شبكة ذي قار
عـاجـل










● فالشهادة كعنوان نضالي وموقف نضالي خالد لايجب أن ينظر لها من جانبها الدراماتيكي بل ينظر لها ومن تٌعير في قيمها الاعتبارية والنضالية في حياة الاخرين, يعني ليس أن نعيش كل الذكرى بذوبان عاطفي مع الرموز الشهيدة ,فالتواصل معهم لايكون فقط عبر إنفتاح القلب و الوجدان لتتكون حرارة التواصل والارتباط متحققة بل لابد من حضور العقل أيظاً وهذا الحضور هو الذي ينعش ذاكرتهم عند الاجيال ويؤثر في وعي هذه الاجيال وفي نفس الوقت نعمل على تأصيل هذا الحضور العقلي بفتح سيرتهم النضالية سواء دينية كانت أو سياسية أوإجتماعية وأيظاً إستثمار ذكراهم لتنوير الاجيال عن معاني شهادتهم وأيظاً إستلهام من سيرتهم ووضع الدروس لتربية هذه الاجيال في مدرستهم وتعليم الاجيال كيف يكونون حملة للرسالات وأصحاب للعقائد وعشاق هذا الطريق للشهادة.هكذا يكون ألاعتزاز بالشهداء,فمن تأريخنا العربي الاسلامي يكون الشهيد الامام الحسين بن علي(ع) في مقدمة شهداء العرب والمسلمين,فهل هنالك من يحتفل بذرى شهادة هذا البطل التأريخي بالشكل الذي يبين حقيقة شهادته والتي كانت بالاساس بإتجاه إعادة القيم الاسلامية التي وضعها الصحابة الاطهار في تأمين قيادة ديمقراطية وحقيقية ومنتخبة وخاصة في إنتخاب خليفة المسلمين والذي كان يعمل بهذا المبدأ الديمقراطي العالي لحد خلافة الامام علي بن ابي طالب (ع) وهو مبدأ الشورى وبعد ذلك حٌرف هذا المبدأ ليقوم على أساس الوراثة,وان ثورة الحسين هي تصحيحية بإتجاه تأكيد قيم ومبأدي أسلامية حقيقية وهي العمل بمبدأ الخلافة على أساس الشورى بين الصحابة وتأكيداً للاية القرانية الكريمة(وَالَّذِين اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ. )(1)¸هذا الجانب الاساسي في ثورة الحسين(ع) وليس كما تشوه ثورته العظيمة من بعض السذج وأصحاب الغرض الخاص بإنها كانت صراع لاعادة الخلافة وحسب الاستحقاق وهذا نوع من التجني والذي يصل لحد الكفر بأن حول ثورة تصحيحية قامت على المبأدئ والقيم الاسلامية الى شبه صراع من أجل السلطة! عجيب هو تاريخ المحرفين اللذين قد يكونون محسوبين في صف وخندق هذا الامام العظيم والثائر الصلب ولكنهم يتحثون بخطاب مشوه لحقيقة ثورة هذا الامام الكبير..


وفي مرحلتنا يقف الشهيد الكبير صدام حسين في مقدمة الشهداء اللذين ضحوا من أجل مبادئهم,فشهادته لا يجب أن ننظر لها من زاوية واحدة ضيقة بوقوفه بوجه أقبح عمل وأكثري إجراماً وهوالاحتلال وتصديه لكل البهلونات اللذين تناوبوا على ما سميت بمحكمة صورية لا علاقة بأي شكل من اشكال القضاء بها, ولكنها نصبت لقتل نهضة وثورة العراقيين بإغتيال رموز العراق الابطال وأعطاها المحتل شرعية كاذبة,فالاحكام القضائية كانت مركبة على مواد ولكن حقيقة الامر لا علاقة لها بأي فعل حكم فيها ممثلوا المحتلين على أبطال العراق.إن شهادة هولاء الابطال تتلخص بأنهم كانوا قرابين عن عقيدتهم وعن رفاقهم اللذين سوف يحملون هذا الَدَين الى أن يتم أعادة عتلة ميزان العدالة الى الاستقامة الحقيقية في العراق,وهم أيظاً الدلالة التأريخية على صحة نظرية البعث,فالذي صاغ الحكم والذي نطق به والذي نفذه كتلة سياسية وعقائدية هجينية مركبة التقت على القتل,فالمحتل الامريكي والايراني والحاكم والجلاد هما أداة هذين المحتلين وعقيدتهم لاتتجاوز العقائد الطائفية والقومية المتخلفة ومع الامبريالية الجشعة والمستغلة,إنها عقائد تدينها كل الشعوب الحرة والمتقدمة..دعونا أن نحول ذكرى شهادة رموزنا الابطال الى أعياد ونكرمهم في ذكراهم فقد كرمتهم السماء قبل الارض لانهم نكروا ذاتهم في سبيل عقيتهم ووطنهم وسوف يبقون رايات شامخة يسمون في سماء ألشرفاء من أصحاب العقائد التقدمية الثورية ويملئون أفقها بوهج الشهادة وبيهرون الابصاربنورها الخالد...



(1) القران الكريم/سورة الشورى/ الاية 38

 

 





الثلاثاء٢٠ ذو القعدة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٨ / تشرين الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة