شبكة ذي قار
عـاجـل










السادة أعضاء البرلمان العراقي المحترمون
تحيّة خاصّة


تلقينا ببالغ السرور نبأ موافقتكم على شراء مصفّحات سيّارة خاصّة بكم تحميكم من غدر إطلاقات "الغادرين" الناريّة وتفجيراتهم حفظكم الله ورعاكم منها ذخراً للعراق وللعراقيين الّذين انتخبوكم شاكرين لهم هذا الانتخاب , خاصّةً وبحسب ما وصلنا من معلومات أن السيّارة المصفّحة تحمي راكبها من عيون الحسّاد أيضاً , والمصفّحة بحسب ما وردنا عنها من معلومات أنّها اقتصاديّة في المحروقات فهي من فصيلة "النانو" الّتي تصلّح وتنظّف نفسها بنفسها وتسير أوتوماتيكيّاً وخالية من العوادم , ولا تحتاج إلى تصليح أو صيانة ولا تحتاج لأدوات احتياطيّة ولا إلى 350 جندي سائق مصفّحة و50 جندي احتياط هم الآخرون سوف يحتاجون إلى تغذية خاصّة "حليب مثلاً" نظراً لأجواء المصفّحة المعتمة ..

 

وبناءً على ذلك , وبما أنّ البرلمان بحاجة إلى برلمانيين والبرلمانيين يحتاجون إلى مصفّحات والمصفّحات بحاجة إلى وقود والوقود يحتاج إلى حقول والحقول بحاجة إلى نفط والنفط بحاجة إلى قادة وساسة وعسكر وجنود , فمن المحتمل أنّكم ستحتاجون إلى حقول أبقار لحلب الحليب ستحتاج هي الأخرى لرعاية مستخدمين وأطبّاء بيطرة وستحتاج الأبقار إلى حقول زراعة حشيش والحشيش يحتاج إلى مزارعين والمزارعين سيحتاجون إلى رواتب وحقول الحشيش ستحتاج مياه والمياه عند الاتراك والإيرانيين والاتراك والإيرانيين"ولد عمنه نذبحلهم كرابتنه" .. ومن المؤكّد سترصد لسوّاق المصفّحات رواتب أيضاً , لا تقولوا لي أنّ أعضاء البرلمان هم من سيقودون مصفّحاتهم بأنفسهم لأنّهم كانوا سوّاق دبّابات في الجيش العراقي "السابق" وقيادة المصفّحة عندهم بناءً على ذلك مثل ثرم الزلاطة .. وعلى ذكر الزلاطة نتذكّر هنا ما قاله صفاحة رئيس العراق مام جلال طلباني ضعّفه وقرّمه الله تقريماً والقائل بحكمة من حكمه الشهيرة "إزا زامك الزيم إزرع تماتا .. وازرع بسفهه خيار واشبع واكل سلاته" ..

 

كما وستحتاجون إلى مخصّصات مهارة لسوّاق المصفّحات أيضاً علاوةً على رواتب خرافيّة أسوةً بعمامهم أنتم النوّاب لأنّ "سائق المدير عام مدير عام زغيّر" مثل ما يقول المثل العراقي الشعبي الدارج علاوةً على احتياجهم لمخصّصات موسميّة عوضاً عن ملابس داخليّة وبدلات لقيادة هذه المصفّحات وبدل عدوى عن الأمراض أسوةً بعمامهم أنتم أعضاء البرلمان أيضاً ولاشكّ وستخصّصون لأنفسكم هذا النوع الضروري من المخصّصات تحسّباً لما ستخلّفه جدارن وأرضيّة وسقوف المصفّحات المخضّبة باليورانيوم المنضّب من مواد مشعّة قد تصابون بها لا سامح الله ويبعد الشرّ عنكم لمواصلة خدمة العراق الديمقراطي الجديد المزدهر والّذي تعبر تجربته النموذجيّة في هذه الدنيا وفي الآخرة , خاصّة وأنّ الاخرة حاضرة في ذهن العراقي الّذي انتخبكم وقريبة من هواجسه دوماً , هذ الفرد العراقي الّذي أصبح يردّد الشهادتين أوتوماتيكيّاً دون أن ينتمي إلى حزب الحكم الإلهي الّذي ينتمي إليه المناضل الحسيني الّذي يكره السلطة السيّد علي زندي الشهير بالأديب العالي والبحث العلمي .. كما ولا بدّ وستحتاج هذه البلوة .. أقصد المصفّحات , إلى إيجار كراجات "مرائب يعني" .. لا أكللك ولا تكللي ستصل بمجمل صرفيّات تصفيح أعضاء البرلمان السنويّة لتحميهم من الشرور وتبقيهم ذخراً للعراق وللعراقيين إلى ما يتجاوز أسعار شراء هذه المصفّحات والبالغة  50 مليون دولار تبرّع بها حقل الفكّة النفطي , هذا علاوةً عن الأضرار البيئيّة الّتي ستخلّفها عوادم المحروقات والغازات في شوارع بغداد وشوارع المحافظات , خاصّة وأنّ مهام السادة النوّاب معقّدة وتحتاج إلى مشاوير طويلة المدى ومتوسّطة المدى وقصيرة المدى يجوبون بها شوارع العراق جيئةً وذهاباً لخدمة العراق ولخدمة المواطن العراقي .. ولنتخيّل وضع بغداد على الأقل "والّذي لم ترَ عيون هذه المدينة في حياتها ولم يشهد مواطنها مصفّحة ولا يعرفون ماذا تعني كلمة مصفّحة يضنّها سكّان هذه المدينة نوع من انواع البقصم" .. لنتخيّل 350 مصفّحة تجوب شوارع بغداد يوميّاً بكامل عدّتها وتسليحها وبدخّانها وبضجيجها!! .. يعني جانت عايزة التمّت ! .. من المؤكّد ستسجّل بغداد مدينة المصفّحات بدل مينة السلام في كتب مؤرّخوها مستقبلاً .. ولو أننّي أقترح بناء أنفاق خاصّة بالمصفّحات تستقطع كِلفها من حقول مجنون ـ القسم الإيراني... فناقة الوالي تحتاج خدمات كثيرة ..


هنالك شكوك قويّة تلفّ حول الفاعل الحقيقي الّذي وقف وراء تفجيرات البرلمان العراقي الّذي نام ملف التحقيق فيه طويلاً مثلما نام ملف الهاشمي , والشكوك تحوم حول من أشعل فتيل إغواء النوّاب للموافقة على شراء هذه الصفقة من المصفّحات الّتي تشابه صفقة البطل القومي المغوار قائد قوّات الحلفاء الفريق الركن بندر بن سلطان عضو سلسلة عائلة خدّام الحرمين الشريفين بطل غارة زرقاء اليمامة ..أقصد صفقة اليمامة المليارديّة .. وفي العراق الجديد الإلهي ألف بندر وبندر من حازم شعلان إلى غاية هذه الصفقات .. والساسة العراقيّون أصبحوا من أمهر ساسة العالم في كيفيّة الوصول إلى الوسائل والسبل الّتي تتيح لهم استدرار العراق في جيوبهم في كل يوم ..


هنيئاً للشعب العراقي نوّابهم الّذين انتخبهم هو بنفسه .. "إِلاّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُوَاْ أَنفُسَكُمْ" صدق الله العظيم ..
نامي جياع الشعب نامي حمتك مصفّحات آلهة الطعام ...مع الاعتذار لشاعر العرب الكبير الجواهري رحمه الله ..
والاعتذار غير موصول لصاحب تفسير "الفرقان في صناعة الحديد المصفّح لأعضاء البرلمان" ..

 

 





الجمعة٠١ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٤ / شبــاط / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب طلال الصالحي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة