شبكة ذي قار
عـاجـل










احكمت الجماعة الليبية المقاتلة سيطرتها على العاصمة الليبية بعد عشرة ايام من الانقضاض عليها.


ووفقا لمسؤول الداخلية في المجلس الانتقالي الذي دعا المسلحون من غير اهالي طرابلس الى العودة الى مدنهم بعدما اعلن عن استتباب الوضع الامني في المدينة فأن الجماعة الليبية المقاتلة


وامينها العام عبد الحكيم بلحاج ( ابو عبد الله الصادق ) الذي يترأس المجلس العسكري في طرابلس ، اضحت بهذا القرار القوة الوحيد ة المدججة بالأسلحة المتنوعة التي تتحكم بطرابلس .


وكان بلحاج نجم القنوات الفضائية ووسائل الاعلام خلال الفترة الاخيرة التي اعقبت اقتحام طرابلس ..وهو من القي القبض عليه في تايلند في 2004 بعد ان ابعد من ماليزيا وتم تسليمه من قبل المخابرات الاميركية الى السلطات الليبية من اجل ايقاع عقوبة السجن به الى ان نال حريته بفضل مساعي سيف الاسلام القذافي بعد ان ادعى عدوله عن استخدام السلاح وقيامه بما وصف بمراجعة اساليب الحركة العنفية .


وكان قائد القوة البرية للجيش التابع للمجلس الانتقالي اللواء خليفة حبتر قد اعترف بوجود من وصفهم بالجماعات المتشددة عادا وجود هذه الجماعات في غير صالح الليبيين .
واكد حبتر في لقاء اجرته معه قناة العربية الفضائية في التاسع والعشرين من آب / اغسطس الماضي ان متشددين تسربوا الى صفوف الثوار خلال الاشهر الثلاثة او الاربعة الماضية .


بينما دافع عضو في المجلس العسكري لمدينة طرابلس استضافته القناة نفسها في استديو هاتها بدبي في التاريخ نفسه عن حق هؤلاء المتشددين في ان ينشطوا سياسيا في الحياة الليبية الجديدة بعد السيطرة على طرابلس وتواري الزعيم الليبي معمر القذافي لقيادة المقاومة ضد الثوار الذين حظوا بمساندة حلف الناتو وقطر والامارات والاردن .


واعترف هذا العضو في اللقاء اليتيم الذي بثته قناة العربية من غير ان تعود بثه في برامجها اللاحقة بانه واحد ممن شملته مبادرة مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية بالعفو عن المعتقلين من عناصر الجماعة الليبية المقاتلة في اوقات مختلفة من عام 2010 او بعد اندلاع الاحتجاجات في بنغازي شباط /فبراير الماضي .


ويمثل مقاتلو الجماعة المقاتلة وهي التنظيم الرديف للقاعدة في ليبيا العدد الاكبر من اعضاء المجلس العسكري الذي انقض على طرابلس في الربع الاخير من الشهر الماضي بدعم لوجستي وطلعات جوية قتالية من حلف الناتو .


وكان مقاتلو الجماعة الليبية ومن بينهم ناصر تايلمون السائق الخاص لأسامة بن لادن الذي قضى نحبه في غارة اميركية في الباكستان في ايار من هذا العام من بين المعتقلين الذين اطلق سراحهم على دفعات منذ ايلول / سبتمبر 2010 ...كما اطلق سراح عبد الحكيم بلحاج امير الجماعة من ضمن 214 معتقلا في اذار / مارس 2010 في اطار مساعي سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي ووساطة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه القرضاوي .


وشدد اللواء حبتر على ان وجود الجماعات المتشددة في اشارة الى الجماعة المقاتلة ليس في صالح ليبيا مشيرا الى (اننا عرفنا الان ان هناك مجموعات متشددة وهذا التشدد ليس بصالح ليبيا ).


وكان المجلس الانتقالي نفى خلال الاشهر الستة الماضية اي وجود لعناصر القاعدة او من يدور في فلكهم ونفى المجلس اتهامات الزعيم الليبي القذافي بان المجلس الانتقالي وعناصره المسلحة هي الوجه الاخر لإرهاب القاعدة .


وقد مثل عبد الحكيم بالحاج (الثوار) في اجتماع رؤساء اركان حلف الناتو في الدوحة يوم الاثنين الماضي .


وربما كان اغتيال وزير الدفاع المجلس الانتقالي اللواء عبد الفتاح يونس تتحمل مسؤوليته عناصر الجماعة الليبية المقاتلة مما يفسر للمراقب المحايد الالم الذي انتاب اللواء حبتر خلال لقائه الاخير في قناة العربية من استهداف يونس من قبل عناصر تخضع لسيطرة الجيش.


ويخشى ان تتفجر صراعات عنيفة في مختلف مستويات القيادة والسيطرة وانتهاءا في صفوف مقاتلي المعارضة على خلفيه سيطرة المتشددين من عناصر القاعدة السابقة على الميدان اضافة الى الانفلات الامني الذي شهدنا بعض فصوله في حرق الممتلكات الشخصية والتعدي عليها ونهب الممتلكات الحكومية والانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان والتصرفات العدائية غير المنضبطة ضد العاملين الافارقة او الليبيين من اصحاب البشرة السمراء وغيرهم.


ويفهم من تشديد اللواء حبتر على خشيته من مستقبل ليبيا في ضوء تسلل العناصر المتشددة بشكل واسع ومؤثر في صفوف المجلس وقوته الضاربة مما يستدعي موقفا قويا وحاسما ينزع فتيل ازمة قائمه عبرت عنها عناصر الجماعة الليبية المقاتلة التي تتولى قيادة المجلس العسكري في طرابلس على وجه التحديد .


وتأتي دعوة مسؤول الداخلية في المجلس الانتقالي الى المقاتلين من غير اهالي طرابلس الى العودة الى مدنهم لتكرس تحكم وتفرد الجماعة المقاتلة في مصير طرابلس .


وقد وثقت منظمة العفو الدولية جرائم وانتهاكات صارخة لحقوق الانسان من جانب القوات التي اقتحمت العاصمة الليبية وحي بوسليم واكدت المنظمة ان قاعات تفرض عليها حراسات مشددة تكتظ بمئات المعتقلين ممن لا يتيح ضيق المكان استيعابهم فضلا عن الاهانات واعمال القمع والتعذيب التي تمارس ضد معتقلين اتهموا بموالاة الزعيم القذافي .


ويلاحظ ان المنافذ الحدودية مع تونس شهدت نزوحا كبيرا من طرابلس باتجاه تونس بعد انقضاض المسلحين على العاصمة الليبية خوفا مما يحمله المستقبل القريب من صراعات اشد في ضوء السيطرة المطلقة لعناصر الجماعة المقاتلة على مقدرات الامور في طرابلس وبقية المدن الليبية ، الامر الذي يحمل في طياته احتمالات واسعة لنزاعات اكثر عنفا بين القوى والتحالفات التي حظيت برعاية ودعم حلف الناتو لاجتياح المدن الليبية واسقاط نظام الزعيم القذافي منذ اندلاع احتجاجات 17 شباط / فبراير الماضي.


ويبقى مصير ليبيا تتجاذبه النزاعات المسلحة لا سيما وان ليبيا اضحت غابة من السلاح ! وربما يتسرب بعضه الى البلدان المجاورة مما يرجح احتمالات انفلات امني فيها

 

 





الاحد٠٦ شـوال ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٤ / أيلول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مازن الشيخ نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة