شبكة ذي قار
عـاجـل










● وأما المدخل الثاني سيكون بعد مفاعلة هذه الثوابت بشكل صحيح وواقعي مع الضرورات الناتجة عن تطور الواقع هذه من جهة ومن جهة قوة تفاعل هذه المفاعلة مع جملة النتائج والذي يبتدأ بإمكانية أن نتشارك في الاجتهادات بعد ذلك ومن خلال عدة حقائق:


فالحقيقة الاولى : إن الوعي الكامل للدور الكبير والمهم للعمل الجماعي في الاحزاب الثورية و هو مهم جداً و محوري في ممارسة العمل الثوري النضالي,وفيما يخص بالبعث الخالد أن الامر لا يتوقف عند حدود إيمانه بالعمل الجماعي بل قد جسده في الكثير من التشكيلات والمؤسسات الفكرية والتنظيمية,حيث تتمثل جماعة العمل فيه سواء على مستوى التنظير أو الممارسة عنصراً هاماً وضرورياً من عناصر إستقرار ونجاح عمله المؤسساتي سواء على مستوى القطري او القومي وبلوغ ألاهداف العامة المتمثلة بالاهداف القومية أو الاهداف الستراتيجية على مستوى القطر,والوصول الحقيقي والناجح لاداء الرسالة التي يحملها,وذلك لان هذا الايمان والسلوك الجماعي عنده يشكل بوتقة تجتمع فيها الجهود الفردية سواء على مستوى القيادات العليا أو القيادات الوسطية وحتى القيادات الدنيا لان هذه البوتقة التي يعمل بها ستحقق له تمازجاً لاراء المنتمين,وتؤدي وبشكل فعال ومؤثر الى تحقيق أهداف الحزب,والعمل الجماعي كمبدأ وكاسلوب للعمل يسهم أيظاً وبموجب النظام الداخلي للحزب من تقيم مجموعة المبأدئ والاسس المعتمدة في العمل الفردي سواء على مستوى القيادي أوعلى مستوى القاعدي,وايظاً وبنفس الوقت تقويم هذه الاسس والارشادات على مستوى العمل الجماعي أيظاً.وبالنتيجة إن أي خطأ أومبادرة إيجابية لاي قيادي فردي وعلى أي مستوى يتحمله بل يتشارك فيه كل الافراد القياديين وفي المستويين العامودي والافقي للعنصر القيادي المعني سواء كان فعلاً إيجابياً او سلبياً. هذه الحقيقة يجب ان يعرفها ويتعامل معها وبها كل المناضلين ومن خلالها يتم تحديد الدور النضالي لكل منتمي بشكل واضح وصحيح.


والحقيقة الثانية للبعث في حياة هذه الامة مشاركات كثيرة والتي شملت طروحات جديدة ومعالجات واقعية للفكر القومي ولمشاكل وتطلعات الامة,وتحديد واضح وصريح وواقعي لمسئلةالهوية العربية وكان ذلك عبر تفاعلاته مع الاحزاب والتيارات القريبة منه فكرياً ونضالياً,وسمة التفاعل الفكري والنضالي للبعث مع الاخرين سواء قوميين او إشتراكيين ثابتة وبنفس التقويم والنظرة في تقويم العمل الفردي والجماعي داخل المؤسسة النضالية الواحدة بحيث يكون الامر مستحقاً لهذه التنظيمات في مشاركته لحالات النجاح والنكوص التي قد تحدث أو حدثت في حياة الامة فعلى سبيل المثال لا الحصر فشل وحدة مصر وسوريا لايتحملها الحزب لوحده ( بسبب قراره بحل تنظيماته في القطرين ) ولكن حالات التفرد بالقرارات وأخطاء النظام المصري كانت ايظاً من اسباب فشل الوحدة. وبالمقابل نجاح البعث في عملية التاميم في حزيران 1972 شاركته القوى الوطنية والقومية التقدمية والتي كان يقودها في جبهة وطنية أنذاك,و أيظاًمحاصرة العراق لمدة 13 سنة وإضعاف نظامه الوطني وبالنتيجةغزوه وإحتلاله وتحويل النظام فيه الى طائفي وعرقي ضيق وإنهيار كل مؤسسات الدولة لا يتحمل المسؤولية ذلك النظام الوطني لوحده ( كما يدعي بعض السفهاء في السياسة ) بل تتحمله القوى الوطنية والتي شاركت بجزء من عملية الغزو سواء بالدعم اللوجستي والاعلامي وايظا يتحمل أسباب الغزو الحركة الثورية العربية والعالمية لتركها النظام الوطني في العراق يواجه الامبريالية العالمية وماكنتها العسكرية لوحده و كذلك تتحمل بعض الانظمةالعربية التي ضيعت حسابات البيدر السياسية والعسكرية و الان أدركت حجم الجريمة التي إقترفتها بحق العراقيين بعد سمعت الطرق الشعوبي على ابواب خيمها وهم في نشوة كاذبة لم تدم إلا لايام.


وكذلك أعطى البعث للعرب وللعالم التصور الصحيح والحضاري لعلاقة الدين بالفكر العربي وايظاً حدد دور الدين في بناء الانظمة السياسية في الوطن العربي وكان تصوره لعلاقة الدين بالدولة تصوراً أستمده من دور الدين الاسلامي في بناء المجتمع سياسياًوإجتماعياً في التأريخ العربي الاسلامي وأضاف لهذه العلاقة معطيات الواقع العربي ومجموعة العناصر سواء الذاتية التي تمتلكها وتعيش بها و من خلالها الامة أو من خلال العناصر الموضوعية التي تؤثر بل تتداخل في بعض الاحيان في رسم مسيرة هذه الامة والتي تؤثر بشكل واخر على تطور المجتمع العربي بإتجاه خلق حالات من التكيف سواء في الفكر أو في التجارب لتحقيق قدراً من المقبولية للمجتمع العربي الجديد بين المجتمعات الانسانية المختلفة, وايظاً كان الفكر البعثي حاضراً في معالجة الموقف من القوميات والاديان التي تعيش في الوطن العربي ولم يكن موقفه إلا مبنياً على مقومات الرسالة الخالدة التي يرفعها كرسالة لهذه الامة وبكل ما تحمله من محبة ونزعات التعاون مع الاخرين لبناء المجتمع العربي الموحد والذي تتحقق فيه الحرية والاشتراكية للجميع.

 

إن الكثير من الامور الحياتية التي تؤثر وتتاثر بها العوامل التي تضغط على تحديد المسيرة العربية الجديدة كان البعث قد تناوها فكراً ومواقفاً,ولم يقف عند هذه بل كان يضيف اليها بين الحين والاخر كل ما يستجد من متغيرات فكرية يفرضها الواقع العربي أو الدولي وعبر محطات نضالية تمثلت بعقده مؤتمرات لمنظماته القطرية أو القومية بهدف مسايرة هذه التطورات ولم تكن هذه المسايرات تأخذ طابع التكيفات الفكرية والنضالية بقدر ما كانت تأخذ طابع الدراسة والمعاينة العلمية لهذه الاضافات والمستجدات وليبنى عليها مواقف نظرية أو نضالية ومن ثم ما ينتج عنها الموقف العلمي النظري او النظالي لهذه التطورات سواء كانت كنتائج أو تأخذ طابع الطارئة,والعلمية أقصد بها هي في إعتماد البعث جدلية بين معطيات الواقع وبين القيم والمبأدئ التي قامت عليها مسيرة البعث الخالد.وهذا يؤكد حقيقة البعث في علاقته بالواقع جدلياً وليس بصغية الاستجابات الانعكاسية أوردود الافعال الانفعالية بسبب إمتلاكه للقدرات العالية وإلامكانيات الكبيرة لمثقفي ومفكري هذا الحزب المناضل.

 

إن الفكر البعثي وضِعَ وتطور على يد مفكرين عرب كبار ومتبحرين في الفكر القومي والاشتراكي وعلى مختلف النظريات المهمة والفاعلة في المجتمع الانساني ومنذ ثلاثينات القرن الماضي, وبنفس الوقت كان منظرو البعث الاوائل وفي مقدمتهم المفكر العربي الكبير القائد والمؤسس للبعث الاستاذ ميشيل عفلق يعتمدون ثوابت فكرية بُنِتْ أولاً على قواعد وأُسس من الفكر العربي الاسلامي, وثانياً أضافوا لها عناصر وقواعد تؤثر وثأرت في الواقع العربي ومن خلال حركة الواقع العربي عبر مراحل عاشتها الامة,ومن ثم أيظاً تطور هذا الفكر بمساهمة مثقفي الحزب وبمساهمتهم في الاضافات الفكرية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وعلى مدى ثمانية العقود المنصرمة, وسوف يستمر هذا الحزب في مشواره التطوري فكراً ومواقف نضالية وهذا الرأي ليس مبنياً على مثالية في التنبؤ بل على قدرته في عقيدته وفي مناضليه ( قيادات تاريخية وقيادات مناضلة وأعضاء ) في الحفاظ على هذه الاستمرارية النضالية,و وأيظاً بسبب قدرته على إنجاب مفكرين ومثقفين ومناضلين ثوريين كما هو معروف ومتعارف عنه, بالاضافة للسر والذي يكمن في عقيدته والتي تقوم على التطور وحيث منذ نشوئه كان فكراً إنقلابياً وأستمر في ذلك وبغير ذلك لا يمكن أن يكون البعث بعثياً في هذه الامة, ومن عنوان البعث يُستمد أن فعله في المجتمع العربي هو فعل إنبعاثي ,والانبعاث هي حالة نضالية مستمرة والحالة النضالية المستمرة لا يمكنها أن تكون بدون فعل ثوري يغير ويتغير بإستمرار.فعلى العرب مثقفين ومفكرين وبغض النظر عن خلفيتهم أو مرجعيتهم الفكرية أوالثقافية أن ينصفوا في تقويمهم عندما تستوجب الحالة النقدية الشاملة للفكر العربي وأيظاً يتحمل البعض ممن يؤمنون بهذا الفكر العملاق أن لا يكون خطابهم السياسي أو العقائدي عاطفياً إنفعالياً قد يخدم خصوم البعث الخالد..

 

 





الاحد١٨ ذو القعدة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٦ / تشرين الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة