شبكة ذي قار
عـاجـل










الثورات الشعبية تولد من صورها وانجازاتها,وتموت من جرائها.انها لحظة استرسال للسياسة التي تريد بلوغها للهدف والتحول لرمز وشعلة تنير طريق الثائرين!!.فالشباب المصري لم يعد ينام في الشوارع والميادين بعد رفع ( جماعة الاخوان المسلمين المصريين ) رايات الدولة الاسلامية!لئلا ينحرف مسار انتفاضتهم عن طريقها الديموقراطي التعددي بعيدا عن طروحات الدين واقحامه بشؤون الدولة.ولم يعد يشعر اهل تونس وشبابها بسعادة وامان اجتماعي واستقرار وتوفر فرص العمل وبكثرة المظاهرات والاضرابات والتخوين والمساجلات بين اركان الحكم السابق والثوار الجدد. ومطالبة حزب راشد الغنوشي باقامة الدولة الاسلامية وتعميم اللباس الاسلامي على فتياتها !!.

 

اما ايران فانها تكتسب نفوذها الاقليمي المتزايد من هذه الانتفاضات الممولة امريكيا واعلاميا ذات الاجندات الغربية المشبوهة والتي تعمل ضد استقلالية القرار الوطني والدخول ضمن معسكرات ( الاعتدال والمهادنة ومناهضة الاصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ببلدانه ) .لقد توقفت الصحافة الساندة المحتفلة بها لانها لم تأت ثمارها كما كان مقررا لها!!. وجاءت احداث اليمن لتثبت مدى سيطرة الغرب على فعاليات ما يسمى الانتفاضة العربية بالرغم كونه يقاوم الانفصال الذي يقوده اهل عدن ويقاتل الحوثيين والقاعدة المدعومين من ايران.والعالم كله يعرف بقضية القوارب والسفن المحملة بالاسلحة والعتاد الايراني المرسل لهؤلاء العملاء.فامريكا لاترغب بوجود تغير بالسياسة الخارجية لبعض الاقطار العربية المجاورة للكيان الصهيوني.وخاصة بعد اعلان مصر منذ بداية انتفاضتها ,رفضها محاصرة الفلسطينين بغزة وانها ستفتح معبر رفح الحدودي ( فتحا دائم ) !!لانه يقع ضمن السيادة المصرية!!حتى سارع الكيان الصهيوني طالبأ من الادارة الامريكية بالضغط على المجلس العسكري المصري !! لاغلاقه وابقاء الحصار على حاله الا لساعات معدودة ولا يتم ادخال مواد البناء اللازمة لاعمارها .

 

وتهديد النظام المصري بوقف المساعدات المالية والغذائية والاقتصادية والعسكرية الممنوحة له. ان الربيع العربي,ظاهره الثورة التحررية التي يقودها الشباب العربي للتخلص من الانظمة الديكتاتورية الموالية لامريكا والكيان الصهيوني!!و لكن تطرح اسئلة وتحديات مثلما شهد انطلاق الموجة الديموقراطية الموالية للغرب التي اجتاحت بلدان المنظومة الاشتراكية عام 1989 وما اعقبه انهيار الفكر والمعسكر السوفياتي.او في اوربا الثورة الفرنسية ذات طابع العنف!!. فالديموقراطية العسكرية الامريكية التي تريدها لاقطار الوطن العربي.اسفرت بتقسيم العراق لطوائف واثنيات وقوميات وفيدراليات ومليشيات طائفية مسلحة وتشريد اهله بمختلف اصقاع الارض واحتلال طويل الامد وتدميرمشروعه الحضاري النهضوي الذي كان يقوده حزب الجماهير والمناضلين والمكتسبات والانجازات والاستقلال السياسي والاقتصادي والعسكري البعث العربي الاشتراكي بقيادة فارس الامة وشهيدها, الابن البارللبعث المرحوم صدام حسين ورفاقه الشهداء الابطال الاحرار.بعد جلب المحتلون وخلف دباباتهم عملاء واراذل ومزورين وطائفيين ليتولوا مقدراته. اما السودان ,فادى تدخلها السياسي والامني والتبشيري والعسكري,بانسلاخ جنوبه عن شماله بفضل دعمهم للانفصاليين الجنوبين لطمعها بخيراته ونفطه ومعادنه وموقعه الاستراتيجي.وربما الايام القادمة سيفصلون ( دارفور ) !!. ان منطقتنا تعيش وهم ما يسمى الربيع العربي وبمآزق سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي .فاصبحت بركان ملتهب تنذر باحتراقها باكملها!!

 

فاوباما صرح مؤخر ( ان بشار الاسد ياخذ المنطقة برمتها لمنزلق خطير ) والقصيرون النظر من ابناء الشعب العربي لايعلمون انهم يسعون ( لطمس هويتها الوطنية والعربية والقومية وحضارتها وتاريخها المجيد واستهداف وحدتها الوطنية ) .. اما تركيا التي حطمت الجدارالمانع لحركة التطبيع العربي – الاسلامي مع الكيان الصهيوني من دون ثمن للحقوق الفلسطينية!!.واصبح اردوغان نجما لامعا يجيد لعبة الاعلام والدعاية السياسية. فصرح قبل اسابيع لوصفه الازمة السورية ( بانها قضية تركية داخلية!!. ) متذرعا بالحدود الطويلة التي تربط البلدين والقرابة بين الشعبين والتأريخ المشترك!!. والاتراك استضافوا مؤتمر ( للاخوان المسلمين السوريين !! ) قبل احداث سوريا لتقويض جبهتها الداخلية. ثم نظموا مؤتمري ( انطالي ) وبعده ( اسطنبول ) لما يسمى المعارضة السورية التي تعيش بالخارج على فتات الغرب!!وانسحاب ممثلي الاحزاب الكردية المشاركين بالمؤتمر . احتجاجا على عبارة ( الجمهورية العربية السورية ) مطالبين بالغاء عروبتها!! .حيث سبقهم بذلك اكراد مسعود البارزاني والطالباني وغيرهم من عملاء الاحتلال الامريكي!!. وهم لايلتزمون الحياد تجاه الاحداث الجارية بالمنطقة العربية لكونهم ضالعون بها لانها ترتبط وتلبي وتؤمن مصالحهم الاستراتجية!!.00 ويضغطون ويلحون على القيادة السورية!!بحجة انهم يمارسون دور الشقيق الاكبر لها!.وينفذون دور الشرطي والقاضي معأ. ويعملون ويريدون ادخال الاخوان المسلمين السورين بحلبة السياسة والحكم والنظام بسوريا.

 

وهؤلاء حضروا مؤتمر باريس الذي نظمه مهندس السياسة الفرنسية, الصهيوني ( برنارد هنري ليفي ) مقدمأ لهم الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي والاعلامي والدولي!!, الذي كان يدعو السلطات الصهيونية لضرب رجال وشباب ونساء واطفال الانتفاضة الفلسطينية الثانية الابطال بكل الوسائل المتاحة!!... وتحركات السفيرين الفرنسي والامريكي بدمشق بعيدا عن الاعراف البروتوكولية والدوبلوماسية وذهابهما خلسة لمدينة حماه السورية.

 

لاذكاء الفتنة الطائفية واظهار دعمهم للاخوان المسلمين المتواجدين هناك. تمثل صفحة اخرىمن التدخل والتنسيق الامريكي –الاوربي – الصهيوني والتأمرعلى القيادة والشعب السوري الشقيق.

 

ان اردوغان الذي افتعل المعركة الكلامية بمنتدى ( دافوس ) مع شمعون بيريز لينسحب من المنصة التي كان يجلس عليها عمرو موسى!! . وكرر بطولته بقضية السفينة التركية مرمرة ليقود بازار اعلامي وسياسي لمجرد خلاف على السفينة الذاهبة لغزة ومقهى تقدم القهوة التركية داخل تل ابيب !!. ولا ننسى تعاملها وتنسيقها المتعدد الاشكال والوجوه مع الكيان الصهيوني فانها لاتختلف عن ايران ( فكلاهما يبعنا مواقف مجانية عبر الايحاء بانهما مع الفلسطينين وضده!!.وهم سعيدون بهذه ( المناكفات ) التركية التي تستبدل التوتر والصراع العربي—الصهيوني المحتل للاراضي العربية ويقيم الجدار العازل ويدمر غزة يوميا ويقتل ابنائها.ببرودة العلاقات وطلب الاعتذار عما قامت به على ظهر السفينة القديسة مرمرة!! ان لسوريا رجالها بساحات الجهاد والوغى,ولم يكونوا الا احرارا سادة ولم يحنوا رؤوسهم للامبراطورية المندثرة العثمانية ولا لفرنسا ولبريطانيا ولامريكا التي رفضت مباركة غزوها للعراق عام 2003 تتعامل بكل كبرياء وشموخ مع الاوراق المستنسخة من اتفاقية سايكس –بيكو لاعادة تقسيم الامة العربية. فواجهت الحرب الجديدة عليها عبر وسائل الاعلام ومجلس الامن الدولي والتظاهرات المدفوعة الثمن والقتل والاختطاف والتشويه والتهديد بالاجتياح وهدم وحرق مؤسسات الدولة والخدمات العامة واغتيال مناضلي حزب البعث ورجال الشرطة والامن والقانون وضرب الاقتصاد الوطني وترويج السموم والمخدرات واشاعة الطائفية والاجتماعات والمؤتمرات المتنقلة بين انطاليا وسان جيرمان واسطنبول والبيت الابيض!.وتبقى القيادة السورية الشابة برئاسة الدكتور بشار الاسد ماضية بتحقيق الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمحافظة على الجبهة الوطنية الداخلية المعروفة بتماسكها وثباتها وعلى انجازاتها ومكتسباتها التي تحققت لمصلحة الشعب العربي السور ي.00 ان التحالف الامريكي- الصهيوني—التركي—الغربي—الايراني يريد ايصال ( الاخوان المسلمين العرب لسدة الحكم ) وايلام النموذج ( الموديل المستعمل بتركي ) كصيغة توافقية والتطبيع مع الكيان الصهيوني!! وبرز هذا التيار بما يسمى ( المجلس الانتقالي الليبي ) المدعوم من تركيا واوربا والولايات المتحدة الامريكية. بقصف جوي كثيف على اخوتهم في ليبيا .ويدعي هؤلاء العملاء وادلاء الخيانة انهم ثوارا وديموقراطيين ويريدون اقامة نظام الحرية والعدالة افتقدوها بظل حكم معمر القذافي!! يدين بالولاءلاسيادهم وينتقدون الدول والشعوب التي وقفت ضد عمالتهم وتواطئهم.متناسين ان هذا الحلف المشبوه ليسوا جمعيات بر واحسان بل يبحثون عن مصالحهم الاستراتجية!!.فقد وصلت الخسة والعمالة بأن تطالب الجامعة العر بية من حلف الناتو بتنفيذ مضمون القرار الاممي 1973 ضد اهلنا واخواننا الليبين .والذي قام بتدميرالبنى التحتية والمنشاءات الاقتصادية والنفطية والعسكرية وقتل الالاف منهم ولم يعجبهم الصمود والمطاولة والصبر والتضحية التي ابداها الشعب الليبي البطل ورجال النشامى طيلة 6 الاشهر الماضية .وابعاد القيادة الوطنية الشرعية الليبية برئاسة العقيد المجاهد معمر القذافي الذي اختار ورفاقه وابنائه حرب المقاومة الوطنية المسلحة..ويتحدثون في بنغازي عن رجل ملثم يدعى ( بابا نوؤيل القطري ) !! يجوب ازقتها لتوزيع الاموال والهدايا على ثوار الناتو!! من امير قطر وزوجته المصون موزة!!

 

هذا النظام لايتورع عن تصفية اعدائه بالداخل والخارج.ويقود حربا سياسية واعلامية ضد ليبيا وسوريا وقيادتهما الشرعية وشعبهما الابي.عبر قناة الكذب والخداع والتضليل والتحريف ( الجزيرة ) وينسون حجم امارتهم الصغيرة الخالية من الحياة البرلمانية والديموقراطية. وترابط قرب غرف نومهم القاعدة العسكرية الامريكية بالدوحة.حتى تمكنه من الزهو على اخوانه العرب !!او لدعوتهم بحق الشعوب نحو الديموقراطية!!. ولم نسمع يوما عن مظاهرات واحتجاجات وانتفاضة الشباب العربي عن احتلال العراق وتدميره واغتيال قائده الشرعي وضرب وتدمير واحتلال ليبيا وتقويض النظام الوطني والقومي والعروبي في سوريا واليمن والبحرين وانفصال جنوب السودان عن شماله!!.000 وهناك الهاربون من جحيم الربيع العربي.فمياه البحر المتوسط التي تشكل الحدود البحرية الفاصلة بين اوربا وشمال افريقيا تحولت لمقبرة جماعية لالاف الشباب التاركين دياهم الراكبين ( زوارق الموت ) الباحثين عن الفردوس المفقود ببلادهم. لغرض اللجوء للقارة العجوز العاجزة عن استقبالهم وتوفير فرص العمل والنجاة لهم وهم من اتعبوا روؤسنا , عليكم بتطبيق مبادىء الديموقراطية والعدالة الاجتماعية والانسانية!! والظاهر ان هذه المياه لن تكون فقط لجثة اسامة بن لادن.بل لضحايا الانتفاضة التونسية التي قادت الموجة الاولى منهم ثم المصريين الهاربين من الفلتان الامني والسياسي والاجتماعي والانتقام من اتباع حسني مبارك.

 

و جاءت الامواج الكبرى عبر العدوان الامريكي-الاطلسي-الاماراتي – الاردني –القطري—التركي—الصهيوني – الاوربي على الشعب الليبي وقيادته الوطنية والشرعية التي كانت بمثابة الصنبور االذي يمنع تدفق المهاجرين لاوربا!!— والظاهر ان الغرب مرتاح للدور العربي لانه انقذهم من الوقوع بمستنقع ليبيا كما حدث بافغانستان والعراق!!معلنين ان العرب يفهمون بعضهم جيدأ!! 000 لقد اعطت تركيا للحكام العرب دروسها بكيفية التعامل مع ما يسمى ربيع الشارع العربي تطالبهم!!00 اولا—بان الاسلاميين العرب يستطيعون الان افراز حضورهم وتامين حقوقهم واختيار الاكثر انفتاحا على الحضارة الغربية!!.ثانيا—العمل باصرار وتفانٍ لاقامة احزاب ليبرالية او جبهة لها تضم قيادات وشخصيات تتمتع !!بسمعة طيبة لدى الشعب العربي ولديها برامج اصلاحية.—ثالثأ-اجراء انتخابات حرة ونزيهة خالية من ضغوط المؤسسات الامنية والسياسية والدينية والعسكرية!!.—رابعا—التوصل لدراسة مستفيضة للعلاقة بين القوى السياسية والمؤسسات الامنية كالجيش والشرطة ودورهما بعدم التدخل لتعطيل عملية الانتقال نحو الديموقراطية او حرفها عن مسارها!...

 

اننا نلاحظ في وطننا العربي ضعف تأثير وفعالية وتشتت المعارضة الخارجية والتي لا تحضى بدعم واسناد وتقدير ومصداقية من قبل الجماهير العربيةومنظماتها السياسية والاعلامية والشعبية بسبب ارتباطاتهم المشبوهة مع امريكا واوربا والكيان الصهيوني وسجلها التامري على بلدانها.ولاتملك رؤى مستقلة ومستقبلية وليس لديها برامج اصلاحية بمجالات السياسة والاقتصاد والادارة والخدمات العامة والاجتماعية.وفشلها الذريع بكسب ومؤازرة القوات المسلحة والامنية واستقطاب رجال القبائل والعشائر ورجال الدين والاعمال.
 

 

 





الاثنين٠٧ شـوال ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٥ / أيلول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حسين الربيعي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة