شبكة ذي قار
عـاجـل










تعليقاً على الأحداث الأخيرة في مصر ،
أصدرت قيادة حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي البيان الآتي :


في الوقت الذي كانت فيه جماهير مصر العربية، تعمل لاستعادة المبادرة في ضبط الإيقاع السياسي الداخلي، إن لجهة محاكمة رموز السلطة السابقة عن فسادهم وإفسادهم وانحرافهم الوطني، وإن لجهة تسريع الخطى لتقصير المرحلة الانتقالية تمهيداً لإعادة هيكلة الحياة السياسية على قواعد الديموقراطية وشفافية العلاقة بين الحاكم والشعب.


اندلعت أحداث واتسمت بالعنف والدموية وأخذت بعداً طائفياً، في استحضار مؤلم للأحداث التي سبقت الانتفاضة الشعبية وكانت شرارتها الاولى حرق كنيسة القديسين في الإسكندرية.
إن حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، الذي رأى في الانتفاضة الشعبية في مصر، المدخل الصحيح لإعادة مصر إلى موقعها الطبيعي كرائدة للعمل العربي في أبعاده الاجتماعية والوطنية والقومية، يرى في الأحداث الأخيرة، محاولة من القوى التي تضررت داخلياً وخارجياً من عملية التغيير الديموقراطي والذي ما يزال في بداياته لضرب هذا الإنجاز العظيم، وذلك بافتعال أحداث ذات أبعاد طائفية، من شأنها إرباك الساحة الداخلية، وتشريع أبواب مصر لأشكال جديدة من التدخل الأجنبي تحت شعار حماية الأقليات.


من هنا، فإن أجهزة السلطة السابقة التي ثبت أنها كانت وراء أحداث الإسكندرية تبدو بصمات بقاياها واضحة في افتعال هذه الأحداث لأجل إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، خاصة بعدما قطعت المحاكمات شوطاً، وأيضاً إنجاز التشريعات الدستورية لتوفير أرضية قانونية للانتقال إلى مرحلة سياسية جديدة.


إن حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي الذين يدين كل أشكال التحريض الطائفي في ساحة مصر وأي ساحة عربية أخرى يهيب بقوى الانتفاضة الشعبية بكافة قواها السياسية وفعالياتها الشبابية أن تكون على درجة من اليقظة والتنبه لما يخطط في الخفاء ضد هذا التحول الديموقراطي في مصر خاصة وأن هذا التحول بدأ يعبر عن نفسه بوضوح من القضايا القومية وفي الطليعة منها قضية فلسطين، وحيث كانت حادثة اقتحام أسوار سفارة الكيان الصهيوني وحرق العلم الصهيوني، الرسالة الواضحة لمن يريد أن يعرف أي مسار قومي ستنحو فيه الأمور في مصر.


إن حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، الذي يرى بأن نجاح تجربة التحول الديموقراطي في مصر من شأنه ان يفتح كوة واسعة في الجدار العربي أمام تغيير شامل في البنى السياسية العربية يعتبر أن هذا الاختراق المعادي للانتفاضة الشعبية عبر إثارة مشاكل ذات طبيعة طائفية ليست المشهدية الوحيدة التي تسعى من خلالها قوى الردة السياسية المدعومة من القوى الاجنبية أن تنقض على الإنجاز الشعبي العظيم الذي أفرزه الحراك الجماهيري واستمر يزخم به من خلال تمسكه بالثوابت الوطنية ودفع التغيير إلى مدياته للنهاية، بل ثمة أشكال أخرى من التدخل الأجنبي في شؤون الحراك الشعبي، ولعل أكثره فجاجة وانكشافاً، هو تقدم رموز العمالة ليركبوا موجة المطالبة بالإصلاح والتغيير الديموقراطي، في محاولة مكشوفة لاحتواء هذا الحراك عبر إلباس أنفسهم جلابيب جديدة لعل أبرزها الجلبات الإيراني والذي يريد أن يوظف الحراك الشعبي في بعض الساحات العربية، بما يخدم أهداف النظام الإيراني ولو كان على حساب مصالح الجماهير وأهدافها الوطنية، وكما يحصل في الحراك الشعبي في البحرين، وأن دعوة العميل الصهيوأميركي أحمد الجلبي والذي تسلل إلى العراق على متن الدبابات الأميركية لحضور أعمال منتدى البحرين لحقوق الإنسان في بيروت، لهو محاولة مكشوفة عبر رموزها لركوب موجة الحراك الشعبي في البحرين لاحتواء مطالب الحركة الشعبية، وتوظيفها في خدمة تقاطع المصالح الأميركية الإيرانية ولو كان على حساب دم الأبرياء والمطالب الشعبية العادلة.


إن حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، الذي يقدر عالياً الموقف الوطني والقومي الذي عبر عنه مناضلون لبنانيون وعرب ضد حضور الجلبي منتدى البحرين لحقوق الإنسان وفي الطليعة منهم المناضل أشرف البيومي، يهيب بكل القوى الوطنية والديموقراطية في كل ساحات الحراك الشعبي العربي، أن تكون على درجات اليقظة من محاولات الاندساس في صفوف الحركة الشعبية، لأن من كان موصوفاً بالعمالة للأجنبي لا يمكن أن يكون في صف الجماهير ولا معبراً عن أمانيها وطموحاتها، وليكن في علم الجميع، أن القوى المعادية وخاصة العدو الصهيوني بكل تحالفاته الدولية والذين يتقاطعون موضوعياً معه بأنهم في حالة جهوزية تامة للتدخل في الشؤون العربية عبر أشكال مختلفة، ان عبر إثارة النزاعات المذهبية والطائفية وان عبر إرسال عملائهم لركوب موجات الحراك الشعبي وان عبر اغتيال الرموز والكفاءات العلمية، في أي ساحة عربية وجدوا، في مصر والعرق وسوريا ولبنان وفي أقطار عربية أخرى.


إننا في هذا الوقت نؤكد بأن التقاط الفرص الإيجابية لإطلاق حوارات داخلية حيث توفرت الظروف المؤاتية لذلك والإسراع في عملية التثمير السياسي للانتفاضات التي أسقطت الأنظمة الحاكمة، هو الذي يقطع الطريق على القوى المعادية من التقاط أنفسها وهو الذي يساهم في تحصين الساحات الداخلية، ويضع التغيير في سياقاته الوطنية، وبما يثبت بأن تضحيات الجماهير وصبرها لم يذهبا سدى لتحقيق إنجاز وطني عنوانه إقامة الدولة المدنية التي تضمن حقوق الجميع على قواعد المساواة في الحقوق والواجبات انطلاقاً من مبدأ الدين لله والوطن للجميع، وأن الديموقراطية هي الناظم للحياة السياسية على قاعدة تداول السلطة واحترام حق الآخر في التعبير وحرية الرأي وبما يصون وحدة الأرض والشعب والمؤسسات.


إن الأمة العربية تعيش لحظة مفصلية في تاريخها المعاصر فليكن الجميع عند مستوى إدراك الخطورة الكامنة في محاولات القوى المعادية للأمة على اختلاف مواقعهم ومشاربهم السياسية الفكرية، وإننا لعلى ثقة بأن الأمة التي أفصحت عن نفسها في تعبيرات كفاحية كما في تجربة المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأميركي، والمقاومة الفلسطينية ومقاومة الاحتلال الصهيوني في لبنان، وفي الحراك الشعبي الذي أسقط أنظمة ويستمر لإحداث إصلاح وتغيير ديموقراطي، قادرة أن تشكل سداً منيعاً أمام هذه القوى المعادية أياً كانت الإطارات التي تقدم نفسها من خلالها وثقتنا كبيرة بأن مصر ستخرج من هذه الأزمة أكثر إصراراً على الاستمرار في التغيير وأكثر منعة وطنية.

 


قيادة حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
فــي لبــــنان
بيروت في ١١ / تشرين الاول / ٢٠١١

 

 

 





الاربعاء١٤ ذو القعدة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٢ / تشرين الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب قيادة حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة