شبكة ذي قار
عـاجـل










لنقل أنّ المعارضون اليمنيّون كانوا باستمرار ما يظهر لهم في الضفة الثانية نظراء لهم وبنفس أعدادهم من الّذين يتظاهرون ضدّهم يوميّاً أيضاً يؤيّدون فيها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح , ولذلك ولاعتبارات أخرى متداخلة , تمنع الغرب من أن يتّخذ الخطوات المناسبة المشابهة لما يتّخذها ضدّ سوريا ويتهالك على تحقيقها وصولاً لتدمير سوريا تماماً كما حصل مع العراق تحديداً ومع ليبيا خصوصاً , يعني بالمحصّلة لنقل أنّ ما يجري في اليمن من صراع على السلطة يختلف طبيعته وطبيعة أهدافه عمّا يجري في سوريا , لنقل هكذا , ولذلك لا تستوجب حالة اليمن هذه الجامعة العربيّة أن تقرّر اجتماعاً "طارئاً" يعلّق فيه المجتمعون عضويّة اليمن في الجامعة العربيّة "أو ينذرون الرئيس اليمني بالتخلّي عن السلطة" وما إلى ذلك من خطوات يكون فيها "تخلّي الرئيس اليمني عن السلطة وتنحّيه" هو الإيقاع الغربي والعربي الذي على أنغامه اليوميّة يُنقل "الملف" اليمني إلى الأمم المتّحدة لتقرير التدخّل العسكري لحلف الناتو المنفّذ الأوحد لقرارات الأمم المتّحدة "لا قوّات صينيّة ولا روسيّة ولا هنديّة ولا بعد عين عيني قوّات عربيّة" يمكن أن تكون البديل عن هذا الحلف المجرم , كما هي الخطوات الجارية على سوريا على وقع أنغام تبادل التصريحات والمطالبات "والمناشدات شبه اليوميّة" الّتي تطالب بتنحّي الرئيس السوري وتخلّيه عن السلطة ؟! .. لنقل أنّ جميع تلك الأسباب تمنع أن تكون هنالك مقارنة من نوع ما يمكن أن تجدها الجامعة مبرّرات كافية تؤدّي فيها الّذي تؤدّيه من تشابه ما بين الّذي يجري في سوريّا وما يجري في اليمن .. ولكنّنا سنصاب بارتداد شللي بما نرى ونسمع بما يجري في مصر من خلال ما تعرضه جميع شاشات العالم المتلفزة بدون استثناء يفوق كثيراً بما يجري فيها من سيل للدماء بالقمع والقتل والتنكيل العلني وأمام العالم "ما جرى وما يجري" في سوريا من الّذي تعرضه شاشات المدّ الإعلامي الغربي الناطق بالعربيّة على مدار الساعة الغرض منه تثبيته وثائق دامغة! لتجريم النظام السوري أمام الأمم المتّحدة ومنظّماتها الإنسانيّة بالأدلّة الّتي تدّعيها وسائل الإعلام هذه من أنّ السلطات السوريّة تقتل "السلميّة" التي يبديها المواطن السوري المتظاهر بالقمع وبالأسلحة الثقيلة والخفيفة , ولا زالت تستمرّ بعرضها على أنّها هكذا "رغم الاشتباك الإعلامي الذي ظهر مؤخّراً من دوائر غربيّة بعينها تثبت عكس ذلك" وتواصل عرضه وبشكل رثّ يثير الكثير من الشكوك واللغط عن صدقيّة ما يعرض وحقيقة مصادرها من التي من الممكن أن تكون لأذرع التكنولوجيّة الحديثة اليد الطولى في التدخّل في سينياريوهات ما يعرض جملةً وتفصيلاً ! ..


هنا نأتي على ما يثبت أنّ قرارات الجامعة العربيّة قرارات تصدر من "ناموس" واحد حين نسلّط الضوء على صمت الجامعة العربيّة المطبق تجاه ما تقوم به السلطة في مصر بمجلسها العسكري بقيادة المشير طنطاوي ضدّ التظاهر السلمي الحقيقي الذي يبديه المتظاهرون المصريّون لتحقيق مطالبهم المشروعة حقّاً .. وهنا التساؤل :


لماذا لم تجتمع هذه الجامعة الّتي تدّعي عربيّة قراراتها وتتّخذ على ضوئها الإجراء اللازم بحقّ النظام المصري مثل الذي اتّخذته بحقّ سوريا , وذلك بتعليق عضويّة مصر في الجماعة العربيّة مع إمكانيّة نقل ملفّات السلطة المصريّة إلى أروقة الأمم المتّحدة كسلطة متّهمة بالإجرام على أنغام مطالبات وإنذارات ومناشدات غربيّة وعربيّة وتركيّة شبه يوميّة لتحريك أعضاء الناتو ليقوموا بنفس الدور الّذي قاموا به في ليبيا والّذي من المؤمّل أن يقوموا به في سوريا ! .. وأين هي اللّجان التي طالما تهدّد بها هذه الجامعة سوريا إذا ما امتنعت عن سحب قوّاتها من المدن والأرياف السوريّة ؟ ..


ها هي الدماء تسيل في مصر بمئات القتلى والجرحى في أربعة أيّام فقط ! رغم السلميّة الحقيقيّة التي يبديها المتظاهرون المصريّون والّتي لم يجد أحداً من خلالها من المراقبون للوضع المصري مسدّساً واحداً بيد أحد من الثوّار يصوّبه باتّجاه موظّف أو رجل أمن مصري ! , في حين وجدنا ووجد العالم المتظاهرون السوريّون المزعومون مسلّحون بأحدث الأسلحة الخفيفة والثقيلة على السواء باعتراف المتحدّث باسم الخارجيّة الأميركيّة وباعتراف وزيرة خارجيّتها كلنتون أيضاً يصوّبونها يوميّاً إلى صدور أفراد قوّات النظام الشرعي السوري وإلى منشآت البلد وإلى أبنية مراكزه الإداريّة وإلى صدور العاملين فيها ويخطفون يوميّاً القضاة والأساتذة ويقتلون منهم الّذي يقتلوه تعلنها قنوات الإعلام المسيّس يوميّاً كإثباتات ملموسة حقيقيّة ولكن من دون أن ينبس أحد من الجامعة أو من الغرب ببنت شفه! ..


وفي البحرين الّتي لا تختلف محصًلتها من التصادم الدموي كثيراً عن مصر رغم بطئ إيقاع النزف الدموي فيها ولكنّه بالمجموع يفوق كثيراً ما جرى ويجري في مصر ولربّما يوازي نزيفه الدموي والاقتصادي ما يجري في سوريّا .. فأين هو قرار تعليق العضويّة ضدّ السلطات البحرينيّة وضدّ ملك البحرين ! ...


نحن نعلم جيّداً وبات الشارع العربي "عرب الشمال" يعون جيّداً أن ما تسمّى بالجامعة العربيّة لا عربيّة ولا جامعة ولا يحزنون .. وكيف تكون عربيّة وقراراتها تصبّ في صالح ومصالح الغرب الاستعماري فوراً وعلى طول الخطّ مع كلّ قرار تصدره هذه الجامعة ولا تصبّ بمقدار ذرّة أو بمقدار حبّة من خردل في أيّ مجرى عربي بل وجدنا على العكس وعلى طول الخط ما تزيد الوطن العربي والمواطن العربي انتكاساً وتخريباً ومأساةً ودمويّةً مع كلّ قرار تصدره تقريباً وعلى مدى عقود تأسيسها السبعين , وخاصّة بقراراتها الأخيرة بعد استلام منظومة الخليج العربي قرارات الجامعة هذه ...

 

 





الخميس٢٨ ذو الحجة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٤ / تشرين الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب طلال الصالحي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة