شبكة ذي قار
عـاجـل










عبد الحليم خدام يعد من الرجال الأقوياء في النظام السوري ما قبل الرئيس بشار الأسد وتؤكد التقارير بأنه مكن المرحوم حافظ الأسد من بسط نفوذه وتثبيت دعائم حكمه في الداخل وبسط السيطرة على لبنان لأكثر من ربع قرن ولكن هدا البريق انكمش بعد رحيل الأسد الأب وأجنحة النفوذ المتعددة داخل النظام السوري كانت تعرض وباستمرار الخطورة التي يشكلها خدام أمام الرئيس بشار بالإضافة إلى التوجس الذي اتخذت منه وسائل الإعلام السوري وخاصة المرتبطة بالنظام ، وما أخدت تعرضه المخابرات السورية مركزين على العلاقات المالية التي تربطه بعائلة الحريري ومن هنا أصبح التحول في العلاقة مع رأس النظام والهيكلية الحزبية فأصدر بشار الأوامر والتعليمات التي توجب سحب الملف العراقي واللبناني منه وان مسلسل هده المتغيرات ابتدأ عام 2000 وكان الأبرز فيه عندما كلف اللواء غازي كنعان مسؤولية الملف اللبناني ولحين إبعاده هو الأخر عن مسؤولية الملف وهناك الشبهات حول حقيقة انتحاره ، وان المحللين السياسيين والمعنيين بالشأن السوري كانوا يقيمون الأمور على إنها مسعى بشار الأسد التخلص من الحرس القديم لأنه يشكل القيادة الشابة ، فكان منفاه الاختياري في باريس وضمن شروط محدده تمنعه من الظهور الإعلامي أو ألكتابه فأصبح تحت عين ورصد المخابرات السورية ، وقد تبين لها أنه لم ينقطع عن التوثيق والكتابة كما تعهد لبشار الأسد قبل مغادرته سوريا ، وأنه قد وثّق علاقاته مع عائلة المرحوم رفيق الحريري وزوّج كريمته لابن المرحوم رفيق الحريري ، وأن زوجته نجاة مرقبي على علاقة شبه يومية مع نازك الحريري ، وأن استثماراته المالية مع الحريري تعمقت أكثر، وأن ثمة شكوكا في علاقات سرية مع الأميركيين ، لكن الأهم هو اكتشاف المخابرات السورية أن خدام أفضى بمعلومات حول تفجير بيروت الذي راح ضحيته الحريري ، دون علم أو ترتيب مع القيادة السورية مما يوحي بأنه قد شهد ضد نظام بلاده الذي كان جزأ" فاعلا فيه إلا انه على عدم توافق معه ، لكن المقابلة على قناة العربية قصمت ظهر البعير وكما عبر الكاتب السوري فادي شامية (( رتّب أبو جمال أوراقه جيدا لينتج ظهوراً مدوياً يعلن فيه على الملأ انكسار الجرة بينه وبين النظام الذي خدمه لأكثر من ثلاثين سنة، وهو بخبرته الطويلة يملك ما يكفي ليدرك أن النظام ماضٍ إلى النهاية في المواجهة ، مقابلة خدام الزلزالية لم تمر على سوريا دون هزات ارتدادية شديدة التأثير، ليس أهمها طلب لجنة التحقيق الدولية مقابلة الرئيس السـوري بشار الأسد ووزير خارجيته السابق فاروق الشرع ، لأن هذا الجزء لا يمكن إخفاؤه )) ، ومن تداعيات المرتبطة بالدور المشبوه الذي أوكل إلى خدام ولم يكن ذلك مؤثرا" على الأمن الوطني السوري بل على مستوى الأمن القومي لما تشكله سوريا والمنطقة أيضا ، ما تم تسريبه عبر صحيفة ليبراسيون الفرنسية ولأكثر من مره من معلومات حول تفكير أميركي جدي بتغيير النظام في سوريا ، واستبداله بنظام يكون خدام على رأسه بعد التشاور فيما بين أمريكا وفرنسا وأطراف عربية لها المصلحة ، هذه الأجواء أرخت بظلالها بشدة على الداخل السوري الذي شهد تململ غير مألوف على مستوى الشارع وحتى البنية التنظيمية للحزب الحاكم مما شجع الإخوان المسلمين ومن يسندهم الإفصاح عن نواياهم وأهدافهم التي تنصب على التغيير الجدري في مؤسسة الحكم تحت مظلة الديمقراطية والمطالبة بالحقوق والحرية وقد أعطوا صك الغفران والسماح إلى خدام كونه الورقة الرابحة التي سوف يعتمدها الغرب في تحركه ، هده المتغيرات دعت بشار الأسد أن يدعو إلى جلسة غير مسبوقة لمجلس الشعب يرفع فيها ومن خلالها جملة من الشعارات الإصلاحية ويدعو إلى التشريعات التي تمكن منها ، وحركة مناقلات إدارية وأمنية في بانياس مسقط رأس خدام ، وشروعاً في فتح ملفاته الفساد والكسب الغير مشروع لخدام وأفراد عائلته وربما مصادرة أمواله ، ومداهمة لقصوره في دمشق والزبداني وبانياس ، وانتشاراً عسكرياً للقوات الخاصة ، وتقييد حركة بعض الذين أُطلقوا بعفو رئاسي في الفترة الأخيرة ودلك الغرض منه القبض بيد متمكنة على الموقف وعدم إعطاء ألفرصه لأي تراخي أو تردد فما كان من خدام إلا حرق المرحلة كما يقال والبوح بتصريحه لصحيفة الزمان الدولية بأنه يرغب بقرار أممي يجيز للناتو ضرب قوات الجيش السوري التي تتعرض للتظاهرات السلمية وكما تم التعامل به في ليبيا ، وهنا السؤال الذي يطرحه المواطن السوري قبل سواه من أبناء ألامه العربية هكذا أصبح التراب الوطني رخيصا بعقول المتطلعين للجاه الدليل والمكانة المتقدمة في الحكم ؟ فأين القيم والأخلاقيات القومية والوطنية التي كان يتشدق بها خدام ومن هم على شاكلته وأين كان وهو في ارفع المواقع الحزبية والحكومية ولمادا لم يفعل فعله في المؤتمرات الانتخابية والحوارات ، وألم يكن هو ضالعا في ما حصل بالعراق قبل وأثناء وبعد الغزو والاحتلال لأنه المسؤول المباشر عن الملف العراقي بالحزب الذي هو فيه والمؤسسة الحاكمة ، وألم يكن هو المعلن عن استهداف الشهيد القائد صدام حسين رحمة الله عليه وأرضاه في جريمة الدجيل عند انعقاد المؤتمر الصحفي له ولوزير خارجية ايران في حينه ، فعند كل ذي رؤية وطنية وقومية لا غرابه من هكذا مواقف من هكذا متهالكين في خدمة أعداء ألامه منافقين أفاقين وان غدا لناظره لقريب



ألله أكبر    ألله أكبر    ألله أكبر
وليخسأ الخاسئون

 

 

 





الخميس٠١ ذو القعدة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٩ / أيلول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامـــل عــبـــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة