شبكة ذي قار
عـاجـل










تمر الأمة العربية في الوقت الراهن بمرحلة تاريخية مهمة وخطيرة ومنعطف تاريخي حاد من التغيير والتطلع الى تطورات مهمة على طريق النهوض العربي فإيماننا بان الجماهير العربية تستطيع ان تحدث التغيير المطلوب من اجل حريتها ونهضتها واستقلالها وحقها في الحياة الكريمة وفي العدالة والحقوق المشروعة للمواطنة الصالحة وحق الانسان العربي في ان يعيش بكرامة وان تتحقق العدالة بمختلف مستوياتها في العمل والتعليم والصحة والزراعة .


ان ما يسمى بالربيع العربي وما آلت إليه ثورة البوعزيزي الثائر التونسي الذي ضحى بنفسه من ظلم السلطة في تونس والتي كانت مثالا للظلم والاستبداد في الأقطار العربية الاخرى ومن المفارقة العجيبة ان فرنسا التي أيدت زين العابدين وأردت ان ترسل قوات لدعمه والحفاظ على نظامه هي ذاتها التي تدخلت مع حلف الناتو في ضرب النظام الوطني الليبي كذالك فان مضي أكثر من احد عشر شهرا على الثورة في مصر لم تعطي تغيرا مهما الى صالح التغيير في مصر بل ان هناك من حاول سرقة الثورة ولخصها بالتظاهر في ميدان التحرير وأصبحت مصر العزيزة بلا رئيس وبلا برلمان وبلا حكومة .


كذالك فان الأوضاع في اليمن وسوريا كانت أكثر دموية وأظهرت تدخلا خارجيا في ما يسمى بالحراك الشعبي في كلا القطريين وما يدمي القلب ان هناك حكومات عربية تتحالف مع الاستعمار وتعطي قواعد أجنبية لأعداء الامة العربية وكانت نقطة انطلاق لضرب العراق وضرب مقدرات الامة العربية ونهب ثرواتها والسيطرة على بترولها تقوم بدور الموجه لما يسمى بهذه الثورات مستغلة قنواتها الإعلامية في فبركة الأحداث وتزوير الوقائع والتحريض على بعض الأنظمة العربية كما حصل في كل من ليبيا وسوريا واليمن بينما تتناسى وتغض الطرف عن ما يحدث في البحرين والسعودية وقطر والكويت وبتحيز شديد ومعايير مزدوجة وكأن المواطن العربي الموجود في سوريا واليمن ليس هو المواطن العربي الموجود في قطر والسعودية والبحرين والكويت .


وأصبحت الجامعة العربية اليوم أداة في ضرب أهداف الجماهير العربية وخدمة الحكام والغرب على حساب قضايا الامة فبدلا من ان تقوم الجامعة العربية بدورها الأساسي من اجل وحدة العرب ولم شملهم وتمارس دورها توحيد الاقتصاد والسياسة والاجتماع والتنمية وتقوم بدور الجسر بين الدول الغنية والفقيرة وتقلص الهوة السحيقة بين أغنياء العرب وفقرائهم من خلال مشاريع التنمية وبرامج التأهيل والاستثمار نرى ان العائدات العربية من النفط تذهب الى الغرب باستثمارات بمليارات الدولارات والتي كان أولى ان تستثمر في الأرض العربية وحل مشاكل العرب من البطالة والفقر والمرض .


وللأسف الشديد فان الجامعة العربية وبعض الحكام العرب ينفذون اليوم مشروع سايكس بيكو جديد ويطبقون الاملائات الامريكية والصهيونية والاستعمارية في تجزئة الوطن العربي وتحويله الى دويلات صغيرة ومتناقضة تتصارع فيما بينها على الماء والكلأ كما في الماضي وتتحول الى حروب طاحنة بينها على غرار حرب البسوس وداحس والغبراء .


فيا ترى من يتصدى لمشاكل الشعب العربي وكيف تنهض الامة العربية لمواجهة المؤامرة التي تستهدف نظامها العربي وأرضها العربية وثرواتها ومقدراتها وأموالها وأمنها ومستقبلها وسلامة ابنائها ؟؟


هل يستطيع الفكر القومي العربي والإسلامي ان يقوم بدوره وواجباته في نهضة العرب وتبني القوى الصادقة والأمينة قضايا الامة وهمومها ؟؟ هل ستقوم الأحزاب العربية بدورها وبتنفيذ برامجها وخططها في بناء المجتمع العربي ؟؟ هل ستقوم الاتحادات العربية من عمال وفلاحين ومثقفين وكادحين ومحامين ومهندسين ومعلمين في اخذ دورهم الطبيعي والرياديوالطليعي في الدفاع عن الامة ووحدتها ونهوضها والدفاع عن أقطارها وبالذات العراق ومقاومته الباسلة ووحدته المهددة بالأقاليم والفدرالية هل ستقوم بواجبها باتجاه سوريا المهددة بالتدخل الأجنبي من قبل جامعتنا العربية والتي تستهدف إعادة تاهيل الجيش السوري وجعله قوات شرطية وليس جيشا للدفاع عن ارضه ودوره القومي واقتسام سوريا بين تركيا في الشمال والكيان الصهيوني في الجنوب وبين شراذم الطائفية اللعينة والنعرات الشعوبية ؟؟ هل ستاخذ هذه القوى دورها في الدفاع عن مصر ودورها الحضاري والقيادي في الأمة ام هل ستدافع عن السودان المهدد بالتقسيم ام ستدافع عن ليبيا التي أصبحت بلا رئيس ولا حكومة ولا جيش ومقسمة بين الشرق الغرب والشمال والجنوب ام تنظر الى يمنتنا الحبيب الذي قيل عن الحكمة بانها يمنية وان السيف يمني وتتفرج على اقتتال الإخوة فيه ام تتفرج هذه القوى على ما يحدث في البحرين والسعودية وقطر والكويت وكأن الامر لا يعنيها ام في فلسطين التي ضاعت وانقسم شعبها بين ضفة وغزة واصبح لها حكومتان قبل ان تتحرر وترى نور التحرير وثالث الحرمين يئن من الاحتلال وظلمه وقدسه تحت وطأت التهويد والاستيطان .


ان ما يجري اليوم على الارض العربية هو اخطر حلقات التآمر على الامة العربية ونهضتها ومستقبلها وارضها وثرواتها والجماهير العربية هي صاحبت الحق في تطوير أوضاعها الداخلية وحل مشاكلها دون تدخل خارجي او وصاية استعمارية .


ان الحوار بين مختلف القوى الفاعلة والعاملة على الساحة العربية هو مطلب أساسي للخروج من الأزمة التي تعيشها الامة وهو السبيل الوحيد لحل مشاكلنا العربية دون تدخل اجنبي ودون وصاية وعلى القيادات العربية والحزبية والنقابية والمفكريين العرب والمثقفين وأصحاب الرأي والحكمة ان يتنادوا جميعا الى موقف واحد والى التعبير عنه في رفض التدخل في الشئون الداخلية العربية وان يقاوموا هذا التدخل بكل قوة وصلابة وان العرب يستطيعون حل مشاكلهم وقضاياهم بالحوار والفكر والنصيحة والحكمة .


اننا نؤكد دعمنا وموقفنا وتأييدنا الى جانب سوريا الشعب والوطن والتاريخ ونرفض وندين موقف الجامعة العربية بتجميد عضوية دولة سوريا المؤسس في الجامعة ونؤكد ان الجماهير العربية قادرة وباستطاعتها مواجهة هذا التخريب وهذا التآمر على وحدتها ومستقبلها وأمنها .

 


الجبهة القومية لنصرة المقاومة العراقية
١٧ / تشرين الثاني / ٢٠١١

 

 





الخميس٢١ ذو الحجة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٧ / تشرين الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الجبهة القومية لنصرة المقاومة العراقية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة