شبكة ذي قار
عـاجـل










فالذي يجري اليوم في العراق من تراشق وإتهامات بين شركاء ما يسمونهم بالعملية السياسية سواء كانت قد اخذت شكل جرائم جنائية او جزائية فهي وبكل الاحوال طبيعة لافرازات هذه التوافقات والمساومات بين هولاء الشركاء.لست ابداً من اللذين المتشمتين باللذي يجري ولا من يتمنون ذلك لهم فمن حديث الرسول محمد (ص)نرتقي بنفوسنا البشرية الى هذا المستوى الخلقي في عدم الشماتة:( لا تُظْهِر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك)(1).لان الوطنية التي تربينا عليها في أدياننا وبحب حتى أعدائنا والصلاة لاجل اللذين يسيئون الينا, والعقيدة البعثية التي عززت فينا روح الوطنية والقومية الانسانية الحقة لم تُغرز بنا إلا المحبة المتمثلة بحب الوطن وسلامته وحب الامة والانسانية جمعاء وحتى إن أختلفنا معهم ,و بالمناسبةلايحق لأحد أن يُصُور البعث الخالدبغير ذلك,سواء من خلال بعض الصور الممزقة أو السلوكيات الغربية والاستثنائية التي لم تتوافق مع العقيدة البعثية بالحكم على هذا الحزب المناضل والذي قدم للامة الكثير,وبالمناسبة ليس معصوماً من الخطأ إلا الله سبحانه وتعالى,وَلُنقَيمْ العقل والدين بين صورة العراق قبل الاحتلال وصورته بعد الاحتلال,وعندها يتبن للعقلاء أي نقد واي تهكم تتعرض له التجربة البعثية العملاقة في العراق ويفهمون كيف كان العراق وكيف اصبح,ووليتعظ المفترون من قذف الاخرين وقول الافتراء,وكما تعلمنا آلآية الكريمة:( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)(2),وايظاً سيحاسبكم رب السموات على كل كلمة كذبتم فيها وعلى كل فعل مؤذٍ اقترفتموه بحق الشعب العراقي و مناضليه,وأتعضوا وآلاية الكريمة والتي تعلمكم ذلك:( وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)(3).وقد قال ألامام الحسن:( كان يقال: من عيَّر أخاه بذنب تاب منه لم يمت حتى يبتليه الله به)..ومن العبارات المقدسة قول السيد المسيح(ع): ((ولماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك.وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها.أم كيف تقول لاخيك دعني أُخرج القذى من عينك وها الخشبة في عينك. يا مرائي أخرج الخشبة من عينك . وحينئذ تبصر جيداًأن تُخرج القذى من عينك اخيك))(4) ...


ولان المنطق يقول إن هذا الذي يحدث في العراق اليوم سببه هو اللامبدئية في الشركات وأيظاً سببه هو غياب الارادة الوطنية الحقيقية في بناء العراق وايظاً في غياب الاصلاء من العراقيين في المشهد العراقي..وأن إتهام بعضهم لبعض ليس سببه هو طرف واحد,فالطرف الذي يتهم قياديين من حلفاء الامس سببه ايظاً فهو المتهم الذي قبل بوضع شاذ في العراق بل ساهم فيه,سواء كان هذا الوضع نظاماً طائفياً أو نظاماً لوجه من ديكتاتورية الحزب الواحد كما يقولون,فلو لم تتسخ ايديكم التي صافحت وساندت الاجنبي على أخوتكم لما وصل الحال بكم لهذا وهو بالتأكيد مرشح لحالات أكثر من ذلك,بل قد يصل الى إعتقال وتصفية بعضكم لبعض,لان النظام الذي اقامه المحتل نظاماً قائماً على الفئوية الطائفية وإلاستقواء بالاجنبي, وهذا جداً خطير على كل من لا يتقن فن السياسية,والاكثرية ممن في النظام اليوم لا يتقنون هذا اللعبة لذا نرى بعضهم يتجه لقبلته السياسية وليرتب وضعه ضمن مسلسل اجندة أجنبية للمحتل سواء الذي من الشرق أويتجه الاخرين الى الغرب, ويبقى شعبنا المسكين يتحمل ويدفع الدم لوحده .. فليس بمستغرب ان يتبادلوا التهم فكل طرف لديه أدلة لجرائم الاخر وهو يطرحها تباعاً لتحقيق مأرب سياسية ضيقة,وبكل وقاحة يتذاكون واحدهم على الاخر بوجود ادلة لجرائم أُرتبكت بحق الشعب العراقي,ويجاهرون بها وهي ترتقي لمستوى الارهاب حسب مفهومهم للارهاب!,عجيب هذاالاستخفاف بالدم العراقي عندما تصل الامور الى هذا الحد من المساومات على حساب شعبنا الابي.فمن ينتظر لحظة واحدة على جريمة أُرتكبت بحق الشعب العراقي يكون هو مساهماً فيها(اليس هذا تستراً وهوفي كل قوانين دول العالم جريمة بحد ذاته؟) بل جرائم بعض الذين يحكمون في عراق اليوم أن يحفظوا هذه الجرائم لوقت المساومات السياسية!..فمن يشتكي اليوم من تهم توجه له فهو يتحمل مسؤولية ذلك لانه بإصطفافه مع المدعي في زمن قتل العراق يكون مسؤولاً عن الحال الذي وصل هو به(اللهم لا تجعلها شماتة بل إجعلها تبصيراً وبقدرتك ...أمين).

 

ايها المدعون عليهم سواء من تحالف القائمة العراقية أو أي تحالف أخر هذا جز من إستحقاق شراكاتكم الهشة, فلو لم تنحني في يوم الغدرة أمام المحتل لما أستطاع الاخرين أن يصعدوا على ظهرك الذي عودته على الانحناء!والرب يهدي من يشاء وعسى أن تكون مناسبة ميلاد ملك ورسول السلام والمحبة حافزاً يدعوكم الى الاصطفاف مع اللذين لم ترى جباهم الارض إلا عند حضورهم أمام رب الجلالة والعزة الرب الخالق,وهذا النوع من الرجال اللذين أمنوا بربهم أولاً وبعقيدتهم ثانياً قادرون أن يقوموا الظهور المقوسة وينظفوا الايادي المتسخة,فكونوا شجعاناً كما كان رموز العراق اللذين غدر بهم المحتل وعملائه ولم يحنوا ظهورهم بل وقفوا شامخين أمام جلاديهم كنخلة العراق وشهدوا بحب الرب الخالق وبالعراق وبالامة وبعقيدتهم,وتعالوا في حضن العراقيين الحقيقي يا عراقيـــــة..والله يهدي من يشاء...أمين



(1) الترمذي من حديث واثلة بن الأسقع عن النبي (ص).
(2) القران الكريم/سورة النور/ آلاية:19.
(3) القران الكريم/سورة البقرة/ آلاية:218.
(4) إنجيل البشير متى/الاصحاح7/آلاية1-5.

 

 





الاربعاء١٧ صفر ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / كانون الثاني / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة