شبكة ذي قار
عـاجـل










الجهاد والنضال ممارسة تطهر النفوس وترتقي بها إلى مقامات سامية وتنطلق معها إلى فضاءات التسامح الجليل والحب الرباني والعفة المطلقة في الصلة مع الآخرين. والجهاد ممارسة مسلمة ومؤمنة تستمد طاقاتها الكامنة من تطابق الغاية المقدسة مع وسائل تحقيقها الشريفة وأول علامات امتلاك الناصية الراقية هو الانفتاح على الآخرين بروح واثقة ثابتة الجنان تضع الايجابي قبل السلبي وتترفع على ما هو سلبي دون أن تفقد ذرة واحدة من كرامتها، بل على العكس فإنها تضئ أرجاء الكرامة بالتغاضي المتفهم والعلاقة المترفعة عن الدنايا.

 

الجهاد قرين الإيمان الحقيقي العميق المتأصل في ذات الإنسان والإيمان مسلك خير ومحبة وتعاطف وجداني مع الآخرين ومواجهة قاسية مع الذات قبل الموضوع لتجنب الحقد والضغائن والكراهية وهوى النفس الأمارة بالسوء. وهكذا فان قائد الجهاد وهو رجل مؤمن يقدم في كل خطاب وكل رسالة عامة أو خاصة نماذج لا يستطيع أي قارئ أو محلل وأولهم من يصنف نفسه عدوا للبعث والقومية إلا أن ينحني بعرفان لإنسانيتها العالية ولغتها البليغة الراقية التي لا تقترب قط من فاسد اللفظ ولا القاصر في معانيه ولا البائس في دلالاته، بل على العكس فان الخطاب يتحلى بعفة الكلمة ويسبح في بحور من الصدق والنقاء والطهر ويقترب من أغلظ القلوب واحلكها ظلمة لبلاغته وقدرته على الإقناع واختراق الأفئدة من حيث ينطلق بعفوية محببة ومرهفة وتلقائية عزيزة نافذة هي الأخرى. وبهذا يكون التعبير عن الإيمان وعن الجهاد مسلكا من مسالك التعبئة الرصينة والرد الصاعق بالحق والقرائن وتوقفا حرفيا أمام معاني الثبات على العقيدة والمبادئ وشرف الموقف.

 

ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم .. منطق رباني يحضر كل كلمة يكتبها أو ينطقها القائد المؤمن عزة إبراهيم في ذات الوقت الذي يظل فيه منطقه سيفا بتارا لا يعرف المجاملة الباطلة على حق .... وإنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق .. ليس ثوبا ناصع البياض يرتديه القائد الشجاع أبا احمد، بل هو جزء من تكوين جلده ونبض وجدانه وقلبه ... ولذلك فان المجاهدين في سوح الثقافة والفكر والإعلام ينهلون منه ويقتدون به ويتعلمون منه وهم يتصدون لواجباتهم الجهادية في ساحاتها المعروفة. إنهم يتعلمون كل يوم التسامح والصفح ورفض الانغلاق ... إنهم يدنون من الآخرين بقوة التعبير وصدق الفكرة وقوة المنطق فلا يستكثرون على محاججيهم حق الإعلان عن قناعاتهم حتى لو كانت مناقضة لقناعاتنا ورؤانا وان وصل النقاش إلى نقاط خلاف لا رجعة عنها في لحظة ما فإنهم يعانقون دماثة الخلق وعفة اللفظ وسطوع الرأي الصادح بالحق ولا يلجئون إلى التخوين ولا التكفير ولا إلى الإساءات الشخصية ولا التعرض إلى الأعراض. نحن عرب مسلمون ومؤمنون بقينا طوال سفر الدهر نعشق اللفظ الجزيل والبلاغة اللغوية حتى صارت تزدهر بها لغتنا العربية العظيمة، بل و حتى لهجاتنا المحلية, لأن العرب قد حملوا رسالة ومسؤولية الكلمة وربطوا بين رجولة الرجل والتزامه بكلمته التي هي وعد لا يخلف ولأن ,, الكلمة الطيبة صدقة .

 

ما أحوجنا إلى الانتصار على الغضب والتطرف والانغماس في الحلم في هذه الظروف بالذات لنعمق ونوسع دوائر انتصارنا على الاجتثاث والإقصاء والادعاء الكاذب الذي عانق مرحلة ما بعد الغزو وصار من بين ابرز سماتها.. ما أحوجنا إلى عزل أنفسنا نحن رجال وماجدات العقيدة الرسالية القومية الخالدة عن منطق المنافقين لأننا عناوين صدق ولأننا نهج امة بكامل سفرها وحاضرها ومستقبلها .. ما أحوجنا إلى عزل أنفسنا عن تجار الطائفية البغيضة والمزايدين بالطوائف زورا وبهتانا.. ما احرانا أن نهمل الأدعياء والأشباح وحاملي رسائل الاستخبارات وعبيد الأنظمة والمتنكرين لحق الشعب واللاهثين إلى السلطة بجاهها ومالها تحت حراب الأجنبي المحتل القاتل المجرم.. وعندما ننجح في فرز بعض التداخل الحاصل الآن فإننا ننجح في أهدافنا المقدسة ومن بين أهمها :

 

1- دعم مقاومتنا الباسلة حتى تحقيق النصر الناجز.

2- فضح أعداءنا الذين يدعون بأننا تعوزنا الحجة والمنطق ولا نمتلك فكرا خلاقا.

3- كسب المزيد من الأصدقاء لقضيتنا والداعمين لها.

4- فتح ثغرات جدية في أطواق الحصار المفروض على قضايانا وهي اشرف القضايا وأكثرها حقا وقدسية.

5- اغناء تراثنا الفكري وإعادة تبليغه في زمن الاجتثاث والتبشيع والشيطنة الإجرامية الماكرة وبتوظيف ذكي وجماعي لأدوات الاتصال وتقنياته المعاصرة.

6- سنثبت للعالم كله إننا ديمقراطيون على عكس ما يبثه عنا إعلام الشيطنة المجرم.

7- نبرهن للعالم كله إننا أهل عقول منفتحة وقابلة للتطور واحتواء المتجددات وقادرين على التعايش البيئي والاجتماعي والسياسي.

8- نعزز القناعات بأننا رساليون ونعجز أي جهة تحاول أن توهم العرب وأحرار العالم باحتمالية أن نموت أو تحجم فكرتنا القومية التحررية الثائرة.

 

إن خطاب الرفيق المجاهد عزة إبراهيم حماه الله إلى السيد مشعان الجبوري قد قدم لنا نموذجا راقيا في التعاطي مع الآخر وتغليب المصلحة الوطنية والقومية العليا على أي خلاف فرعي آخر وهذا عصب مهم في نسغ تغذية المقاومة وعبور مقدام إلى ضفة جديدة في الحوار ومقومات الاحتواء.

 

إن وقوف القائد بقوة في كل خطاباته ورسائله الكريمة أمام جهد وعطاء الإعلام المقاوم هو تأكيد لكل ما حاولنا أن نضعه هنا في هذا المقال المتواضع ومنه تقييمه الرائع لشبكاتنا الوطنية المجاهدة البصرة والمنصور وتقييمه لقناة الرافدين رغم محددات انطلاقها الذي نتمناه ونرجوه وتخليده لقناة الرأي بوصفها بالقناة الشهيدة مع قنواتنا التي وأدتها حراب الديمقراطية الكاذبة المزيفة المنصور والزوراء. والى مزيد من المشاركة لرجال البعث القادرين عليها كونهم علماء ومثقفين ومتخصصون وأهل عقيدة مؤهلة ونحن نفتح صفحة جهادنا الأخيرة لطرد الاحتلال الفارسي وأزلامه من عراق العز والمجد والحضارات والله اكبر.

 

 





الاربعاء٠١ ربيع الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٥ / كانون الثاني / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة