شبكة ذي قار
عـاجـل










تبا للغزاة المحتلين تبا للخونة والمرتزقة المأجورين ؟؟
تبا للمزورين والكذابين باسم المذهب وباسم الدين ؟؟
مضت ثمان سنوات منذ سقوط بغداد كانت كافية


تقدم أي شيءأو عينة في مختلف الجوانب ، وسيكون عليه مستقبل العرب، وليس العراق وحده. فالغزو الأمريكي لم يسقط النظام الحاكم، بل أسقط استقلال العراق كدولة، وشرع في تفكيك ككيان سياسي تاريخي راسخ الجذور والفروع،وكمجتمع إنساني عريق في صناعة الحضارة والمدنية لذاته، وللبشرية. لقد وصف الاستعمار الأمريكي نفسه بأنه حامل وناشر للفوضي البناءة. لكنه أثبت حقاً أنه حيثما تحل وحوشه، يحلّ الخراب والموت.

 

خمس سنوات مضت علي تمادي الوحشية الأمريكية، فكانت بمثابة إعادة تكثيف القرون الوسطي بكل فظائعها الدموية والسحرية والخرافية. لم تبقَ ثمة وسيلة أو نظرية في علم (الأنثروبولوجيا) التخريبية، المتفوقة في الجامعات ومراكز الأبحاث الأمريكية، إلا واتبعتها أجهزة الاحتلال في تمزيق النسيج الاجتماعي والبشري للشعب العراقي. خمس سنوات من إقامة دولة الإرهاب الأعلي النموذجي، لم يسجل الإعلام العالمي خلالها إلا أقل العناوين والكلمات والأرقام عن أهوالها المنظمة، غير المسبوقة في مسيرة المذابح الجماعية الكبري المشهودة في ظلام التاريخ ماضيه وحاضره معاً.أن الاحتلال جاثم على صدر الشعب والحكومة المنصبة من قبله وهو غير مسؤؤل عن أي شيء سوى مصالحه ويتصرف على هذا الأساس بكل وقاحة وعنترية , ودول الجوار تتدخل كل حسب مصالحه وحجم العمالة والتأييد لها وحكومة طائفية لا تأبه للبؤس والتعاسة التي يعيشها الشعب في أمنه ومأكله ومشربه وصحته وسكنه .

 

فرغم مرور سبعة سنوات إلا أن حياة العراقيين في تدهور مستمر, فالهجرة إلى الخارج ما زالت مستمرة وقد تجاوز عدد المهاجرين أكثر من أربعة ملايين والمهجرين داخل العراق المليونين تقريبا , ونسبة العوائل التي تعيش دون خط الفقر في تزايد تعيش الناس بدون كهرباء ولا ماء صالح للشرب ومعظمها ما زالت تسكن دور الدولة ومؤسساتها المهجورة والديمقراطية التي تحدث عنها الأمريكان وعملائهم كانت ديمقراطية الإرهاب والميليشيات. إنها حرب فاشلة في جميع القياسات جاءت بادعاءات كاذبة وقد خسر الشعب العراقي خسائر كبيرة ولم يلح في الأفق من أمل.

 

أي ديمقراطية هذه التي يقتل فيها الشعب وترمى جثثه في الشوارع والطرقات وأي ديمقراطية التي تحرق فيها دوائر الدولة وتنهب ممتلكاتها وهذا ما حصل في جميع محافظات القطر ومنها الأسواق المركزية كسوق العدل والمستنصرية والثلاثاء والثامن والعشرين من نيسان وحي العامل وباقي الأسواق في بغداد والمحافظات وأبنية الوزارات ودور العبادة والمصارف والدوائر الحكومية الأخرى وأي ديمقراطية التي فيها أجهزة الحكومة هي من تسرق وتقتل وتهجر كما حصل لميليشيات المعتوه مقتدة الرذيلة والجهل وميليشيات منظمة غدر الإجرامية وعصابات ألجلبي ولواء 24 والفرقة الحادية عشر سيئة الصيت التابعة للمالكي، وسرقة المصارف وقتل حراسها من قبل ضباط حماية عادل عبد المهدي ومنظمة بدر، أي ديمقراطية وانتخابات تقوم أجهزة الدولة عصابات وفرق إجرام المالكي بترويع المواطنين في مناطق معينة تمنعها من المشاركة بالانتخابات (الديمقراطية) من خلال دكها بالهاونات والقذائف وكأن بغداد تعيش حياة جبهة قتال على الحدود مع إيران عام 1980، أي ديمقراطية التي تسرق فيها اسيجة الشوارع الحديدية وتهدم فيها معسكرات الجيش العراقي لتباع بالسكراب أبواب وشبابيك وطابوق وأخشاب، وأي ديمقراطية هذه التي يسرح فيها جيش عرمرم يعد من أقوى الجيوش في المنطقة، دون راتب تعيش فيه عوائلهم ،أما بصدد 35 سنة من ( الديكتاتورية ) نعم إنها ديكتاتورية تآخي وتوحد عموم الشعب و بناء الإنسان الجديد المتعلم بناء التكنولوجيا والعلوم ، ديكتاتورية توفير الآمن والأمان وفرص العيش الرغيد لعموم الشعب ومن هو قادر على العمل، إضافة إلى تخصيص رواتب الرعاية الاجتماعية لمئات الآلاف من العجزة والأرامل والأيتام ،35 سنة من ديكتاتورية بناءا لمدارس ورياض الأطفال ودور العبادة والجامعات والمعاهد والقضاء على الأمية ،وبناء المستشفيات ودور الأيتام، بناء المصانع والمزارع والجسور، بناء زراعة متطورة ومزدهرة وبتكنولوجيا متقدمة أوصلت العراق للاكتفاء الذاتي للكثير من المحاصيل الزراعية في زمن الحصار الغاشم الذي تعرض له بلدي . فذكرى الحرب وذكرى احتلال العراق هي ذكرى بائسة وحزينة وعلاماتها ما زالت مستمرة .. جعلتها أمريكا بهذه الحالة لأنها تريد للعراق هكذا ، إن القوى السياسية العراقية الحاكمة حاليا لا تأبه لما يحصل للشعب لأنها مشغولة بهمومها وأهدافها الذاتية ..

 

فلنحول هذه الذكرى البائسة إلى أمل وتفاءل يفتح طريقا جديدا نحو الوحدة الوطنية والخلاص من الاحتلال والطائفية رأسي البلاء والدمار في العراق، من خلال تكاتف أبناء الشعب مع مقاومته الباسلة فإن أحد أهم أهداف المقاومة العراقية المرافقة للهدف الرئيسي، هو إلحاق الهزيمة بقوات الاحتلال الصهيو-أمريكي، وهذا الهدف لا يقل أهمية، عن هدف التحرير كهدف رئيسي. تمر اليوم الذكرى السوداء السادسة للاحتلال الأمريكي الأطلسي الصهيوني الإيراني الغاشم واللئيم لعراقنا الغالي ، تمر الذكرى وقد صمم العراقيون الأباة وبعون من الله على مقاومة المحتل حتى طرد أخر جندي أجنبي من ارض العراق الطاهرة ، فلقد ضحيتم يا أبناء العراق ودافعتم بالغالي والنفيس في الأرواح والأموال في الأبناء والأطفال وأفشلتم وأوقفتم المشروع الأمريكي الصهيوني المنوي تطبيقه في العراق وفي المنطقة ..عاش شعب العراق الآبي مجدآ وخلودآ لشهداء العراق العظيم ؟؟



الكاتب السياسي وألآكاديمي
ساري الفارس العاني
عضو نقابة الصحفيين العراقيين .. وعضو اتحاد الصحفيين العرب وعضو الاتحاد
وعضو الاتحاد الدولي للصحافه .. وكاتب سياسي في جريدة أخبار العرب في كندا

 

 





الجمعة٠٤ شـوال ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٢ / أيلول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ساري الفارس العاني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة