شبكة ذي قار
عـاجـل










إهداء

إلى روح الشهيد القائد الخالد صدام حسين رحمة الله الذي أحبه شعبه وقتله أعداء الشعب , وكرمته أمته العربية العظيمة وشيطنه الأدعياء ..الرجل الذي أنجز ما لم ينجزه قائد عربي في التاريخ اعمارا وبناءا وتغييرا.اهدي هذا المقال المتواضع في ذكرى اغتياله الخامسة .

 

مدخل

لم يختلف صدام حسين عن أي فتى عراقي ممن تمكن حزب البعث العربي الاشتراكي من ضمهم إلى صفوفه وهم طلابا في مرحلة الدراسة الثانوية بقدر تعلق الأمر بتماثل خط الشروع وطريقة الكسب. غير إن الفتى صدام حسين سرعان ما انفرد عن معظم رفاقه في شجاعة مجربة فرضت حضورها كسمة لا غنى عنها للمناضل الثائر وفي التزام حرفي في تنفيذ المهام الموكلة إليه من الحزب وهي سمة أخرى لا يمكن أن يقال لشخص بأنه بعثي من غير أن يجسدها بأرقى معانيها.  شخصية البعثي الشاب الذي لا يتجاوز السادسة عشرة من العمر جمعت ميزتي الالتزام والشجاعة معا فانفتحت أمامه منذ البداية فرص التشكل القيادي المتفرد لان كلتا الميزتين تحملان مكونا سيكولوجيا سائدا هو ألتوق لاستكمال الركن الثالث من أركان الشخصية القيادية وهي استلهام الفكر والمبادئ والعقيدة وهذا ما كان وما حصل فنحن وأي دارس لسيرة بطل ومفكر من أبطال ومفكري الأمة سيكون تلقائيا أمام ثلاثية الشجاعة والمثقف المفكر والملتزم التزاما صارما بمبادئ الأمة.

 

الدولة والدين والإيمان :

 صدام حسين الشجاع الملتزم يلتهم مكونات الفكر القومي العروبي من مناهله الصافية فيتحول إلى أرقى كيان انساني يرتبط برسالة ذات وجهين: العروبة من جهة  والإسلام والإيمان من جهة ثانية وجهان لقضية واحدة اسمها صيرورة العرب وانبعاث دورهم الإنساني والحضاري من جديد , والإسلام والإيمان في ما نعنيه هنا تتجسد في ذروتها القيمية والوجدانية بالتوحيد .

 

بعفوية وفطرية ترتكز وتتفاعل مع خلفيات إيديولوجية متقنه فك المفكر صدام حسين كل متناقضات العلاقة وإشكالاتها الشرعية والقانونية دفعة واحدة عندما فك الاشتباك المربك والمقصود بين الدين والدولة . فالدين رسالة سماوية هدفها الأهم إرشاد الإنسان إلى فكرة التوحيد. وكل تفصيلات الدين قيما وأخلاقا وطقوس وشعائر هدفها تجسيد وتكريس فلسفة التوحيد. وامتلاك الإنسان الفرد وتوحده مع وحدانية الخالق جل في علاه تجعله ينضح إنسانية وتسامحا وأخلاقا فاضلة ورقي ذات تقوده إلى أن يكون مؤديا فاضلا ومنتجا فذا في كل ما يوكل إليه أو يتصدى له من واجبات في حياته بما في ذلك أن يكون بأرقى صفات الأداء والخلق عندما يكلف بواجبات خدمة عامة في الدولة. الدولة مؤسسة خدمة عامة للمجتمع وهي ملك لكل الشعب بغض النظر عن الدين أو الملة أو العرق. الدولة ملك عام لا يمكن قط أن تحمل على عاتقها ربط وضبط وإحكام صلة الإنسان بربه عبر دين واحد حتى وهي تتبنى الإسلام مثلا كدين رسمي لها لان هذا التبني يسقط حقوق مواطنين آخرين من أهل أديان ربانية أخرى.

 

انطلقت عبقرية القائد الشاب البعثي المؤمن صدام حسين في حسم مفهوم العلمانية عند البعث حيث إنها ليست ألحادا ولا كفرا ولا موقفا حياديا بين الإيمان وبين الإلحاد بل : نحن مع الإيمان وضد الإلحاد والكفر . إن علمانيتنا تعني إننا مؤمنون موحدون كل حسب ما أراد له الله أن يسلك من درب ليعبر عن إيمانه . بمعنى أن الدولة والنظام لا تفرض على الإنسان دينه بل هو من يعتنق هذا الدين مع الإقرار علنا أن الإسلام الحنيف هو رسالة الختم المباركة وما ترتب عليها من توصيفات لهذا الدين الحنيف يعرفها كل البشر .وطبقا لهذا النهج التنفيذي لعقيدة البعث ازدهرت الوحدة الوطنية في العراق وأينعت وحدة الموقف الوطني والقومي في مشاركة جماهيرية متفردة في خطط التنمية العابرة للتوقيتات الزمنية المعتمدة فنيا . إن تجنيب الدين محنة أن يكون مفتاحا للحشد والكسب لتحقيق أغراض سياسية من جهة ورفض تسييس الطوائف واعتبار أي انتماء حزبي على أساس الطائفة خيانة وطنية لم يكن تعبيرا عن عداء أو حقد على طائفة معينه بل هو لقناعات مبدئية راسخة من إن تسييس الطوائف يصب في خط فعل سياسي يمزق الوطن والأمة ويشرذم المواقف فضلا عن كونه ساقط في وهم أممية افتراضية غير واقعية هدف الترويج لها خدمة مصالح لدول إقليمية مجاورة للعراق وللأمة العربية.

 

لخص القائد الشهيد صلة البعث بالدين تلخيصا أصيلا نابعا من موقف البعث المعلن في مرحلة صدر الأربعينيات بحيث صار كل بعثي في العراق يدرك إن الإسلام الحنيف هو في حقيقته رسالة انبعاث للأمة وعملية تثوير عظيمة لها وان البعثي مسلم ثائر مؤمن وان البعثي غير المسلم هو مؤمن ثائر وطني قومي يشكل حلقة إنسانية في ثورة البعث العظيمة في العراق.لقد أخذت الشراكة في الوطن بعدها المتوازن بما يحقق الركائز الرصينة للوحدة الوطنية وضمان حقوق المواطن بغض النظر عن انتماءه العرقي أو الديني أو الطائفي

 

العرب والعالم :

لم يتم احترام العرب في المنظومة الدولية قط  كما حصل في سنوات الارتقاء التي أنجبها البعث في العراق عبر التطبيق المبدع لايديولجية البعث والإثراء الفذ الذي نفذه بإتقان وبراعة المفكر الشجاع صدام حسين.نقل العراق البعثي سياسة الحياد الايجابي والمجموعة الدولية الممثلة لها إلى مرحلة تأثير متقدمة وجعل العرب قادة حقيقيين في تصعيد الفعالية السياسية للمجموعة إلى الحد الذي صار بوسعها أن تؤثر فعليا في الموازنات السياسية والاقتصادية الدولية عبر استخدام الثروات عموما والنفط خصوصا كسلاح بوجه الاحتكارات الرأسمالية التي تستثمر ثروات العالم في تكبيله واستلابه وتهميش حضوره وعبر نهج سياسة استقلال ناجز حقيقية .وتقدمت السياسة العربية القومية نابعة من قطر واحد وكأنه الأمة كلها في أول تجربة تجعل من فعل وممارسات قطر واحد ممثلة راقية لإرادة الأمة. الاجتهاد هنا يهمش ويقلص مخاطر الارتقاء القطري على حساب الأمة ويحافظ على توازن نظري وعملي بين ضرورات تنفيذ أهداف البعث وبرامجه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية دون أن تتعرض لأي نوع من أنواع الابتلاع القطري ودون أن تلغى أو تهمش إرادة أي قطر عربي . الإرادة القومية العربية تجد مداها في كل المحاضر الدولية وسياسات الأقطاب كلها تبنى مع الأخذ بنظر الاعتبار رد فعل العراق القومي وقدرته على لم شمل العرب والخروج من لقاءهم بقرارات يحسب لها حساب وتبنى على ضؤها تكتيكات واستراتيجيات دولية.

 

تحددت ملامح العلاقة الدبلوماسية والتجارية والعسكرية والأمنية مع دول الجوار والإقليم والعالم على أساس الاقتراب أو الابتعاد من قضايا الأمة وفي مقدمتها فلسطين وتأسست علاقات وطيدة مع حركات التحرر في أفريقيا وأميركا اللاتينية واسيا . تراجعت دول مهمة عن العلاقات المحظورة بموقف العراق القومي وأغلقت سفارات وافتتحت أخرى بناء على التوجه المعلن له.كانت الدولة التي يتوجه لها احد أقطاب الدولة العراقية تفرش أمامه عرسا للإرضاء والتوافق وجلبت فرنسا مثلا بمنهج عروبي حكيم إلى ساحة الأمة للحد الذي خلق شرخا في مسار العلاقات الأوربية المبنية على الولاء الأعمى للصهيونية وفي منظومات تسويق السلاح المتقدم طبقا لهيمنة الماسونية والصهيونية وكذا كان حال العلاقة مع دول أوربا الشرقية المهمة والهند والصين . لقد صاغ القائد صدام حسين ملامح العصر الذهبي للعرب وكان بوسعهم لولا البعض المخترق منهم لكان للأمة الآن شان آخر ولقضاياها المصيرية في فلسطين والاحواز والخليج والمغرب العربي والوحدة ترتيب مختلف وحال آخر.

 

طريقنا خاص في بناء الاشتراكية: مسلمون واشتراكيون بلا تعارض :

تحولت الاشتراكية في مسارات الطرح الإيديولوجي المكيف لمنابعها مع معطيات ومسارات فرص التحقق الميداني إلى رافعة حقيقية لجميع مسارات التحول الثوري لثورة البعث في العراق ثورة 17-30 تموز المجيدة . وقد تصدى القائد المفكر صدام حسين لمعضلات التطبيق ولمعضلات الربط الحي مع منابع الإيديولوجية العربية الثورية بطريقة حاذقة قدمته على انه رجل يتعامل بعبقرية مذهلة مع معطيات التطبيق . أوضحت النتاجات الحوارية بين عقل القائد وبين رافعة التطور إن لنا مسالكنا الاشتراكية التي لا تتبع بأي شكل من الإشكال الاشتراكية العلمية أو الماركسية . الطريق الخاص يبنى على المقوم الاجتماعي وموروثاته المتراكمة التي لا يمكن تجنبها أو تحييدها من مسارات التطور الفردي والجمعي للإنسان كهدف أسمى في عملية الانتقال من مرحلة رأس المال أو شبه الرأسمالية إلى مرحلة التجانس الاجتماعي التي تغلب وتنحي واقع الطبقات بطريقة متدرجة , ويبنى على المقوم المادي الذي يمتلك منه العراق ما يجعله قادرا على عبور مرحلة التقشف أو شد الأحزمة على البطون للوصول إلى التراكم المادي المطلوب لوضع مقومات الإنتاج كلها تحت أطرها الإنتاجية الموصوفة في النظرية الاشتراكية. إذن أول خاصية فارقة لاشتراكيتنا هي عدم الحاجة إلى الوقوع في مرحلة الإفقار المتعمد لإنتاج التراكم المادي المطلوب كمحرك من محركات وسائل الإنتاج.

 

ثم إن موروثنا الديني واحترامنا المستديم لقواعد وتعاليم الإسلام الحنيف تضعنا أمام مهمة عدم إلغاء النشاط الخاص وقطاعاته المختلفة ولكن بشروط الضمان المطلوب للتحقق الاشتراكي ومنها منع النشاط الخاص والملكية الفردية من أن تتحول إلى رأسمالية تستعبد الإنسان العامل ضمن أطرها. إن الإبقاء على القطاع الخاص وتنميته قد أشهرت ميزة أخرى للاشتراكية البعثية تميزت بها عن الاشتراكية العلمية والماركسية وفرضت مقوما جديدا اخرج الاشتراكية إلى عالم العلمية الحقيقي والذي ينطلق من انفتاح العقل الإنساني على الإضافة المبدعة والمتفاعلة مع الخصوصيات الاجتماعية والدينية والاقتصادية  وتخرجها من تهم التحجر .

 

وأخذت نوعية المنتج إلى جانب اعتماد الإنسان كغاية وكوسيلة مقدسة في ثنائية أخرى من خواص الاشتراكية البعثية التي افرزها الفكر الاشتراكي البعثي الصدامي. إن الإنسان الفرد لا يجوز أن يسحق تحت ذريعة تنمية المجموع بل إن التنمية تبدأ من الفرد وتتراكم تصاعديا وأفقيا لتعم المجتمع . إن حياة الإنسان الفرد مسار مقدس وتستحق الارتقاء في التعاطي معها وتنميتها . وبذات الاتجاه فان الإنتاج لا يجب أن ينظر إليه كميا بل إن الجودة بكل معاييرها هي الحاكم وبذلك نضمن حرية الإنسان في تفاعله مع آلة الإنتاج بحيث تكون إنسانيته واحترام جهده وتقنين زمن استخدامه في العملية الإنتاجية هي المنفذ المرجح في تطوير الإنتاج نوعيا أولا وكميا ثانيا.

 

الديمقراطية نظرة شمولية للحياة

الديمقراطية نظام حياتي شامل يؤسس له ببني فوقية وتحتية اجتماعية وسياسية وتربوية واقتصادية وليست قفزا عشوائيا في الهواء يسقط بعده الثائر مكسر الأطراف. الديمقراطية ليست انتخابات ولا تبادل سلطة ولا حرية فكر بل هي كل هذه الممارسات مستندة على وعي وإدراك وثقافة تولد طبيعيا مع النماء الاجتماعي بمختلف روافده وإذا عزلت عنه فإنها تصبح مجرد تقليد وإتباع ببغاوي يهز قواعد الحياة بما هو غير متوافق مع نموها الطبيعي وانسيابيتها .

 

هكذا بدأت ممارسات البعث ودولته القومية في تعبير تاريخي للقائد المفكر صدام حسين : الديمقراطية نظرة شمولية للحياة . التطبيقات تتداخل مع بناء الإنسان عبر ثورة في قطاعات التربية والتعليم ومحو الأمية واستخدام الإعلام الثوري لتصعيد الفهم الجذري لمعنى إدارة الشعب لنفسه والمشاركة الشعبية عبر النقابات والاتحادات والجمعيات المهنية التي لم تترك مرفقا من مرافق الحياة إلا واحتضنته واختطت له برامج لانتخاب القيادات الميدانية في خطوات مدروسة تجعل من الانتخابات ممارسات تربوية وليس فقط لتكريس حق انتقاء القيادات المهنية . وامتدت الانتخابات إلى أهم مفصل من مفاصل إدارة الدولة وتوجيهها عقائديا ألا وهو الحزب حيث مورست الانتخابات على مستويات قيادية متقدمة أو على مستوى كل القيادات الحزبية ألمعروفه . وانطلقت التعددية والمشاركة في صورة بهية تتناسب مع اطر الثورة وأهدافها الإنسانية والوطنية والقومية ممثلة بالجبهة الوطنية والقومية الاشتراكية التي ضمت البعث كحزب قائد للثورة والمسيرة والحزب الشيوعي العراقي والأحزاب الكردية وقوى وطنية وقومية أخرى .

 

وفي تدرج منطقي لاحق مارس العراقيون انتخابات برلمانية كل أربع سنوات فاز فيها عراقيون من كل أرجاء العراق ودون قيد أو شرط إلا المواطنة الحقة والقدرة على ممارسة المسؤوليات التشريعية والرقابية وتنفيذ مسارات الحياة البرلمانية كلها.

 

الديمقراطية مناهج تعليمية تضخ الرقي في حياة الإنسان وتمنحه فرص العيش الحر الكريم وتمنحه فرص التعلم والخدمات المتطورة في مجالات الصحة والنقل والاتصالات .وهي تفاعل متصاعد في انتماء الإنسان إلى قضية رسالية تجعل منه خليفة الله في الأرض بامتياز المقتدر على تأدية هذا الدور عبر الارتقاء بحسه الوطني والقومي . الديمقراطية ناتج عن صلة الإنسان بالإنتاج ورفع الكفاءات المهنية والارتباط العضوي بعوامل تنمية الاقتدار وازدهار الحياة.

 

الديمقراطية تولد من رحم الحرية والحرية تعني الاستقلال الناجز إذ لا ديمقراطية في ظل احتلال أو استلاب الإرادة . الاستقلال والحرية الحقة تنتج عن ممارسات سياسية واقتصادية واجتماعية مستقلة وتنبع من رحم الواقع.

 

الديمقراطية تأتي نتيجة طبيعية للقضاء على الفقر والجهل وتغييب الدور للإنسان وللأمة وبهذا فهي منتج من منتجات الحرية والحرية تنطلق من الإنسان الفرد الواعي المتعلم المدرك لواجباته ولحقوقه . والحرية أيضا هدف يتداخل تداخلا جدليا مع البيئة الاجتماعية الجمعية على مستوى الوطن وعلى مستوى الأمة والمعبر عنها في إيديولوجية الثورة العربية المعاصرة وعقيدتها القومية الاشتراكية بالوحدة . وهي متداخلة كما أسلفنا بالنماء والازدهار والعدل الاجتماعي المعبر عنه في عقيدة الأمة بالاشتراكية.

 

الوحدة : عروس العقيدة والعاشق الوحدوي :

هي حلم العرب الأكبر ورجاء التقاء الذات بالساعين إليها بعد أن أيقنوا أن لا ثورة ولا ارتقاء ولا نماء ولا ازدهار إلا في أحضانها الرؤومه ..هي أغنية الروح التي تتغنى بها النفوس وتهفو إليها الأفئدة . الوحدة حلم الثوار وهدف الأطهار ورجاء الأخيار فكيف لا يكون من ركب موج الأخطار ليؤمن مركبا يحمل عبق شذاها ويرمز إلى كونها موطأ القدم وملاذ النجاة للعروبة وإيمانها وإسلامها وأديانها وطيور الحرية في فناءها وظلالها وأجواءها ومداها الأرحب ......هي خبز الجياع وكرامة الجباه ومال الصبر وتقوية الواهنين وشد المرتخين وسلاح المنتصرين فكيف لا يحملها ابن البعث الملهم صدام حسين الق إشعاع للتنمية وأنوارا ساطعا في عالم الانجاز ألبعثي المزدهر في أرجاء العراق الثائر ؟,العراق الممتلئ طموحات وسرادق راحة للبانين في وهج الشمس ولهبها وفي اصطكاك الأسنان المستجيبة للبرد وهي تخوض في مياه الزرع وساحات التدريب ألفجري .

 

اخترت هذه الحروف المتواضعة لتكون شعر العشاق في حضن المعشوقة ..اخترتها لأقول إن الوحدة هي نشيدنا الأزلي ورجاءنا المفدى وكرامتنا التي لن نتنازل وكان رجل العقيدة صدام حسين يلعب في الاجتهاد في مساراتها وإمكانات الاقتراب من حياضها. وكان قانون الحكم الذاتي هو المعبر الأول نحو ضفافها لان ترصين وحدة العراق الوطنية هي مرتكز الانطلاق وهي البرهان الأول على إن ثوار البعث وحدويون لما يحمله القانون من جرأة وشجاعة ورسالة إلى كل القوميات المتآخية على ارض العرب بان عقيدة العروبة لهم كما هي للعرب وتؤمن بحقهم القومي كما تؤمن بحق العرب القومي.

 

لن تجد عبارة قالها صدام حسين في سلم ولا في حرب , لا في شدة ولا في عسر ولا في رخاء إلا والوحدة ترقص بين حروفها والسعي الحثيث إليها يتجلى قمرا في أفق الأمل وفي مفردات السعي لتحقيقه. الوحدة الوطنية ولم شمل القوى السياسية لتامين وترصين مسيرة الثورة وإشراك كل الشعب في انجازاتها وخيراتها كلها كانت في حسابات عراق قوي مؤهل لتقريب الحلم عبر التعاون القومي والشراكة القومية والفعل السياسي والدبلوماسي والعلاقات الدولية التي تنطلق كلها في مسالك تحقيق الوحدة.

 

لكي يقرب البعيد ,,مسك بزمام الدفاع المشترك وحوله إلى واقع يتغنى به كل عربي حيث طارت نخوة العراق لتقاتل في سيناء والجولان والجنوب اللبناني والأردن من اجل فلسطين التي اعتبرتها عقيدة البعث طريقا للوحدة . الدم الطهور يستشهد فوق ثرى فلسطين الوحدة والثار وجرح الكرامة النازف أملا في أن يرى الحكام إن الإيديولوجية ليست للترف الفكري على الورق بل هي بوصلة الميدان وببصمة الدم الطهور.

 

واستخدم الاقتصاد والتعاون الاقتصادي وإسناد التنمية ماديا وبشريا من اجل أن يجد إلى الوحدة سبيلا في صيغة اقتصادية إن لم ينجح الدم في البزوغ من جماجم القطرية وشهوة التسلط ووهن النفوس الراكنة إلى الاستقواء بالعمالة والخيانة ولم يحرك نخوة النقاء العربي أمام استراتيجيات التحالفات المشبوهة . واستخدم عدم الانحياز والأمم المتحدة والنفط وكل ما يمكن أن يجمع العرب ويقدمهم على أنهم كتلة دولية واحدة لها طوبغرافيتها ومصالحها وسياستها وأصدقاءها وأعداءها ورؤاها .

 

انتقل بعباءته الإيديولوجية من وحدة الاندماج إلى الوحدة الفيدرالية عل أصحاب الحب المجنون للكراسي يطمئنون غالى سلامة كراسيهم . وانتقل من الفيدرالية إلى الخيمة الكبيرة التي تضم كل الخيام فلم يكلف احد نفسه في هندسة الخيمة وتوزيع الخيام الأصغر داخل فناءها الواحد . انتقل من الوحدة الشاملة إلى الوحدات الجزئية وحاول مع كل الأنظمة ونجح مع بعضها فروج بعضهم إنها كانت لإسناده في أنشطته العراقية ويوم اضطر لتأديب حكام اصغر محافظة عراقية يحكمها عملاء أميركا وإيران حين تحولت إلى بؤرة للتآمر الاقتصادي ووكرا لوحوش الخيانة جيش بعض المتوحدون معه جيوشهم ضده مع الحاكم السعودي بقيادة أميركا وحلفاءها ليسقطوه هو وحزبه ودولته بعد أن قاتل أربعة عشر عام.

 

قال لهم البعث وصدام حسين إنكم ستؤكلون بعد العراق رأسا بعد رأس فسخروا وطغوا ..

لم يمض زمن طويل حتى امتدت نفس اليد لتعبث بأنظمتهم ومصير شعوبهم بمالها وبقوة أميركا المدفوعة الثمن في خريف أحمق الجفاف دموي الأيام اسود النتائج.

 

لم يبتئس المارد الرسالي بل حمل سلاحه وظل يقاتل حتى استشهد ليبرهن انه أشجع من عليها في واقعة اغتيال لن ينساها التاريخ أبدا..وظل يقاتل حزبه ورفاقه من بعده تحت شعار وحدة الأمة ليظل الحلم يعيش في الق العيون ونبض الضمائر ومساحات الصدور المؤمنة.

 

خاتمة :

قال رسول الرحمة محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم : إذا مات ابن ادم انقطع إلا عن ثلاث : علم ينتفع به وصدقة جارية وولد صالح يدعو له...صدق رسول الله معلمنا الأعظم ... ونحن قناعاتنا إن قائدنا الخالد الشهيد صدام حسين رحمه الله قد ترك وراءه امة كاملة تدعو له بالرحمة وتقرأ فكره وتبجل انجازاته .. لذلك نقول : انه خالد يمضي فينا حتى ننتصر .

 

 





الاربعاء١٧ صفر ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / كانون الثاني / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة