دعت بعض القوى السياسية في مصر الى مليونية رفض وثيقة السلمي والدعوة الى عدم تدخل الجيش والمؤسسة العسكرية في موضوع الانتخابات وتسليم السلطة فورا الى المؤسسات المدنية، لماذا حصل هذا ؟؟ ولماذا انتهى شهر العسل بين المجلس العسكري وهذه القوى ؟؟ وعلى خلفية ماذا ؟؟ ولماذا لجأت هذه القوى الى التظاهر بصورة مكثفة وبشكل دراماتيكي في ...ميدان التحرير والذي شهد صداما يعتبر الأول من نوعه بعد حادثة الجمل الشهيرة ؟؟

للإجابة على هذه التساؤلات وغيرها يمكن ربط ما حدث في مصر أخيرا بالإحداث التي حصلت في الجامعة العربية وتعليق عضوية سوريا وما صاحبها من تطورات وردات فعل على المستوى الشعبي والاقليمي والدولي .

دعى الدكتور توفيق عكاشة المرشح للرئاسة المصرية ومدير قناة القراعين في رسالة اعلامية عاجلة الى المجلس العسكري المصري وبالذات الى المخابرات المصرية بالتدخل السريع والفوري لحماية سوريا وبالذات الجيش السوري الشقيق من حملة ومؤامرة عربية ودولية مشبوهة تقودها قطر واسرائيل وتركيا وامريكا وبريطانيا تستهدف احتلال الشمال السوري من قبل تركيا وتصفية قضية الجولان التي يحتلها الكيان الصهيوني وتدمير الجيش السوري وتحويله الى قوات شرطية واعادة هيكلة وتنظيم الوضع في سوريا على طريقة السيناريو الليبي وحذر عكاشة من حرب طائفية في سوريا نتيجة هذه المؤامرة ودعى المجلس العسكري التدخل الفوري والسريع لحماية سوريا وجيشها وان في هذه الحماية حماية لمصر وجيشها التي وقعت الان خصوصا بعد احتلال ليبيا وضرب الحكم الوطني واغتيال زعيمها الشهيد معمر القذافي والسودان الذي يتعرض للتقسيم والكيان الصهيوني الذي يقع على البوابة الغربية لمصر وبعض القوى الاقليمة والمحلية في مصر من راس الأفعى للانقضاض على المشروع الوطني والقومي لمصر ودورها التاريخي في قيادة العالم العربي الى النهوض والتطور والتحرر من الاستعمار .

وقد دعى الأستاذ محمد حسنين هيكل الكاتب المصري المعروف والإعلامي المصري الكبير الأستاذ حمدي قنديل في تعليقهما على تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية بدعوتهما للجماهير العربية بالخروج في مظاهرات سلمية في كافة المدن العربية ضد تعليق عضوية سوريا الدولة المؤسس في الجامعة العربية لما لذلك من انعكاسات خطيرة وتداعيات على الموقف السياسي العربي .

وقد رشحت الأخبار عن مجلس الجامعة العربية الأخير في الرباط بان مصر والجزائر قد تدخلتا لمنع الانهيار في الموقف العربي خصوصا تدويل الملف السوري ورفعه الى مجلس الامن والعمل على إعطاء فرصة جديدة للنظام السوري بالقبول بمبادرة الجامعة العربية وتنفيذها والتوقيع على البرتوكول الذي ينظم دخول وحركة المراقبين العرب .

هذا يشير إلى ان هذا التدخل المصري الجزائري قد ضرب مشروع قطر بتدويل الملف السوري على غرار السيناريو الليبي والذي بدا فيه حمد بن جاسم مسود الوجه ومحشورا من الموقف الجديد وان الأموال والتهديدات القطرية لم تستطع احتواء الموقف المصري والجزائري بهذا الخصوص .

وعلى هذا فان المظاهرات والصدامات الأخيرة في مصر وخصوصا خروج بعض القوى للتظاهر والصدام مع الجيش المصري هو محاولة جديدة للضغط على المجلس العسكري وموقفه بخصوص الملف السوري ومحاولة أخرى للانقضاض على الحكم في مصر بعد تصفية النظام وتطور الموقف لإزاحة المجلس العسكري لكن هذا المسعى اصطدم في مواجهة الجيش المصري لهذه المظاهرات والدعوات التي تستهدف المجلس العسكري والتأثير على مواقفه في القضايا العربية بعدما أصبح خصما لقطر ومشروعها التخريبي في المنطقة العربية لان السيناريو الذي حصل في ليبيا لن يسمح به أحرار مصر وخصوصا ان سوريا تاريخيا كانت صاحبة المشاركة العسكرية مع مصر في التصدي للهجمة المغولية والتترية على المشرق العربي وايضا في التصدي للمشروع الصليبي الذي كان يستهدف بيت المقدس وأيضا شركاء في انتصارات أكتوبر المجيدة على الكيان الصهيوني .

نخلص الى القول بان وحدة مصر وسوريا قادرة على التصدي للعدوان الأجنبي والمشروع التخريبي في المنطقة العربية ونقول ايضا بان تحالف مصر وسوريا والعراق هو القاعدة الأساسية لتحرر الامة العربية واستقلالها وحريتها ووحدتها .

عاش احرار مصر الشرفاء
عاشت الامة العربية المجيدة
المجد والخلود لشهداء امتنا الأبرار

الجبهة القومية لنصرة المقاومة العراقية
٢٠ / تشرين الثاني / ٢٠١١