شبكة ذي قار
عـاجـل










الآن ,, صدق عرب الخليج كلهم إننا كنا نقاتل لحمايتهم وحماية الأمة من الشر الإيراني المستطير المصمم بصيغة أممية دينية طائفية تسحق عروبتنا وتقضم جغرافيتنا وتضطهد عقائدنا الدينية والوضعية. صدقوا إلى الحد الذي صاروا ينظمون القصائد ويلحنون الأغاني ويخرجون البرامج والمسرحيات التي تتحدث عن أطماع إيران وتغولها على حسابنا فضلا عن صراخ رسمي صار يغطي أجواء العالم كله وليس منطقتنا فقط. غير أنهم لم يهتدوا بعد إلى الوسائل الناجعة التي توقف إيران عند حدها وظلوا إلى اللحظة يمنون النفس بهجوم أمريكي يحجم الغول الفارسي لن يحصل وينصرفون إلى حلول تضعها عقلية تفكر بكل شئ وتضع اعتبارا لكل شئ إلا شئ واحد هو مصلحة العرب ومنها الحل بمواجهة المد الطائفي الفارسي بمد طائفي مقابل وهو ما أسمته هيلاري كلينتون بالربيع العربي, أي مواجهة الكارثة التي تسقط على رأس الأمة بكارثة أخرى لا تقل خطرا على العروبة إنسانا وأرضا لان تقابل الطائفيتين بأية صيغة من الصيغ في الحكم  سيقود في نهايته إلى تشظية العرب إلى شظايا لن تتمكن من إعادة هيكلة نفسها إلى ابد الآبدين.

 

بعض العرب ومنهم الرسميون الآن, ورغم واقع إدراكهم للخطر الإيراني, يضعون  الأمة أكثر من أي وقت مضى بين أضراس الوحش الفارسي ويسلمون أنفسهم جثة هامدة لإرادته التمددية الاحتلالية ولعقيدته المناوئة للنهج العروبي المسلم المؤمن ليس فقط عن طريق الانهيار شبه التام في خندق الطائفية المقابلة فقط، بل بالقبول بالدور الباطني الخبيث الذي يلعبه نظام الطائفية الإيرانية المجرم في العراق والمولود من جعبة الاحتلال الأمريكي الصهيوني الفارسي للعراق عبر مسرحية القمة العربية والادعاء المنافق في الوقوف إلى جانب النظام السوري وإسناده في مواجهة تداعيات الربيع الاخواني الراكب والسارق للمد الثوري العربي ضد الأنظمة الفاسدة المتهرئة. إن العرب كرسميون وكمواطنين يخطئون خطأ" آخر جسيم بحق أقطارهم وأمتهم بالانجرار وراء النفاق الإيراني الذي يلعب بحلقاته الآن نوري المالكي كلاعب مكمل لما أداه قبله الطائفي الخانع لعمامة الولي الفقيه حسن نصر الله. فلا نوري المالكي وحزبه العميل ولا حسن نصر الله وحزبه الفارسي يهمهم العرب وتطلعاتهم لا من قريب ولا من بعيد وهم يستخدمون النظام السوري ورقة مساومة الآن مثلما استخدموه ورقة توت تغطي عورتهم الطائفية المعادية للدين وللعروبة.

 

إن الذهاب إلى قمة عربية في بغداد هو سقوط مروع بين أضراس الوحش الفارسي لان هذا الوحش هو مَن يحتل العراق الآن وهو مَن سيستقبل ضيوف بغداد المحتلة وهو مَن يقدم لهم الزاد والحماية وهو بوسعه أن يطعمهم السم الزعاف أو يمزق صدورهم بالرصاص وهو نفسه من سيوقعهم على صكوك الإذعان لحكومة المالكي الإيرانية وعلى شرعنة المعتقلات التي تعج بمئات الألوف من العراقيين والقتل الدوري لهؤلاء السجناء ورميهم في برك المياه ومكبات القمامة ونهب ثروات العراق من أموال ونفط واقتسامها مع الأمريكان والانجليز ونظام الملالي، وهي الأطراف التي أنتجت نظام المالكي وشركاءه بقوة الغزو وترويع الشعب.

 

ذهاب الخليجيين بشكل خاص إلى قمة بغداد يتعارض مع إعلامهم النائح والمتباكي هلعا من العدوانية الإيرانية وطائفيتها التي تزرع الفتن وروح التشرذم في البحرين والكويت والسعودية والإمارات. وهذا التعارض يجعلنا أمام تفسيرات تقع بين إذعان الخليجيين الضمني لقدرهم القادم على يد الغول الفارسي الزاحف نحوهم تحت حماية الغرب عموما وأميركا المتصهينة خصوصا والتي من مصلحتها أن تحول الصراع العربي الصهيوني كمركز ثقل في حياة العرب المعاصرة إلى وجهات أخرى لتامين المزيد من الأمن والاستقرار للدولة الصهيونية. الخليجيون هم أدرى الناس إن نظام المالكي هو نظام إيراني بامتياز وان اللعب معه هو لعب على الطاولة الإيرانية التي لا تؤتمن أبدا، بل تتوشح بالغدر والتقية  مباشرة مثلما هم أدرى الناس إن اللعب مع نظام إيران لا يجري لمصلحة الخليج والخليجيين بأي حال من الأحوال، بل هو يصب في صالح إيران بشكل كامل .

 

أما أنظمة ما بعد ثورات الربيع فان حضورها القمة يمكن أن يفسر بسهولة على انه نوع من رد الجميل لأمريكا التي ساهمت بوصولهم إلى السلطة وتأكيد ضمني على الضغط الأمريكي الصهيوني لالتقاء الأضداد لقاءا مرحليا تحت أجنحة  إدارتها هي والناتو. انه حضور يقع في دائرة التفاهم الإجباري بين حكام الطوائف تحت ضغط أميركا والصهيونية دون أدنى شك، وبالتالي فانه يصب في خانات تدمير العرب.

 

إن مشاركة الأنظمة العربية في قمة بغداد المحتلة هو اعتداء مباشر على المقاومة الوطنية العراقية المسلحة والمدنية الرافضة للاحتلال ونتائجه وتفريخاته وإسهام في تضييق الخناق على حق الشعب العراقي المشروع في المقاومة بل ان بوسعنا ان نضعه في خانة العمل العدائي المباشر ضد المقاومة العراقية الباسلة.

 

إن ما قام ويقوم به نوري المالكي وشركاءه هو سياسات تطهير وإقصاء واعتقالات ومداهمات طائفية تجد مباركة صريحة ومعلنة من قبل الباطني الآخر حسن نصر الله وهم بذلك قد فتحوا دهاليز رد الفعل الطائفي وأباحوه وشرعنوه فصارت جريمتهم مركبة بحق الأمة والدين والإيمان وفتحوا الباب على مصراعيه لحكم الطوائف تنفيذا لأجندات أميركا والامبريالية ودول إقليمية لها أطماع معلنه في امتنا .

 

 





الاحد١٠ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٤ / أذار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة