شبكة ذي قار
عـاجـل










لنقل أن عام 2011 الذي فارقنه أول من أمس –تكلل بانسحاب قوات الاحتلال الأمريكي من العراق وأصبح العراق بلداً مستقلاً ،حراً ، استرد سيادته على أراضيه وثروته وقراراته السياسية والاقتصادية والأمنية .. يحكمه العراقيون بأنفسهم ..


ولنقل أن المقاومة العراقية ناضلت وجاهدت تسع سنوات بلياليها ونهارها وأرغمت جيش المحتل على الانسحاب ولها الفضل أولا واخراً بهذا الانجاز العظيم..
والفضل لكل قطرة دم سكبها مقاوم عراقي أو عربي واستشهد وهو يقاوم ليرغم أمريكا على سحب قواتها والياتها ومعدتها من العراق ، والفضل لكل أسير ومعتقل عراقي وعربي شهم –تحمل وقاسى مرارة الاعتقال وظلم السجانّ وجلاوزة السجن .


والفضل لكل عائلة كان فيها الأب أو الابن مقاوماً بطلاً في صفوف المقاومة الوطنية العراقية .. والفضل لكل عائلة دعمت وساندت المقاومة وقدمت لها يد العون والمؤازرة مادياً ومعنوياً.
ونحن مقبلون على عام جديد 2012 وهو عام يتوسم فيه العراقيين على اختلاف مشاربهم –الخير ولهم أمنيات كثيرة ، أولها وآخرها ، خروج العراق من محنة الاحتلال هذه .. ومحنة احتلال العراق لا تنتهي بالانسحاب الأمريكي التي خلفتّ فوضى ودمار وسكب دماء الآلاف من العراقيين في مجازر يومية ترتكب قرباناً للعراق الديمقراطي الذي رسم ملامحه ووضع سياساته -أمريكا مضحية بدماء الآلاف من أبنائه العسكر ..


العراق مازال محتلاً رغم اختفاء مظاهر الاحتلال في الشارع ، لا وجود للجندي الأمريكي ولا للمجندة الأمريكية ولا الهمرات .. لا اثر للخوذة الأمريكية ولا البساطيل ولا تلك الآليات العجيبة التي كانت تثير ضحكنا وبكائنا وقرفنا مرة واحدة ..


كل هؤلاء صاروا في عداد الذكرى ، سنقص حكاياتهم العجيبة على أحفادنا في الحقب القادمة ، ونذكرهم أن أمريكا أبقت 15 ألف جندي أمريكي فقط كموظفين لخدمة العراقيين في سفارتها والمحبة الأمريكية للعراقيين اقتضت ذلك..


لكن للاحتلال ذيول وأذناب لازالت تسرح وتمرح في العراق ، تؤدي الأدوار ذاتها الذي كان يؤديه الجندي الأمريكي ، هؤلاء هم الذين كانوا اليد العليا التي قتلت بها أمريكا كل هؤلاء الأبرياء من العراقيين وهجرت الآلاف منهم ويتمت ورملتّ وشردت ..


لن ننسى ونحن سنتداول بالحكايات العجيبة أن ننقل أن أمريكا بدون ذيولها العراقيين لما كانت بإمكانها أن تصمد شهراً في العراق أمام نيران المقاومة العراقية التي استعرت لتسع سنوات متواصلة .. وقدمت قوافلة شهداء وأسرى .


والعام الجديد يقبل على العراق بالمطر – بشارة الخير والخصب والنماء – حان الأوان وبعد الانتهاء من الأولوية الأولى للمقاومة وهي إنهاء الوجود الأمريكي وإرغامها على الانسحاب – لتنفيذ الشق الثاني من الخطة والأولوية الثانية للمقاومة لبتر ذراع أمريكا في العراق وقصّ ذيولها ، ليكون العراق مستقلاً بالفعل .. وذيول أمريكا هم الذين جاءت بهم أمريكا على متن طائراتها وظهور دباباتها وسلمتهم مفاتيح السلطة في العراق ، أجلستهم على كراسي السلطة وأعطت لهم الأوامر ليقتلوا وينهبوا ويدمروا ويسفكوا الدم العراقي وينتهكوا العرض والشرف العراقي.


مهمة وواجبات المقاومة الوطنية العراقية في هذا العام الذي استبشرنا بقدموه وهللنا وطبلنا كثيرا لمقدمه – العمل على تحرير العراق وإنهاء معاناة أبنائه من هؤلاء اللصوص والقتلى والمجرمون – هؤلاء الذين استلموا السلطة بالدم العراقي . هؤلاء الذين باعوا العراق بثمن رخيص جداَ وفتحوا الأبواب لاستعماره وانتهاك سيادته وأعرافه وثرواته وقتل شعبه..
إننا نذكر فقط ومقاومتنا الوطنية لا تحتاج إلى تذكرة فهي اعلم واحرص منا على العراق وعلى شعبه – العراق بحاجة أن يتخلص من كل تلك الوجوه العفنة التي غزت أرضه مثل الجراد والتهمت منه الخيرات والعافيات والانجازات كلها..


العراق لن يرفل بالسلام والآمان والاستقرار والخير والعافية والحب والتطور والنهضة وفيه هذه الزمرة العفنة من البشر الذين ضحوا بالعراق والعراقيين من اجل السلطة والثروة ..
الشعب يريد عراقاً خاليا من المالكي والهالكي والطالباني ومن يتبعهم ويعمل معهم.. عراقاً خالياً من أحزاب _يسهر سياسيوه على خطط دموية تتساقط فيها العشرات من الأبرياء العراقيين لينعموا هما بالسلطة والمكاسب السياسية..


ولكي يعود العراق إلى سابق عهده –عراقاً عربياً شامخاً ، عراقاً امناً موحداً–يحتاج أن يزال منه كل مظاهر الاحتلال وإشكاله وهذا يتطلب من كل عراقي وعائلة عراقية لا تريد أن تفقد فرداً من افرداها وتنهي مظاهر الإحزان والخوف في بيتها – أن تتكاتف وتدعم وتؤازر المقاومة العراقية المسلحة وتعمل معه على إسقاط وإجبار هذه الحكومة الطائفية – إيرانية الهوى والولاء – على الرحيل واللحاق بأسيادهم والقصاص منهم ومحاسبتهم حسابا عسيراً على ما ارتكبوه بحق العراق والعراقيين ..


ليكن عام 2012 عام تحرير العراق من كل مظاهر الاحتلال واشكاله.. وليكن هذا العام عام المقاومة الوطنية العراقية التي أثبتت فيه للعالم برمته – إنها أنبل واشرف واطهر مقاومة عرفته البشرية في تاريخها القديم والحديث.


هنيئاً من مقاوم هذا المحتل ونال شرف المقاومة..
وهنيئاً لشهدائنا الذين حازوا على الجنة باستشهادهم.
وهنيئاً للمقاومين الذين يواصلون المقاومة لتحرير العراق تحريراً شاملاً من كل مظاهر الاحتلال وأشكاله..



كلشان البياتي
كاتبة وصحفية عراقية
Golshanalbayaty2005@yahoo.com

 

 





الاثنين١٥ صفر ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٩ / كانون الثاني / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كلشان البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة