شبكة ذي قار
عـاجـل










هكذا .. وعند حدود ذلك التأريخ 2020 ميلاديّة "سوف" لن ينقطع التيّار الكهربائي عن مدن وقصبات العراق و "سيستقرّ" ! .. هذا ما صرّح به مسؤول كهربائي عراقي مؤخّراً عن المدّة الّتي ستستغرقها خطوات التأهيل للوصول للجهوزيّة الكاملة لخدمات الكهرباء ووعد في نهايتها أن تستقرّ حالة التيّار الكهربائي عند حدود ذلك التاريخ بما لا يشهد المواطن العراقي بعدذلك التأريخ أيّ انقطاع للكهرباء! .. و "موت يا ..... لمّن يجيلك الربيع العربي" حاشاك يا عراقي .. يا عراقي أيّها البطل العظيم لا يرتجى منك إلاّ البطولة والإقدام يامن تخلّيت مع الأسف عن التحرير في ساحة التحرير ساعة الحسم والتحرير بمجرّد ما لاحقتك شويّة رشرشات تراب ألقيت فوق خصلات شعرك وعلى ملابسك من طائرة مروحيّة "رحم الله من استشهد من العراقيين في ذلك اليوم والّذي بعده" كان "يتلاطف" بها معك يا عراقي بتلك "المشاكسات" السيّد رئيس الوزراء وزير الداخليّة وزير الدفاع وزير الصحّة وزير الكهرباء المدير العام للتعليم العالي والمدير العام للاستخبارات العسكريّة العراقيّة العامّة ومدير الأمن والتجارة العامّة القائد العام للقوّات المسلّحة نوري جواد المالكي و "يتشاقه" معك بزخّات من ماء زمزم يرشّها عليك كالسيل من مقذوفات قنابل تكفي حجيج الحرمين عشرة عقود من الزمن مقدّماً انهمرت عليك من سيّارات خاصّة استوردها خصّيصاً لك السيّد المالكي لم تعهدها من قبل ولم يعهدها أسلاف أسلافك ومن عصي وهراوات كهربائيّة وقاذفات ليزريّة وقنّاصات حراريّة وحمميّة ليليّة ونهاريّة استوردها المالكي خصّيصاً لك أيضاً .. لا لا يا عراقي .. ما هذا عهدنا بك .. فما حضّره المالكي ليدجّنك به اعتادت عليها شعوب أوروبّا "المتقدّمة" واعتادت عليها وتعاطت معها وهزمتها شعوب أميركا واليابان وشعب كوريّا الجنوبيّة منذ عقود طويلة ابتدأ مشوارها مع آلات القمع تلك منذ الهيمنة الأميركيّة على مقدّرات العالم بعد الحرب الكونيّة الثانية فما احراك وانت الّذي حامت فوق رأسك وأصابت داخلك حمم حروب وحصارات لم يشهدها إنسان من قبل حتّى أصبح الجحيم بالنسبة إليك من شدّة ما عانيت من أهوال وكوارث نزلت عليك عقوداً طويلة ألعاب ناريّة تتسلّى بها ؛ فماذا جرى لك لتواجه اليوم ألعاب وتسالي حكّامك الجدد بالهوان وبالّلا أباليّة وبالتردّد والخوف !! .. كان بإمكانك أنت انت أيّها العراقيّ بالذات دوناً عن أيّ إنسان على وجه الأرض أن تقلع هؤلاء الخونة السرّاق القتلة المجرمون وتجتثّهم من جذورهم اجتثاثاً وترميهم في مزابل دول قدموا منها منذ اليوم الأوّل لانتفاضتك الكبرى لو شأت أن تصبر!؟ ..


وعلى ذكر الوعود الّتي اعتاد حكّام المنطقة الخضراء إطلاقها بين حين وآخر ليصبّروا الشعبا لعراقي كان آخرها "قذيفة" الكهرباء , فيعوّدون المواطن كرهاً على حياة الفاقة والتقشّف والزهد حتّى ليصبح وكانّه لا يستطيع أن يعيش بدون ذلك التعويد! .. تذكّرت ذلك اليوم وتلك الساعة السوداء الّتي وعد العراقيّين به جندي من جنود حكومة الاحتلال اللواء مدير الجنسيّة والجوازات العامّة بما لم أصدّق ما سمعت وقتها في ذلك اليوم من أيّام نهاية خريف 2006 فقد "بشّر" مدير الجوازات العراقيين بإطلاقه "وعد" جاء في سياق حوار معه أجراه مقدّم برامج من على فضائيّة "البابليّة" قال فيه بقرب انتهاء أزمة الجوازات العراقيّة "فئة ج" .. وأتذكّر كيف وقعت الواقعة تهزّ روع الملايين من العراقيين مباشرةً بعد ذلك الوعد "الّذي سيستطيع خلاله المواطن العراقي ان يستلم جواز سفره فئة ج" , ولكن ذلك الوعد كان أشبه ما يكون بحزّورة أو برقم حظّ مليوني من بطاقة يانصيب ! , فقد أطلق اللواء "قنبلته" وهو يبتسم ابتسامة استقرّت على وجهه لم تتزحزح كأنّه يتوقّع ردّة فعل ما من محاوره قائلاً وهو يقذف مضيّفه بنظرة ثابتة : ــ "بحدود الخمس سنوات" !!! .. ولمن يستطيع أن يستحضر تلك الأيّام العصيبة ستصيبه دوّامة من الذكريات المريرة خاصّة من هم في المهجر من العراقيين وقت ما قرّرت دول أوروبّا وعلى رأسها أميركا وبريطانيا عدم اعترافهم بالجواز العراقي "فئة أس" ممّا ولّد أزمة حقيقيّة وقتها ارتفع معها منسوب سعر الحصول على الجواز العراقي فئة ج مباشرةً في السوق السوداء بعد الموعد الغريب الّذي حدّده مدير الجوازات إلى 2500 دولار وقيل 5000 دولار أو أكثر ممّا ولّد ارتباكاً كبيراً لدى كافّة العراقيين "25 ألف جواز مزوّر أصدرتها سفارة العراق في السويد استغلالاً من سفيرها لتلك الأزمة!" ..

 

جاء في يوم من الأيّام "دائن" اعتاد أن يأتي مديونه يوميّاً يلحّ عليه أنّ يسدّد له ما بذمّته من دِيون .. والمستدين يحلف له أنّه سيسدّد له دَينه ما أنّ "تتعدّل" أموره عندما سيأتيه المبلغ المالي الموعود الّذي ينتظر أن يصله عن قريب ؛ حتّى جاء اليوم الّذي نفذ فيه صبر الدائن الّذي استشاط غضباً وصاح بوجه المستدين عالياً مهدّدا له بالويل والثبور ومهدّداً أن يقف كلّ جمعة في "ساحة التحرير" يهزج له ويغنّي ويرقص ويرفع رايات الجهاد السلمي ؛ أو لنقل بما يشبه ذلك ! .. عندها أدرك المستدين عدم جدوى طريقة صياغة وعوده الّتي اعتاد أنّ يصبّر بها ويخدّر مُدينه وما عليه بعد الآن إلاّ أن يستبدل اسلوبه في سَوق الحجج واختلاق الأعذار بأسلوب بديل أكثر إقناعاً لدائنه .. أطرق برأسه إلى الأرض وبجانبه الدائن يقرّعه , رفع المستدين رأسه على وقع سماعه ورؤيته قطيع الأغنام الّذي اعتاد أن يمرّ من أمام بيته عصر كلّ يوم قبل غروب الشمس بعد عودة القطيع من المرعى , عندها قرّر بينه وبين نفسه أن يجد في قطيع الأغنام هذا طريقة جديدة لربّما ستقنع صاحبه بعدما استنفذ كلّ الأعذار فلربّما يوافق على موعد جديد يقنعه فيه أنّ حالته المادّيّة "ستتعدّل" بأقرب ممّا يتوقّع مُدينه وسيستطيع عندها أن يسدّد له كافّة الديون الّتي بذمّته , فبادره قائلاً له : اسمع يا صاحبي .. اتريد أن أسدّد لك دينك دون مراوغة منّي معك من الآن فصاعداً .. قال الدائن ؛ نعم يسعدني ذلك ولكن كيف .. فبادره يسأل .. ألا ترى ذلك القطيع من الأغنام ؟ .. قال الدائن ؛ نعم ... واصل المديون بعدها ؛ ألا ترى نبتات وشجيرات العاكول "أشواك العاقول" تلك التي يدوس عليها قطيع الأغنام ؟ .. أجابه الدائن بالإيجاب .. واصل المديون قائلاً .. إنّ قطيع الأغنام ذاك الّذي تراه ؛ يمرّ يوميّاً من أمام بيتي من بين شجيرات ونبتات العاقول الّتي تراها ويدوس عليها فيعلق صوفه بأشواكها , وبعد أن يذهب القطيع آتي أنا على تلك شجيرات ونبتات "العاكول" فأقوم بجمع ما علق بالشوك من صوف الأغنام يوميّاً فأحصل على كميّات مناسبة من الصوف أقوم بغزلها بعد ذلك ثمّ أقوم بجمع كميّات صوف أخرى مرّة أخرى ثمّ أقوم ببيع الغزل في السوق , عندها أجمع النقود التي أحصل عليها من البيع وأضيفها إلى ما سأبيعه بعدها من صوف أغنام بنفس الطريقة وهكذا وهكذا ومع مرور الأشهر والسنين سيكتمل لديّ المال الّلازم الّذي أستطيع به تسديد ديونك !!! ... عندها أخذت الدائن هستيريا من الضحك العالي والقهقهة لما سمعه من مديونه من وعد أشبه بالجنون! ؛ فسارع المديون قائلاً بابتهاج شديد ؛ شوفوا شوفوا .. كام يضحك من عرف انّو ضمن حقّه !!!! ..


وعليه .. ما عليكم يا عراقيين إلاّ أن تطيروا من الفرح طيراناً وتبتهجوا وتحتفلوا على هذه "القسمة وعلى هذا النصيب" بذلك اليوم الموعود الّذي ستشبعون به كهرباء .. لمن سيعيش منكم .. مع تمنّياتي الصادقة لنا ولكم بعمر طويل لنرى جميعا|ً ونشهد ذلك اليوم الّذي تسمعون فيه وعداً جديداً لكهرباء لا تنقطه .. وهكذا وهكذا ..

 

 





السبت٣٠ ذو الحجة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٦ / تشرين الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب طلال الصالحي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة