شبكة ذي قار
عـاجـل










 

تَعرّضَت بَغدّاد عَاصِمّة الخِلاّفة العَباسّية والمَركز السَياسّي والدّيني والعِلمّي والأقتِصادّي للأمبراطورية العرّبية الأسلامّية المُمتدّة على مَساحَة شَاسِعة وصَلت الى 10 مَليوّن كيلو متر مُربع بِعدد سُكان بلغَ خَمسّين مَليون نَسّمة, الى حِصار دامي فَرضته قَوّات التَحالُف في الفَترة بين التَاسِع والعشرين مِن يناير كانون الثاني حَتى يوّم الأحد العَاشِر مِن فِبراير شباط سَنة 1258 مَيلاّدية بَعد هَزيمة جيش الخَليفة المُستعصِم بالله بِقيادّة مُجاهِد الدّين أيبك بِالقُرب مِن بَغدّاد, كانَ نَتيجته سِقوط بَغدّاد وأنتِهاء العصِر الذهبي للخِلافة العَباسّية.


حيثُ تَمكنَ قُرابة 150 ألف مِن مُشاة الأمبراطورية المغولية ومملكة جُورجيا و12 ألف مِن الخيالة الأرمّن والألف مِن الجِنود الصينيين والأتراك والفُرس والجورجيين بِقيادّة هولاكو خان وأرغون آغا خان وبايجو نويون خان وكتبغا نويان وبوغا تيمور وسونيتاي وكوكه مِن مُحاصَرة بَغدّاد لِمدة أثنى عشر يوّم أنتهى بِقتل 50 الف جُندي عرّبي ومُسلم وما بين المِئة ألف الى المَليون مَدّني بِحَسب المَصادِر الأجنبية أو مَليوني مُدّني بِحَسب المَصادر العرّبية وأسِر الخَليفة المُستعصِم بالله ومُحافظ كُردستان القائدّ العَام لِجيش الخِلافة العَباسّية شهاب الدين سليمان شاه Shahab al Din Sulaiman shah وسَبعمائة مِن أتباعه.


كانَ سِقوط بَغدّاد صَدّمةَ لِلعالم الأسلامي, حيث تَعرّضت المَساجِد والقصور والمَكتبات والمُستشفيات والأبنيه لِلنهب والسِلب والحَرق والتحطيم, وكذلك دُمرت البُنى التَحتية كقنوّات المَياه والمَكتبة الكُبرى "بيت الحِكمة" بِما تحويه مِن وثائق تارِيخية ثَمينة مِن مواضيع الطِب حَتى الفَلك, واشارَ الناجّين حينها بِأن نَهر دِجلة كانَ أسوّد مِن الحِبر بِسبب الكميات الهائلة مِن الكُتب المَرمية فيه وأحمر مِن دِماء المَدّنيين والعُلماء والفلاسِفة الذّين قُتِلوا والقي بِجثثهم في النَهر والذّين تُرِكوا كِغذاء لِلحيوانات المُفترسة بِالقُرب مِن ضِفتي النهر, بِحَسب المَصادر الأجنبية.


يقول المؤلف مارتن سيكر في الصَفحة 111 في كِتابه سيكر 2000, بِان "الكثير مِن المدّنيين حَاولوا الفِرار ولكن جَرى أعتِراضهم مِن قِبل جِنود المَغّول وقُتلَ 90 ألف مِنهم بينهم 2000 مَريض", اما مَجلة نيويوركر الأمريكية في عددها الصادِر في الخامس والعشرين من أبريل نيسّان سَنة 2005 مَيلاّدية فَتُعطي تَقديرات أكثر مِن ذَلك تتراوح بين مئتي ألف الى مليون مَدّني بِحسب الكاتب إيان فريزر.


يَرى أحد الكُتّاب وهو ريوفان أميتاي بريس ان المَغّول تَلقوا المُساعدة مِن المُسلمين الشيعة, أما ابن كثير فقدّ ارجعها إلى فِتنة عَظيمة حَدثت بين الشيعة والسِنة نُهبت فيها الكرخ ومناطق الشيعة في المدّينة ووصلَ السَلب والنهب الى بعَض أقارِب الوزير ابن العلقمي قبل سَنة مِن سِقوط بَغدّاد مِما زادَ حنقه على الخَليفة خَاصة والسِنة عامة ونتِيجة لذلك سهلَ لِهولاكو دِخول بَغدّاد وأصبحَ ابن العلقمي وزيراً له، لكِن كاتب آخر وهو ديفيد نيكول قالَ بِأن مُعظم الشيعة الذين انضموا إلى جَيش المَغّول لم يكن بِدافع الخوف مِن أن يَقتلهم المَغّول, معَ أن مِن قَاومهم قدّ لاقى مَصير الموت, فهم استسلموا لهم مُباشرة وأغلبهم مِن جَنوب فارس وقد سُمحَ لهم بِأن يعيشوا ولكن بِما أنهم يَخضعون لِحكُم المَغّول فيجب عليهم أن يَمدّوا الجيش المَغّولي بِالرجال, وليُرتِب هولاكو ذلك أدخلَ تلك القَوة بِجيشه.


اما الخَليفة العَباسّي المُستعصِم بالله, فوضَعه هولاكو في جِلد بَقر وضَربَ بِداخِله حتى الموّت, وقيلَ أن هولاكو كانَ يَخشى أراقة دمّه على الأرض لأعتِقادات بِأن ذلك يُسبب كوارث عظيمة, وأنسحبَ المَغّول بَعدّ ذلكَ بِسنة واضِعين السُلطة بيدّ المُوظفين الفُرس المُقربين لهم تَحت قَيادّة الأيراني علاء الدین عطا ملک جوینی Ala'iddin Ata-Malik Joveini كحاكماً لِبغدّاد وجَنوب العِراق وخوزستان.

 


***

 

 





الاربعاء٢٥ محــرم ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢١ / كانون الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أيهاب سليم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة