شبكة ذي قار
عـاجـل










 
     
  بسم الله الرحمن الرحيم  
     

حزْبُ البَعْثِ العَرَبي الاشْتِرَاكي
القيادة القومية

مكتب الثقافة والإعلام

 

 أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة  ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة
وحدة حرية اشتراكية

 

 

ستبقى ذكرى اغتيال القائد المجاهد صدام حسين شعلة تنير دروب المجاهدين في كل العالم

 

 

 

يا ابناء امتنا العربية العظيمة

تمر اليوم اول ايام عيد الاضحى المبارك ذكرى اغتيال قائد الشعب والحزب سيد شهداء العصر صدام حسين وامتنا تمر بظروف خطيرة تشكلت في اطار المؤامرة الكبرى على الامة العربية  والتي كان اغتيال القائد الخالد صدام حسين خطوة حاسمة فيها على طريق تقسيم اقطار الامة العربية دون اي استثناء وتصفية رموزها الوطنية والقومية ومحو هويتها القومية في اطار خطة سايكس بيكو الثانية التي تكمل سايكس بيكو الاولى ، وتتجلى في خطوات متعاقبة ومترابطة يشكل اجتماعها هجوما  صهيونيا - امريكيا - ايرانيا مشتركا ، لذلك فان هذه المناسبة حركت وتحرك في ملايين العرب مشاعر  الالم والاسف لغياب قائد عظيم نجح في حماية هوية الامة ورد اعتداءات القوى المعادية عليها وحفظ للانسان العربي كرامته بين شعوب الارض بالاضافة لنجاحات الحزب في العراق في حل المعضلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية الاساسية وتوفير العيش الكريم لكل عراقي وتأهيل عشرات الالاف من العراقيين علميا وتكنولوجيا ودفع العراق الى مستوى الدول المتقدمة .

 

لقد اكدت الاحداث اللاحقة لاغتيال القائد الشهيد صدام حسين ان تلك الخطوة كانت محسوبة ومقررة قبل غزو العراق بفترة طويلة وكان الهدف منها ، بتوقيت الاغتيال فجر يوم عيد الاضحى المبارك وطريقته الطائفية البشعة الممتزجة بسلوك منحط اخلاقيا تجلى في الاعتداء على جثمان الشهيد بحقد عميق ، توجيه رسالة الى كل ابناء الامة العربية تقول بان الصهيونية وامريكا ، وبالتعاون مع النخب الايرانية العنصرية ، قادرتان على تصفية كل قائد يعترض على خططهما الاستعمارية واللصوصية جديا ويمنع انجاحها مهما طال الزمن ، وان الامة العربية عليها الاستسلام بلا اي مقاومة والا فالبديل هو تعميم الخراب والفوضى المهلكة وجعلها قانون حياة العرب .

 

يا أبناء العراق الصامدين بوجه الغزاة

لقد كان اغتيال الشهيد ايضا محسوبا لبث اليأس في صفوف ثوراكم الابطال لكن ما حصل كان العكس اذا اعتبرتم الاغتيال محفزا مضاف لتعزيز المقاومة المسلحة والرفض المطلق لاي تراجع او مساومة مع الاحتلال ، وهذا ما اكدته سنوات ما بعد الاغتيال حيث صعدتم مقاومتكم المسلحة وداعمتها المقاومة السياسية على نحو واضح هز اركان الاحتلال واوصل امريكا الى حافة الانهيار الاقتصادي و( حول غزو العراق الى اكبر كارثة ستراتيجية في التاريخ الامريكي ) ، كما قالت مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية السابقة ، لذلك استحقت المقاومة العراقية بكل جدارة وصف انها قاهرة امريكا ومذلتها ومحبطة خططها العدوانية والتقسيمية للامة العربية . وبفضل صمودكم والتفافكم خلف قيادة المقاومة والبعث وتمسككم بالدور التاريخي للرفيق عزة ابراهيم الامين العام للحزب وقائد الجهاد والمجاهدين ، ووعيكم العميق الذي افشل كل محاولات  اختراق الحزب او شرذمته تحت واجهات مضللة ، اسقطتم مشاريع تقسيم العراق سواء على اسس طائفية او عرقية عنصرية ، واعدتم للشعب العراقي شعوره بالامل في التحرير وحماية هوية العراق الوطنية القومية .

 

ان العراق اليوم يواجه محاولات بائسة ويائسة لمعاودة محاولات تقسيمه تحت واجهة الاقاليم السنية والشيعية وغيرها ، بعد ان فشلت اكبر واخطر محاولة لتقسيم العراق في عام 2006 بعد تفجير المراقد المقدسة في سامراء ، ولجوء حكومة المالكي العميلة في هذه المرحلة الى اساليب ارهاب اشد دموية مما سبق  ضد مناضلي الشعب العراق وفي مقدمتهم البعثيون رجال خط  الدفاع الاول عن الامة والهوية ، الذين يتعرضون الان الى حملات اعتقالات فاشية شملت المئات منهم في محاولة يائسة لايقاف المد الوطني التحرري الذي تعاظم قبل الفترة المحددة رسميا للانسحاب الشكلي الامريكي من العراق ،  ولكن هيهات فعملية تحرير العراق المستمرة لن تتوقف مهما زادت فاشية الاحتلال وحكومة المالكي العميلة ، ويستلهم شباب العراق ومناضلوه العزم والتصميم من ذكرى القائد الشهيد صدام حسين الذي برهن ببطولة لحظة الاستشهاد بان البعثي مشروع استشهاد دائم من اجل الامة العربية ووحدتها وتحررها اقتصاديا وسياسيا .

 

أيها المناضلون في كل مكان من ارض العرب

لقد شهدت الشهور العشرة الماضية من هذا العام احداثا خطيرة جدا امتزجت فيها انتفاضات الجماهير العربية ضد الديكتاتورية والفساد والتبعية للاجنبي بمحاولات خارجية متعددة لجعل غضب الجماهير اداة فوضى وشرذمة للاقطار العربية بدل ان تكون كما تريد الجماهير وسيلة تحقيق الديمقراطية والعدالة ، وبسبب عفوية  الانتفاضات وغياب الستراتيجية الوطنية والقومية لدى المنتفضين الشباب والاضعاف المنظم في العقود السابقة للقوى الوطنية التاريخية والنزعة الانقسامية غير الواعية لدى البعض من القوى الوطنية التي عرقلت انبثاق الجبهات الوطنية في كل قطر والجبهة القومية على مستوى الوطن العربي ، وقلة تجربة الوطنيين الذين نهضوا ضد الديكتاتوريات والفساد ، فان الشهور الاخيرة شهدت احداثا خطيرة تؤكد بان مسار الاحداث قد خرج عن اطاره الديمقراطي ودخلت بعض الاقطار العربية في مازق الحرب الاهلية وتجلى ذلك في سقوط عشرات العرب يوميا برصاص عرب اخرين وتدمير المدن والخدمات وانتهاك حرمات القبور والموتى والقتلى بطرقة غير مالوفة ، في وقت تصعد فيه امريكا ودول النيتو الحرب ضد ابناء الشعب العربي في كل مكان ويعود الاستعمار مجددا كما حصل في ليبيا ، وتدعم امريكا والنيتو عناصر تطالب بالتدخل الاجنبي وتحاول فرضها قيادات على انتفاضات الجماهير العربية .  

 

من هنا فان حزبنا ، الذي شخص مبكرا بصواب ما يجري وحذر من الخطط الامريكية وغيرها لاستغلال غضب وانتفاضة الجماهير لاحداث فوضى مدمرة تحرق الاخضر واليابس مع الاستبعاد المتعمد تحقيق انتقالات ديمقراطية حقيقة ، ينبه الى اننا اليوم نواجه فترة خطيرة جدا لان الحرب الاهلية قد اصبحت واقعا في اقطار معينة ويراد ان تصبح واقعا في اقطار اخرى وتصل فيها الدماء الى الركب ومن المؤكد ان ذلك ليس من بين اهداف اي مناضل عربي .

 

وفي ضوء هذه المعطيات  فان حزبنا يدعو كل الوطنيين والقوميين والاسلاميين الى التنبه لما يجري واستخلاص العبر والدروس وتبني موقف واضح يقوم على تأكيد ان نضالنا يقوم على ركيزتين مترابطتين ولا يمكن الفصل بينهما وهما ركيزة الدعم التام لمطاليب الديمقراطية وانهاء الديكتاتوريات مع المحافظة على الوحدة الوطنية وتجنب كل ما من شأنه دفع الاوضاع نحو التقسيم ، وركيزة ربط ما سبق بتحقيق اهداف منع عودة الاستعمار تحت غطاء دعم مطاليب الجماهير ورفض التدخل الخارجي وتجنب الفصل بين هذين الهدفين استراتيجيين ، فلا ديمقراطية ولا عدالة قانونية واجتماعية من دون التخلص من النفوذ الاستعماري ، ولا ديمقراطية تأتي بدعم القوى الدولية الاستعمارية التي لا تعرف سوى الغزو والاحتلال ونهب الشعوب وابادة الملايين كما اثبتت تجارب التاريخ كله واخرها تجربة غزو العراق .  

 

ولنتذكر  دائما حقيقة حاسمة وهي ان النيتو ( امريكا ودول اوربية ) ليس جمعيةخيرية تساعد الشعوب وتبني الديمقراطية بل هو يمثل قوى استعمارية كلاسيكية لها تاريخ اسود في نهب ثروات الشعوب واغتيال التجارب الديمقراطية الحقيقية ، كما حصل في السبعينيات في تشيلي عندما اغتالت امريكا الرئيس المنتخب سلفادور الليندي ، ولها حاضر اكثر سوادا ، كما رأيناه في دعم الديكتاتوريات العربية والانظمة المنتمية للقرون الوسطى ، ومارست هذه القوى في القرن الجديد الذي وصف بانه ( قرن الحرية وحقوق الانسان ) الغزو والقهر والنهب في اشد اشكاله وحشية وتحديا  لارادة الحرية والكرامة الانسانية وحقوق الشعوب كما نراه في العراق وافغانستان وغيرهما .

 

ان نداء البعث الذي تكرره القيادة القومية للحزب في كل مناسبة وتعمل من اجله بجدية وصدق هو تحقيق وحدة كل القوى الوطنية والقومية والاسلامية والتسامي فوق الخلافات الايديولوجية والسياسية والتخلص من نزعات الثأر والحقد والتي اورثت امتنا الكوارث ، ومنها كارثة استفراد القوى الاستعمارية والاقليمية بالقوى السياسية العربية واحدة بعد الاخرى وتصفيتها او اضعافها واحيانا بمساعدة قوى وطنية ثم الانتقال بعد ذلك لتصفية من اجلت تصفيتها ودعمت في مرحلة ما من اجل قيامها بالمشاركة في تصفية القوى الوطنية الاخرى .

 

لقد ادركت الجماهير العربية عبر تجارب مريرة بان الفرقة وعدم التوحد في اطار جبهات وطنية وقومية كان الثغرة التي دخلت منها القوى الاستعمارية والاقليمية لتحقيق مطامعها واهدافها على حساب الامة العربية ، لذلك فان نداء حزبنا الان وفي هذه الظروف العصيبة يكتسب طابعا اكثر اهمية وخطورة ، فامتنا تذبح في كل مكان وملايين العرب يضطهدون ويشردون من اوطانهم كما حصل في العراق ، ومدن كاملة تدمر بلا رحمة بطيران النيتو كما حصل في ليبيا ، والمئات منهم يقتلون يوميا او اسبوعيا كما يحصل في ليبيا وسوريا واليمن ، لذلك ننبه الى ضرورة الادراك الصحيح لما تتطلبه هذه المرحلة من مواقف ومنها ، بل وفي مقدمتها ، فتح حوارات جادة وفورية بين كافة القوى الوطنية والقومية والاسلامية لمعالجة الوضع بحلول عربية تمنع التدخل الاجنبي وتضمن تحقيق الديمقراطية وانهاء الديكتاتوريات والفساد وبدء مرحلة تبادل السلطة وفقا لنتائج الانتخابات ، وفي اطار صارم وواضح جدا وهو المحافظة على وحدة كل قطر عربي والتجنب التام لكل خطوة تفضي الى الشرذمة والتقسيم والدفاع عن هويته العربية .

 

أيها المناضلون العرب في كل مكان

انها لحظة تاريخية خطيرة فاما ان نكون او لان نكون ، واذا اردنا البقاء كعرب احرار متمتعين بالحرية والديمقراطية ومميزين بهويتينا القومية والوطنية الخاصتين ، ومتنعمين بخيرات الامة فعلينا البدء فورا باقامة التحالفات العريضة وتوحيد الصفوف والا فان التاريخ والجماهير لن تغفر لاحد تقاعسه وتمترسه في قلاع الصراعات السياسية والخلافات القديمة مما يمنع التوحد والتحالف لمواجهة الخطر الداهم . ولتكن ذكرى  اغتيال القائد الخالد صدام حسين مناسبة نستخلص منها حب الوطن والموت من اجله والترفع عن القضايا الصغيرة ، فالشهيد صدام حسين تجاوز الواقع المر وتصرف كقائد عربي يواجه الاحتلال وتجنب التحزب والتعصب ، ووضع تحرر العراق وفلسطين فوق اي اعتبار اخر ، وهذا ما يجب على كل وطني وقومي والاسلامي فعله الان لانقاذ الامة من كارثة النزف الدموي والاقتصادي والخراب التي تعم الكثير من اقطارنا العربية .   

 

والبعث وفي ضوء تجربة الشهور الماضية يؤكد على ضرورة الاهتمام بالحوارات مع الشباب العربي الذي يناضل ضد الانظمة الديكتاتورية واقامة افضل انواع التعاون معهم من اجل دمج خبرة القوى والشخصيات الوطنية ذات التجارب الغنية باندفاعات الشباب التحررية ، وتسخير كل ذلك من اجل ضمان منع تحويل الانتفاضات الى اعمال تفتيت وصراع بين ابناء الشعب العربي لن تفضي الى الديمقراطية ابدا بل ستجر جرا الى التقسيم وتدخل الاستعمار والقوى الطامعة في امتنا واستلام اتباعها للحكم . بالجبهة الوطنية التي تضم كافة الوطنيين العرب في كل قطر وبالجبهة القومية التي تضم القوى الوطنية والقومية والاسلامية على المستوى العربي وبدمج حركة الشباب بتلك الجبهات نضمن طرد التدخل الخارجي وتصفية النظم الديكتاتورية والفاسدة .

 

سيبقى الشهيد الخالد صدام حسين رمزا لبسالة الانسان العربي وتمسكه بالمبادئ والحقوق ورفضه المساومات والتدخل الاجنبي .

المجد والخود لشهداء الامة العربية في كل مكان من الارض العربية خصوصا في فلسطين والعراق .

 

                                                                                                                     

 

 

الـقـيــادة الـقــوميـــــــة

مكتب الثقافة والاعلام

٠٦ / تشرين الثاني / ٢٠١١

 

 





الاحد١٠ ذو الحجة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٦ / تشرين الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة