من عاداتنا كفلسطينيين أو كعراقيين أو كجزائريين أو كسعوديين أو أحوازيين أو أي من تقسيمات سايكس بيكو الأخرى أن نوزن الحق لأننا في المحصلة النهائية جسد عربي واحد دماً ولحماً ولغةً وديناً, وما اصابنا بالأمس
يصيبكم اليوم وما يصيبكم اليوم يصيب العرب الأخرين في الغد وهكذا, لهذا فالانتقاد الصادر تجاه خطاب الأخ اسماعيل هنيه الذي القاه في مدينة غزة يوم الأربعاء الرابع عشر من ديسمبر كانون الاول الجاري لايُراد منه الأنتقاص بتاتاً بل الرفعة والخلود لامتنا الاسلامية والعربية وفلسطين والقُدس الشريف ونفض غُبار التوهان الذي يحيط بالسيد اسماعيل هنيه والبعض من القيادات وأهلنا الفلسطينيين والعرب اثر تراكم الأحتلالات وتكالب قوى الأستعمار على المنطقة العربية والأسلامية.
يقول السيد هنيه في خطابه: "أيها الإخوة المؤمنون والأخوات المؤمنات، يا أبناء شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات، يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية، أيها الحضور، يا من امتلأت الكتيبة الخضراء بكم", بربك هل أخُتصرت فلسطين وشعبها بساحة "الكتيبة الخضراء" او"الكتيبة الصفراء" او "الكتيبة السوداء" او "الكتيبة الزرقاء" او "الكتيبة البيضاء" الخ ؟!
ويضيف السيد هنيه في خطابه: " أيها الإخوة والأخوات، ولدت حركة حماس من رحم الشعب الفلسطيني، وكانت الانطلاقة قبل 24 عام هي تتويج لمسيرة طويلة من الدعوة والتربية والإعداد الهادئ الصامت والمواجهات بين الفترة والأخرى، التربية والإعداد والدعوة في مدرسة جماعة الإخوان المسلمين على أرض فلسطين المباركة، هذه المدرسة التي أسسها الإمام الشيخ الشهيد حسن البنا رحمه الله، وهي التي تخوض اليوم مع أحرار هذه الأمة الربيع العربي وتحولات الكبرى التي تشهدها المنطقة والأمة على صعيد المواجهة المباشرة مع أنظمة الاستبداد أو من خلال صناديق الاقتراع المعبرة عن إرادة هذه الأمة في اختيارها الإسلام", لماذا لم يشمل الربيع العربي فلسطين او العراق ؟! ولماذا يروج الغرب لمُصطلح الربيع العربي حتى اليوم رغم اننا بتنا في فصل الشتاء؟! ولماذا لم يروج الغرب والاسرائيليين للخريف الأمريكي أو الشتاء الأمريكي حول المظاهرات اليومية التي تشهد المُدن الامريكية او ما شهده الاسرائيليين أنفسهم من "صيف أسرائيلي"؟!
ويكمل السيد هنيه في خطابه: " رسالة حماس هي عطية حماس هي أنها تسير اليوم في المسارات المتكاملة المتلازمة، مسار الدعوة والتربية ومسار المقاومة والجهاد ومسار الحكم والسياسة", ما فائدة الدعوة اذا كانت أفكار الغرب تتسلل الى دماغ المواطنين العرب عامة والفلسطينيين خاصة عِبر جهاز التلفاز والقنوات الفضائية والأنترنيت والجمعيات والمنظمات ووسائل الأعلام؟! وهل تقوى الحُكم بالتخلي عن عملة الشيكل الأسرائيلية او
الدولار الأمريكي والأرض محتلة جواً وبحراً وبراً ؟!
ويضيف السيد هنيه في خطابه: "إن حركة المقاومة الإسلامية حماس أضحت أحد المقومات والمكونات الرئيسية للشعب الفلسطيني العظيم، حماس اليوم ليست ظاهرة عادية وليست رقماً هامشياً وليست حركة يمكن لكائن من كان داخل أو خارج الساحة الفلسطينية أن يتجاوز حماس، لا بل كل من يريد الدخول في الساحة الفلسطينية، اليوم هي واحدة من العناوين العظيمة البارزة الظاهرة في ساحتنا الفلسطينية ولم تعد حركة المقاومة الإسلامية حماس كما يظنها البعض، وبانتخابات جديدة يمكن تغيير قواعد اللعبة", هل تقوى على الخروج من لعبة قرارات الامم المتحدة ومنها قرار تقسيم فلسطين رقم 181 ؟ وهل أحتلَ الاسرائيليين فلسطين بمساعدة أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية بأنتخابات تشريعية؟! وهل ابواب مكاتب الهجرة اليهودية في امريكا واوروبا تعترف بقواعد هذه اللعبة؟!
ويكمل السيد هنيه في خطابه: " حماس اليوم أكدت أنها حارس أمين على حقوق الشعب الفلسطيني وثوابت هذه الأمة على أرض فلسطين، لم تقل حماس أن فلسطين أصبحت الضفة وغزة والقدس الشرقية، لم تقل حماس يوماً أن اللاجئين يمكن أن يعودوا بحل عادل متفق عليه، ما قالت حماس بتبادل أراضي", هل تُعتبر هذه الجملة أجابة حول التساؤلات السابقة بخصوص الأمم المتحدة ؟! ام عدم القدرة على أيفاء الوعود ضمن "قواعد اللعبة"؟!
ويقول السيد هنيه في خطابه: " شكلت هذه الحركة نموذجاً فريداً في الحكم وفي المزاوجة بين المقاومة والبناء وهي حينما قررت المشاركة في الانتخابات وفي النظام السياسي الفلسطيني كانت هذه المشاركة من أجل شعبنا وقضيتنا", ما هو الفرق بين هذا الحديث وحديث أحمدي نجاد الذي يقول بأنه لم يذهب الى مبنى الأمم المتحدة في واشنطن الا من أجل الشعب الفلسطيني وفي نفس يجلس على كُرسي "الشيطان الأكبر" وبتأشيرة دخوله ؟!
ويتابع السيد هنيه في خطابه: " حتى أولئك الذين لا يريدون أن يتعاملوا مع حماس في العلن تراهم يجرون الاتصالات المكثفة معها بكل الطرف ومختلف الوسائل انطلاقاً من تقديرهم بأن هذه الحركة لا يمكن لأحد أن يتجاوزها", أيعقل ان تجري اتصالات مكثفة غير معلنة مع قادة ثورة جدد في "الربيع العربي" دون علم شركات الأتصال الأمريكي او الاسرائيلي او أجهزتهم الأمنية بها وهم من أوصلوا مصطفى عبد الجليل ومن على شاكلته للُحكم على حساب دماء الشعوب العربية؟!
ويكمل السيد هنيه في خطابه: " لذلك أيها الإخوة والأخوات إن حركة حماس في ذكرى انطلاقتها هي في مربع الثوابت والمقاومة وفي مربع المزاوجة بين السياسية والحكم والمقاومة وفي مربع الامتداد لهذا الحكم العربي
الإسلامي، والعلاقات الإقليمية والدولية، القائمة على مصالح الشعب الفلسطيني", الله الله الله ماذا سينجب الزواج الثلاثي في اطار قواعد اللعبة "السياسة والحُكم والمقاومة" برايكم؟!
ويضيف السيد هنيه في خطابه: " تحقيق المصالحة الفلسطينية، التوقيع على المصالحة الفلسطينية، العمل من أجل استعادة الوحدة الوطنية، إنهاء الانقسام السياسي والجغرافي، ونحن نؤكد اليوم تمسكنا بالوحدة الوطنية
وتمسكنا بالمصالحة الفلسطينية، والتزامنا بالعمل بجد ومسؤولية من أجل تحقيق هذه المصالحة، مصالحة حقيقية ثابتة راسخة على أسس واضحة ولكن نقول أيها الإخوة وبكل شفافية ووضوح أن المصالحة الفلسطينية وعلى كل الأطراف أن تدرك ذلك، لا يمكن أن تكون على حساب الثوابت ولا على حساب الاعتراف بإرادة الشعب الفلسطيني في أي انتخابات قادمة، والتي لا نخشاها ولا نخاف صندوق الاقتراع", وهل تُجرى الدعوة للمصالحة الفلسطينية في ساحة تابعة للحركة أم في مُكان مُحايد يجمع الشملين وكلا الرايتين وباقي الرايات ليس من اجل شيء سوى القدس الشريف كرد أعتبار لمكانته العربية والاسلامية على الأقل؟! ولماذا الخشيان او الخوف من صندق الاقتراع طالما الصندوق الأنتخابي أممي-أمريكي في النهاية ؟!
ويقول السيد هنيه في خطابه: " قول أن ليس بالإمكان أن تتم انتخابات ما لم تتوفر أجواء تامة من الهدوء والحرية من التحرك الإيجابي، من المدد القانونية ، والتفاهم الوطني السليم، حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في الانتخابات في أجواء تامة من الحرية والهدوء والشفافية", الشفافية ؟! أعتقد بأن المرء سمعَ هذا المصطلح كثيراً من المسؤولين العراقيين الموالين لأيران وامريكا وبالمقابل أكتشف المواطن العراقي التزوير والاعتقالات والقتل والتهجير الخ تحت اسم الشفايفة؟!
ويكمل السيد هنيه في خطابه : " وهنا اسمحوا لي أن أخاطب الشعب الفلسطيني في مخيمات لبنان والمنافي والشتات أنتم على سلم أولويات حركتنا الوطنية وعملنا الجهادي والسياسي، إن حق العودة حق مقدس، لا تنازل عنه ولا تفريط فيه ولا يجوز لأحد أن يفرط بحق العودة لهؤلاء الملايين الذين يعيشون في المنافي والشتات", كيف لاتقوى الحركة التفريط بالملايين من اللاجئيين في الشتات بالمقابل لم تقوى على أيجاد حل لأثنى وعشرين الف لاجيء فلسطيني في العراق فقط؟! ولماذا لم تفرط الحركة بالحكومات العربية الموالية لها وهي التي منعتهم وفرطت بهم في المخيمات الصحراوية على الحدود العراقية-السورية و الحدود العراقية-الاردنية على أمل ان يشتري الأفرنجة نساءهم واطفالهم وشيوخهم بدلاً من احراج الحركة أمام الشعوب العربية جراء استهدافهم من قبل قوات الاحتلال الصهيوني الامريكي والبريطاني والميليشيات المدعومة من ايران وهو ما جرى؟!
ويقول السيد هنيه في خطابه: " ندعو لتشكيل جيش القدس في العواصم العربية وعواصم الثورة من أجل العمل على تحرير القدس والأقصى بإذن الله تعالى", ما هو عملَ فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني؟! هل وضيفته قتل العرب الفلسطينيين والعراقيين بسنتهم وشيعتهم ومسيحييهم ومندائييهم تحت أسم القدس فقط؟ ! بربك هل يوجد شهيد أيراني واحد في فلسطين من الناقورة الى ام الرشراش منذ بداية الصراع مع اليهود؟! بربك هل تبقت عاصمة عربية لم تحتلها واشنطن ولندن وطهران وتل ابيب بصورة مباشرة وغير مباشرة؟! بربك هل بقى للعرب طاقات نفطية لم تحتلها ايران في الأحواز وجزر ابو موسى وطنب الكبرى والصغرى الخ ؟! بربك هل بقى للعرب طاقات نفطية لم تحتلها امريكا في الجزائر وليبيا والعراق والخليج العربي الخ؟! أتقي ربك بأمتك يا اخي وأكسب شعبك وامتك العربية أفضل من الهرطقات البروتستانتية الاشكينازية الصفوية.
