شبكة ذي قار
عـاجـل










من البديهيات المعروفة علميا عن الكذّاب بأنه مرشح للسقوط في أية لحظة في تناقضات لا تكشف عن كذبه فقط، بل تهلكه أو تفضحه فضيحة مدوية تقربه من التهلكة. ونحن لا يهمنا عادة الشخص كفرد بذاته وخاصة عندما نعرف انه خائن وعميل، بل يهمنا التركيز على الظاهرة أو الحالة الجمعية التي تتمترس وراء ظل هذا الكذّاب ليكون حاديها ومقرر خطوها أو الواجهة المعلنة في اقل تقدير في ظروف شائكة ومعقدة وتحتاج إلى نباهة كبيرة وفطنة من نمط خاص أيضا. إذن نحن لا يهمنا شخص نوري جواد العلي فلسنا ممن صدّقوا إن للرجل قيمة سياسية أو اجتماعية أو فكرية، ونحن ندري أن نوري هو الخط الثاني أو الثالث من قيادات حزب الدعوة لأن الخط الأول يختفي يلوك الكعكة العراقية قانطا في طهران برواتب لكل شخص تفوق مجموع راتبي المالكي والطالباني، وكلها تحوّل مباشرة إلى إيران والى استثمارات في دول مختلفة لتضمن لهم ولتوابعهم إمكانية العمل والعيش بعد أن يخرجوا مع الاحتلال ويعودوا إلى دهاليز التجسس والتخابر. إن ما يهمنا هنا هو إلقاء الضوء عبر كشف تناقض خطير وقع به نوري مؤخرا.

 

قبل أيام, خرج المالكي على أجهزة الإعلام بتصريح يخص (الربيع العربي)، ولكنه تحدث بلغة لا تمت له ولا لحزبه بصلة!! واستخدم في حديثه مفردات لا يستخدمها إلا الثوريون وهو ليس منهم ولا يستخدمها سوى المؤمنون بالنهج القومي العروبي المؤمن وهو ليس منهم.. بدا الرجل وكأنه قد حفظ عن ظهر قلب بعض مفردات خطاب القوميين المطروح في كتاباتهم على الشبكة العنكبوتية أو سواها من وسائل إعلام متاحة لهؤلاء القوم الذين يعيشون زمنا غير زمنهم ويعانون من شح فرص التعبير عن ذاتهم لأنهم لم ينخرطوا في جوقات الأمر الواقع ولم يتعاطوا بعد، ولا أظنهم سيتعاطون مع سياسة الأرنب والغزال المعروفة. والمعروف إن نوري جواد العلي لا يمت للقومية والقوميين بأية صلة فالرجل شيعي صفوي فارسي حتى لو كانت جنسيته عراقية.

 

في تصريحه ذاك, قال المالكي بأن الربيع العربي يضر بالعرب ويفتت بلدانهم ويصب في صالح إسرائيل.

 

ثم صرح ليلة 9-9 في معرض هلوسته وهلعه من التظاهرات العراقية التي كان مخططا أن تنطلق ذاك اليوم ما معناه: إن العراق يعيش الربيع العربي منذ 2003 ولا يحتاج إلى ربيع جديد.

بربط التصريحين الذين لا يفصل بينهما سوى أيام ثلاث أو أربع وباستخدام قوانين أو مفاهيم الاستعاضة في علم الرياضيات نصل إلى معنى واضح وليس تأويلا ولا تحليلا ولا استنتاجا ولا تفسيرا، بل طبقا لربط التصريحين فقط: إن العراق الذي أنتجه الربيع الأمريكي عام 2003 هو عراق يعمل لصالح إسرائيل.. بل إن هذا العراق الربيعي هو السبّاق في الارتماء بأحضان إسرائيل.!!

 

إذن .. المالكي يعلن بوضوحه انه وحزبه عملاء للكيان الصهيوني وهذا ليس جديد علينا ولكن الجديد هو اعتراف المالكي عبر سقطة وتناقض مهلك يضع كل ادعاءاتهم بالانتماء للإسلام  وللمذهب الشيعي على مقصلة الحق الذي وضعوه تحت أقدامهم وعلى مذبح الصدق الذي حولوه إلى شيء من الماضي التليد.

 

لم يعترف المالكي ولا الجعفري ولا أي من أقطاب حزب الدعوة العميل يوما أنهم عملاء ,ولن يفعلوا ,رغم إن العديد من المتساقطين من هذا الحزب الفارسي الصفوي قد كتبوا كثيرا عن (انحراف حزب الدعوة) ونحن نعرف انه ما انحرف ولا هم يحزنون لأنه حزب عميل بالولادة وبكل ممارساته . عدم اعترافهم هو جزء من راديكاليتهم وميكافيليتهم التي فضحها انخراطهم في خطة غزو العراق واحتلاله ونيلهم عار التصدي للعملية السياسية الاحتلالية.   

 

لا أحد في العالم يجهل أو يتجرأ على تجاهل حقيقة إن (إسرائيل) هي محمية أمريكية إن لم نقل أنها ولاية أمريكية تقع خارج جغرافيا الولايات المتحدة الأمريكية.. حزب الدعوة ومَن خضع للاحتلال ارتزاقا لسلطة بلا سلطة أو لكسب حرام مغمس بالدم والدمار هم وحدهم مَن يتعاطون مع أميركا على أنها محررة وان بوسعهم أن يخدعوا العالم بإمكانية عزل تصرفها العدواني في العراق عن مصلحة كيانها المسخ في أرض فلسطين المحتلة.إنهم بذلك يخدعون أنفسهم قبل أن يخدعوا الآخرين.

 

لا أحد في العالم يصدق أن مَن يتعاون مع أميركا كما فعلت أحزاب القومية الشوفينية الكردية وأحزاب التشييع الصفوي الفارسي وأحزاب الإسلام السني الطائفي، لا يدرك انه بتعاونه هذا إنما صار حليفا لـ (إسرائيل) .. ولا العمامة ولا سواها من أردية التستر المفضوح تحجب هذه الحقيقة. وأنهم بذلك يسحقون أقدس القيم الوطنية والقومية والدينية التي لم يتنازل عنها ولم يساوم عليها العراقيون أبدا.

 

إن صدّق أحد إن الدعوة وبدر والمجلس الإيراني الصفوي قد خدعوا أميركا ليصلوا إلى سدة السلطة لينقلبوا عليها بعد حين فهو كمَن يصدّق إن الحياة ممكنة بلا ماء أو كمَن يصدّق حجة رجل يخطط لاغتيال رجل ليتزوج من امرأته العاقر لينجب منها.

 

الصدق بعينه أن مَن استلم الإدارة بعد الاحتلال هم عبيد وخدم للامبريالية والصهيونية وهم يدركون أنهم معترفون ضمنا وعلنا بالكيان الصهيوني وبغير هذا الاعتراف فإنهم سيُسحقون تحت بساطيل المارينز.

 

وليس أتعس من سقطة نوري العلي غير سقطت رفيقه في المجوسية عمار الحكيم الذي قال في محاضرة ثقافية خاصة بالنفاق الصفوي ما معناه إن العرب اليوم يقلدون الشيعة الصفويين الفرس في سبقهم الرائد بالاعتماد على أميركا والناتو في إسقاط النظام الوطني ... عمار يعلل نفسه المريضة بتعميم الخيانة ظّانا إن هذا التعميم هو طوق نجاة لغرقهم المروع في بحور الخيانة لله وللوطن وللشعب وللأمة.

 

يا أهلنا في الفرات الأوسط والجنوب ويا رجال وماجدات العراق عموما .. إنهم يتقيئون فجورهم وإجرامهم واحتقارهم للعراق وللعراقيين ومواقفهم المؤمنة والمسلمة والوطنية والقومية التي دفعوا من اجلها انهار دم وتضحيات مادية جسيمة.. إنهم يقولون لكم بأنهم عملاء وخونة ومجرمين وسرطانات وحشرات ارضة تأكل كرامتكم وشرفكم بكل وضوح ولا يليق بالعراقيين أن يسودهم سقط المتاع .

 

 





الاحد١٣ شـوال ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / أيلول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة