شبكة ذي قار
عـاجـل










لا ابغي في المقال هذا ان أقوم بتحديد معنى التاريخ , لكننا حين نحدد تاريخا معينا ونحتفل به او نتذكره فاننا بذلك نكون قد دونا زمن واقعة معينة او حدث كبير او صغير باليوم والشهر والسنة .. أي اننا عملنا علىتحديد سيرة الاحداث بالزمن لما سبق ذلك التاريخ و لما بعده ,ليكون حدثا متسلسلا ومتصلا لمجموعة الاحداث التي حدثت أي اننا سجلنا الاحداث على اساس الزمن وبذلك نكون قد دونا التاريخ وفق هذا المنظور..وحين ذهب الكثيرون الى تحديد تاريخ 30/12/2011 يوما لذكرى اندحار الجيش الامريكي  من العراق لم يكن الا توافقا في ان هناك عملية تاريخية حدثت تستحق ان تدون للمستقبل وهي حقيقة خروج الجيش الامريكي من العراق خروجا كاملا او شبه كاملا , لاخر جندي  قتالي او لبقاء عدة الاف لكن ليس لوجودهم هدفا عسكريا قتاليا كما كان يتواجد مئات الالوف من العسكر الامريكان في العراق الذين ابتدؤا باحتلال الشوارع في بغداد ثم اندحروا وهربوا منها ثم باحتلالهم المدن ليندحروا منها ايضا ويتقوقعوا او يتمترسوا في قواعد ومعسكرات ثم ليندحروا مرة اخرى لتشمل تحركاتهم دور الاسناد والدفاع عن شرذمة من الميليشيات المرتزقة العميلة بالغالب سميت زورا الجيش العراقي , الى ان اضطرت تلك المئات من الالوف ان تقلص اعدادها رويدا رويدا حتى انسحابها المذل الكامل في تاريخنا اعلاه.. اذن من تبقى من فلول الجيش الامريكي المحتل لا يمكن ان نقول عنهم انهم محتلين لانهم لا يمثلون اي قوة فاعلة تستطيع ان تغير حالة معينة ونضرب مثالا على ذلك فلو استطاعت قوى المقاومة المسلحة ان تسيطر على مدينة معينة في العراق فلن يستطيع الخمسة عشر الف من الجنود الامريكان المتواجدين في المنطقة الخضراء التي بدأت تصفر ولا مرتزقتهم في قوى الامن الخاص الامريكيين والمرتزقة ان تشن حربا لتخرج قوات المقاومة المسلحة من تلك المدينة .. اذن يكون من احتفل  بتاريخنا اعلاه صحيحا باعتباره تاريخا محددا لاندحار العدو الامبريالي الامريكي من العراق ,

كيف اتفق من اتفق على ذلك التاريخ ؟ ولماذا رفضه البعض الاخر ؟

 

الامريكان والحكومة العميلة وميليشياتها الاجرامية  ودول العالم وكل قوى المقاومة  التي سجلت ذلك التاريخ باعتباره يوم خروج المحتل من العراق تكون قد اتفقت على ذلك اليوم كل حسب اجندته - ليس تأثرا بدعاية دولة المحتل ولا انصياعا لما يريد عملائه, ذلك ان الامريكان قد حددوا هذا التاريخ بسواد وجوههم وهو يوما مذلا سببته مطرقة المقاومة المسلحة العراقية الباسلة  رغم محاولتهم قول غير ذلك , ولا اتفاقا كاملا وانما هو تحديدا كما قلنا لحدث يستحق ان يؤرخ في تاريخ العراق الحديث رغم ان الاحتلال باق ولكن بصورة تأثيره المعنوي والدبلوماسي والمادي وليس بصيغته كمستعمر يقوم جيشه باحتلال ارض العراق .

 

 اذن الاتفاق جاء هنا من غير ان يجتمع الكل او يتصلوا ببعض او يتاثر بعضهم ببعض بل من خلال توافق على الزمن والانسان والمكان أي اثباتا لحدث معين حدث بالفعل . اما حيثيات وتوابع ذلك الحدث أي ان ما حدث لم ينهي النفوذ الامركي والايراني في العراق بالكامل وهو ما ذهب اليه بعض شخوص فعاليات المقاومة  وتفسيرهم  الرافض  لتحديد هذا التاريخ كيوما محددا لانسحاب الجيش الامريكي المحتل الكامل . نقول  على المريض انه شفى او نجحت عمليته الجراحية ولكن هذا لا يعني انه يمارس الان حياته ونشاطه الطبيعين كما كان وانما عليه ان يمر بفترة نقاهة حتى الشفاء التام وهي ما حددناها هنا بحيثيات وتوابع خروج المحتل . ولكنه خرج!

 

صحيح ان الاحتلال وتوابعه وتاثيراته لم ينتهي و تنتهي , وصحيحا ان العراق لم ينال استقلاله وسيادته الكاملة ولكنه ايضا صحيحا القول ان الجيش الامريكي قد اندحر من العراق واضطر لسحب كل قواته القتالية من العراق ولذلك صحيحا ان نقوم بالاحتفال بهذا اليوم وتحديده كحدث مهم في تاريخ بلدنا المقاوم.. ولا  ارى اختلافا فيما بين من احتفل وبين من رفض الاحتفال او تحديد هذا التاريخ .. ذلك ان الجميع متفق على ان انسحاب قوات الاحتلال، بصرف النظر عن حجمه، او بقاء اعداد منهم يعد الامر- الذي مرغ سمعة امريكا في الوحل وحط من هيبتها وانهى اسطورة امريكا التي لا تقهر هذه الحقيقة التي تدعو الى الفخر والاعتزاز - ولذلك احتفل من احتفل وحدد ذلك اليوم تاريخا لاندحار المحتل رغم ان العملاء وكلابهم وصفوي ايران ومجوسهم يحاولون نفاقا تجيير او نسب هذا الانسحاب اليهم !!  

 

مذا تبقى لنا ؟

نقول ان درب التحرير الشامل والكامل من فلول القوات الامريكية المتبقية وعملائه وميليشيات الاجرام التي جاء وايران بها ونفوذهما وتأثيرهما لا يزال طويلا , فكما ان مطرقة المقاومة المسلحة العراقية بمتطوعيها هي التي اججت الانكسار الاقتصادي في امريكا والتي اضطرته ان يلجأ لخيار الانسحاب السريع لكننا لا ننسى - اشارة -  وجود قوات متمركزة في المنطقة الخضراء ربما تستطيع او تحاول  مقاومة اي هجوم محتمل لاسترداد المنطقة الى ان يأتيها المدد من قواعدهم في الكويت , و لا ننسى حقيقة وجود اعداد كبيرة من قوات قد خلفها المحتل مسنودة من بلاد فارس وان تطهير العراق منهم يحتاج الى المثابرة في الجهاد والاستمرار به ولا ننسى اضطرار الكثيرين من ابناء الشعب العراقي بسبب الضائقة المادية التي اوجدها الاستعمار وعملائه لانضمامهم الى فعاليات حكومة المحتل من ما يسمى جيش وامن ومخابرات ونحن على ثقة من ان ساعة التغيير ستجعل الشرفاء منهم لاختيار الصف الوطني  ( على طريق استكمال مسيرة الجهاد والتحرير الظافرة بالإسقاط النهائي والكامل للعملية السياسية المخابراتية وبأن ينال جلاوزتها جزائهم العادل ونمضي الى امام على طريق البناء الثوري الوطني والقومي والحضاري الشامل. ) .

 

 





السبت٢٧ صفر ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢١ / كانون الثاني / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد السامرائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة