شبكة ذي قار
عـاجـل










هذه كانت الصورة الاولى لحياة الانسان على هذه ألارض,إنها رحلة كانت في علاقة ألانسان بربه وتعاليمه فكيف هو الحال مع المجاهدين ضد وكلاء الشيطان على الارض, بمعنى أن الذي تحدثنا عنه في أعلاه كان يخص شأن يتعلق بالانسان بربه وتعاليمه و نواميسه,والان نريد ان نتحدث عن الصورة الحياتية الثانية للانسان ونستعين بكل ما موجود في الصورة الاولى من خطوط والوان والمعاني العظيمة والاطار الجميل للصورة الاولى لنبدأ برسمها وترتيبها وتأطيرها لتكون نسخة من الاولى في جوهر المعاني ولكن بأُطر دنيوية ومرحلية ترتبط بطبيعة كل جيل ومرحلة وأُمة وشعب,فالصورة الثانية ستكون في معانيها لتحكي عن جهاد الانسان عن قيمه ومبأدئه التي تنظم حياته على الارض والتي يستمد من قيمه الروحية الاسس والعناصر الاساسية لبناء هذه القيم الدنيوية,وعن كل الوسائل الاخرى التي تنتظم أمامه لرسم حياته على الارض.إن المبأدئ والقيم التي نؤمن بها تحتاج الى تحقيقها الى جهاد ونضال وقبل ذلك تحتاج لمن يؤمن بها بشكل صحيحً ,فعندما ينتظم الانسان منا الى حزب أو يعتنق عقيدة يكون من أوليات هذا الانتماء (وليس الانتساب)أن يعرف كيف أن يدافع عن عقيدته وأن موجبات تحديد وسائل الدفاع أو النضال أن تكون نسبية وهذه النسبية تمتد فقط على مساحة الوسائل والادوات وليس على جوهر العقائد والافكار نفسها,ومن لايعيش النضال لايمكنه أن يتصوره(كالمؤمن الذي يشهد رمضان ولا يصومه)والامر الاخر أن لاتتحول المرحلة الكفاحية والنضالية الى مرحلة ثورية تنتهي أو تخفت بثوريتها بعد تحقيق النصر(كما هو عيد الفطر بعد شهر رمضان),وأيظاً في المرحلة النضالية تبرز دور القيادات الواعية أكثر من مرحلة ما بعد النصر ففي هذه المرحلة تعاين القيادات وبمختلف المستويات حركة وتوجهات مناضليهم وخاصة اللذين بندفعون بثورية زائفة واقول زائفة لان ليس كل المواقف الجذرية والحادة والمتطرفة تعني ثورية لان الثورية قد تضيع في زحام الانفعالات وفي وسط هذه الانفعالات نفقد البصيرة الثورية وأن الثورية لاتعني ابداً المواقف الانفعالية والحادة أو الجذرية بل تعني وبشكل واضح هو مقدار النجاح الذي تحققه الحركة أو الحزب في التعامل مع الواقع ولكن بعيداً عن الاستسلامية للواقع.أن الحركة الثورة العراقية والتي هي جزء من حركة الثورة العربية والمتمثلة اليوم بالمقاومة العراقية البطلة التي يقودها البعث الخالد هي تمر بمرحلة خطيرة جداً خطورتها لاتكمن فقط بحجم ونوع التحديات التي تواجهها ولكن ايظاً في نوعية الاستقطاب الذي يتجمع فيها و معها,وهذا الامر لم نبتلي به كعرب وعراقيين بل هذا ما تعيشه كل الحركات الثورية في العالم والتي تمر في مرحلة النضال الثوري,أن صيحات البعض مع تقديري لمشاعرهم بأخذ مواقف متشنجة (غيرالثورية) تجاه بعض المواقف والحركات والاحزاب الاخرى قد يظهر للبعض إنه طريق صحيح لاثبات الهوية النضالية وإعطاء خصوصية ولكن الامر ليس كا قد يتصوره هذا البعض فلا يعني ابداً أن نتحالف مع أحزاباً أو حركات دينية مثلاً أو ليبرالية أوماركسية أو حتى قطرية قد نختلف معها في بعض المنطلقات النظرية تخلياً عن المبادئ والقيم,ولكنها تدخل في مساحات الستراتيجيات المرحلية السياسية ففي النظال السياسي لاقامة نظام حكم وطني لابد من أن نقر بأن لسنا وحدنا في الساحة فتكون تحالفاتنا جزءاً من ستراتيجياتنا السياسية والتي بالنتيجة ستكون في خدمة ستراتيجياتنا التي تخدم نضالنا الفكري والعقائدي,

 

أن الحزب أو الحركة التي تُحسن إستخدام التكتيك والستراتيج المناسبين ستكونان ناجحين في الوصول للاهداف,إذن نجاح مرحلة النضال التي يعيشها البعث خاصة والحركة الثورية بشكل عام هو في قدرته من أن يحول مرحلة المقاومة هذه لرمضان لكل مراحل حياة المناضلين ولا يقف بتحقيق النصر إنشاء الله.وأهم ما في هذه المرحلة الرمضانية لهذه الحركة أو الحزب هو تنمية ثقافة نفتقدها بين مثقفي الثورة العربية وهي ثقافة النقد والنقد الذاتي التي يجب ان تكون بعيدة عن المزايدات والتطرف والحدية في بعض المواقف أو في بعض التقيمات للاحداث وهذا يتطلب (مع الاعتذار لاستخدامي لهذا الوصف الحاد) رقياً في الفهم ولكن ليس بالفهم الاكاديمي بل بفهم المناضلين ,فلو إتفقنا بإن الانسان معرض للخطأ ومنهم من هو في موقع القيادات وحتى لو كانت هذه القيادات تُمثل رموزاً لنا فهذا لايعني أن كل النقد يعني الانتقاص منها ومن يقبل منا ذلك فهو يشبه بالذي يأكل ثدي أُمه, ولكن..وهنا يبرز دور المثقف الثوري في معاينة دقيقة لطبيعة النقد الموجه لرموزنا وحتى للحزب وبكل هدوء العقلاء وحكمة الواعين و يكون التدقق هل النقد يحمل نقداً للاجراء أو للقرار فإن كان كذلك فهو نقد نتقبله بل قد نستفاد منه,ولكن ان كان يحمل ضغينة أو موقفأ من الشخوص القيادية أو من الحزب فهذا أمر يُقصد منه تعرضاً فنرتفع الى مستوى نفرز به نقد الحالة أو الموقف وندافع عن إنساننا قيادياً في الفكر أو في السياسة كان,والاهم من كل ذلك لابد من كشف الدوافع الحقيقية وإحراج المقابل بحسنات المواقف مقابل الاخطاء فإن كان الناقد يدين بالاسلام فهل يتقدم على الرسول الكريم محمد(ص) في قوله:(كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) (2),وأيظاً قال في حديث أخر:( لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم ) (3) و يقول في الحديث القدسي: ( يا عبادي إنكم تخطئون في الليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم )(4),

 

وإذا كان مسيحياً فالسيد المسيح(ع) يقول:(من كان منكم بلا خطية فليرمها أولاًبحجر)(5).وهنا اقول هل يستطيع أحد منهم أن يتجاوز هذه الحكم القدسية في الاقوال القدسية,ومن ثم يمكن شرح ظروف الحدث أو الموقف والذي هي غير الظروف الحالية,فلا نتطاير بإنفعالية مثلاً عندما ينتقد أحد ما مثلا أحداث الكويت في عام 1990 ونذهب بشكل خاطئ لندافع بغيرتميز بين الخطأ وظرفه وبين الصحيح وظروفه بل نذهب لتأكيد الصحيح وتصليح الخطأ ففي هذا المعنى يقول الرسول(ص):(اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمت أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا التي فيها معاشنا)(6),فلا وجود للفكر المثالي ولا للشخصية المثالية في عالمنا الحالي إن ألامر يتطلب أكثرمن رمضاناً واحداً بل في الحقيقية يتطلب معايشة صحيحة للاحداث وفرز بين المواقف أو القرارت الخاطئة والتي بالضرورة لايمكنها أن تنتقص من اي رمز من رموزنا أو فكرة أونظرية من عقيدتنا الخالدة.ارجو أن نجعل من رمضان نظالاتنا الثورية على طول المسيرة وأن تبقى عقيدة الصوم الحقيقية ومعها كل الطقوس نقية أمامنا,ومن منا لا يخطئ في رمضان بعدم الصوم او يتعثر في الارتقاء لمبادئه لكن هذا لا يعني ان نقص رأسه ولنؤمن وليس فقط أن نتحدث عنها ونكتب عنها بأن عمليةالنقد والنقد الذاتي هي جزء من المنظومه الثورية التطوريه في مجال التربية الثورية وأيظاً هي جزء من المكون الثقافي للحريه والتعبير عن الراي والمعتقد,إجعلونا يا سادة وفقهاء النضال أن لا نتحرج من قول الحقيقية أوالتفكير بأصوات عالية وان لا تُفتح نيران جهنم من قبل البعض اللذين يضيعون الحقيقية بين الخطاء والصواب,وأن النشاط أو السلوك النقدي يفرض نفسه على الكل بسبب وجود تنوع ثقافي وفكري ومنهجي وأيظاً, ووجود أنفارمريظة ومصلحية وإنتهازية متسللة ومتغلغة داخل هذه التجمعات والتكوينات الثقافية والفكرية تجعل فرصتها ذهبية في نقد أية حالة بمعاير لا موضوعية لكي تظهربمظهر الحرص أو الاستذكاء في تضخيم الاخطاء أو إقتناصها بالملقط وجعل الامر كانه التقط كماشة كبيرة لكي تحجز(هذه الشخصيات) لها أدواراً متقدمة وتنعم بالاضواء,هذه هي الخطورة لان مثل هولاء كمثل من صام رمضان عن الاكل وبعده فرض نفسه فقيهاً وعليماً في أُمور الدين,ودور المؤمنين الحقيقين يأتي بإعلان أن شهر رمضان كأيمان وسلوك لا تنتهي بعد الشهر ولكنها تستمر وبإستمرارها يمنح الصائم صفة المؤمن ويفرز بين الدعي بألايمان وبين المؤمن الحقيقي,فهل نفعلها نحن في مجالات نضالاتنا الفكرية والسياسية للنقذ مناضلينا الثوريين الحقيقين ولكي لا تضيع الثورية بين زحام الانفعالات ...


● وكل عام وانتم بالف خير وعيد فطر مبارك للصائمين والمناضلين الحقيقين ... أميــــــــــن



(2) *قال أبو يعلى الموصلي : ( حدثنا أبو بكر حدثنا زيد بن الحباب عن علي بن مسعدة حدثنا قتادة عن أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (كل بني آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون )
*(كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) حسن. صحيح الترغيب والترهيب[ 3139]
(3) صحيح مسلم [ 4936]
(4) صحيح مسلم [ 4674]
(5)إنجيل البشير يوحنا/الاصحاح الثامن آلآية:7
(6) البخاري ومسلم , سنن الترمذي







الجمعة٠٤ شـوال ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٢ / أيلول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة