شبكة ذي قار
عـاجـل










للخيانة أبواب مثلما لها درجات تتراوح بين خيانة أمانة صغيرة وصولا إلى الخيانة العظمى. وقد تعاملت الشرائع السماوية والقوانين الوضعية مع الخيانة بدرجاتها المختلفة فوضعت لكل منها عقابا يتراوح بين عقوبة طفيفة مع وقف التنفيذ وصولا إلى إقامة جهنمية في سقر إلى يوم الدين طبقا لعدالة ربانية لا جدال فيها.


ثمّة مَن يخون زوجته فيوقع الضرر بنفسه وأسرته, وثمة مَن يخون أمانة فيوقع الضرر بالشخص الفرد الذي ائتمنه, وثمة مَن يخون دينه فيوقع الضرر على نفسه أولا وأخيرا لأن الدين يحميه رب العزة.. غير إن خونة الوطن يوقعون الضرر بملايين الناس بحياتهم وممتلكاتهم وبثروات الدولة ومؤسساتها التي بذل الشعب عناء لا يثّمن في تشكيلها وترصين كينونتها. خونة الوطن يوقعون أضرارا فادحة في التاريخ والجغرافية والحياة الاجتماعية ويدمرون منجزات يرون فيها شواهد على عصر يبغضونه وهي في حقيقتها عرق ودم ومال يرتقي في قدسيته إلى أرقى المقدسات.


خونة العراق, الذين تعاقدوا مع أميركا وبريطانيا وإيران والكيان الصهيوني لغزو واحتلال العراق من أفراد وأحزاب وميليشيات, كانوا وما زالوا يدركون إن الله لن يغفر لهم وان شعبنا سيحاسبهم طال الزمن أو قصر. هم أنفسهم يعرفون ويقرون في قراره أنفسهم المريضة وفي جلساتهم الخاصة وفي اجتماعات وندوات ومؤتمرات أحزابهم بأنهم خانوا العراق وخانوا الدين ونقضوا كل عهود الإيمان. لذلك فهم يبحثون من يوم وقعوا تعاقدات الخيانة في مؤتمر لندن سيئ الصيت والى يومنا هذا عن مخرج لخيانتهم التي لطخت جباههم وتاريخ أحزابهم زيادة على عار انتماءهم الأزلي إلى الطابور الخامس وشذاذ الآفاق وعتاوي وقطط خلفيات المطاعم.


مَن يدّعي انه شيعي من هؤلاء احتمى باسم أطهر وأجل وأعظم من انحطاطهم ودونيتهم ونذالتهم.. أدعياء الشيعة احتموا ببطل الإسلام المقدام وإمام العلم والنزاهة والعفة والإيمان علي بن أبي طالب علي السلام وآل بيت الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. إنهم احتموا بالتشيع لا إيمانا ولا تشيعا ولا تدينا، بل لتحقيق خلط غير محمود في الأوراق والألوان يفضي إلى تعميم الخيانة: أي أن يصير كل الشيعة معهم خونة فيضيعون هم وخيانتهم المنكرة بين ملايين الخونة. ومَن يدّعي السنية من خونة العراق احتمى خلف أحكم العرب وأعدلهم وأطيبهم سمعة وذكرا.. احتموا خلف عمر بن الخطاب الفاروق عليه سلام الله بطل الإسلام وخليفة رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم ليحققوا لأنفسهم انتشارا للخيانة يحميهم حتى ولو وهميا من عار وعقاب خيانة العراق, أي إنهم أيضا سعوا إلى تعميم الخيانة.


كلا الفئتين الخائنتين الباغيتين سجلتا على نفسيهما خيانات مضافة لخيانتهم للعراق العظيم. كلاهما خان الدين وخان المذهب ليس فقط في محاولاتهم البائسة لنشر وتعميم الخيانة، بل وأيضا لأنهم سيّسوا المذاهب وجعلوا منها إحدى أدواتهم القذرة لتحقيق المآرب والأهداف الشخصية الدنيئة على حساب الوطن والشعب والأمة وعلى حساب الدين ومذاهبه الكريمة. خيانتهم المركبة تسبح الآن في برك الدم العراقي الطهور وفي أمن واستقرار الوطن والمواطنين وفي أنين مئات الآلاف المغيّبين في السجون وملايين الأيتام والأرامل.


للخونة العملاء الذين جلبوا الغزاة ووطّنوا الاحتلال, مَن يدعي منهم الشيعية والتشيّع وأسند خلفيته القذرة على عمائم المراجع لحوزات إيران الصفوية, ومَن يدّعي منهم انه سني انتخى ليحمي المذهب من غزو الجراد الصفوي الأصفر.. لكل مَن تستّر خلف هذا المذهب أو ذاك لينفذ الدور المسنود له في إنجاح أجندة أمريكا الصهيونية الإيرانية الطائفية المشتتة والممزقة للوطن وللشعب نقول: لا يمكن تعميم الخيانة فالخيانة سمة الخائن فردا كان أو حزبا أو مَن تبعه ولا يمكن لشعبنا العظيم أن يخرج أبدا من جلباب وطنيته المقدسة التي عرف بها من 8 آلاف عام.. نقول لهم جميعا: انتهت جولات باطلكم ومقاومتنا الباسلة وشعبنا العظيم يقترب من ساعة التحرير والاستقلال, يقترب من ساعة تقديم الخونة إلى منصات عدالته المعروفة والمجرّبة.

 

 





الاحد١٣ رجــب ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٣ / حزيران / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة