شبكة ذي قار
عـاجـل










طوال قرون, خاطرَ المستكشفون بحياتهم سعياً وراء الكنوز والثروات, وقد وجدَ أولئك الشُجعان الذين وصلوا الى السجون العراقية نوعاً مُختلفاً من الثروات, وهي الكنوز الروحية في بلداً غنياً بالنفط والغاز والفوسفات والكبريت والذهب والدواجن والأسماك.

 

يبدأ حشد من الرعاع المُجرمين بضرب مجموعة من الأسيرات والأسرى الأبرياء طالبين أعترافات كاذبة أو قتلهم, وهكذا تبدأ سلسلة من الأحداث تدوم لأسابيع وأشهر وسنوات يسمع نتيجتها كثيرون من كِبار المسؤولين ووسائل الأعلام عن تقارير صادرة من مُنظمة دولية أو تلك حول تعذيب الأرواح في السجون العراقية.


بالتأكيد, هذه التقارير الأنسانية تتحدث عن ابرياء رفضوا حصاد أشواك الأعترافات الكاذبة وتعرضوا للتعذيب المُفرط او حتى الأغتصاب, اما أذا أضطروا في قول ما لم يرتكبوه تحت أهات سياط التعذيب اوجعير تهديد الرعاع بأغتصاب نساءهم أمام أعينهم فحينها ياتي دور قنوات الرعاع في أختيار التوقيت المُناسب لتأكيد الطاعة للكيان اليهودي او الكيان الفارسي.


بالتزامن مع الذكرى السنوية لنكبة فلسطين, وفي السادس عشر من مايو ايار الحالي تحديداً, عرضت "قناة العراقية الحكومية" التي تتخذ من "المنطقة الأمريكية الأيرانية الخضراء" ببغداد المحتلة مقراً رئيسياً لها, مجموعة من الأسرى الفلسطينيين والعِراقيين العَرب وهم يدلون بـ "أعترافات كاذبة" تحمل في مضمونها عدة رسائل خارجية وداخلية, ويُمكن تلخيص أهمها:


الجانب الخارجي:


1- تأكيد الطاعة للكيان اليهودي بالتزامن مع أعلان المقبور ديفيد بن غوريون قيام " الدولة اليهودية على أرض اسرائيل" في ليلة الرابع عشر من مايو ايار سنة 1948م.


2- الأسرى الفلسطينيين الذين ظهروا في " قناة العراقية", وهم كُل من: " نزار عبد الهادي حمدان, عامر أبراهيم طاهر, ممدوح أحمد سعيد أسعد, جلال سعيد عطيه" جرى أسرهم في أوقات متفاوتة من منطقة سكناهم في البلديات جنوب شرق بغداد المحتلة في التاسع عشر و الحادي والعشرين من مارس اذار من السنة الحالية, وبالتالي يُفند بقاءهم في منطقة سكناهم ما جاء مِن "أعترافات" في القناة الحكومية.


3- تعود أصول الأسرى الفلسطينيين الى أخر قرى المقاومة في فلسطين التاريخية وهي " عين غزال, جبع , أجزم" جنوب مدينة حيفا المحتلة, والتي ضربت أروع فنون المقاومة والأخلاق الحربية ضد الأحتلال البريطاني والعصابات الصهيونية بحسب ما يُعرف ويُدرس عنها في الموسوعة العسكرية الاسرائيلية والتاريخ العربي والفلسطيني, وبالتالي يحاول الرعاع أن يظهروا عضلاتهم المُهترية كأقوياء أمام الأسرائيليين وأنهم قادرين على حُكم العراق ومُحاربة العرب فيه, في وقت لم تظهر رجولتهم ولا حميتهم في الدفاع عن حرائرنا العربيات السنيات والشيعيات والمسيحيات في سجن أبو غريب وغيره من سجون الاحتلال وسجونهم الحكومية وغير الحكومية.

 

4- محاولة ربط حماس العراق بحماس فلسطين وتأكيد الرعاع على قمع أي مقاومة عربية كانت في فلسطين أو العراق مهما كانت مُسمياتها وشعاراتها كخدمة مجانية للكيان العِبري, رُغم معرفة الكيان اليهودي بأن لا علاقة لهؤلاء الأبرياء لا بحماس العراق ولا حتى حماس فلسطين.


الجانب الداخلي:

 

1- زراعة الطائفية في ذهنية المُشاهد ومن ثُم تفتيت المجتمع العراقي وعزله عن أمته العربية, أذ ان جميع الأسرى الفلسطينيين والعراقيين هم من العرب السُنة ومِن مناطق معروفة في بغداد.


2- محاولة تشويه صورة المقاومة في العراق وضرب أقطابها كِلاهما بالأخر بهدف أحتواء الدعم لها وتسجيل المقاومة مُستقبلياً لجهات أخرى مُصابة بـ "مرض البواسير" أثر الجلوس على مقاعد برلمان المنطقة الخضراء الامريكية الأيرانية لساعات طويلة, مع التاكيد على وجود أكثر من 35,000 ألف أمني وجندي بروتستانتي ويهودي أمريكي في العراق المُحتل حتى يومنا هذا.


3- محاولة تشويه صورة فلسطين شعباً وارضاً وتاريخياً أمام المُشاهد العراقي, بهدف فصل العراق عن فلسطين, وهو ذات ما يعمل فيه الأسرائيليين منذُ سنوات من محاولات تشويه صورة العراق شعباً وارضاً وتاريخياً امام المُشاهد الفلسطيني.


4- محاولة تهجير المتبقين من الفلسطينيين من مناطق سكناهم في التجمع السكني الفلسطيني بمنطقة البلديات في بغداد, كما هو مُخطط لتفريغ منطقة الأعظمية ببغداد من سُكانها العراقيين العرب السنة, وكما هو مُخطط ايضاً لتفريغ منطقة الرفاعي في الناصرية من سُكانها العراقيين العرب الشيعة, الا ان التجمع الفلسطيني في منطقة البلديات لاقوى القدر الأكبر من الضغط بما يملكه من تعلق أهلنا العراقيين بِالقُدس الشريف.


الأغرب من ذلك كله, بان المتحدث لقناة العراقية وهو العميد رياض عبد الامير, مُدير أستخبارات قيادة شرطة بغداد, تعرضَ للأعتقال بـ "تُهمة الأرهاب" في فجر الثلاثاء الخامس عشر من مايو ايار الجاري, أي قبل يوم واحد فقط من ظهوره على "قناة العراقية" وبالتزامن مع أحياء أهلنا الفلسطينيين لذكرى النكبة في فلسطين, ويبدو جلياً على وجه وعيني العميد الأرهاق والتعب والتردد, وربما يكون هو الأخر قد تعرض لعمليات تعذيب لادلاء بشهادة كاذبة حول الأسرى.


أخيراً وليس أخراً, نستطيع ان نقول ببساطة لقناة الأنثوية " قناة العراقية" ومن يقف خلفها مِن الرعاع كما قال الزعيم القومي الأوروبي أدولف هتلر لِجماهيره في خطاباته: " ان الشباب اليهودي ينتظر لساعات مِن أجل النهاية .. يتجسس على الفتاة الألمانية ويُخطط لأغواءها ولا يُثير الشك .. أنه يرغب بأن يلوث دمها ويزلها من حضن شعبها .. اليهود يكرهون الجنس الأبيض ويريدون خفض مستواه الثقافي حتى يسيطروا .. رجاءً لاحظوا هذه النقطة .. فلسطين لم تحتلها القوات الألمانية بل القوات البريطانية .. اليهود يريدون طرد العرب الفقراء من فلسطين .. لم أعد قادراً على تجاهل السياسة الأمريكية في قتل الشعوب من اجل تاسيس دولة يهودية في فلسطين".


فيديو " أعترافات الأسرى الفلسطينيين والعراقيين في يوم 16/5/2012":


 

 




 

 





الاحد٢٩ جمادي الاخر ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / أيــار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أيهاب سليم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة