شبكة ذي قار
عـاجـل










يظن بعض لاعبي المنطقة الخضراء ممن منحهم الغزاة الأمريكان والإيرانيين فرصة الصعود إلى منصات السلطة التنفيذية أو التشريعية المحكومة بقبضة المحتلين إنهم تحولوا إلى منظرين وفلاسفة وأهل علم ودراية وهم في واقع الحال محض باعة كلام فارغ في فضاءات الزمن البليد.. زمن الأمركة ومنتجات الماسونية والصهيونية. يتوهم بعض هؤلاء الخونة والعملاء إن الفكر هو النتاج اللفظي المتاجر في جزئيات العملية السياسية الاحتلالية المخابراتية المحمية من أميركا وإيران فيجرهم وهمهم إلى السقوط في متاهات ومطبات لا صلة لها لا بفكر ولا بأي نتاج عقلي يثبت على صفحات النتاج العقلي الإنساني في كل مجالات العلم والمعرفة.


حيدر الملا .. الناطق الرسمي لما يسمى بالقائمة العراقية واحد من هؤلاء الذين يتنططون بين الفينة والأخرى على قنوات الفضاء المتاجرة بدماء شعبنا فظن أن قدراته في التعاطي مع محاور الحوار المعروفة سلفا في لقاءاته المتلفزة قد منحته جواز المرور ليضع رأسه برأس أهل العقيدة القومية العربية الثورية وحاملي رسالتها والمعبرين عن ديمومة فكرها وثقافتها وتشعبات عقيدتها الرابطة بعبقرية فذة بين شطرها النابع من النهج القومي العروبي وارثه وثقافته وحضارته وبين رسالة الختم الإسلامية المباركة والمجتهدون في تعميق رؤى الحلم العربي وانشغالاته في الوحدة والحرية والاشتراكية كحل شامل لتناقضات نخرت الواقع العربي وعشعشت في ثنايا هذا الواقع بعد أن تحول الوطن العربي إلى هدف استراتيجي للصهيونية والامبريالية واحتكاراتها المتوحشة. وعلى هذا قفز إلى رأس الملا هذا مقارنة ساذجة وغبية بين موقف البعث والمقاومة العراقية البطلة الرافض رفضا قاطعا لموضوع الأقاليم عموما وإقليم صلاح الدين بشكل خاص الوارد في الخطاب التاريخي لقائد البعث وجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني المجاهد عزة إبراهيم، وبين رفض شركاءه في الخيانة والعمالة ممن يطلقون على أنفسهم اسم دولة القانون وهم كما يعرفهم العراقيون على أنهم ممثلو الولي الفقيه الإيراني في المحاصصة الأمريكية الفارسية.


الملا هذا اكتشف أن هناك تطابقا بين مدرسة دولة القانون ومدرسة البعث فسقط في أول عثرة في خيبته هذه لأننا لم نسمع من قبل قط عن مدرسة فكرية أسمها (دولة القانون) في حين إن للبعث مدرسة عقائدية فكرية عروبية قومية اشتراكية ثورية يعرفها كل عراقي يزيد عمره عن عشر سنوات ويعرفها من أنتجوا بحوث ماجستير ودكتوراه في السوربون عن البعث وفكره القومي وكذا في جامعات أخرى من العالم لا أظن أن الملا يدري شيئا عنهم لا هو ولا الكثير من رفاقه في العراقية الذين خدعوا شعبنا والكثير من قواه الوطنية قبل الانتخابات الأخيرة (بمشروعهم الوطني) الذي طبلوا وزمروا له فما ولد من أحشاءهم غير الخداع لتأمين البقاء في حضيرة حكمهم الذي لا جدوى منه غير سرقة ثروات العراق وشعبه ونشر الفساد والدمار لأنهم أبعد ما يكونوا عن الفكر والنتاج العقلي الراقي.


أنت يا حيدر الملا تعرف أن المدرسة التي تعتاش عليها دولة القانون وأزلامها هي مدرسة نوح فيلدمان التي كثفها لكم ولهم في هيئة الدستور الفيدرالي الذي تعتزون كلكم أزلام الاحتلال بالانتماء له عندما تلجئون له تحت قبضات التهميش الإيرانية أو الأمريكية لأنكم فقدتم كل معاني الغيرة والنخوة وتمسكتم بعبودية الدولار. الدستور الذي أبعدكم نوري المالكي بواسطته عن السلطة التي طرقتم أبوابها بخداع العراقيين بما طرحتموه من عنوان فضفاف اسمه (المشروع الوطني) ثم انزويتم تلعقون خيبة جبنكم وخنوعكم لتحافظوا على هامش العار المتاح لبقائكم في إطار ما تسمونه زورا وبهتانا بالعملية السياسية وهي لا تعدو أن تكون عملية احتلالية لا غير. ولذلك فان رفض دولة القانون ومالكيها الفارسي الهوى والبنية لفيدرالية صلاح الدين هو تناقض فاضح مع انتماءها لفكر نوح فيلدمان ودستور التشظية والمحاصصات الاثنية والعرقية العار عليكم وعلى من سار تحت جلبابها.ولا أظنكم قد نسيتم أن دولة القانون قد سعت لفيدرالية البصرة وفيدرالية الجنوب وقدمت من اجلها مبادرات ومحاضرات واجتماعات وندوات وملايين الدولارات غير إن شعبنا العظيم في الفرات الأوسط والجنوب قد سحقها تحت أحذيته وأطاح بالعمائم التي روجت واجتهدت ونظرت لها مثلما نزع أربطة المربطون من قردة السيرك الذين نشطوا في تلك الحقبة لتقصر ألسنتهم وتجعل منهم عبرة لمن اعتبر وهو تناقض أكيد مع توجهات دولة القانون التي تحكمكم انتم وحفنة الراقصين في أزقة المنطقة الدولية المحمية بقوة رعاة الخيانة والعمالة والارتزاق لان دولة القانون وحزبها العميل هم من أكثر العملاء والخونة تحمسا للفيدرالية وتثبيتها بالقانون غير أنهم رفضوا لأسباب خاصة بهم وبمشروع دولتهم الإيرانية الصفوية الطائفية.


أما الرفيق القائد المجاهد عزة إبراهيم فان المدرسة الفكرية التي ينتمي إليها ويغني نبض ديمومتها وصيرورتها المتجددة كتجدد رسالتها الإنسانية الراقية هي مدرسة البعث الفكرية التي يعرفها العراقيون والعرب وكل العالم بما أنجزته في حماية العراق ووحدته أرضا وشعبا وقاتلت بشرف لثلاثين عاما هي وشعبها لتجسدها بأجل وأروع معانيها بقانون الحكم الذاتي الذي أما أن يكون هذا الملا لم يسمع به أو أن يكون وهذا هو الأرجح شريكا لمن تنكر لهذا القانون كأكبر انجاز في تاريخ الأكراد لا لشئ بل لأنه لا يستطيع أن يخرج من قماقم الغدر والعمالة إلى أنوار الوطن المتألقة فظل يلحس أقدام العجم والأمريكان ليصل إلى طموحاته الانفصالية القذرة للعراق بالكونفدرالية التي تسير قدما نحو الانفصال .


مدرسة الرفيق عزة إبراهيم لم تتناقض مع عقيدة البعث الوحدوية ولا مع منجزات البعث ودولته الوطنية التي يلعب ألآن هذا الجاهل على أشلاءها المقطعة بحراب أميركا وإيران ولم تأت بجديد عن سياسة البعث الوطنية المجربة والمعروفة والتي لا تلتقي لا من قريب ولا من بعيد مع أجندات أحزاب الدعوة وتوابعها الإيرانية المنشأ والهوى والتمويل قبل أن تصير ثروات شعبنا ممولا لأعمالها الإجرامية البشعة ومن يقارن بين الاثنين فهو غبي وأحمق وعديم الأخلاق ومحكوم سلفا بالشبهات كلها.


البعث لم ولن يساوم ولن يتحدث ولن يفكر بالفيدرالية لأنه من حماة وحدة العراق ويقدم الآن الدماء سيولا وهو يقاتل المحتل وأعوانه من لاعبي السيرك ألاحتلالي ليس لشيء بل لتحرير العراق وعودته سيدا واحدا رغم انف الملا والنجيفي والمالكي والبارزاني وكل عبيد نوح فيلدمان ولاحسي بساطيل المارينز.

 

 





الخميس٢١ ذو الحجة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٧ / تشرين الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة