شبكة ذي قار
عـاجـل










استميحك عذرا سيدي قنديل ان امسك بمدخل ردي من ذيل مقالك ( نعم ، ندافع عن البعثيين وحقهم في الحياة والسياسة والمقاومة، وليس عن جرائم نظام سبق، وكان البعث عنوان ) ليس مناكفة لك او خلافا نظريا مجردا بل لان استنتاجك لن يقبل به أي عراقي إلا إذا كان ممن يصح عليهم وصف مسك العصا من المنتصف ولن يقبله منك أي بعثي مبدئي صاحب عقيدة رسالية إلا إذا قبل أن يقع تحت وصف متحزب منافق. فنظام العراق الوطني 1968 – 2003 نظام بعثي بامتياز كان البعث فيه قائدا للشعب وللقوى الوطنية والقومية المشاركة له بالحكم بما فيهم أكراد العراق ..نظام بعثي بكل ما أنتجه من عز ومفاخر للعراق والأمة وان أي خطأ أو مثلبة تسجل على نظام البعث حقيقية كانت أو مختلقه يتحمل وزرها من مارسها شخصيا والبعث ونظامه وقائده الشهيد ورفاقه هم رموز ذاك السفر البهي المتألق الذي امتد لخمس وثلاثين عاما في العراق .وليس من حقك أنت أو أي إنسان سواك أن يجتهد في البحث عن سبل قطع الصلة بين الشهيد صدام حسين وبين الحزب ورجاله ولا بين البعث وبين نظامه حتى مع الإقرار الموضوعي بحدوث أخطاء هنا وهناك ننتظر منك سيد قنديل أن تعطينا نظاما وطنيا قوميا ثائرا واحدا في تاريخ امتنا قد سلم منها لدواعي ذاتية وأخرى موضوعية.


اعتمدت في جزء مهم من مقالك على تجريم الرئيس الرفيق الشهيد صدام حسين ووصفه باطلا بالدكتاتور والدموي والقاتل حتى يخيل لقارئك وكان الشهيد كان يمسك بندقية آلية ويقتل العراقيين ..وهكذا ادعاء يضعك في صف أعداء البعثي والبعثيين على غير ما رمت الوصول إليه وتحقيقه من مقالك موضوع البحث. صدام حسين رجل ثائر قومي عروبي وحدوي طبق اشتراكية البعث ونقلها لأول مرة من صورتها العقائدية الفكرية إلى نهج حياة للدولة العراقية وأنجز مبادرات وأفعالا تاريخية ليفتح أمام الوحدة العربية مسالك جديدة وفرص تحقق جزئية على الأقل وعبر عن هذه السبل بمشاركة العرب في الدفاع عن أرضهم في مصر وسوريا والأردن وفلسطين وموريتانيا والسودان واليمن فضلا عن دفاعه مع جيشه وشعبه في حرب شرسة ردت العدوان الطائفي الخميني الذي استأسد بعد غزو العراق واحتلاله وليس بوسعك أنت كعربي أن تنكر انه يتمدد ويغزو الأمة شرقا وغربا الآن بعد أن ذبح صدام حسين ونظامه ودولته ولن تنكر هذه الحقيقة إلا في حالة واحدة أنت تعرفها ولا نحب أن نصنفك ضمنها .

 

ان من أعدمهم قانون العراق لأنهم جواسيس للكيان الصهيوني المسخ أو لأنهم تشكيلات حزبية للطابور الخامس الإيراني الذي تشكل شريحة مجنسة بالجنسية العراقية غير إنها إيرانية الأصل ونسميهم في العراق بالتبعية الإيرانية وكان منهم مئات الآلاف يعتاشون ويرتزقون في العراق ويعششون في مدن العراق المتشرفة باحتضان حواضر أهل البيت عليهم سلام الله لينفثوا سم ثقافة ولاء مزيف ومنافق لآل البيت يكسبون فيه ومن خلاله تعاطف العراقيين وعموم العرب المسلمين المعروف عنهم حبهم واعتزازهم وتقديرهم لرسول الرحمة صلوات الله عليه ولأهل بيته رضوان الله عليهم جميعا ,تشكل عماده الأساس وتقدم الدعم والإسناد لحزب إيراني بامتياز هو حزب الدعوة العميل, ومن أعدمهم قانون العراق لأنهم جواسيس لبريطانيا ودول أخرى . ونحن نرى إن تطهير أي بلد عربي من الجواسيس وطوابير العمالة والخيانة هو ليس منهج فردي يمكنك أنت أو سواك أن ينسبه لشهيد الحج الأكبر صدام حسين بل هو نهج لإسناد القانون والعدالة وشرف لأي حزب عربي أن يتبناه.

 

البعث أخي قنديل هو من وضع نهج تأميم ثروات ألامه والشهيد مع رفيقه الأكبر الرئيس الراحل احمد حسن البكر رحمه الله وخلفهم كل شعب العراق هم من طبقوا عقيدة تحرير الثروة النفطية ووضعها تحت قبضة العقل الوطني والقومي الذي استثمرها في إنتاج شواخص يتشرف البعث انه هو حاضنتها ومؤازرها ورافعة ارتقاءها . وإذا كنت لا تعرف ولم تتابع منتجات وآثار نظام البعث في العراق فارجع إلى كتاباتنا وكتابات شرفاء العراق والأمة فلسنا هنا بصدد إعادة إحصاءها .

 

الموضوعية خصلة لا غنى للباحث ولا للكاتب عنها واهتمامك بزعم نحن نراه باطلا .. ( ونحن تعني البعثيون الذين امتدحتهم رفاق قائد المقاومة الرفيق عزة ابراهيم ) الا وهو دموية الشهيد الخالد رحمه الله مع تجاهل واضح لمنجزات عهده الأسطورية يفقدك ما لا نتمناه لعربي عزيز مثلك.

 

البعث أخي قنديل هو صاحب عقيدة الدفاع العربي المشترك وهو صاحب عقيدة حق الأعراق التي تعيش مع العرب في ارض الأمة ونظام البعث بقيادة الشهيد صدام حسين هم من شاركوا بحروب الأمة كلها وهم من منح الأكراد حقوقهم القومية كاملة غير منقوصة ..وشرف للبعث ما أنتجه في تفاصيل هذه الإشارة السريعة التي تؤلف منها كتب سيد قنديل وبحقائق تطبيقية ميدانية دامغة مطلقة الصحة واقع وساكتفي بهذا القدر لعل مجاهد عربي آخر من اليمن أو الأردن أو سوريا أو مصر الملايين السبعة التي عانقنا عطر عروبتها في ارض بلاد الرافدين او من لبنان أو تونس أو موريتانيا سيرد عليك معاتبا ومصححا.

 

وانتهز هذه الفرصة لاثني على ماهو ايجابي في مقالك وإنصافك لشهداء البعث ولمقاومته الجسورة وأردت أن أضيف أن ليس مجلس محافظة النجف لوحده من ظلم البعثيين في عمليات انتقام بشعة عشوائية بل كذلك فعلت مجالس الأمركة والتفريس في كربلاء والقادسية والبصرة وذي قار وميسان و واسط وبغداد وديالى. إننا إذ نتداخل مع جنابك الكريم فإننا نأمل منك أنت وكل كتاب الأمة ومثقفيها أن يعيدوا قراءة المشهد وان يغادروا نطاق تلك البادئة الشعرية التي تتغنى بالأطلال أو بالحبيب للدخول في موضوع القصيدة والبادئة هنا هي شتم الشهيد ونظامه وكأنها صك براءة لجهة معينه لا تستحق و لا نتمنى لأي عربي حر شريف أن يحسب أي حساب لودها أو رضاها ا وان يخطو خطوة واحدة باتجاهها . ونام لان نرى منك تقييما شاملا لمنجزات البعث العظيم في العراق خلال فترة حكمه وان نرى قناعتكم الراسخة من أن استهداف العراق قد كان بسبب انجازات البعث الوطنية والقومية وبسبب إصرار القائد الشهيد ورفاقه ونظامه على رفض الاستسلام والانبطاح تحت كرش الامبريالية والصهيونية وان تتذكر إن الطاهرة الحرة المسلمة المؤمنة الشريفة تفضل وتقبل وتفعل قطع رقيتها على اغتصاب عذريتها . تحياتنا العروبية البعثية الصدامية تصلكم من خلايا البعث البطلة التي يقودها أمين عام البعث الرفيق عزة إبراهيم حماه الله وقد يكون للحديث بقية سيدي .

 

*******************************

 

دفاعا عن البعثيين ؟


عبد الحليم قنديل - القدس العربي


 

لم أكن معجبا بصدام حسين إلا في الخمس دقائق الأخيرة من حياته تحت حبل المشنقة .


فقد عاش صدام ديكتاتورا عراقيا بامتياز، ومات شهيدا يسخر من جلاديه ، في يمينه القرآن، وعلى لسانه هتاف 'عاشت فلسطين والعراق
'.


وفي الزيارة
الوحيدة التي شاركت فيها إلى بغداد زمن صدام ، عدت إلى القاهرة، وكتبت ـ في تشرين الاول/أكتوبر 1994 ـ عن بغداد التي ' تبكي بلا دموع '، وعن العراق المحاصر بالجوع والخوف.
وقبل غزو العراق بأسابيع ، كتبت في صحيفة ' العربي' القاهرية ـ التي كنت أترأس تحريرها ـ عن الأقــــدار
الأســطورية في العراق، وعن صدام حسين الذي قد يغفر له ما تقدم من ذنبه، ويتحول اسمه ـ في ذاكرة التاريخ الباقي ـ من ديكتاتور إلى شهيد ، ويتحول قبره إلى مزار وكعبة للمقاومين جيلا فجيل.


وقد تحققت النبوءة ، وبأكثر مما توقع أحد ، فلم يهرب صدام إلى ملجأ آمن عرضوه عليه، وترك النوم في القصور إلى الحياة في حفرة ، ولم يكن ديكتاتورا جبانا ،
يطلب الموت لخصومه ويتخلف هو ، وواجه الموت بشجاعة أسطورية ، ولم ينج بذريته ونسله الذين استشهدوا في معركة دامية باسلة مع رصاص القوات الأمريكية الغازية.


وتوقع الاحتلال الأمريكي أن تكون نهاية صدام هي
نهاية حزب البعث، تماما كما تفكك الحزب النازي مع نهاية هتلر ، وكانت تلك قراءة غبية جاهلة بسيرة البعث وسيرة العراق نفسه ، فلم تكن دموية صدام استثنائية تماما في التاريخ العراقي، وصدام كان محكوما عليه بالإعدام قبل أن يصل إلى سلطة إعدام الآخرين ، فثقافة الدم لها أصولها الراكزة في التكوين العراقي نفسه، وصدام لم يكن إلا استطرادا ـ بلمسات إضافية ـ لثقافة حسم الخلافات بسيف الدم، ومن هذه الزاوية كان صدام عراقيا حتى النخاع، كان عراقيا أصوليا متشددا، وصحيح أنه كان قائدا مرموقا في تاريخ البعث، إلا أن سيرة البعث أوسع وأطول وأعرض وأقدم منسيرة صدام، بل أن البعثي الأول في تاريخ العراق مات بيد نظام صدام، ففؤاد الركابي مؤسس البعث في العراق مات في المعتقل بعد انقلاب 1968، وكان الركابي قد تحول إلى الناصرية، ومئات من قادة البعث لقوا حتفهم بأوامر ـ وأحيانا بيد ـ صدام حسين، لكن استشهاد صدام الأسطوري قارب المسافة بين اسمه واسم البعث.


وكما تخاف حكومة الدمى ـ في بغداد الآن ـ من شبح صدام، فإنها تخاف من حزب البعث الذي يأتيها في كوابيس الصحو والمنام، صحيح أن ثمة أكثر من عنوان لحزب البعث الآن، لكن حزب البعث الحقيقي يترأسه عزت الدوري رفيق صدام، وهو حزب أثبت صلابة معدنه، وقوةتنظيمه، وواجه مجازر الاحتلال وأعوانه بحيوية فائقة، فقد جرى قتل بعثيين بعشرات الألوف، وجرى تشريد بعثيين بمئات الآلاف، لكن الحزب ـ المحظور المطارد ـ ظل أقوى أحزاب الساحة العراقية، ويقود قطاعا مهما من المقاومة العراقية المسلحة، وربما لا ينافسه في نفوذه سوى نفوذ هيئة علماء المسلمين ومنظمات المقاومــة المرتبطة بها، وهذه الأخيرة مطاردة أيضا، ومرتبطة باسم الشيخ حارث الضاري المقيم الآن خارج العراق، فيــــما يظل محل إقامة عزت الدوري غير معــــروف بدقة، وتظــــل حركة البـــعث سرية وغاية في الكفاءة والفـــعالية، وهو ما يفسر هذه
الحملة المجنونة ضد البعث من حكومة الدمى التابعة للاحتلال الأمريكي، والتي وصلت بدعوى اجتثاث البعث إلى حد القتل على الهوية البعثية لمجرد الاشتباه، فــــقد بدا حزب البعث كأنه حيوان الهيدرا في الأسطورة الإغريقية، كلما قطعوا له ذراعا نبتت له ألف ذراع، في مدن العــراق وقراه من شماله إلى جنوبه، بالطول وبالعــــرض، وفي أجهزة الإدارة والجيش والأمن، وحتى في اجتماعات مجلس وزراء حكومة المالكي.


ورغم أن حزب البعث يقاطع ما يسمى بالعملية السياسية، والتي تتم برعاية الاحتلال الأمريكي، إلا أن الخوف من وجود بعثيين متخفين يفزع الأمريكيين
وحكومة الدمى، وتصدر قرارات ما يسمى 'هيئة المساءلة والعدالة' باستبعاد مئات المرشحين، وبدعوى اكتشاف صلات قديمة لهم بحزب البعث، ودعك من قصة شرعية وقانونية قرارات الهيئة المذكورة، فلا شيء في العراق الآن شرعي ولا قانوني، وكل البنيان الحكومي مجرد خيمة لجماعة لصوص، ومعدلات الفساد في العراق الآن هي الأعلى في العالم كله، و 'هيئة المساءلة والعدالة' يقودها شخص اسمه أحمد الجلبي، وما أدراك ما الجلبي؟ إنه الرجل الذي جندته المخابرات الأمريكية لحسابها، ولم يكن يعرف شيئا عن ما يجري في عراق صدام حسين، وألف قصصا من خياله عن مشروع العراقالنووي، وعن يورانيوم النيجر، وعن علاقات لصدام بتنظيم القاعدة، وبدت القصص على هوى الأمريكيين الذين اعتادوا الكذب، بدت القصص المفبركة صالحة لرواية مخاوف تبرر قرار غزو العراق وإسقاط صدام، وقد استبعدوا الجلبي ـ بعد سنوات من الغزو ـ عن المشهد الأمامي، ووضعوه في مخزن هيئة المســـاءلة والعـــدالة التي خلــــفت هيئة اجتثاث البعث، ولم يعرض تشكيلها حتى على مجلس النواب العراقي، ولا توافرت لها حتى صفات الشكل الدستوري والقانوني على عواره، ولا يعرف أحد من أين تأتي بنفقاتها، ومع ذلك تعامل كأنها 'هيئة نزيهــــة'، وترسل قوائم المستبعدينإلى مفوضية الانتخابات، وتـــبدو القصة كلها كفيلم كارتون رديء الصنع، فيها مزيج من الفحيـــح الطائفي ورائحة العمالة للأمريكيين، ويبدو فيها الجلبي ـ للمفارقة الساخرة ـ كأنهسيادة القاضي، وهو الذي لم يساءله أحد عن جرائم منسوبة إليه باعتراف الأمريكيين أنفسهم، ولا صدر فيه حكم العدالة الذي يقتضي إعدامه بجريرة التمهيد لغزو بلد وهدم دولة وقتل واغتصاب وتهجير ملايين العراقيين والعراقيات.


وفي السياق العبثي المجنون ذاته، بدا قرار مجلس محافظة النجف بإخراج البعثيين من المدينة، وهو قرار بليغ في وحشيته البدائية، فهو يخرج الناس من
بيوتهم، ويطرد العائلات من أملاكها، ويستولى على أموالهم ويسلب أرواحهم، ودون حكم قضائي يعتد به، ولمجرد الشك في الهوية الحزبية البعثية، وفي تكرار فج لممارسات نسبوها إلى حكم صدام حسين، ونعتوها بالظلم، وكأن الظلم يرد عليه بالظلم، وكأن وازرة تزر وزر أخرى، مع أنهم يتحدثون عن الديمقراطية، وعن الحق في الحرية، وعن تعدد الأحزاب، وعن الحرمان التاريخي لشيعة العراق، ومع ذلك يطردون 'شيعة' من ديارهم لمجرد الشك في أنهم بعثيون، أو كانوا كذلك في زمن ما.


وقد تكون التصرفات الانتقامية مفهومة الدواعي، وفي سياق بيئة عراقية دامية مخترقة بالنفوذ
الأمريكي والنفوذ الإيراني والنفوذ الإسرائيلي مجتمعين، لكن المحصلة تبدو ظاهرة، وتشي بالعدو المشترك للاختراقات جميعا، وهو حزب البعث، وهذه شهادة لصالح البعثيين لايحرم منها سواهم، فقد أثبت البعثيون ـ مع إيمانهم القومي الـــعربي ـ أنهم العراقيون بامتياز، وأنهم القوة التي لا تفنى ولا تتبدد، ليسوا وحدهم طبعا، فثمة شركاء لهم في المقاومة وصمود العراق الحقيقي، ثمة حركات إسلامية مقاومة، وإن لم تتحد الأيادي بعد، والخطر الذي يتهدد الجميع واحد، وترك البعثيين فريسة لطغيان الإحتلال وأعوانه لن يفيد غيرهم، فلن يختفي حزب البعث، والأفضل أنيتحد مجلس المقاومة من حول البعث مع مجلس التخويل الملتف حول رجل جليل بقيمة وقامة الشيخ حارث الضاري.


نعم، ندافع عن البعثيين وحقهم في الحياة والسياسة والمقاومة، وليس عن جرائم نظام سبق، وكان البعث عنوانه
.


' كاتب مصري

 

 





الاربعاء١١ جمادي الاخر ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٢ / أيــار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة