شبكة ذي قار
عـاجـل










يواصل السيّد "مشعان الجبوري" وفضائيّتي ؛ "الرأي" الخاصّة به هو , والفضائيّة التجريبيّة "المقاومة" , المتبنّاة من قبله , كمرحلة أولى ؛ أناشيد المغنّي "سعدون جابر" التي سبق وأن ألهب بها حماس المستمع العراقي , أقصد شرائح واسعة من العراقيّين وليس جميعهم "يعني مو كلهم .. حتى لا يزعل علينا سكنة المنطقة الخضراء وخاصّة من كان يناضل منهم داخل العراق" .. وقد "نبّش" مشعان الجبوري على ما يبدو عن "الخياس" الذي حاول سعدون جابر بكلّ قوّته "طمطمته" وإخفاءه بعد الاحتلال الأميركي للعراق وبشتّى الوسائل والطرق ومن ضمنها اعتذاراته المستمرّة والمتكرّرة للصحافة "الخليجيّة" والتي عبّر بها عن "أسفه" وعن "ندمه" في أكثر من مرّة عن تلك "المرحلة" الّتي كان يقدّم خلالها الأناشيد والأغاني الّتي كان "يمجّد" عبرها "الدكتاتور" السابق .. وهو معذور .. فقد كان الرجل يغنّي وينشد تحت التعذيب ! ..


يُمكننا أن تصور الآن د. سعدون وهو يستمع لأغانيه وأناشيده "الثوريّة" السابقة , تذاع , الآن , وغصباً عنه ! , وبكثافة , وعلى مدار الساعة , عبر ستوديوهات فضائيّتي "الرأي" و "المقاومة" , ولكنّها تذاع من قبل فضائيّة "المقاومة" بشكل أكبر بحيث تبدو معها وكأنّ العمليّة مقصودة من قبل السيّد مشعان ! وكأنّ هنالك عداوة ما سابقة بينه وبين السيّد سعدون , خاصّة لو تصوّرنا الآن سعدون جابر وهو متواجد في مشايخ الخليج أو في مدينة الكويت مثلاً ؟! .. ماذا سيكون حاله وسط الوسط الذي اكتشف المغنّي سعدون أخيراً أنّه وسطه المثالي المفقود ؟.. أكيد سيقول في سرّه ؛ وبينما هو "يتختّل" بين ذراعيه وبكفّي يديه يغطّي بهما وجهه إن كان خلالها يستمع لأناشيده "القديمة" في حضرة جلسة صحفيّة أو لقاء تلفزيوني خليجي ؛ "ياكاع انشكّي وبلعيني" ! فمن المؤكّد ستأخذه الهواجس والاحتمالات بعيداً بما سيعتقد بأنّ ما يذاع له من أناشيد "ثوريّة" قد تنسف ما بناه من ثقة كافية يعتقدها في وسطه الجديد بعد أن حاول الرجل طيلة ثمان سنوات وبشتّى الطرق والوسائل "غسل العار" القديم الذي "اضطرّه" للكذب على النظام العراقي "السابق" ! ؛ كما بات يصوّر ذلك باستمرار للجهات السياسيّة "أقصد صدى الغرب السياسي" في هذه المشايخ ..


الآن يا د. سعدون ؛ كنت بـ"وحده" .. صرت بـ"ثنين" .... !؟ فلم تكتفي اذاعة مشعان الجبوري بإذاعة أناشيدك "الثوريّة" ... الآن اشتركت معها بإذاعتها الإذاعة الليبيّة الاحتياطيّة , فضائيّة "المقاومة" التي تنشر أخبار وفعّاليّات جيوش و "كتائب القذّافي" على وقع أناشيدك يا دكتور !... يعني أخاف أكو خليجي مسمع بتراثك الوطني لحدّ هذه اللحظة ؛ راح يسمع ... لأنّ القناتين تذيعان , الآن , "بياناتك" الغنائيّة "الوطنيّة" وعلى مدار 48 ساعة خلال 24 ساعه باليوم الواحد !.. يعني الميشتري يتفرّج على رأي المثل الشعبي المصري ... وشكد جنت ضايج منّك يا مشعان , وأبد مكنت مرتاحلك ؛ إشكد ما ارتاحيتلك هسه !.. مو علمود فد شي .. بس أفرح من يشتغل التشنيع بالمنافقين بشكل عام وأنت أحدهم يا سيّد سعدون ..


تذكّرني لحظات الانقلاب السريع في وجهة المديح هذه الّتي أحد "أبطالها" اليوم المغنّي سعدون , بما كان حال بعض المطربين العراقيّين , وأنا بعد صبيّ , ستينيّات القرن الماضي , في سرعة تغيّر وجهتهم الغنائيّة ؛ من "انقلاب" إلى "انقلاب" آخر .. من ملك فيصل الى عبد الكريم .. ومن الزعيم الشعوبيّ الأوحد إلى عبد السلام القومي .. ومن خير خلف .. لخير سلف .. إلى التمجيد بالثورة البيضاء !.. وأقول ؛ بعض المطربين وليس جميعهم ..


عاشت ايدك مشعان .. أحرجت الرجل كثيراً .. بينما أبطال العراق العظيم , ومنهم البطل الشهيد راية العراق الخفّاقة , ابن مدينة "الديوانيّة" العظيمة ( هادي المهدي ) , ليس آخرهم , هم كنخيله الشامخات , لا يموتون إلاّ وهم واقفون بهاماتهم العالية ... بينما البعض يتهرّب من ماضيه علّه يديم بهروبه المشين سويعات قليلة في ما تبقّى من عمر "حبال" حنجرته المحتقنة المتهالكة التي عاف عليها الزمن ..


ولربّما "لهذا السبب" تمّ إسكات هذه القناة الليبيّة "المقاومة" قبل يومين .. فأنا من المفترض قد بدأت بكتابة هذه السطور وقناة "المقاومة" لا زالت تعمل ومن أناشيدها التي تذاع بنكهة عراقيّة بطلها سعدون جابر قرّرت كتابة هذا الموضوع , لكنّها الأن قد تمّ إسكاتها على ما يبدو , وقبل أن ينتهي بثّها التجريبي .. وقد يكون للمغنّي والفنّان الملتزم سعدون جابر يد طولى في إسكاتها ! بما بات يمتلكه من أموال ونفوذ خليجي .. وإسكات الأصوات "الشاذّة" عن التحالف الغربي ـ "الإسلامي" المشيخاتي ؛ لا يكون فقط عبرالسيّارات المفخّخة أو بالانتحاريين "الاسلاميين" أو بهاونات أعضاء القاعدة المتخلّفين كما حدث مع فضائيّة "الشعبيّة" الّتي سبق وأن كانت قد بدأت بالبثّ الفضائي من مدينة "الناصريّة" العراقيّة وهي لا زالت ببثّها التجريبي أيضاً ؛ بل بالأموال والنفوذ كذلك .. كما حدث ذلك مع قناة "المنصور" الفضائيّة...

 

 





الاثنين١٤ شـوال ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٢ / أيلول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب طلال الصالحي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة