شبكة ذي قار
عـاجـل










نعى الدكتور ناجي صبري الحديثي وزير خارجية العراق قبل الإحتلال الباحث القانوني السوري الأستاذ باسيل يوسف مستشار حقوق الإنسان في وزارة الخارجية العراقية سابقا الذي انتقل الى رحمة الله في سورية مؤخرا. وكان الفقيد قد قدم خدمات جليلة للعراق في مجالات حقوق الأنسان وتوثيق معركة العراق ضد الهجمة الإستعمارية الأميركية الصهيونية . وفيما يأتي نص النعي :


تلقينا ببالغ الأسى والإيمان بقدر الله نبأ رحيل الكاتب والباحث القانوني السوري الصديق الأستاذ باسيل يوسف مستشار حقوق الأنسان في وزارة خارجية جمهورية العراق قبل الإحتلال، الذي وافته المنية في القطر السوري بعد معاناة من مرض عضال . عاش الفقيد أبو يوسف في العراق نحو ثلاثة عقود ولم يغادره إلا بعد وقوعه تحت الإحتلال الأميركي- الفارسي عام 2003 . وكان من أبرز الباحثين في مجالات حقوق الإنسان وقدم خدمات جليلة لوزارة الخارجية العراقية، وشارك في معظم الوفود الدبلوماسية العراقية لإجتماعات لجان حقوق الإنسان الدولية. وقد دفعه إنتماؤه القومي الأصيل ووفاؤه للعراق ولمبادىء الحق والحرية والعدالة والتزامه بالمنهج العلمي للعمل بكل دأب ودقة وحرص ومنهجية لتوثيق الجوانب القانونية والسياسية من معركة العراق في مواجهة الحملة الحربية الإستعمارية الأميركية الصهيونية منذ بداية التسعينيات. وتولى النشر والكتابة عن هذه الجوانب بعد غزو العراق واحتلاله عام 2003 ووقوعه تحت سيطرة أعدائه الذين سعوا بكل ما اوتوا من هيمنة دولية وقدرات مالية وإعلامية وكيد وتجرد من كل المعايير القانونية والخصال الإنسانية والأخلاقية لتشويه صورة العراق وطمس حقوق شعبه وتشويه حكمه الوطني ومواقف قيادته من خلال العمل على تزييف الوقائع وتزوير المعلومات وطمس الحقائق. لقد قدم المناضل القومي أبو يوسف هذه الخدمة الوطنية النادرة لشعب العراق في وقت تسلط على دولة العراق أعداؤها الذين شنوا عليها الحروب وحاكوا ضدها المؤامرات وفرضوا عليها القرارات المجحفة والحصارات بقصد إنهاكها وتدميرها، وعملوا بعد الغزو كل ما بوسعهم لطمس جرائمهم ومواقفهم المنكرة من شعب العراق من خلال تزوير المعلومات وطمس وإخفاء الحقائق وتدمير مراكز التوثيق الحكومية في وزارة الخارجية ووزارة الإعلام لإزالة كل ما يبرز حقوق العراق ومواقف قيادته في الدفاع عنه وكل ما يوفر الأدلة ويقيم الحجة على ما ارتكبه الغزاة من جرائم الإبادة الجماعية بحق العراق وشعبه.


وهكذا أسهم الفقيد الأستاذ باسيل في الندوات وكتب الدراسات المتصلة بالجوانب القانونية للحرب على العراق مبينا بالوثائق والتحليل القانوني مدى الظلم والإجحاف الذي أوقعتهما على شعب العراق الولايات المتحدة وحلفاؤها بفعل القرارات والتدابير التي فرضتها على مجلس الأمن من خلال هيمنتها على الأمم المتحدة. ثم ألف كتابين ضخمين ضمنهما كل البيانات والقرارات والرسائل والخطابات التي توثق المواقف والإجراءات التي اتخذتها حكومة العراق الوطنية وكذلك القرارات والإجراءات التي تضمنتها الحملة الاستعمارية الأميركية على العراق مع تحليل سياسي وقانوني لكل هذه المواقف، وذلك منذ بداية الأزمة العراقية –الكويتية وبدء الحملة الحربية الاستعمارية الأميركية على العراق في آب/ أغسطس عام 1990 وحتى السنين الأولى بعد الغزو الأميركي الفارسي. وقد أصبح الكتابان مرجعين أساسيين لا غنى عنهما لأي باحث علمي في تاريخ العراق في العقدين الماضيين ولا يمكن أن يستغني عنهما أي كاتب عراقي وطني أو عربي معني بالشأن العراقي. والكتابان هما "الحرب على العراق/ يوميات – وثائق – تقارير" ، و"العراق وتطبيقات الأمم المتحدة للقانون الدولي (1990-2005) دراسة توثيقية وتحليلية" وأصدر الكتابين المرجعين مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت.


نتقدم الى عائلة الفقيد الأستاذ باسيل يوسف الكريمة والى أصدقائه بالعزاء الخالص و نتضرع الى العلي القدير أن يرحمه برحمته الواسعة ويسكنه جناته ويلهم أهله وذويه وأصدقاءه الصبر والسلوان.

 


د. ناجي صبري الحديثي

١٣ / أذار / ٢٠١٢

 

 





الثلاثاء١٩ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٣ / أذار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة