شبكة ذي قار
عـاجـل










9 سنوات من الاحتلال الامريكي- الفارسي- الصهيوني للعراق جرى فيه تدمير مشروعه الحضاري. جلبوا خلف دباباتهم سلاطين جدد نصبوا انفسهم الاباء الشرعيين للفضيلة. فاقاموا محاصصة سياسية تشكلت ( بمركبْ معقد ) من الفساد الاداري والمالي والاخلاقي والقضائي والاستبداد وطائفية وجريمة منظمة تقودها الاحزاب الدينية ومليشياتها الموالية للنظام الايراني!!. لكن بغداد العز والكرامة واهلها الابطال رفضوا الخضوع لهم ولم يستقبلوهم بالطائرات الورقية او بالموسيقى او بالهدايا. رغم عدد الجنازات اليومية والتفجيرات الارهابية!!.بعد ان كانت تتفاخر بعهد قائدها الوطني العروبي القومي الانساني الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله ورفاقه مناضلي حزب البعث العربي الاشتراكي, بعدد المتخرجين من مدارسها ومعاهدها وكلياتها وجامعاتها العلمية. واللذين كانوا ولازالوا يصنعون التأريخ باحرف من نور. فانها تقاوم وتقاتل محتليها وعملائهم وادلائهم بالطريقة التي تراها في التوقيت والمكان المناسب. وكل يوم يمر على بقائهم بالعراق تتلوى من وجع مااصابها من خسائر مادية وبشرية جعلها تعيش نفقا مظلما لانهاية له.

 

بفضل تصميم وارادة وكفاح فصائل المقاومة العراقية الوطنية والقومية والاسلامية التي اسقطت مشروعهم التوسعي . فقرروا الهروب منه متخبطين بعتمته يجرون اذيال الفشل والخزي والهزيمة والعار والشنار خاسرة هيبتها وتاثيراتها السياسية والعسكرية والاخلاقية ومكانتها المعنوية فاصبحت ( بطة عرجاء ) على يد هؤلاء المؤمنين المجاهدين الابطال.—المتشددون وصقور السياسة الامريكية يعتبرون انسحابها من العراق ( كارثة قومية ) ! مدعين ان القوات الامريكية تمكنت من احتواء المقاومة العراقية وتحييد قسم كبير منها والقضاء على رموزها وقياداتها!.وان استمرار التواجد في بلد نفطي مثل العراق!! سوف يساعدها على تجاوز ازمتها الاقتصادية! التي تعاني ارتفاع كلفة النقل والمواصلات بامريكا وعالميا!!. ويمكن الحصول عليه من الحكومة العميلة التي نصبت هناك باسعار متهاودة!! فيعطي اشارات ايجابية على الاقتصاد الامريكي لانه ( سيعوض عن كل ما انفقته بغزوها واحتلالها له!!

 

ويؤكدون ان ( الطغمة الحاكمة في بغداد لم تصل لهذا المكان الا بفضل جهود الادارة الامريكية, واقدامها لم تتربع او تثبت بعد, في الحكم!! ولم تنجح مساعينا باعادة وتركيب الجيش العراقي الجديد! ليصبح حليفا قويا لامريكا ومتعاون معها عسكريا ومعلوماتيا ولوجستيا بالحرب ضد الارهاب والتطرف الاسلامي! وحماية المصالح الامريكية والممرات الاسترتيجية في المنطقة ) !!!.--- هذا الجيش الكثير العدد!! يواجه نزاعات داخلية يقوده ضباط قدماء وجدد رشحتهم الاحزاب والمليشيات الدينية الطائفية بطريقة ( الدمج ) فمنحوا رتبا عالية ولم يدرسوا او يتخرجوا من الكليات العسكرية او الاركان. فاصبحت هناك حرب ظل داخله, بين هؤلاء وجماعة مقتدى والمنشقون عنه اللذين يطالبون بان ياخذ رجال الدين والحوزة دورهم الرقابي والديني والسياسي عليه على غرار نظرائهم في ايران!.اما ضباطه ومراتبه الوطنيين المؤمنين بعراقهم وعروبتهم وسيادتهم الوطنية و بعودة الجيش العراقي الباسل صاحب التاريخ المتألق والمآثر البطولية بسفر قادسية صدام المجيدة وام المعارك والحواسم الخالدات, سينتظرون وسيتعاملون سياسيا وعسكريا وتنظيميا واخلاقيا وشعبيا مع فصائل المقاومة العراقية المسلحة التي ستوقظ بغداد من سباتها وغيبوبتها لتعيد لها القها ووجهها الحضاري تنبعث منه رياح الاخوة العربية والعروبة والقومية والصمود والبناء والتصدي والتحرير!!لان المؤسسة العسكرية العراقية الحالية كانت ولا زالت اقل منشأة حكومية مكشوفة امام النفوذ والمد الصفوي الحاقد!!. يقول ديك تشيني عام 2007 ( ان حلفائنا سينهارون بعد خروج القوات الامريكية من العراق ) !!. – ولا يحتاج النظام الايراني لدباباته حتى تنزل بشوارع بغداد والمحافظات,بل هم حقيقة ملموسة برؤوس وتصرفات ونوايا وعقول وقيم ومبادىء ورد جميل, الحكام الحاليين المدافعون عنه وعن مصالحه وسياساته الداخلية الخارجية .

 

لكن عيونهم تظل باقية على دعم واسناد سيدهم المحتل الامريكي بثنائية غريبة وشاذة مثلهم. لغرض الحفاظ على سلطتهم وهيبتهم وسرقاتهم والمغريات التي حققوها منها!! .لانهم كانوا يحلمون تطأ اقدامهم الوسخة حدود وارض العراق الطاهرة و يلبسوا البدلات والاحذية والايطالية والسيارات المصفحة!!, بظل الحكم الوطني القومي التقدمي الشرعي بقيادة الشهيد صدام حسين وفرسان ورفاق مسيرته النضالية .فاصبحوا الان ينظرونْ ويتفلسفون ويسافرون للخارج ويكذبون على الشعب العراقي ويسرقون خيراته.واستطاعت قم وطهران بمد نفوذها الطائفي فيه. وتجد موطأ قدم لها مع عملاء واراذل ودعاة الفيدرالية والاقاليم والتقسيم والطائفية بديالى وصلاح الدين والانبار والتأميم والموصل حواضن مقاومتنا المسلحة الباسلة .. تقول منظمة ايباك المؤيدة للكيان الصهيوني ( ان ايران لن تثير المشاكل والمتاعب في العراق اذا بقي الامريكان فيه ) !! .. الامريكان يريدون طمأنة حلفائهم بالخليج العربي التي تأثرت باحتلال العراق بتوازن السلطة الاقليمي لمصلحة النظام الايراني واقتراب القطيعة بالعلاقات بينه والمملكة العربية السعودية. بانها لن تترك المنطقة وستبقى بجانبهم ( بحجج ) !! انه يحتاج لدعم سياسي واستخباري وبحري وجوي, ليس له علاقة بمصالحها ومصالح الكيان الصهيوني وايران!! .. حتى رئيس مجلس النواب الامريكي جون بيتر دعى صراحة ( لبقاء قوة امريكية صغيرة فيه بعد نهاية العام الحالي بحال لمْ يطلب العراق تمديد بقاء القوات ) !!.

 

اما مايكل مولن رئيس هيئة اركان القوات الامريكية المشتركة المنتهية ولايته وخلال زيارته لبغداد مؤخرا اعلن ( ان سحب القوات والمعدات العسكرية الثقيلة ينطوي على تحد لوجستي كبير!! ) .فهم قرروا باحتلال مقنن, بقاء 16 الف موظف امريكي دبلوماسي, 5 الالاف منهم لحماية السفارة الامريكية والملحقيات المنتشرة فيه. وضباط كبار لتدريب الجيش والشرطة والامن الوطني ومكافحة الارهاب والتجسس!!. وعدد كبير من المقاولين لتقديم المشورة وتوفير الامن وتنفيذ المهام الخاصة!!. ولا نعرف ماذا عمل هؤلاء طيلة السنوات المنصرمة من الاحتلال!! .ولا يخرج اي مسؤول بحكومة المالكي يعرفْ ويحدد ماهية مفهوم المدرب الامريكي وواجباته !! فقد اشتغل العديد من الخبراء العرب والاجانب بقطاعات البلاد المدنية والعسكرية والتصنيعية وحتى السياحية بالعراق ولم يحصلوا على حصانات قضائية او دبلوماسية!!.فهل تتطلب اعمالهم التدريبية احتكاكا عملياتيا وعسكريا او واجبات امنية!!ثم لانعلم هل وصلت طائرات اف16 او الدبابات الامريكية الحديثة والطوربيدات الحربية التي تعاقدت عليها الحكومة الرشيدة ودفعت عنها مئات الملايين من $ لكي يقوموا بتدريب طواقمها!!. وهناك العشرات من الطيارين وضباط الجيش العراقي الجديد اللذين ارسلوا للولايات المتحدة الامريكية لغرض التدريب. انهوا مهماتهم هناك ولم يعودوا.فقامت اجهزة المالكي الامنية بالقاء القبض على عوائلهم!!. .

 

وهل يحتاج هؤلاء المدربين لوحدات حماية خاصة من الجيش الحالي, وكيف سيثقون بهم لحمايتهم وهم من يعلن بانها منخورة من الداخل بالفساد الاداري والمالي وتحت سيطرة المليشيات والاحزاب الطائفية. ولا يرغبون بسلطة قضائية عراقية عليهم عن الخسائر البشرية التي قد يتسببون بها من دون عمد!! خلال التدريب ضمن المدى المسموح به!! . ويرفضون العمل تحت سلطة قوات الناتو البالغة 200 مدرب العاملين مع الشرطة العراقية وتمويلها وامداداتها.والتي بدات مهمتهم منذ عام 2009 وقاموا بتدريب اكثر من 10 الاف منتسب للشرطة الاتحادية الحالية من قبل شرطة الدرك الايطالية وتقديم الدعم والاسناد والاشراف والمتابعة لمركز العمليات التابع للمالكي وينتهي عقدهم عام 2013, وربما سيواجه دخولهم مع مدربي الناتو بمقاومة عنيفة من الشعب العراقي تحسبا لتحول العداء الذي تواجهه الولايات المتحدة لمهمة حلف الناتو الاقل ظهورا!! ويرفضون ان يكونوا تحت رحمة اية دولة!!

 

ان اعلان اوباما بالانسحاب من العراق اعتراف بالهزيمة الامريكية ببلاد الرافدين, وا نتصار الشعب العراقي الصامد الصابر المحتسب على هذا الكابوس الجاثم على صدورهم . وكل الفخر والاعتزاز لفصائل عزته وكرامته والقه الحضاري.فصائل مقاومته العسكرية البطلة التي جعلته يعلن هزيمته السياسية والعسكرية والاخلاقية. فهم لم يكتسبوا منه سوى قتل الالاف من جنودهم و مثلهم من الجرحى والمعاقيين ومعاناة نفسية وانتحار وزيادة النقمة العربية والاسلامية والدولية وصرف 3 تريليون $ .

 

 





الاثنين١٨ ذو الحجة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٤ / تشرين الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حسين الربيعي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة