شبكة ذي قار
عـاجـل










في عام 1990 شهدت بغداد العظيمة انعقاد مؤتمر القمة العربية حيث حل رؤساء وملوك وممثلي 22 قطرا عربيا ضيوفا كرماء على القيادة العراقية. وبعد أشهر قلائل أرسل اغلب اؤلئك المسؤولين العرب إلى أهل العراق وعلى طريقتهم الخاصة في رد الكرم والضيافة العراقية ومن ميزانية دولهم ومن جيبهم الخاص مئات آلاف الأطنان من الورد والياسمين بعبق اليورانيوم المنضب وبحشوات التي أن تي وأكاليل صواريخ الكروز والتوماهوك والتي نقلتها طائرات الشبح أف 117 والبي 52 . ولم ينسوا قصر المؤتمرات حيث اجتمعوا تحت سقفه لساعات طويلة فأبوا إلا أن يخربوه ويدمروه بل وأصر اؤلئك المسؤولين طيلة ثلاثة عشر عاما لاحقة على رد جميل وحسن ضيافة العراق عبر حصار أهله حتى منعوا عن أطفالهم قلم الرصاص وحبة الدواء  ..!!

 

واليوم وبعد 22 عاما ، يعود بعض اؤلئك المسؤولين العرب ليعقدوا مؤتمرهم الثاني في بغداد رغم غياب رئيس الدورة الحالية للقمة العربية . فعلى ما يبدو فان المسؤولين العرب قد ردوا كرم ضيافة رئيس مؤتمرهم السابق وبطريقتهم الخاصة أيضا . فتأمروا عليه وعلى بلاده وأهله حتى سحقوا المدينة التي استضافتهم وحولوا قاعة واكادوغو التي آوتهم إلى أشلاء متناثرة لتبقى شاهد حي على رد جميلهم لمدينة سرت وللرئيس الليبي الشهيد معمر القذافي والذي استشهد على أطراف سرت نفسها وبعد اشهر قلائل فقط ..!!

 

نقول اليوم وبحكم عادة المسؤولين العرب في رد الجميل وحسن الضيافة والإكرام فما الذي ينتظر أهل العراق بعد مؤتمر القمة العربي الثالث والعشرين والذي سيعقد في بغداد بعد أيام قلائل ..؟؟!!!

 

فالذي يتوجب علينا نحن كبعثيين أن نفهمه جيدا ونعيه تماما هو أن انعقاد القمة العربية في بغداد وتسليم حكومة المالكي رئاسة الدورة القادمة لن يكون أمراً شكليا كما كان يجري في السابق ، بل انه اخطر من ذلك كثيراً..!!

 

فعقد مؤتمر القمة هذا هو بمثابة إعطاء الشرعية والدعم الدولي العربي لما تسمى بحكومة نوري المالكي والتي تنتظرها الإدارة الأمريكية على أحر من الجمر لتبين للعالم برمته أن مشروعها في المنطقة عموما وفي العراق خصوصا يجري على قدم وساق بل وفي أفضل صورة وأحسنها . أي أن المسؤولين العرب قد جاؤوا هذه المرة لتقديم فروض الطاعة لصعاليك إيران بقايا الغزو الأمريكي في العراق .

 

أي وبمعنى أوضح فان مجيء رؤساء وملوك وممثلي الدول العربية ، يعكس لنا حقيقة في غاية الأهمية ، إلا وهي حقيقة العلاقة القائمة والمستمرة بين إيران من جهة والولايات المتحدة الأمريكية من جهة ثانية وحكومات الربيع العربي من جهة ثالثة ..!!

 

فالكلام عن محاولة فض أو فصم علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بإيران أو التعويل على دعم دول خليجية لأهل العراق من اجل الوقوف بوجه النفوذ والهيمنة الإيرانية المتنامية في العراق ، أصبح من الماضي بل وليس ذلك فحسب بل وأصبح كلاما غير منطقيا بالمرة ولا يستند لأي دليل أو حجة على ارض الواقع والملموس .

 

لقد قيل عن بعض رؤساء وملوك وممثلي الأنظمة العربية الذين جاؤوا لحضور مؤتمر القمة العربي في بغداد عام 1990 ، أنهم ظلوا يتنفسوا الصعداء منذ أن دخلت طائراتهم الأجواء العراقية واستمرت معهم مشاعر الخوف حتى مع طلت الرئيس العراقي صدام حسين عليهم والتقائه بهم ولم يشعروا بالأمان إلا بعد أن غادرت طائراتهم الأجواء العراقية . فقد راودت بعض المسؤولين العرب مشاعر الخوف والقلق من سقوط طائراتهم في الأجواء العراقية لأسباب "فنية" ..!!!

 

وهنا تمكن العبرة .. فالقرار الذي نعتبره متأخراً لـ22 عاما قد جاءت فرصة اتخاذه مرة أخرى وبظروف مناسبة أفضل بكثير مما كانت عليه وقتها في عام 1990 . فرصة ليست نادرة الحدوث فقط بل ونعدها كهبة الهية وهبها الله سبحانه وتعالى لأهل العراق ولقيادتهم المجاهدة البطلة. هي ليست فرصة للثار والانتقام وتصفية الحسابات الشخصية فحسب ، بل هي فرصة عزيزة ونادرة قد حبانا الله عزوجل وأكرمنا بها أكراماً لنا ولامتنا ولشهدائنا الأبرار رحمه الله وأسكنهم فسيح جناته .. شهداء أم المعارك والحصار الشامل والحواسم ومعارك المقاومة والجهاد في العراق وليبيا وفلسطين والصومال وحتى أفغانستان .

 

هي خطوة تعيد أعداءنا لنقطة الصفر وتدمر جميع حساباتهم وتدفع بهم وبعملائهم وصعاليكهم نحو جرف هار .. نحو قعر جهنم وبئس المهاد . فرصة لن تأتي ثانية وان أتت بعد عشرين عاما أخرى فالله وحده اعلم ماذا سيكون حالنا وحال امتنا حينه .. !!

 

فرصة سننقذ بها العراق وباقي أقطار امتنا وبدفعة واحدة فقط .. بدفعة أو دفعتين من صواريخ ارض ارض متوسطة المدى تعطي لمجاهدينا فرصة التحرك والمناورة بعيدا عن عيون الخونة والجواسيس والعملاء ، لتصب حمم غضبنا وثأرنا على مقرات الخونة والمتآمرين والعملاء فنسحقهم ونفض اجتماعهم أشلاء متناثرة في اللحظات الأولى من بدء طقوس ومراسم تقديم فروض الولاء والطاعة لشياطين قم وطهران وتل الربيع ..

 

من الآن يجب أن تتأهب المقاومة وتحضر صواريخها وتستعد لإطلاقها في أية لحظة .. وتستمكن جميع الأماكن المرشحة لعقد القمة ونبين للعالم برمته مدى وهن الولايات المتحدة وإيران وعملائهم .. ومدى قوة وباس مجاهدينا الأفذاذ الغيارى .. لنحرر العراق والعرب بكبسة زر واحدة .. فهل نحن فاعلون ..؟!!!

 

 





السبت٠١ جمادي الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٤ / أذار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق رأفت علي والمقاتل النســـر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة