شبكة ذي قار
عـاجـل










بين الحالات المأساوية التي تمر بها أمتنا، وبين صرخة الجماهير "فليسقط النظام"، هلَّ علينا عيد الأضحى المبارك.. وفي الوقت نفسه تزداد التضحيات من شباب الأمة بالأنفس بالعشرات يومياً، من أجل تحرير الوطن.. وأنفسنا مشتاقة للفرح، مثل فرح الأطفال بالثياب الجديدة وأراجيح العيد. فالعرق ذبيح، وفلسطين مغتصبة، وباقي أرجاء الأرض العربية مستباحة، من كل أعداء الأمة وأعداء الإنسانية. والمذهبية والطائفية تفعل فعلها في غزو العقول، بين مؤيد لهذه الفئة ومكفَِر لفئة أخرى، بينما معظم المعممين والمقلنسين يتلاعبون بنصوص جوهر الدين، ويفتون لمصلحة السلطان الجائر.


ورغم كل حالات الإنكسار والهزائم النفسية، وازدياد أعداد المشردين من أبناء الأمة على أرصفة الاغتراب، إن داخل البلد الواحد، أو بين البلدان العربية، بين مهاجر ومهجَّر، تزداد أعداد رسائل التهنئة بحلول عيد الأضحى، حاملة معها أمل بالنصر المؤزر.


والحال كذلك ماذا يمكننا أن نفعل سوى أن نحلم بغد مشرق أفضل، وشمس يوم جديد على بلادنا الأم، مرددين مع أبو الطيب المتنبي "عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ / بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ / فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ" وإلى كل الزملاء والأصدقاء الأعزاء، وإلى كل الأحرار والشرفاء من أبناء أمتنا، أينما حلوا وارتحلوا، أهديهم قصيدة الشاعر المهاجر إيليا أبو ماضي (قلت ابتسم)


قال السماء كئيبة! وتجهما
قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما!
قال:الصبا ولى! فقلت له: ابتسم
لن يرجع الأسف الصبا المتصرما!!
قال:التي كانت سمائي في الهوى
صارت لنفسي في الغرام جهنما
خانت عهودي بعدما ملكتها
قلبي، فكيف أطيق أن أتبسما!
قلت:ابتسم واطرب فلو قارنتها
لقضيت عمرك كله متألما
قال:التجارة في صراع هائل
مثل المسافر كاد يقتله الظما
أو غادة مسلولة محتاجة
لدم، وتنفث كلما لهثت دما!
قلت:ابتسم ما أنت جالب دائها
وشفائها، فإذا ابتسمت فربما
أيكون غيرك مجرما، وتبيت في
وجل كأنك أنت صرت المجرما؟
قال:العدى حولي علت صيحاتهم
أَأُسر والأعداء حولي في الحمى؟
قلت:ابتسم، لم يطلبوك بذمهم
لو لم تكن منهم أجل وأعظما!
قال:المواسم قد بدت أعلامها
وتعرضت لي في الملابس والدمى
وعلي للأحباب فرض لازم
لكن كفي ليس تملك درهما
قلت:ابتسم، يكفيك أنك لم تزل
حيا، ولست من الأحبة معدما!
قال:الليالي جرعتني علقما
قلت: ابتسم ولئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنما
طرح الكآبة جانبا وترنما
أتُراك تغنم بالتبرم درهما
أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما؟
يا صاح، لا خطر على شفتيك أن
تتثلما، والوجه أن يتحطما
فاضحك فإن الشهب تضحك والدجى
متلاطم، ولذا نحب الأنجما!
قال:البشاشة ليس تسعد كائنا
يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما
قلت ابتسم مادام بينك والردى
شبر، فإنك بعد لن تتبسما

وكل عام والجميع بخير
ولنا في كل عام تجديد..

 

 





الاحد١٠ ذو الحجة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٦ / تشرين الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فؤاد الحاج نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة