتهت مُهلة الـ 100 يوم، ولم تستطع أياً مِنْ الوزارات ايجاد حلول للمشاكل التي طالب المُتظاهرون بها، وقد كان المتوقع أن تلك الوزارات أساساً غير قادرة على ذلك، لأن المشاكل لم تستطع حلها وهي متراكمة منذ سنوات عده خلت، فهل يُعقل أن تُحلها بـ "100 يوم.؟

 

على الطرفِ الآخر نجد "كذب المالكي" واضحاً جداً في الجلسة الاعتيادية لمجلس الوزراء التي أعقبت انتهاء تلك المهلة، التي نَقلت مساء الاثنين 6 حزيران / يونيو 2011 على الهواء مباشرة ، قوله أن: ” مبادرة المئة يوم معمول بها في كثير مِنْ دول العالم، وهي ترتكز على فكرة ان تضع الحكومة سقفا زمنياً اولياً لتعرف مِنْ خلاله المؤشرات التي تؤكد امكانية قيامها بمهامها ، واعتبر ان بعض الاطراف ” فهموا الخطة بطريقة خاطئة ( ... ) وهناك مَنْ يُريد ان يشوش على مفهوم هذه المبادرة ، فهُناك ثلاثة عناوين تحكم تقييم المبادرة، هي ما تم انجازه وتحقيقه ميدانياً، ثم ماذا تريد الوزارة ان تُنجز، فالوزير لديه مخطط لأربع سنوات، وهناك افق نُريد ان نُكمل به المئة يوم الثانية، وثالثاً ما هي المعوقات امام انجاز المهام المنوطة بالوزراء.” ( [8] ) ، ويلاحظ هنا كيف تنصل "المالكي" مِنْ كل التزاماته بمكافحة الفساد، وحزمة الإِصلاحات التي تعهد بها، ووضع خدعة ثانية، وهي "مهلة مئة يوم ثانية" لاستكمال ما لم تتمكن الوزارات مِنْ تنفيذه، ثم كانت "خدعة ثالثة" تتمثل في أنه قد قرر في جلسة اجتماع مجلس الوزراء أعلاه، أن: ” أن يعقد مجلس الوزراء جلسات تعرض مباشرة على شاشات التلفاز لمناقشة ما تم انجازه خلال مهلة المئة يوم مِنْ قبل كل وزارة حسب ما وجه به رئيس الوزراء خلال الجلسة لإطلاع المواطنين على ما تم انجازه خلال المهلة وما خطط له والمعوقات التي واجه عمل كل وزارة.. ( [9] ) ، ثم كانت "خدعة رابعة" وهي أن "المالكي" لم يستطع أن يُحاسب أياً مِنْ وزراء حكومته الفاسدين، بل لم يستطع أن يُحاسب مَنْ هُمْ دونهم، وهكذا بقي الفاسدين حيث هُمْ يُمارسون الأسوأ في حق شعب العراق، الأمر الذي دفع شعب العراق إِلى استمرار التظاهر.

 

رفض "نوري المالكي"، والمُطالبة برحيلهِ مطلباً قبل أن يكون عراقياً وطنياً، فهو قراراً يُميله الواقع الفاسد لسياساتهِ التي جاءت بدعمٍ كامل مِنْ قبل التحالف الأمريكي / الصهيوني / الإِيراني المُحتل للعراق، فضلاً عن الموقفِ السلبي الذي أرخه ووثقه التاريخ للمرجعية الإِمامية المذهبية التي يتربع عرشها آية الله العظمى الإِيراني "علي السيستاني"، الذي تخلى نهائياً عن دعم المُتظاهرين بفتوى تؤكد حقهم في المُطالبة بمحاسبة الظالمين / الفاسدين، وهذا التخلي والنكوص كان على ذاتِ وتيرة النكوص عن دعم الجهاد ومقاومة التحالف المحتل للعراق آنف الذكر. ثم كان على وتيرته "مقتدى الصدر" الذي تخلى بدوره عن مناصرتهم.؟!

 


القمع الدموي للمُتظاهرين مِنْ قبل للقوات الأمنية لـ "المالكي" التي تطالب برحيله

 

نجح "المالكي" بمؤازرة مَنْ اشرنا إِليهم في قمعِ الاحتجاجات التي جرت في الأيام والتواريخ المذكورة في نهاية مقالنا هذا، التي جرت وسط انتشار كثيف لقواتِ الأمن التي قامت بتطويقِ المُتظاهرين، ومنع بعضهم مِنْ الوصول إلى ساحة التحرير. كما قام رجال أمن بزي مدني باعتقال عدد كبير مِنْ المتظاهرين في ساحة التحرير وفي مناطق مُحيطة بالساحة وقبل صولهم إليها، وكان مِنْ قسوة العنف الذي استخدمه "المالكي" في قمع المتظاهرين المُسالمين، أن دعت منظمة العفو الدولية السلطات العراقية إلى حمايةِ حقوق المُحتجين في التظاهر السلمي، كما طالبتها بالتحقق في قمعِ قوات الأمن للاحتجاجات المطالبة بتحسين الخدمات الأساسية. وقالت الجماعة المعنية بحقوق الإنسان إن قوات الأمن العراقية استخدمت القوة بشكل مفرط في بغداد وشمال العراق لقمع احتجاجات ضد الفساد، وتردي الخدمات الأساسية في البلاد، وأن القوات المسلحة، أو قوات الأمن، أو الحرس الأمني، أطلقت الذخيرة الحية في عدة مناسبات، مما أسفر عن مقتل أو إصابة محتجين ومارة. كما دعت المنظمة السلطات العراقية إلى منع التعذيب الذي تمارسه قوات الأمن التي "تكاد لا تخضع" لأي مُحاسبة، مُشيرة إلى أنها حصلت على أدلة تؤكد تعذيب نشطاء أثناء احتجازهم، واستهداف صحفيين غطوا الاحتجاجات. في المقابل رفضت حكومة ( محافظات الحكم الذاتي شمال العراق ) تقرير منظمة العفو رغم إقرارها بحصول الانتهاكات.

 

وهُنا نتساءل: لماذا كان الخليفة المعتصم مُستجيباً لطلبِ أهل بغداد بالطلبِ منه رحيل قواته عن عاصمتهم بغداد، فتقبلها ورحل هو وقواته مِنْ فوره.؟

ثم: لماذا رفض "المالكي" بتعنت غير مُبرر أن يقوم بإِصلاحات لصالح شعب العراق، والتي هي بالأساس مِنْ صميم واجباته، ومُلزماً وفق الدستور البريمري، والقوانين العراقية بتنفيذها.؟

ثم: لماذا خاف الخليفة المعتصم مِنْ تهديد أهل بغداد بمحاربته بالدعاء في الأسحار، وأعلن لهم صراحة بعدم قدرته على مقابلة تلك الجيوش التي تدعي الله تعالى عليه، فاستجاب لفوره لمطلبهم بعد أن شخص كم أن دعوة المظلوم لا حجاب بينها وبين الله تعالى.؟

 

ثم: لماذا استخدم "المالكي" العنف الإِرهابي الدموي في لجمِ أفواه المتظاهرين المُسالمين اللذين طالبوا بحقوقهم العادلة التي يقرها الإِسلام، والدستور، والقوانين المختلفة، دون خوف مِنْ دُعاءِهم للهِ تعالى عليهِ بالأسحار، فضلاً عن دُعاءِ مَنْ تروج بهم المعتقلات والسجون المنتشرة في عمومِ العراق المحتل، لا بل دُعاء شعب العراق برمته عليه لما يقوم به مِنْ "مظالم" لم تبقِ داراً في العراق دون أن تترك أثراً ظالماً فيه، متغافلاً عن عمد عن الكثير مما جاء في القرآن الكريم، والسنة النبوية الذي جاء يُحذر من الظلم، ثم يحذر من دعوة الظالم، الذي منه ما ذكره أحد أقطاب المذهب الإِمامي الإِلهي الإِثني عشري الذي يحكم "نوري المالكي" باسمه، والذي تسيد حكم العراق بعد أن والى قوات الكفر الأمريكية والإِيرانية الغازية منذ سنة العِجف 2003، المهم، أن قطبهم: "محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي المُلقب بالصدوق ت 381"، يذكر رواية منسوبة للإِمام "محمد بن علي الباقر / أبي جعفر"، تضمنت: « عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله y قال: أوحى الله إلي نبي من أنبيائه، في مملكةِ جبار من الجبابرة أن: إئت هذا الجبار فقل لهُ: إني لم أستعملك على سفك الدماء واتخاذ الأموال، وإنما استعملتك لتكف عني أصوات المظلومين، فإني لن أدع ظلامتهم وإن كانوا كفارا.». ( [10] ) .

 

وفي رواية أُخرى لقطب آخر من ذات المذهب الإِمامي والمنعوت بـ: "شيخ الطائفة محمد بن الحسن بن علي الطوسي 385-460 هـ" ينسبها للإِمام محمد بن علي الصادق، قوله: « عن الصادق y قال: ثلاث دعوات لا يحجبن عن الله: دعاء الوالد لولده إذا بره، ودعوته عليه إذا عقه، ودعاء المظلوم على مَنْ ظلمه، ودعاؤه لمن انتصر له منه.». ( [11] ) .

 

أترك الإِجابة المُفصلة للقارئ الكريم، ولكني أُشاركه:

الجواب: أن الخليفة المعتصم مثّل العدل والحق بأبدعِ صوره.

على الضد منه "نوري المالكي" مثّل الباطل بأسوأ صوره.

الخليفة المعتصم بيّن صورة الحاكم الذي يتعامل مع الأحداث الساخنة بالحلمِ والرأي السديد.

على الضدِ منهُ "نوري المالكي" الذي تعامل مع الأحداث الساخنة بالعُنفِ القسري الدموي، واستهجن الحُلمَ والحكمة في مُعالجةِ الأحداث الساخنة التي كان سبباً محورياً في سخونتها..

الخليفة المعتصم أمتلك سماتٍ ومؤهلات مكنته من أن يكون خليفة للمسلمين بحق، وأرخَ لهُ التاريخ بما يستحق.

رئيس الوزراء "نوري المالكي" أمتلك سمات ومؤهلات مكنته مِنْ أن يكون "عميلاً رخيصا" بجدارة، وأرخَ ويُؤرخُ لهُ التاريخ بما يجعلهُ نموذجاً كونياً لخونة أوطانهم، وقتلة شعوبهم، وناهبي ثرواتهم.

 

أختم بما يجب أن أختم به:

كتُب المذهب الإِمامي الإِلهي الاثني عشري الذي يتسيد حكم العراق منذ سنة العِجف 2003، يذكر رواية منسوبة إِلى الإِمام جعفر بن محمد الصادق / أبي عبد الله، مضمونها يُعلم "المظلوم" كيف يتوجه للهِ تعالى ليأخُذ حقه مِنْ "الظالمِ"، وهي مِنْ الأهميةِ بمكانٍ، وندعو المظلومين مِنْ أهلِ العراق وغيره حيثُما كانوا في هذا الكون الفسيح، بالعملِ بما جاء بمضمونها، وقد أطلقت عليها الإِمامية تسمية "صلاة الانتصار من الظالم"، ونصُها: « عن أبي عبد الله y قال: .. إذا ظُلمتَ فاغتسل وصلِ رُكعتين في موضعٍ لا يَحجُبكَ عن السماءِ، ثم قُل: اللهم إن فُلان بن فُلانٍ قد ظلمني، وليس لي أحد أصول به غيرك، فاستوفِ ظلامتي الساعة الساعة، بالاسمِ الذي سألك به المُضطر، فكشفتَ ما به من ضُرٍ، ومكنتَ لهُ في الأرضِ، وجعلتهُ خليفتكَ على خلقك، فأسألكَ أن تُصلي على مُحمدٍ وآل محمد وصحبه، وأنْ تستوفي لي ظلامتي الساعة الساعة، فإِنك لا تلبث حتى ترى ما تُحب.». ( [12] ) .

 

بعضاً مِنْ تواريخِ الاحتجاجات العراقية التي تُطالب برحيلِ رئيس وزراء العراقي "نوري المالكي":

 ( احتجاجات عيد حب العراق بتاريخ 14 / 2 / 2011 ) ، ( يوم / جمعة الغضب بتاريخ 25 / 2 / 2011 ) .

 ( إِصدار بيان رقم ( 1 ) بتاريخ 2 / 3 / 2011 ) ، ( جمعة الكرامة بتاريخ 4 / 3 / 2011 ) .

 ( يوم / جمعة الندم بتاريخ 7 / 3 / 2011 ) ، ( جمعة الحق بتاريخ 11 / 3 / 2011 ) .

 ( جمعة المعتقلين بتاريخ 18 / 3 / 2011 ) ، ( يوم / جمعة الرباط بتاريخ 25 / 3 / 2011 ) .

 ( جمعة الغضب في محافظة السليمانية 1 / 4 / 2011 ) ، ( جمعة الرحيل بتاريخ 8 / 4 / 2011 ) .

 ( جمعة الأحرار بتاريخ 15 / 4 / 2011 ) .

 

الدكتور ثروت الحنكاوي اللهيبي

 ٢٠ / حـزيران / ٢٠١٢

 

[1] )  ) التوبة / 105، تفسير الاية القرآنية كما وردت في تفسير الجلالين المحمل على قرص كمبيوتري: (  ( 105 - ( وقل ) لهم أو للناس ( اعملو ) ما شئتم ( فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون ) بالبعث ( إلى عالم الغيب والشهادة ) أي الله ( فينبئكم بما كنتم تعملون ) يجازيكم به. )  ) .

 

[2] )  ) الأسراء / 13-14، تفسير الاية القرآنية كما وردت في تفسير الجلالين المحمل على قرص كمبيوتري: (  ( 13- ( وكل إنسان ألزمناه طائره ) عمله يحمله ( في عنقه ) خص بالذكر لأن اللزوم فيه أشد وقال مجاهد ما من مولود يولد إلا وفي عنقه ورقة مكتوب فيها شقي أو سعيد ( ونخرج له يوم القيامة كتاب ) مكتوبا فيه عمله ( يلقاه منشور ) صفتان لكتابا. 14 - ويقال له ( اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيب ) محاسبا. )  ) .

 

[3] )  ) خليفة المسلمين المعتصم بالله 180-227هـ: نسبه: هو الخليفة أبو إسحاق محمد بن هارون الرشيد، الذي عرف بالمعتصم بالله، ولد سنة 180هـ. كرم أخلاقه وتواضعه: وكان المعتصم كريم الخلق، متواضعًا، يحكي عنه أنه خرج مع أصحابه في يوم ممطر، وتفرق عنه أصحابه، فبينما هو يسير إذ رأي شيخًا معه حمار عليه حمل شوك، وقد وقع الحمار وسقط الحمل، والشيخ قائم ينتظر من يمر به فيساعده، فنزل المعتصم عن دابته، وخلص الحمار عن الوحل، ورفع عليه حمله وانتظر أصحابه حتى جاءوا، وأمرهم أن يسيروا مع الشيخ ليعينوه.

كما كان المعتصم سخيًّا، فلقد روى أحمد بن أبي داود: تصدق المعتصم على يدي، ووهب ما قيمته ألف ألف درهم، وفي عهده كثر العمران، وبنيت القصور وارتفع البنيان.
مرضه ووفاته: وقد مرض المعتصم فأخذ يقول: ذهبت الحيلة، فليس حيلة، ولقي ربه في سنة 227هـ بعد حياة حافلة بالأعمال النافعة للمسلمين.
فرحم الله الرجل رحمة واسعة بقدر ما قدم للإسلام والمسلمين من اعمال جليلة وجاهد وفتح فتوحات عظيمة.

 

[4] )  ) شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي، معجم البلدان، ج5، عني بتصحيحه وترتيب وضعه وكتابة المستدرك عليه محمد أمين الحانحي الكتبي بقرائته على الأستاذ الأديب النحوي الراوية الشيخ أحمد بن الأمين الشنقيطي، طبع مطابع السعادة، ط1 ( مصر-القاهرة-1324 هـ-1906م ) ، باب السين والألف وما يليهما، ص14-15.

 

[5] )  ) المصدر نفسه، ص14-15.

 

[6] )  ) الإسراء / 81، تفسير الاية القرآنية كما وردت في تفسير الجلالين المحمل على قرص كمبيوتري: (  ( 81 - ( وقل ) عند دخولك مكة ( جاء الحق ) الإسلام ( وزهق الباطل ) بطل الكفر ( إن الباطل كان زهوق ) مضمحلا زائلا وقد دخلها صلى الله عليه وسلم وحول البيت ثلثمائة وستون صنما فجعل يطعنها بعود في يده ويقول ذلك حتى سقطت رواه الشيخان. )  ) .

[7] )  ) الفساد في العراق؟ أرقـــام وحقــائق تثيــر العجــــب العجــــاب !جريدة البينة الجديدة: http: /  / albayyna-new.com، قسم التحقيقات، الثلاثاء 20-09-2011؛ أنظر الرابط الإِلكتروني أيضاً:

http: /  / albayyna-new.com / news.php?action=view&id=1574

 

[8] )  ) المالكي وانتهاء مهلة الئة يوم، السومرية: http: /  / alsumaria.com ، اخبار العراق، 7-6-2011.

 

[9] )  ) المصدر نفسه.

[10] )  ) الصدوق، ثواب الأعمال، مطبعة أمير في ( قم ) ، منشورات الرضي، ط2 ( قم-1386ه ) ، ص272؛ أنظر كذلك: محمد بن الحسن الحر العاملي، وسائل الشيعة ( آل البيت ) ، ج7، مطبعة مهر في ( قم ) ، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت لأحياء التراث، ط2 ( قم-1414 ه ) ، رواية ( 8918 ) 3، ص129.

 

[11] )  ) الطوسي، الأمالي، تحقيق قسم الدراسات في مؤسسة البعثة، نشر دار الثقافة في ( قم ) ، ط1 ( قم-1414ه ) ، رواية ( 541 / 79 ) ، ص280؛ أنظر كذلك: الحر العاملين وسائل الشيعة آل البيت، ج7، رواية ( 8921 ) 6، ص130.

 

[12] )  ) الحسن بن الفضل الطبرسي، مكارم الأخلاق، منشورات الشريف الرضي، ط6 ( 1932هـ-1972م ) ، صلاة الانتصار من الظالم، ص332؛ أنظر كذلك: الحر العاملي، وسائل الشيعة ( آل البيت ) ، ج8، رواية ( 10209 ) 1، ص116 117-؛ أنظر كذلك: الحر العاملي، وسائل الشيعة الاسلامية، ج14، باب ( 15 ) ، رواية ( 1 ) ، ص246 ؛ الميرزا نوري الطبرسي، مستدرك الوسائل، ج6، باب ( 28 ) ، رواية ( 6912 ) 5، ص324.

 

 





الاحد ٤ شعبــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / حـزيران / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. ثروت الحنكاوي اللهيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة