شبكة ذي قار
عـاجـل










لإفريقيا أبواب عديدة ومختلفة المواقع من هذه الأبواب جزر القمر واسمها الرسمي ( دولة الاتحاد القمري ) ،تقع في المحيط الهندي على مقربة من الساحل الشرقي لإفريقيا،على النهاية الشمالية لقناة موزمبيق بين شمالي مدغشقر وشرق موزمبيق،مساحتها الإجمالية 1862 كم مربع.


تتكون رسمياً من أربع جزر رئيسية ( نجاربجياو،موالي،أنزواتي،ماهوري ) بالإضافة إلى عدد من الجزر الأصغر وبعضها غير مسكون.
ولا زالت جزيرة ( ماريوت ) مستعمرة فرنسية وأهلها رفضوا الاستقلال عن فرنسا بالاستفتاء الذي أجرته الأمم المتحدة.


استقلت الجزر عن فرنسا باستفتاء شعبي، ويعتبر الرئيس ( احمد عبدالله ) أول رئيس منتخب لجزر القمر، وفي عام 1975 وبدعم من فرنسا أسقط حكمه ونصب ( الأمير سعيد محمد جعفر ) رئيساً وكان أحد قادة ( الجبهة الوطنية المتحدة في جزر القمر ) ، وفي عام 1976 تم خلع الأمير على يد وزير دفاعه ( علي صويلح ) وأصبح الأخير رئيساً للبلاد، وانتهج الرئيس الجديد نظام الحكم الاشتراكي وصار يتقرب من الاتحاد السوفيتي فأطاح به الفرنسيون وتم تنصيب الرئيس السابق ( أحمد عبدالله ) ، وحكم الرئيس الجديد الجزر بالقمع والاضطهاد ، وقام عام 1989 بنزع أسلحة الجيش بمساعدة الحرس الجمهوري خوفاً من الانقلاب، ومع هذا الإجراء الغريب إلا انه وجد مقتولاً في مكتبه دون معرفة الفاعل أو الجهة.


أستلم أخوه الغير شقيق ( سعيد محمد جوهر ) الحكم حتى عام 1995 وانتهى على يد المظليين الفرنسيين وعين ( محمد تقي الدين عبدالكريم ) خلفاً له وتوفي الأخير عام 1998 وخلفه نائبه ( تاج الدين بن مسوندي ) ، وفي عام 1999 قام العقيد ( غزال عثماني ) بانقلاب عسكري واستلم الحكم،فتدخل الاتحاد الإفريقي الذي انضمت إليه جزر القمر وفرض عقوبات اقتصادية على الدولة حتى تمت الإصلاحات الدستورية وأجريت الانتخابات الرئاسية عام 2005 بإشراف الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية،وانتخب الرئيس ( أحمد عبدالله محمد ساجي ) الملقب ( بآية الله ) لطول الفترة التي قضاها في التعليم الديني.


لم تحظى الجزر بأي اهتمام دولي من أي نوع مع أن الأمم المتحدة أشرفت على انتخاباتها ونظمت فيها استفتاء الاستقلال إلا أنها لم تحصل على عضوية الأمم المتحدة، وهي عضو في جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي.

 

موقعها استراتيجي بالنسبة لإفريقيا ،فهي احد أبواب إفريقيا المهمة، ومع هذا لم تهتم أي دولة عربية بها.
وعدد سكان الدولة ( 798000 ) نسمة وهي من أصغر الدول من حيث السكان، وأصغر دولة افريقية من حيث المساحة.
رئيسها الحالي الملقب ( آية الله ) درس العلوم الشرعية في إيران، وهو سني غير متشيع، وجزر القمر دولة عربية إسلامية يبلغ عدد المسلمين فيها 95% من مجموع عدد سكانها.
تركتها الدول العربية فريسة سهلة بيد إيران فقد زاره ( احمدي نجاد ) الرئيس الإيراني بعد زيارات مكثفة لقادة أمنيين وعسكريين ورجال اقتصاد.
وقامت إيران بافتتاح العديد من المراكز الدينية والخدماتية في الجزر.


تعتبر الجزر بعد الزيارة الرسمية لرئيس إيران وهو الرئيس الوحيد في العالم الذي زارها، قاعدة أمنية فارسية استخدمت أراضيها لتدريب عناصر من ( حزب الله اللبناني وحزب الله العراقي وحزب الدعوة ) وعدد كبير من شباب البحرين الشيعة.


وتقدم إيران في مقابل هذه الخدمات النفط والغاز وتقوم بشراء المنتجات الزراعية والتي تشكل ( البهارات ) المختلفة وبعض الأعشاب الطبية الركيزة الأساسية للصادرات بالإضافة للسمك.
إيران تحاول بشتى الوسائل الدخول إلى إفريقيا وإقامة محطات أمنية متعددة الاستخدامات،ولم تجرؤ إيران لغاية الان من إقامة أي قاعدة عسكرية واكتفت بإقامة محطات أمنية ومراكز تدريب.
ويقوم عدد لا بأس به من الحرس الثوري الإيراني بتدريب عناصر الحرس الجمهوري القمري وإعدادهم عسكرياً ودينياً من خلال انتشار رجال الدين الشيعة بينهم، ومن المؤكد أن هناك عدد من الضباط الإيرانيين موجودين في وزارة الدفاع القمرية، وكانوا قد حصلوا على الجنسية القمرية بعد زيارة الرئيس الإيراني.


و وجود عناصر من ميليشيات تتبع لإيران لا يثير الريبة بين سكان الجزر فهي خليط من ( ماليزيين و هنود وأفارقة ) ويشكل العرب النسبة الأكبر وهم منحدرين من سبأ القديمة وعموم اليمن الحديث وعدن تحديداً وعُمان.


وفي الجزر أيضاً مناطق واسعة غير مأهولة نهائياً، يمكن استخدامها للتدريب.


جزر القمر أرض عربية فقيرة ولا يوجد بها أي مقومات حقيقية، وبإمكان الدول العربية دعم اقتصادها بما يضمن خروجها من حالة الفقر المدقع الذي استغلته إيران كما يحلو لها.
بسيطرة الفرس على جزر القمر يعطيهم مكاناً استراتيجياً لمراقبة الساحل الإفريقي والعربي.


فسلطنة عُمان ليست بعيدة وتقوم بتسيير رحلات متواضعة بالقوارب للجزر.
إن النظام الرسمي العربي بعيد كل البعد عن فهم الأمن القومي،بل انه في سبيل إنقاذ هيبة رجولته المصطنعة يقدم الهدايا والأعطيات للمسئولين الغربيين تتجاوز  قيمتها في العام الواحد أكثر من مليار دولار،وما خفي كان أعظم.


الشعب العربي في جزر القمر، فقير بلا مقومات حقيقية،يترك فريسة سهلة لأطماع ثالوث عداء الأمة العربية.
هي ليست جزر القمر فقط بل هي دول عربية كاملة أو فئة شعبية تترك فريسة سهلة للأعداء.
والسؤال المحير، لماذا نستيقظ متأخرين دائماً؟،بعد سنوات قليلة تتشيع جزر القمر وتكون قاعدة إيرانية أمنية ومركز تشيع يخدم إفريقيا،عندها من سنلوم؟ الأنظمة الرسمية؟ أم مؤسسات المجتمع المدني؟ أم الأحزاب القومية؟.


وفي إفريقيا القارة العربية بامتياز، لنا ألف وقفة أخرى للتذكير.

 


Etehad_jo@yahoo.com 

 

 





الخميس١٦ ربيع الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٩ / شبــاط / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله الصباحين نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة