شبكة ذي قار
عـاجـل










لست هنا بصدد الدفاع عن الرئيس الليبي معمّر القذّافي .. نقول إنّ باستطاعة شعب ليبيا إن امتلك حقيقةً تلك الأدلّة أوالوثائق الصريحة التي تدين الرئيس الليبي , وكما سبق وفهمنا من مثل هذا الأمر من على لدن ألسنة ليبيّون كثر كنّا في فترة زمنيّة نعيش بينهم , أحقّ بمحاكمته من غيرهم من شعوب , مهما كان ذلك الغير يمتلك من الأدلّة والبراهين ضدّ الرئيس الليبي , لأنّه بعكس ذلك ستضع ذلك الغير الذي يعتقد بأنّه يمتلك مثل تلك الأدلّة أو تلك البراهين تحت خانة "التجسّس" والاتّهام بالخداع خاصّة إن تبيّن بطلانها , ضدّ دولة لا شأن للغير بها إلاّ بحدود ما إذى اعتدت تلك الدولة على ذلك الغير , والتي من المفترض قانوناً في مثل تلك الحالة , وكما تقتضي الأعراف الإنسانيّة وتقتضي قوانين دول العالم , توجيه تهمة الادّعاء الكاذب والجرم ضدّ دولة معترف بها وتدخّل مباشر في شؤونها الداخليّة من قبل الدولة المدّعية ,أمّا من امتلك من أفراد شعب أو شرائح واسعة منه المنتمية لذلك البلد "المدان" بما يثبت إدانة حكومته أو نظام حكمه القائم , فإنّ لدى فئات ذلك الشعب آليّات وطرق كثيرة أخرى بإمكان نخبه منها أن يعملوا بكلّ ما يمكن أن تنتظم وفقه اتّهاماتهم الموثّقة بما من الممكن معه تقديم الأدلّة لجهات قانونيّة دوليّة عليا مختصّة بمثل تلك أو هذه الشؤون ؛ فأنا لست بصدد ذلك كلّه , ولكنّي كفرد يهمّه أمر قطرعربي يخصّ العرب جميعاً فيه شعب شقيق متفرّعة قبائله منهم تتعرّض مدنه لعدوان إجرامي سافر ؛ بصدد توجيه الاتّهام بالتحريض على القتل ضدّ السيّدة "كلنتون" وزيرة الخارجيّة الأميركيّة بما جاء على لسانها من دعوة لقتل معمّرالقذّافي ,أمس الثلاثاء , ومن داخل العاصمة الليبيّة طرابلس , هذه العاصمة التي دخلتها هذه السيّدة خلسةً الثلاثاء وبشكل مفاجئ وبشكل غير قانوني "وهو تصرّف بحدّ ذاته يدلّ دلالة قاطعة على الفاعل الحقيقي الذي يقف وراء "الربيع الليبي" بدون أدنى لبس وبدون أدنى شكّ فهو سلوك مدان يتطابق والتصرّف الأميركي في الشأن العراقي تمام التطابق ودال دلالة قاطعة على أنّ نفس الأيادي التي عبثت بالعراق قد عبثت بليبيا بعد أن خضع العراق لوطأة ذلك التصرّف بالتسلّل اللصوصي المستمرّ لأراضيه من قبل المسؤول الحكومي الأميركي "الفاعل الحقيقي في احتلاله" وأرضاً مستباحةً له ومنه صدرت وتصدر التصريحات المشابهة لتصريحات كلنتون من طرابلس ! , إذ لوكان التغيير "الربيعي" قد جرى بتصرّف ليبي داخلي كما حدث في تونس ومصر "كما روّجت ولا زالت تروّج لمثل هذا الأمر بشكل مخادع الأقلام الغير موضوعيّة المتخادمة مع الإرادة الغربيّة الاستعماريّة سواءً علمت أم لم تعلم تلك الأقلام التي نفثت وتنفث يوميّاً وبشكل متواصل وبلا هوادة سمومها عبر المواقع الالكترونيّة "قسم من تلك الأقلام قد كتب أن عبد الجليل إنسان مثقّف مسؤول وواعي!" أو تجد طريقها عبر الفضاء المفتوح للغرب أو أحاسيس شعور تردعهم بأنّهم عرب" لما تمّ السماح لوزيرة خارجيّة أميركا هذه من دخول أجواء وأراضي ليببا أصلاً إلاّ بإعلان بروتوكولي مسبق تقتضيه الدبلوماسيّة الدوليّة وتقتضيه أعرافها وأصولها ؛ ولما تمّ السماح لهذه السيّدة "كلنتون" , وهي في العاصمة "المحرّرة" طرابلس , بأن تتجرّأ بدعوتها السافرة بقتل الرئيس الليبي معمّر القذّافي ! وهو تدخّل مباشر في شؤون "لمحررين" ولما تمّ السماح لها بهذا التصرّف الإجرامي في بلد ادّعى "محرّروه" أنّه بلد حرّ ومستقل وذو سيادة , ولكنّه يُستدلّ منه على أنّه سلوك إجرامي عدائي مبيّت تكنّه الولايات المتّحدة الأميركيّة عبر وزيرتها "الناعمة" مخبّأ لجميع رؤساء دول العالم "الممانع" لسياساتها الاستحواذيّة الاستعماريّة الجارية على قدم وساق , وليس لمعمّر القذّافي فقط , انطلاقاً من خلفيّة الرؤيا الأميركيّة للعالم والتي تمّ الإعلان عن فحواها من على لسان "جورج بوش" الأبّ تسعينيّات القرن الماضي "بعالم جديد" تمّ "التبشير" به والترويج له عبر أوّل حرب كونيّة كانت ستشنّها أميركا على مشارف ما سمّيت حينها بحرب "تحرير الكويت" آنذاك ... وها هو العقيد الليبي وفي هذه اللحظات وبينما انا أراجع هذا المقال الذي كتبته امس قد اتمّ الإعلان عن مقتله "إن صحّ وقتل" كما أعلن عنه "ثوّار الناتو" .. وقد صدق العقيد عندما قال "سأقاتل الغرب الصليبي وأقاتل أتباعه وجرذان الصحراء حتّى الموت" .. فبغضّ النظر والتجرّد عن أيّ شيء فقد أثبت العقيد صدق ما وعد إن كان الخبر صحيحاً .. والعقيد بالتاكيد سيدخل ضمن قوله تعالى "صدقوا ما عاهدوا الله عليه" فهو قد عاهد ووفّى ولم يستسلم .. ويبدو أن زيارة السيّدة كلنتون لطرابلس أوّل أمس كانت زيارة غير تقليديّة تنبئ بوجود ما من الممكن أن يكون بجعبتها ما له علاقة بمقتل العقيد رحمه الله .. وتسللها المفاجئ إلى ليبيا تذكّرنا بتسلّل "رامسفيلد" المفاجئ لبغداد الذي تزامن مع أسر الرئيس العراقي الشرعي صدّام حسين ...


الرئيس الليبي إن كان قد تمّ خلعه وإزاحته من سدّة رئاسة حكم ليبيا فإنّما خلعته وأزاحته قوّات خارجيّة , ولكي نكون موضوعيّين ومنطقيين أكثر بعيداً عن التمنيّات والتأثيرات الضاغطة لأسباب خارجة عن الموضوعيّة أو خارجة عن المنطق , فهي قوّات لا تمتلك شرعيّة التدخل بشكل قانوني مبني على أدلّة صحيحة ودامغة , أي قوّات حلف "الناتو" , بضرباتها الجويّة على ليبيا على مدار الساعة والتي جرت عمليأتها انحرافاً بقرار مجلس الأمن الداعي لحماية الأجواء الليبيّة وليس الهجمات منها والانقضاض على المدن الليبيّة بذرائع شتّى بكلّ وحشيّة تدميريّة منذ أكثر من ثمانية أشهر وإلى اليوم , وفحوى اتّهامي أنا أو غيري من الذين نوجّه اتّهاماتنا ضدّ وزيرة الخارجيّة الأميركيّة هي الدعوة بجوب محاكمة هذه الوزيرة الأميركيّة باعتبارها تمارس من موقعها الوزاري المحدّد "كما يفترض" بشؤون بلادها وليس بشؤون بلاد الآخرين ؛ عمل إرهابي إجرامي تحريضي سرى على لسانها من دون أدنى وجه حقّ أو من دون ادنى أدلّة قطعيّة مخوّلة هي بلإعلان عنها خاصّة وهي بمثل هذا الموقع المسؤول كما يُفترض وحتّى لو امتلكت الأدلّة التي تدين الشخص المقصود فلا يجوز التدخّل في شؤون ذلك البلد أو شؤون تلك الدولة أو غيرها من بلدان أو دول مهما كانت الأسباب , كما وهو تدخّل غير مقبول ولا حتّى على وجه الحدود الإنسانيّة النبيلة ؛ والعقيد معمّر في نهاية الأمر مواطن ليبي وليس أميركي لكي تتمنّى هذه السيّدة التي بدت في هذا التصريح وكأنّها تضمّه إلى قائمة مواطنيها "إن صحّت قائمة التهم ضدّ المواطن الأميركي" , وليس من تفسير لمثل هذا السلوك المنحرف الواضح معالم الانحراف فيه الذي بدت عليه السيّدة كلنتون على ما يبدو , برأيي , نابع من كونها تعيش حالة أو حالات تناقض شخصيّة تحاول على ضوئها باللاّ شعور , إعادة توازنها النفسي المنعزل ما بين ما تربّت عليه من سلوكيّات ناعمة معزولة عن جدّيّة الحياة في جوانبها الأخرى القاسية من التي كانت تسمع بها سماعاً عندما كانت خارج منصبها الحالي , للتسلية , قبل أن تدفعها ظروف التسابق والاندفاع نحو المناصب الحكوميّة في بلادها المتاحة لمن مثلها عادةً وكأنّها مضامير تسابق لغرض الفوز بمنصب يمنحها الشهرة فقط لا غير دون إدراك منها لخطورة المنصب , إذ لو كانت لديها قابليّة "الخلفيّة المعايشة لمثل هذه الأمور" لحسبت الحسابات الدقيقة قبل أن تطلق تصريحاً مثل هذا الذي اطلقته "ومن الأرض الليبيّة التي هي ضيف عليها كما يفترض!" المتمثّل بدعوتها لـ "قتل" العقيد القذّافي ! بل وتدعو إلى قتله "بأسرع وقت ممكن" ! وكأنّها تتسلّى بلعبة من ألعاب "البلاي ستيشن" تتسلّى بالمتاح أمامها من على شاشة قرارات أمميّة باطلة كانت شاشة "الجزيرة" هي مصدر الأدلّة الوحيدة لديها على اتّهام العقيد بجرائم الإبادة وأسلحة الدمار الشامل والمقابر الجماعيّة الخ من دون أيّ سند مادّي قدّمته هذه القناة القطريّة المجرمة التي باتت تحرّض على الإرهاب والقتل علانيةً من دون رادع قانوني أإو اخلاقي يوقفها عند حدّها ؛ تحت مسمّى "شاهد عيان" ومنها انطلق لسان سيّدة الخارجيّة الأميركيّة ...


دعوة "كلينتون" لقتل العقيد القذّافي "في أقرب وقت" سلوك جدّي مباشر دخل مؤخّراًعلى حياة هذه السيّدة "الناعمة" والمترفة بشكل غير متوقّع من قبلها بعد أن تبيّن لها , أو رأت نفسها , أنّها تعيش وسط بيئة سلوكيّة من هذا الطراز من الاستهتار بحياة الشعوب الأخرى التي لم تتوفّر لها فرص الازدهار والترف بعد ومنذ مئات السنين , لكي تتعايش وتتوازن مع الثروات البيئيّة الطائلة التي من صلبها صنع الغرب أصولاً مادّيّة عاليّة أعلى وأغلى قيماً مادّيّة من قيمة الذهب بكثير "الصناعة والمعادن" كانت الفرصة والصدفة وحدها جعلت الغرب الذي أفرز بما يمكننا أن نطلق عليه من الآن فصاعداً بـ "الدلال الكلنتونّي" يعرف كيف يستغلّها لصالح تطوّره وازدهاره فعرف كيف يتوازن معها , في حين بقيت دول "العالم الثالث" غير مؤهّلة بالمرّة على ما يبدو لتتنادم وتتعاشر مع ثرواتها الطائلة المدفونة تحت أقدامها .. ومن يفعل ذلك من هذه الدول "المتخلّفة" واجتاز "الخطّ الأحمر" الذي يقف عند حدوده الترف الغربي , فالويل والثبور له ولا مانع من أن يفنى ذلك البلد "المتخلّف" من على وجه الأرض حتّى ولو شمل ذلك التدمير الدول المجاورة لذلك البلد ...! ..

 

 





الخميس٢٢ ذو القعدة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / تشرين الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب طلال الصالحي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة