شبكة ذي قار
عـاجـل










ما حل بالعراق وشعبه نتيجة الغزو والاحتلال الذي قادته أميركا ومعها ما يربو على 40 دولة لا يمكن أن يوصف بمقالات ولا بكتب. فالجريمة أكبر من الوصف والتداعيات أكبر من الإحاطة ونتائج وآثار التدمير عصية على التبويب. غير إن ما يتوجب على الإنسانية برمتها أن تتوقف عنده وتسجله عارا على أميركا ومَن شاركها من عجم وعرب ومن حملة الجنسية العراقية، هو الجرائم الإنسانية غير المسبوقة التي اقترفت سرا وعلنا والاستهداف الشخصي للعراقيين الفاعلين في إدارة الدولة والجيش وقوى الأمن وحزب البعث العربي الاشتراكي بدون سند قانوني وبافتراض إجرامي إن الجميع مجرمين ليوفر هذا الافتراض للاحتلال ما يسوغه وللغزو ما يبرره على الأقل من باب إقناع الذات بما هو باطل والتصرف بناءا على هذا الباطل. جرائم يندى لها جبين الإنسانية ويخجل منها حيوان الغاب توزعت الأدوار في تنفيذها بين المارينز وشركات الحماية الخاصة وتدرجت في الانتقال الميكانيكي من الأمريكان تدريجيا إلى مجاميع فرق الموت التي أسسها احمد الجلبي الذي كان هو عرّاب الاحتلال الأول أمريكيا ومرشح الغزاة لقيادة عراق ما بعد الاحتلال والى ميليشيات فيلق بدر وحزب الدعوة العميل. ثم أضيف لاحقا وخلال نصف العام الأول للاحتلال ميليشيا مقتدى وحزب الفضيلة وتشكيلات الصحوة الخائنة.

 

إن قهر الإنسان وتعريضه إلى ما يسلب إنسانيته وحياته سلبا تدريجيا لسبب أو أسباب خلافية لا يتفق عليها قانون ولا عرف ولا تقرها الكتلة البشرية بوصفها العام هي جرائم تقف بالضد من شرائع السماء وقوانين الأرض وأسر قياديين من دولة العراق وحزب البعث العربي الاشتراكي يقع ضمن هذا التوصيف: أسر واعتقال بدون جريمة معرفة أو محددة، بل لأغراض تتعلق بسلامة وامن الغزاة وإذنابهم لا غير ولغرض تهيئة البيئة القابلة بالاحتلال ونتائجه .

 

الأسير البطل سبعاوي إبراهيم الحسن, وكذا رفاقه الآخرين, سجناء رأي وموقف سياسي وانتماء عقيدي وليسوا مجرمين تحت أي توصيف للجريمة .. وهم يواجهون زمنا مفتوحا للأسر و أفقا مفتوحا لاتهامات بدأت ولا يمكن أن تنتهي. هذا جانب من محنة الأسد العراقي سبعاوي إبراهيم الحسن في الأسر غير إن الجانب الآخر الأكثر ظلامية هو انه يتعرض لعملية اغتيال بطئ وبوسائل بشعة يستحي منها حيوان الغاب. التعذيب النفسي وحجب الدواء عن أمراض موجعة والتعذيب الجسدي والقهر الذي يمارسه سجانون تحركهم كراهية متأصلة وغلظة قلب أنتجتها الضغائن والأحقاد الطائفية وشهوات السادية والنرجسية. انه ورفاقه يواجهون الكراهية والبغضاء في اقفاص لا تديرها دولة حقيقية ولا وزارة مختصة، بل عصابات ووحوش تكره الإنسانية وتغيضها الرجولة والشجاعة التي جبل عليها سبعاوي ورفاقه. عصابات تبحث في قواميس التعسف والظلم والبطش عن سلوك تنفس به عن حيوانيتها وسوداوية وظلامية تركيبتها النفسية وتجد أمامها هدفا مقيد الأيدي والأرجل فما أسهله من هدف أمام بطش الجبناء.علاقة لا يمكن أن توصف إلا بكونها علاقة جلاد بأسد مقيّد لا حول له ولا قوة ..

 

إن الأمريكان يدركون أنهم في أسرهم واعتقالهم لرجال الإدارة والقيادة والاختصاص ومناضلي البعث في العراق إنما يرتكبون جرائم مركبة لن تضفي عليهم سوى سمات وصفات الوحوش واللااخلاق وتعصف بادعاءاتهم لحقوق الإنسان والعدل والحرية والديمقراطية ثم أنهم بتسليمهم لرجال العراق قادة الدولة العراقية التي ذبحوها إلى جلادين يعلمون أنهم حملة ثارات سياسية وممن دُرّبوا للثار الإيراني من العراقيين, فإنهم بذلك قد قدموا رقابا شريفة وطنية وقومية مسلمة ومؤمنة إلى عصابات تكره العراق الوطني القومي العروبي ولا هم لها إلا تغييب رموز العراق بأية وسيلة كانت. بهكذا عمل فقد أوقع الأمريكان أنفسهم عبيدا لأعداء الإنسانية ومنفذين بقوتهم الغاشمة لإرادة إيران وقردة وكلاب إيران.

 

إن أميركا باعتقالها وأسرها لأُسُود العراق ومنهم رفيقنا البطل سبعاوي الحسن ومن ثم تسليمهم إلى كلاب وقردة إيران من الحكام الطغاة والسفاحين والفاسدين الذين سلطتهم على رقاب شعبنا تخسر ماديا واعتباريا وعلى مدى زمني قائم وفي المستقبل المنظور، لأن تاريخ البشرية حافل بالاحتفاء الكبير بالأسرى والمعتقلين الأحرار أصحاب القضايا العقائدية والوطنية والقومية والإنسانية العامة, ومنهم مَن عاد إلى فعاليته ليغير وجه التاريخ وهم عموما شموع الحرية والتحرر والإرادة الفولاذية للشعب وللأمة ونسغ الفكر والمبادئ السامية وإرادة الشعب التي لا تقهر وحقوقهم الوطنية والقومية لا تسقط بالتقادم. وهذا هو وجه الصراع بين أميركا وبين المكبلين بقيود الطغيان والجور والقهر الوحشي وهكذا صراع يخسره الظلام عادة وينتصر فيه الشجعان وإرادتهم الرسالية. وعلى الإنسانية بأحزابها وأنظمتها الحرة وقواها المدنية المتحضرة أن تتحرك فورا و تقف بحزم مع الرفيق الأسير البطل سبعاوي ورفاقه لان معاناتهم هي معاناة شعب برمته والجور والظلم الذي يقع عليهم هو جور وظلم يقع على العراق برمته. إن الآلام والأوجاع التي تفرض على العراقي الشامخ سبعاوي ورفاقه ستتحول إلى براكين تحرق أميركا من حيث تحتسب ومن حيث لا تحتسب لأن الله معهم والله جبار ذو انتقام.

 

 





الاربعاء٠٩ رجــب ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٣٠ / أيــار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة