شبكة ذي قار
عـاجـل










مارس المحتلون الامريكان منذ وطئت اقدامهم ارض العراق الطاهرة استخدام ما يسمى اسلوب الفوضى الخلاقة لحل مؤسسات وزارات الدفاع والداخلية والاجهزة الامنية الوطنية والقومية ومكاتب رئاسة الجمهورية ومجلس قيادة الثورة الموقر وحزب البعث العربي الاشتراكي القطرية والقومية,باعتبارها تضم رجال مرتبطين فكريا وعقائديا وامنيا بنظام الشهيد القديس المرحوم صدام حسين رحمه الله . مطلقين حرب الغرائز الطائفية بعد ان كان بلدا حرا قويا موحدا.وقامت المليشيات الكردية وفيلق الغدر بدر الصفوي وجماعة العميل احمد الجلبي المتفاخر بجلب المحتلين للعراق .بقيادة ( فرق الموت والتطهير العرقي ) بقتل الالاف من مناضلي الحزب وضباط الجيش العراقي الباسل والطيارين ومسؤولي الدولة لتبرير الحرب عليه واستمرار الاحتلال.وفق برنامج ( فينيكس ) الذي طبق بفييتنام. على اساس لديه اتصالات ومخابرات داخله.وجرى اجبار المئات من الطبقة الوسطى المثقفة في المجتمع كالصحفيين والادباء والكتاب واساتذة الجامعات والمدرسين على الهروب والتخويف والاختطاف والابتزاز والقتل العشوائي.واستهداف المهنيين ( كالاطباء والصيادلة والمهندسين والمحامين والقضاة ) فوصل عددالاطباء الهاربون من العنف الطائفي والعرقي والاثني والعشائري!! 35 الف طبيب!!

 

هاموا على وجوههم ببلاد الله الواسعة.وتخريب الذاكرة العراقية لغرض محوها بحرق وتدمير وسرقة المحفوظات والمعالم الوطنية والنصب التأريخية والحضارية وتدمير المكتبة الوطنية االعراقية عن عمدٍ واصبح التنقيب عن الاثار بدون علم الحكومة مهمة العشائر العراقية وافرادها! لغرض بيعها لمهربي الاثار بالاسواق الخليجية والاوربية.وجرى تحويل 7 مواقع اثارية من ضمنها ( موقع اثار اور ) بمحافظة ذي قار قرب مسكن سيدنا ابراهيم ( عليه السلام ) !ليكون قاعدة للجيش الامريكي والجيوش التي دخلت معه عام 2003.واعادة تركيب وزارات الدفاع والداخلية والامن الوطني وغيرها,بقبول المتطوعين فيها بنسب معينة على اسس قومية ودينية وطائفية بعيدة عن الكفاءة والايمان بالعقيدة العسكرية والقتالية وحب الوطن والدفاع عنه والولاء له بعد جلبهم تزكيات من الاحزاب والمليشيات الطائفية الحاكمة والحاق الالاف من تنظيمات بدر وحزب الدعوة العميل وجماعة الغلام مقتدى بطريقة ( الدمج ) بها على اساس انهم قارعوا النظام السابق!, فلابد من تكريمهم لضمان مستقبلهم ومستقبل عوائلهم!.وصارت اسماء الضباط والمراتب وقومياتهم ومذاهبهم وطوائفهم تعلق على لوحة اعلانات الوحدات العسكرية!. ونقلت الحكومة الامريكية سفيرها في السلفادور ( جون نغروبونتي ) للعمل بالعراق ليمارس دوره القذر باشرافه على تدريب مغاوير الشرطة والفرقة القذرة المسماة ( سوات ) وانشا لهذا الغرض مركز معلوماتي مرتبط بالاقمار الصناعية وبوزارة الدفاع والداخلية التي يديرها الامريكان والسفارة الامريكية والقواعد العسكرية المنتشرة فيه .لتمارس القتل والاعتقالات والسجن بسجون سرية وعلنية للرافضين والمناهضين والمقاومين للاحتلال وما يسمى عمليته السياسية البنفسجية بدون تصريح من الحكومة,واغلب اللذين يقتلهم الجيش الامريكي و مغاوير الداخلية و فرق الموت و قوات الحكومة يقولون عنهم, قتلوا من قبل ( الارهابيون او تنظيم القاعدة اوكانوا دروعا بشرية اجبارية ) لانها تريد الايحاء للعالم بان العنف فيه قائم على يد العراقيين انفسهم!!.وجعل الجميع ( اقلية ) لااحد يستطيع يدعي انه اكثرية.والتعويل على الصراع بين الاقليات والطوائف والمذاهب والاثنيات وتحويلها لنمور جريحة وقطارات ملغومة بلا كوابح بالاعلان انهم اضطهدوا وهميشوا وظلموا على يد سياسات النظام السابق!!.

 

وطرد المئات من المدراء العاميين ووكلاء الوزارات والوزراء السابقين اللذين كانوا يعملون بعهد رئيس العراق الوطني والشرعي الشهيد صدام حسين والاستحواذ على بيوتهم وممتلكاتهم المنقولة والغير منقولة.واقر برايمر عام 2003 مئة قرارٍ لنقل العراق ونظامه الاقتصادي الاشتراكي بالاتجاه نحو السوق الحرةلاقامة نظام راسمالي, بتخفيض الضرائب 100% للمستثمر الاجنبي للممتلكات العراقية ومصادرة جميع الارباح والاستيراد الغيرمحدود وتحديد الايجارات للاستثمار والاتفاقيات من 30 الى 40عام لغرض تجريده من موارده.ووفق قانون التقاسم الوظيفي الذي اقره برايمر مازال المالكي والحكومات السابقة يصلون بمحرابه, فرشحت الاحزاب الحاكمة ومليشياتها الطائفية اناسٍ تولوا المؤسسات الحكومية والسفارات والقنصليات العراقية, يفتقرون للشهادات الدراسية والخبرة والتراكم الوظيفي والابداع والحصانة الفكرية والوظيفية والمالية.وصار العراق يدار من قبل اعضاء احزاب دينية وطائفية موالية للنظام الايراني الصفوي تنفذ وتقود سياساته ونفوذه فيه .وكهنوتات وجمعيات ودهاليز سياسية وعسكرية وحوزات منافقة ومقاطعات وبنوك واجهزة مخابرات دولية متعددة جاءوا خلف الدبابات الامريكية معلنين انهم ( قادوا ) !!بشائر الربيع العربي بدءأمن العراق!!.وقتل اكثر من مليون ونصف مدني عراقي منذ بداية الغزو الامريكي ولحد الان حسب تقديرات الامم المتحدة وتدمير كبير للبنية التحتية وضعف وانعدام وسوءالخدمات العامة كالماء والكهرباء والمواصلات والصحة العامة بسبب الفساد الاداري والمالي والقضائي. تقول الامم المتحدة التي لم تعمل شيئا يذكر امام كارثته ( ان نسبة السكان االذين كانوا يعيشون بالاحياء الفقيرة خلال فترة النظام البعثي السابق اقل من 20%! اما الان فتحولت الى 53%!! وهذا يمثل 11مليون عراقي من قاطني المدن الحضرية من اصل 19 مليون.

 

ومنذ عام 2006 جرى تهجير وتشريد اكثر من مليوني عراقي داخله وخارجه.واصبحت الطوائف العرقية والاثنية العراقية على وشك الانقراض.,فمجلس الامن لم يعطْ موافقة لغزوه الا انه قام بتشريعه بقرار لاحق رقم 1483 في 22-5-2003 ضد ارادة الاغلبية الساحقة بالمجتمع الدو لي.وبدأ كل مذهب وطائفة وعرق ( مكونْ ) يدعي انه ينبذ الطائفية المقيتة والعنف الطائفي!,واصبحنا نعتاد في العراق الجديد لرمضان الكريم وعيده هلالين! وعيد الاضحى ومحرم هلالين!.وعبرت الحكومة عن طائفيتها وخطابها السياسي المحموم باختيار مدينة النجف عاصمة الثقافة العراقية وكانه لاتوجد غيرها مدارس فكرية ببغداد والبصرة وام الرماح وبابل فاصبحت عواصم ثقافية بلا مدن.و جميع الاحزاب لها مليشياتها المسلحة تستعرض قواها بالشارع العراقي وتصل لاي مكان تريده دون تدخل من الحكومة التي تكتفي بالشجب والتنديد والاستنكار!!.ولعب حزب الدعوة العميل دورا مشبوها بقيادة ( دور المواطن المذهبي الاقليمي ) خلال فترة تبنيه وحضانته من قبل النظام الصفوي معلنآ قيام مايسمى ( الجمهورية الفاطمية ) !!

 

خلال احتلال النظام الايراني لمدينة الفاو العراقية البطلة عام 1985 وتثقيفه للمواطن العراقي المحلي بهذه الاتجاهات.وفي عام 1998 اعلن الرئيس الامريكي كلينتون والكونغرس الامريكي ما يسمى قانون تحرير العراق وتقديم مئات $ لعصابات المعارضة العراقية امثال الجلبي واياد علاوي والحكيم والجعفري وغيرهم .لبس هذا الحزب المتكلس قبعة ( الليبرالية المؤقتة ) لينقسم ويتحول ويفرخْ لاحزاب عديدة عجز فيها الدفاع عن وحدته التنظيمية, فجميع منظماته انهارت بالحكم بعد عام 2003 لانشغالهم بسرقة اموال الدولة العراقية والتزوير والكذب وخداع الجماهير وتبعيتها لنظام قم وطهران, اكثر من انشطارها قبل مجيئهم مع المحتلين. وصارت خلافات قياداته بايران والعراق والخليج العربي تطرح نفسها بانها تمثل الحزب الام الذي ترعرع هناك.ووصل التنسيق ذروته لتاسيس ما يسمى ( البيت الشيعي ) الطائفي قبل اشهر من احتلال العراق ,فتحول رواد الاسلام السياسي المشبوه على بعضهم البعض بانهم يأنفون التعامل والتعاون والتنسيق مع ( امريكا والغرب ) مع علمهم بتعاون النظام الايراني مع المحتلين الامريكان لاسقاط التجربة الثورية والحضارية عام 2003التي كان يقودها حزب البعث العربي الاشتراكي بقيادة فارس الامة وشهيدها القديس صدام حسين رحمه الله.وهاهم يتشدقون بنفس الاقوال ويزايدون على بعضهم متلاعبين بسيادة الوطن وممتلكاته من خلال علاقتهم المزدوجة مع ( امريكا والنظام الايراني والغرب ) . وعمق المحتلين الدعوات الانفصالية لما يسمى باقاليم الوسط والجنوب ومطالبة المسيحين بتشكيل اقليم لهم بسهل نينوى.ودعوات عملائهم, حكام الاحزاب الكردية بما يسمى ( المناطق المتنازع عليها ) بمحافظات ديالى والتأميم وواسط ونينوى لضمها لااقليمهم المسخ .وعلى نفس النغمة انبرى بعض مسؤولي حزب المالكي بمحافظة كربلاء ليطالبوا ( بمنطقة النخيب ) لقضمها من محافظة الانبار وضمها اليهم. وما جريمة النخيب الاخيرة ,لاعادة الحرب الاهلية الطائفية!! فما زالت الكتابات الطائفية والرايات السوداء على الجدران الخارجية للمباني الادارية للمحافظة تطالب بالانتقام وهيهات من الذلة!!.متناسين حقول وابار النفط والمناطق الحدودية التي احتلتها وسرقتها القوات الايرانية والتركية والكويتية والهجمات بالمدفعية الثقيلة والصواريخ وبالطائرات عليها.لانهم يسيرون وفق دستور مأزوم مشبوه يمثل مصائب العراق كتب تحت وصاية المحتل لانهم يريدونه ضعيفا مقسما خارج محيطه وامته العربية. والسيطرة على ثرواته واسباغ الفوضى والنوازع الفردية والحزبية للسلطة والهيمنة وصراعات لاتنتهي ,و طبخ مشروعهم الانفصالي التقسيمي قبل خروج المحتلين. فصار المواطن العراقي يعيش بين كواتم الصوت والمفخخات والميليشيات والتكفيريين.

 

وساسة فاسدين لايتورعون عن فعل كل سوءٍ من اجل مصالحهم الخاصة. وتحول الفقراء الى لصوص .واصبحت مقولة ( المواطن الشريف هو المستهدف ) تتردد بكل انحاء العراق لانه مستهدف من قبل الجميع. اما الباقيين فهم القلة, القتلة واللصوص والكذابون والمرتشون وفي احسن الاحوال فاسدون. لقد اوقفت المقاومة العراقية الوطنية والقومية والاسلامية البطلة وكل القوى الوطنية الرافضة للاحتلالين الامريكي- الفارسي المشروع التوسعي لهما وحققت النصر السياسي والعسكري والاعلامي والعملياتي بعد تقديمهم اروع الملاحم الجهادية بالدفاع عن قطرنا المناضل والتصدي لهؤلاء الانجاس وخاصة بمحافظات ديالى وام الرماح وصلاح الدين والتأميم و الانبار ( مدينة الفلوجة ام المساجد ) التي ابلى اهلها وكرامها ورجالها ونسائها واطفالها ومقاومتها الباسلة اروع معاني الصمود والتضحية والايثار واعادة كتابة التأريخ باروع معاني الاستبسال مقدمين الدورس والعبر لمن تدنس اقدامه ارض العراق الطاهرة.حتى قارن الجنرال ( بتراريوس ) القتال بهذه المحافظة والمدينة البطلة بمعركة ( ستالنغراد ) .متناسيا دوره هنا بتبني دور الغزاة الالمان.

 

وبعد صمود وصبر وتضحية العراقيون بوجه الكابوس الامريكي, لتعلن هزيمتها السياسية والعسكرية المنكرة وبسمعتها ومكانتها المعنوية وبتأثيرها السياسي بعد خسارتها عدة الاف من جنودها وضعفهم من المعاقين والجرحى والعاهات النفسية والجسدية و3 تريليون$.لقد طالب العميل والكذاب والماكر والمخادع المالكي خلال زيارته الاخيرة لواشنطن بان يضع اكليلا من الزهور على قبر الجندي المجهول الامريكي الذي قام باحتلال وتدمير العراق وقتل ابنائه وانتهاك مقدساته واعتدائه جنسيا وجسديا على السجناء والاسرى العراقيين في سجن ابوغريب!!.وسبقه الذليل الطالباني بزيارة المستشفيات الامريكية التي تعالج جنودهم الجرحى .ليضع تحت وسائدهم ظروفا تحتوي مبلغ 5 الاف $ مكافاة على التضحيات التي قدموها لتحرير العراق من النظام الصدامي!!.وقبل ايام كتبت صحيفة الغارديان البريطانية بعد انسحاب الجنود الامريكان من العراق تقول فيه ( العراق يترك للذئاب تحكمه ) !!.

 

 





الثلاثاء١٦ صفر ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٠ / كانون الثاني / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حسين الربيعي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة