شبكة ذي قار
عـاجـل










قتل ... تهجير ... انتهاكات للحرمات ... نهب للثروات ... تلوث الهواء ... احتلال الارض يتبادر الى الذهن مباشرة بيع وشراء كل شئ يؤكل أو يستخدم للاستعمال والاستهلاك البشري، ولكن من المستحيل ان يعني بيع وشراء والتجاره بارواح الانسان العراقي شيء يفوق كل التصورات ما يفعلة المحتل الامريكي ... ما الذي يجري في العراق من دمار واستقصاء وطبعا ليس للديانه أو قوميه أو طائفيه طرف في هذا ... بل المقصود هو الشعب العراقي والحاق ألاذى ألآكبر وقتل اكبر عدد ممكن من العراقيين هذا ما خلفته الولايات المتحدة الامريكية من هذا الاحتلال البغيض للعراق ... أيها الشعب المجاهد الصابر لنتذكر دائما قول النبي الاكرم محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) { ان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين } وكوننا نتعرض للدغ مرات عديدة هذا ما يخرجنا من دائرة المؤمنين الى غيرهم اضافة لذلك الى كونه استهزاء ا وعدم ايمان بقول اشرف خلق الله على وجه المعمورة في حال تعرضنا للدغ مرات ومرات فليس صحيحا بعد كل الذي حصل على العراق وشعبه الصابر المجاهد على ارضه وسماءه وثرواته ودماء ابناءه تسيل من افعال الاحتلال البغيض مع تبرير وتشريع وسكوت قبيح من الحكومات المتعاقبة التي نصبها الاحتلال او من الذين انتخبناهم نحن بدمائنا فبعد كل ذلك ليس صحيحا ان نصدق باتفاقية بين طرفين هم سبب كل ما جرى علينا خلال سبع سنوات الماضية .

 

فكيف نصدق باتفاقية امنية على اساسها يخرج الاحتلال من العراق ونحن نعلم ان امريكا من قبل خمسين عاما جيشها في اليابان والمانيا ودول اخرى ومن قبل ستة عشر سنة في دول الخليج ولم تنسحب منها؟!!

 

مما لاشك فيه ان الذي يريد الكلام عن احتلال العراق وما تخلف منه يطول به الحديث لايام واشهر ولعله سنوات , وذلك لعمق المأساة وزيادة نسب الدمار الذي حصل وشمل كل شيء ولم يفلت منه شيء في العراق الا وقد تعرض لذلك ولكن انطلاقا من القول ( وما لايدرك كله لايترك جله ) اقول اعتمادا على بعض العقول النيرة من ابناء شعبي الصابر وايمانا بوعي الكثير من شرائح المجتمع دفعني كل ذلك لكتابة بعض الشيء .. عسى ان يكون فيه ذكرى للمؤمنين . اتمنى ان يتحلى السياسيون، ولو لمرة، بالشجاعة الكافية ليصارحوا شعبهم، او على الاقل ناخبيهم، فيقولوا مثلا بان جولاتهم على عواصم المنطقة الغرض منها تلقي الدعم لاجنداتهم الخاصة وليس كما يدعون لتقوية العلاقات الثنائية. الغريب، ان تصريحات مختلف المسؤولين في مختلف العواصم نسخة واحدة طبق الاصل، تتكرر بمضمونها وفحواها بين ليلة 20 - 21 اذار (مارس) 2003 واليوم لا يقاس بحساب الزمن. حجم الدمار والخسائر والاضرار وأعداد القتلى والضحايا والأرامل، والتحديات والمتغيرات يفوق أي حساب زمني.

 

والمستقبل ليس مرهوناً بأفق الحرية بعد عقود من الكبت السياسي بل بإمكان عودة العراق إلى هويته العربية بلداً موحداً، بعيداً عن المذهبية والعشائرية والتفتت العرقي. وهذا غير باد في الأفق حتى الآن، على رغم الجهود التي يبذلها بعضهم. وسيشكل الانسحاب الأميركي المتفق عليه بين بغداد وواشنطن امتحاناً لقدرة العراقيين على اقتناص الفرصة لبناء بلدهم المدمّر من جديد. السنوات الست العصيبة فتحت بوابات الماضي على اقصاها. فجرت دماء بسكين قضايا معلقة منذ ألف عام. احدثت اضطرابا في مفهوم الوطن وقيمة المواطنة واتجاهات الولاء. ولكنها، مع كل ذلك احدثت مدخلاً في جدار مستقبل كان مجهولاً قبل عام 2003 ، في ظل تسلط حكم الحزب الواحد والعشيرة الواحدة والعائلة الواحدة والشخص الواحد. أعوام الاحتلال القاسية أرست ذاكرة جديدة في العراق. وضعت العراقيين أمام خيارات، بعضها مفهوم وبعضها غامض وملتبس. أجبرتهم على تحديد المستقبل من باب الأمن، حتى لو كان نسبيا وباهض الثمن.تركة الحرب التي تنوي الولايات المتحدة تجاوزها من دون اعتذار ثقيلة الى حد التناقض في ارقام قتلاها وشهدائها. تقدر الحكومة الضحايا المدنيين بنحو 100 ألف مواطن. وتعتقد منظمات محلية ودولية بأنهم يتجاوزون المليون. وتراهم الامم المتحدة بحدود الـ180 الفاً. وتؤكد وكلات انباء اختصت في اعداد قوائمهم بـ450 الفاً.

 

لكن فرضيات الخسائر تعيد صياغتها احصاءات اعلنتها وزيرة المرأة العراقية، معتمدة معلومات لوزارة التخطيط تفيد بوجود اكثر من مليون أرملة شابة (اقل من 30 سنة) من أصل 3 ملايين أرملة وعدد الجرحى والمعاقين مجهول أيضاً. تقدره منظمات مختصة بنحو مليون ونصف المليون معاق وجريح لم يحصلوا على حقهم من الرعاية. الاحتراب الطائفي خلف نحو 4 ملايين نازح ومهجر داخل العراق وخارجه خلال سنوات وتقلص العدد الى نحو مليونين ونصف المليون. و150 بليون دولار بدّدت على مشاريع وهمية أو استولى عليها موظفون وسياسيون وعسكريون عراقيون واميركيون حولوا العراق الى البلد الاكثر فسادا، فيما نسب البطالة تراوح ارقامها بين 40 و60 في المئة. وصف النائب والخبير الاقتصادي العراقي مهدي الحافظ السياسة الاقتصادية لبلاده بعد خمس سنوات من الاحتلال بانها مازالت غامضة، وإن الرؤية لتلك السياسة شهدت ألوانا متناقضة من الاراء والممارسات الأمر الذي أدى إلى تعذر تحديد هوية معينة ومستقرة للمسيرة الاقتصادية.

 

وتأتي تصريحات الحافظ في الوقت الذي أكدت فيه تقارير صادرة عن هيئة النزاهة العراقية ان خسائر بلاد الرافدين بلغت خلال السنوات الخمس الأخيرة التي أعقبت الغزو الأمريكي للعراق نحو 250 بليون دولار. وقال الحافظ، إن تقديرات هيئة الرقابة والمشورة الدولية تؤكد إن وزارة المال العراقية استلمت حوالى 99 مليار دولار منذ أواسط 2003 تشمل مبيعات النفط والرصيد المتبقي من برنامج النفط مقابل الغذاء والأموال العراقية المجمدة في الخارج. وأضاف إن الاحوال الاقتصادية والاجتماعية في العراق بعد 5 سنوات من تلاحق الاحداث بصورة عاصفة انعكست بصورة صارخة على حياة المواطنين وألحقت اضراراً بمستوى المعيشة ورفاهية المجتمع وتقدمه. ويعتبر الحافظ إن الفساد هو المعضلة الرئيسة الناجمة عن تفاقم الازمة العامة في العراق على كل المستويات، ولم يعد هنالك من ينكر إن هذه الظاهرة نتاج مباشر لضعف الدولة وتراجع قدرتها على بسط الأمن والنظام واحترام القانون. ودلل الحافظ على قوله بالفساد الذي يستشري في الأجهزة الحكومية التي تتولى الإشراف على صرف المنح الأمريكية المخصصة إعمار العراق، مشيرا إلى أن حوالى 9 بلايين دولار من هذه المنح لا تزال موضع تدقيق ومتابعة حثيثة من أجهزة الرقابة الأمريكية حيث إن شكوكاً كثيرة قد أُثيرت في شأنها.ويشير الحافظ إلى أن ظاهرة البطالة بمعدلاتها العالية وتدهور الخدمات الاساسية لا يزالان ماثلين في الحياة الاقتصادية للبلاد. ومهما قيل عن تحسن الوضع المالي والنقدي نتيجة ارتفاع أسعار النفط وعائدات التصدير، فقد استمرت معاناة الناس واشتد كابوس الفقر.

 

وأكد الحافظ في حديث له مع صحيفة "الحياة" اللندنية، إن سلطات الاحتلال فشلت في فرض (وصفة) جاهزة لنظام اقتصادي جديد في العراق تتمثل بإحلال آليات السوق، والاقتصاد الحر بصورة فجة ومفتعلة من خلال هدم المؤسسات والآليات الهيكلية للاقتصاد الوطني واستبدالها بتراكيب جديدة لم تتوفر مستلزمات نجاحها وتطورها بعد. وبذلك وجد المواطن العراقي نفسه واقفاً في محطة يحاول من خلالها إيجاد مظلة تقيه تداعيات التهديدات الأرهابية ضده من جهة ، والتبدلات التي يعيشها الواقع السياسي القائم على فوهة بركان من جهة أخرى ، معاناة حتى بدت المعطيات المتوافرة عن الصراعات السياسية لم تأخذ بنظر الأعتبار العراقيين ، وأزاء هذه الأدوار يتسائل الفرد العراقي إلى أين سيصل بنا وبلادنا تشكوا من فلتان أمني وارهاب يلاحق المواطن العراقي في كل مكان في عمله وفي الشارع والبيت والمدرسه والمسجد فهو يصحوا على انغام اصوات التفجيرات المروعه لا يسلم من شرها الطفل الرضيع ولا شيخ كبير ولا أمرأة مسنه وهذا نلحظه في كل يوم على ارض بحيث فوضى سياسيه وتوقف خدمات وتدمير البنيه التحتيه مما يجعل المواطن ان يفكر طويلا ماذا عملت هذه الحكومه التي تضحك على الشعب العراقي ولم يتم أي تغير في وجوه الحكومه .




ساري الفارس العاني
كاتب سياسي واكاديمي في صحيفة دنيا الراي
عضو الاتحاد الدولي للصحافه وعضو نقابة الصحفيين العراقيين
كاتب سياسي في الصحف اخبار العرب ودنيا الراي وشبكة المنصور

 

 





الخميس١٧ شـوال ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٥ / أيلول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ساري الفارس العاني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة