شبكة ذي قار
عـاجـل










يطلع علينا البعض بمقالات تبحث عن تمييز وتفرد غير إنها تمر عبر مسالك في التحليل والتركيب والاستنتاج تتسم بالمغالاة أو الإغراق في الخيال وتعول على هندسة هيكل بنائي يتطرف في معماريته التي تقف على ارض هشة من ادعاء ألفطنه الخارقة والذكاء المفرط فتفقد الموضوعية وتنأى بعيدا عن التفرد. ومن بين ذلك أن بغوص البعض في لغة محدثة لتسويغ انخراط بعض الأنظمة العربية في خطط ما قبل الغزو وتورطها في مراحل تنفيذه وحتى اللحظة, وبعد ذلك ينصرف في أطروحاته القاصرة إلى بحث الأدوات المحلية (العراقية) التي استخدمتها تلك الانظمه لتحقيق أهدافها وكان تلك الأنظمة صاحبة أجندات في احتلال العراق تماما كما إيران والكيان الصهيوني وأميركا! وهذه مغالطة كبرى وأكذوبة مفضوحة.ومن عوامل دفع خاصة يحاول الكاتب أن يقدم لنا الأردن مثلا على انه انخرط في خطة الاحتلال بهدف توسيع المملكة الهاشمية, والسعودية تورطت مسبقا ولاحقا لتحقيق أغراض سعودية !!. ولكي يبرهن لنا الكاتب إن الأنظمة المتورطة لم تكن مستلبة الإرادة بل كانت لها طموحات وأهداف فانه يقدم لنا فرشة للقوى السياسية والأحزاب والأشخاص الذين جلبهم الاحتلال فيصنفهم ويوزعهم بين الملكية الدستورية التي يفترض إنها ستكمل خارطة الأردن بما يعوزها ويقدم علاوي وحركته على انه الراية السعودية التي حملت في جحافل الفتح الغاشم وهكذا الهاشمي.


ونحن كعراقيين ندرك تماما إن الدالة الأولى لأمريكا على الأنظمة العربية التي شاركت في الغزو وفي جهود توطين الاحتلال هي عمالة وخنوع هذه الأنظمة للامبريالية وللصهيونية وارضاءا لأمريكا لتحافظ على كياناتها البالية المتهرئة بعد أن صور الغزو على انه طوفان سيغرق المنطقة ويهلك زرعها وضرعها.وان فرشة المكاسب التي جرى ويجري الحديث عنها لبعض أقطار الخليج والأردن ومصر وسواها والتي قيل أنها ستنالها بعد غزو العراق ما هي إلا غطاء وستار مهلهل وستر مهتوك لعمالة ووضاعة وإجرام هذه الأنظمة لا أكثر ولا اقل.


من يظن إن ذاكرة الشعب مثقوبة أو معطوبة أو إن التاريخ لا يسجل كل شاردة وكل واردة في ما يتعلق بمصائر الشعوب فانه على خطأ ..فالأحداث والوقائع ما زالت حية تتفاعل في ما يخص الطبيعة السياسية للمعارضة العراقية السابقة التي تعاقدت مع أميركا لغزو البلاد واحتلالها حيث كانت ولاءات هذه المعارضة تتوزع بين أنظمة عربية خليجية وغير خليجية وأخرى لإيران . إن أميركا كانت تدرك تماما إن القوى التي اعتمدتها ممثلة عن الجانب الإيراني ستكون هي المهيمنة على العملية السياسية الاحتلالية وان القوى العلمانية والطائفية الأخرى ستكون مجرد بيادق في لوحة الشطرنج الديمقراطية الأمريكية التي أريد لها أن تكون إحدى واجهات الاحتلال الغاشم. وعلى مَن يريد أن يكتب للتاريخ فان عليه أن لا يندفع وراء عبث الإحساس بالتذاكي والشطارة الراكنة إلى وقع إيقاعات العبارات الرنانة لان البالونات تبقى جوفاء وقابلة للفناء والزبد لا يلبث ولا يمكث في الأرض.


في كل الأحوال, آن الأوان لكل من سقط في الغيبوبة أو تهالك جبانا أو استأسد بعد الاتكال على قوة أميركا وحلفاءها أن يفتح عيونه على الحقائق :


1- إن العراق شعبا وقيادة قد هيأ مستلزمات مقاومة شعبية وعسكرية غير نظامية لمقاتلة الغزاة المحتلين وان هذه المقاومة قد انطلقت عمليا بصيغة تداخل زمني غير مسبوق بحيث لم يتوقف إطلاق النار بين خندقي الاحتلال والعراق المقاوم ولا ساعة واحدة . وان الرئيس الراحل الشهيد البطل صدام حسين كان قائد المقاومة من يوم 9-4-2003 وحتى لحظة خلوده ثم استلم الراية من بعده أخوه ورفيق دربه المجاهد البطل عزة إبراهيم.


هذه الحقيقة النهائية المطلقة هي الرد الحق الحاسم الجازم على من يدعي باطلا إن البعث قد شكل ميليشيا النقشبندية استجابة لضغط من نظام عربي وطلبا لرضاه وإسناده. والنقشبندية جيش رجال طريقة اشاوس يتحالفون مع البعث ولكنهم ليسوا بعثيين بالمعنى التنظيمي من جهة ومن جهة ثانية فأنهم لا يمدون أيديهم الكريمة لأحد خارج ارض العراق قط ولا يستعينون بغير الله وشعبهم العظيم.


2 - أي عارف بساحة الجهاد في العراق يعرف إن هناك العشرات من الفصائل والجيوش البعثية المجاهدة منها جيش محمد الذي قاتل ببسالة وبطولة في أهم مواجهات المقاومة مع الاحتلال ومن بينها مواجهات الفلوجه الثانية الأسطورية التي وقعت عام 2005 و جيش ألصحابه وجيش تحرير الجنوب وكتائب ألطف الجهادية وكتائب الكوت الجهادية وغيرها من الفصائل البطلة المنضوية في تشكيل جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني المنصورة بعون الله.


3- لا يوجد عارف بالشأن العراقي ,منصف وموضوعي, لا يعترف بان مختلف جيوش وفصائل وكتائب الجهاد يشترك فيها بشكل فاعل رجال أشاوس من فدائي صدام وتشكيلات جيش العراق البطل بما فيها الحرس الجمهوري والحرس الخاص وبعثيين من خط الجهاد المدني.


4- إن مقاومتنا البطلة قد تعرضت لكل أنواع التآمر والتخطيط الشيطاني من قبل الاحتلال ودول إقليمية مثل إيران وغيرها وكان الخرق ألمخابراتي المتمثل بتشكيل الصحوات اخطر ما تعرضت له من محاولات التصفية إلى جانب حملات التضليل الإعلامي لمئات القنوات الفضائية المتامركه والصهيونية ومازالت ولم تجد من ناصر إعلامي إلا ما ندر وفي إطار ضيق جدا لا يتجاوز قناة واحدة أو قناتين معروفة وواقعة هي الأخرى تحت تأثيرات خارجية وأجندات الجهات المالكة.


5- لا يوجد منصف على وجه المعمورة إلا ويدرك ويعرف إن جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني المشكلة من البعث وشركاؤه الوطنيين والإسلاميين والقوميين لم يدعمها عربي ولا أعجمي, لا دولة ولا مؤسسة ولا شركة, لا ماديا ولا معنويا إلا في إطار إعلامي ضيق من بعض أشقاءنا كإفراد تفهموا وتفاعلوا مع مجاهدي إعلام المقاومة. إن الدعم الوحيد الذي يشتغل به مجاهدو البعث وشركاؤهم هو مدد شعب العراق العظيم وسلاحهم الذي وفرته لهم قيادة الحكم الوطني قبل الاحتلال.


المقاومة مستمرة حتى انجاز برنامج وإستراتيجية الاستقلال والتحرير :
لقد سحبت الإدارة الأمريكية جزءا من قطعا التي كانت تقوم بدوريات قتالية في مدن العراق المختلفة ولكنها أبقت على قواعد منتشرة في مختلف أرجاء العراق فضلا عن شركات أمنية بأعداد وعدد لا تقل في نوعها وقوتها عن التشكيلات النظامية للجيوش, وسفارة قوام موظفيها وحراسها حوالي 16 ألف أمريكي. وما زالت الإدارة الأمريكية تشرف عبر مستشارين عسكريين ومدنيين على المفاصل الأساسية في الحكومة وتشكيلات ما يسمى بالقوى الأمنية التي شكلها الاحتلال وعملاءه. وأناطت أميركا أيضا مهمات احتلالية إلى إيران تتراوح بين تمكين القوى والأحزاب والمليشيات الإيرانية والممثلة لإيران وبين مخابرات وتشكيلات الحرس الثوري وفيلق القدس الإيراني.


وعلى ذلك, فان انجاز المقاومة العراقية المسلحة البطلة المتمثل بطرد الكتلة الأساسية من القوات الغازية وإجبارها على الهرب تحت تأثير فعل مقاوم أسطوري أوقع في صفوف الغزاة خسائر بشرية ومادية كبيرة مازال يكمل ويتمم بعمل يومي لفصائل جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني البطلة عبر قصف صاروخي بطولي يدك قواعد الاحتلال المحصنة ويوقع بها خسائر هائلة . وان المتابع لمواقعنا المجاهدة كالمنصور والبصرة ومواقع الفصائل المجاهدة يجد بيانات يومية لفصائل الجبهة تثبت بالوقائع ألمسجله والموثقة صوت وصورة تواصل فعاليات الجهاد الأسطورية. ومن الضروري أن نشير أيضا إن ما ينشر هو غيض من فيض العمليات الواقعة يوميا لان العديد من الفصائل تنفذ واجباتها الجهادية من غير مرافقة للتصوير.


عاشت مقاومة البعث ورفاق البعث النشامى في جيوش وفصائل جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني إسلاميين ووطنيين وقوميين أحرار بقيادة الرفيق الأمين العام للبعث والقائد الأعلى للجهاد والتحرير والنصر بالتحرير الناجز آت بعون الله لا ريب فيه.

 

 





الثلاثاء٠٤ جمادي الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٧ / أذار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة