شبكة ذي قار
عـاجـل










تسع سنوات مضت على احتلال العراق واغتيال نظامه الوطني والقومي البعثي من قبل أميركا وبريطانيا ومعها عشرات الدول العظمى والكبرى ودول أخرى أدنى في الوصف غير إنها كلها توضع في خانة دول الشمال المتقدم. احتلال وضعت فيه إمكانات لها أول وليس لها آخر بشريا وفي المعدات العسكرية بكل صنوفها التكتيكية والإستراتيجية ووظفت له أموال خزائن الأرض برمتها تقريبا، وجندت في خدمته كل أجهزة الإعلام ووسائله الفضائية والأرضية, المرئي والمكتوب والمسموع, الصادق والكاذب على السواء. وقبل هذا جندت له إمكانات معاهد البحوث الإستراتيجية الأمريكية والبريطانية والصهيونية وسخرت لمعاونته أحقاد وضغائن دولة ولاية الفقيه الفارسية وأحزاب عربية وفارسية وكردية أسست أو تم شراء معارضتها لتنهش لحم العراق وشعبه مساندة لحصار إجرامي ما سجل التاريخ له مثيل وتواصل من عام 1989 حتى الغزو والاحتلال 2003.

 

قاتل نظام البعث ورجال العراق الأحرار كل أنواع المؤامرات الداخلية والخارجية وأسقطوها هي والرهانات القائمة عليها دون أن يتنازلوا عن حقوق العراق في الاستقلال السياسي والاقتصادي الناجز ولا عن خط العراق العروبي القومي ولا عن قضية فلسطين بوصفها قضية الأمة المركزية بحيث ظلوا مع جماهير شعبنا في العراق والأمة يقاتلون الصهيونية ومخططاتها بثبات يتحدى الأعداء وخططهم ويضع مصالح الوطن والأمة فوق مصلحة الحزب والنظام. أكد البعث من خلال السلطة إنها وسيلة وليست غاية وان السلطة إن لم تقترب بالإنسان من الوحدة والتحرر فإنها عبث ومصالح يتسامى عليها البعث.

 

كان بوسع النظام البعثي القومي التحرري أن يساوم أو يتنازل كما تنازلت معظم أنظمة العرب أو كلها  بعد حرب أكتوبر واتفاقية كامب ديفيد. وكان مجرد دخول النظام البعثي العراقي في خط التسوية سيمنحه فرصا أوسع للاستقرار وتجنب الاستهداف فيحافظ بذلك على وجوده لزمن أطول لكنه اثر أن يبقى ممثلا لإرادة الأمة وحقوقها واستحقاقاتها حتى نحر على أيدي الامبريالية والصهيونية وأدواتها الاسنادية الخائنة والعميلة ومنها إيران الصفوية.

 

إن تجنب التذكير بهذه الحقيقة وسواها وإغفال إعادة التثقيف بها هو غبن لحقوق الأمة وللمبادئ وللبعث وان من يتجنبها ويتجنب وضعها في إطارها الثابت تاريخيا إنما يساهم في إضاعة الحق والعبث بواحد من أهم انجازات الثورة البعثية العربية القومية الاشتراكية المعاصرة.

 

إن الثبات على المبادئ وعقيدة الأمة وصولا إلى التضحية بالنظام ورقاب مئات الآلاف من مناضلي الحزب على رأسهم قائد الحزب سيد شهداء العصر المجاهد صدام حسين رحمه الله هو مأثرة جهادية ونضالية تاريخية عظيمة للبعث لم تأت من فراغ، بل هي نتاج شموخ البعثيين ومعهم أحرار العراق والأمة وهي تعبير عن إيمان من طراز رسالي للعقيدة البعثية وحملتها من رجال وماجدات البعث.

 

وإذا تفحصنا بتركيز موضوعي مرحلة مواجهة الاحتلال بالمقاومة الباسلة بكل أنواعها المسلحة والسياسية فإننا سنقف إزاء انجاز لا يتحقق إلا بإنسان مبني بناءاً عقائدياً من مستوى خاص وحزب ارتقى فوق كل المستويات المنظورة للواقع العربي المعروف وأطل بقوة متعاظمة على طراز الإيمان الذي يذيب الفرد في الذات القومية وينتج الإنسان المتوحد مع الغايات والأهداف التي تعلو في غلاها وقيمتها المادية والاعتبارية على قيمة حياته الفردية حباً للأمة وقدرها ومستقبلها.

 

الانتصار على الاحتلال ودوله الموصوفة وقدراتها المعروفة والمعرفة لا يمكن أن يكون إلا ناتجاً لإرادة  إنسان من نوع خاص هو ذاك الإنسان الذي شكلت مقوماته وسماته ثورة البعث في العراق وكونته عقائدياً وفكرياً وجعلته يفتدي العراق ومنجزاته ويفتدي سمعة الحزب ويصوغ الوقائع المطلوبة لابقاءه حياً ينمو وينتج مزيدا من الانجازات والمآثر البطولية التي تستند إليها عوامل الصيرورة الجديدة للعراق وللأمة العربية.

 

انتصار المقاومة العراقية بكل فصائلها وتشكيلاتها والتي قوامها عراقيون غيارى من جيش العراق العقائدي, مهما كانت العناوين التي انضووا تحتها بعد الاحتلال الغاشم, ومعهم تشكيلات حزب البعث العربي الاشتراكي التي نهضت كطائر الفينق بعد كل ما حل من كوارث لهو دليل قاطع على عظمة رجال العراق وعلى شجاعة ماجداته عموما والبعثيين منهم بشكل خاص وهو يشير بالكثير من الدلالات على روح البطولة والقدرة على عبور المحن الكارثية والتجدد الدائم. وها نحن نرى كل يوم ونواجه كل يوم في عراق البطولة ما يدل على اقتدار البعث ورجاله مثلما نواجه رجال المرحلة بأسمائهم المعروفة وتلك التي تقاتل كجنود مجهولين وكل واحد منهم يتمثل بطولة القائد الشهيد وينصهر في وجدان الثأر العراقي المقدس وضميره وقداسته.

 

إن اللحظة الحاسمة التي سيقف فيها العالم كله ليعيد قراءة الاقتدار والرسوخ والرباط والثبات للنهج القومي البعثي العروبي الشجاع المؤمن آتية لا ريب فيها حيث أنها تتشكل دون انقطاع  لأن للبعث تشكيلات رجال يقودها سيف العرب الشجاع الرسالي عزة إبراهيم ومعه رفاق العراق والأمة الذين يعيون العالم باقتدار أصيل وفعل جسور منظم ويطاولون الثريا في شموخ قاماتهم الباسقة ورسوخ عقيدتهم الخالدة.

 

هذا هو البعث على مدى التاريخ شامخ برجاله، وتبقى عقيدته خالدة، لذلك حقق الانجازات للأمة، وسيحقق قريبا بعون من الله، ثم بجهاد رجاله, الانتصار على أكبر قوة همجية عرفها التاريخ الحديث المتمثلة بأمريكا ومن تحالف معها من أعداء الإنسانية، والصفويين أعداء العروبة والإسلام، وهذا اليوم قريب إن شاء الله.

 

 





الثلاثاء٠٧ ربيع الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٣١ / كانون الثاني / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة