شبكة ذي قار
عـاجـل










في اعتقادنا ، أن مناقشة فكرة الفدرالية في الانبار أو إمكان تحويل العراق إلى عدد من الدول فيدرالية ينطوي على قدر كبير من الخطورة والتعقيد..وعندما نتحاور مع الساعين الى الفدرالية يفسروا لنا بأنهم مطالبين الى أننا بحاجة إلى ( لا مركزية إدارية ) ضمن العراق الموحد، و ليس إلى فدرالية قد تقود إلى حالة انفصالية لذا نقول للمتطفلين على السياسة وهنا نقف للتنبيه فقط بأن هنالك دراسة أعدها ( أنتوني كوردسمان) تحمل عنوان (Iraq Federalism) (فدرالية العراق) نشرها مركز الدراسات الإستراتيجية و الدولية(Center For Strategies and International Studies),وصف فيها الفدرالية في العراق بأنها ( مشروع انفصالي و تقسيمي عسير وخطير)وقد توصلت هذه الدراسة ان العراق من خلال الاتجاهات سياسية وطائفية وقومية بأنه مشروع للتقسيم.وقد جاءت فكرة الفدرالية في الانبار منذ دعوة فصال الكعود الى فدرالية الانبار وتحت عنوان (اقليم غرب العراق )وهذا في عام 2005 في ظل حمى الفدرالية التي اجتاحت العراق حينها .واليوم حين نشط نفر من المنتفعين والقابضين بذريعة هواجس الخوف والعزلة بالدعوة الى اقامة اقليم الانبار واصبحت شعارات الفدرلة والأقليمية سمة المتصًيدين لكل من هب ودب من عملاء الاحتلال والمنتفعين بذريعة الحفاظ على حياة وأمن الطوائف والمكونات لشعبنا الذي لم يألف هذه النزعات التفتيتية بين مكوانته العريقة والتي يتبجح عملاء التقسيم بتمثيلها زيفا وبهتانا....ونقف اليوم على مسرح الاحداث ونشاهد ونسمع مايقوله المتقولون .... نصنع اقليما لنا.. لاننا خدعنا وأستضعفنا من الحكومة المركزية والرد على كل ما عملوا في الانبار من دسائس وتهميش نقول اليوم لهم الانبارسيكون اقليما والحصيلة من هذا ان تكون الانبار الجزء الاول الذي يقتطع من العراق ... اننا نقول للمهمشين لا تحاولوا الاعتذار بعذر ربما سيكون أقبح من ذلك الفعل الذي لن ننساه جيلا بعد جيل بأنكم انتم الذين قمتم بتفتيت العراق.. فويحكم يا من شرعنتم عملية المحتل السياسية لتدمير العراق .. ثوبوا الى رشدكم فإنكم أصغر من أن تقدموا أو تنتزعوا شيئا من مخالب هؤلاء خيرا للعراق , إعرفوا حجمكم وإعلموا إن في الانبار ليوثا سيحاسبونكم على رؤوس الأشهاد . فلن نقبل ولايقبل الاحرار ان يقودهم أشباه الرجال ... لاتلعبوا بالنار فقد آن آوانها والله لن تكون الإنبار الا قلعة للعز والكبرياء والشموخ جزءا لايتجزأ من العراق. ولن تكون كما يُخطط لها أرضاٌ لغير أهلها وبالعز تكرم ضيوفها, ثوبوا الى رشدكم أيها الاقزام لن تكونوا إلا رويبضات الزمن السيء... توبوا فقد بلغ معكم السيل زباه وقد أٌعذر من أنذر ... اللهم فإشهد ...وألآن أضع هذه التساؤلات أمام الذين يغامرون بمستقبل الانبار..عن إمكانية قيام فيدرالية للأنبار تجاور العربية السعودية والأردن من جهة، وسوريا ومن خلفها لبنان من جهة، والعراق المركز الذي تهيمن عليه القوى الشيعية الموالية لأيران من جهة ثالثة. وفي ظل المحاولات التركية الجدية لايجاد موطأ قدم من جهة رابعة، وفي ظل الحضور الامريكي والدولي من جهة خامسة، بامكانها ان تقاوم الاستقطابات، وتكون بعيدة عن ان تكون مسرحا للصراع. وهذا الوضع لا يمكن ان ينتج تنمية يتحدث عنها دعاة هكذا فيدرالية. خاصة وأن الصراعات بين القاعدة والجماعات المسلحة لم تحسم إلى اليوم في الأنبار، وبين السنة والشيعة عراقيا لم تحسم بعد.

 

وماهي الضمانات بان لاتنشأ من هذا الاقليم اقاليم اخرى وتبدأ صفحات من الصراعات التي لا تنتهي بين شعب هذه المحافظة فهناك متربصين لان يجعلوا من الفلوجة اقليما ومن القائم اقليما اخر ومن حديثة وعنه وهيت وراوة اقليما اخر أذا انتم سارعتم في تفتيت المحافظة الواحده الى عدة اجزاء أقول لكم (ارحموا الشعب العراقي وارحموا العراق ووحدته، لأنه لو حصل هذا لاقتتل الناس ولسالت الدماء إلى الركاب).. ولنا مثال على ذلك ما يجري في العراق... حدثني احد المحاورين في هذا المجال قال.. لقد قتلت روح الوطنية عند الشعب ولا اسمع منذ اكثر من سنة شعار للشعب العراقي كانوا يرددونة في الشدائد نحن العراق الواحد الموحد من زاخو حتى الفاو وامثلة كثيره ... اليوم نطالب بحساب يكشف لنا معالم الوطنية في مجتمعنا وفرز الظواهر السيئة التي تريد الخراب والعبث بمقدرات هذا المجتمع والتي تعمل على طمس كل قيمه وعاداته وتقاليده التي عرف بها والتي اصبحت متلازمة له في اي مكان او ذكر عندما يتم التطرق الى مجتمعنا, لا يمكن لنا ولا اي شخص من اهل الانبار الذي قدموا الكثير والكثير وتحملوا المصائب والويلات التي جلبتا عجلة السرفات الدبابات والطائرات الامريكية, كيف لنا ان نستهين بدماء ابنائنا التي روت هذه الارض دفاعا عن العزة والكرامة التي صانها الله سبحانه وتعالى وتاتي مجموعة من المرتزقة المحسوبين على مجتمعنا والطارئين وقناصي الفرص من العبث بمقدرات هذا الشعب, هل يعقل ان هذا الشعب الذي قاد المقاومة ولقن الاميركان الدروس والعبر ووقوف اهل الانبار جميعهم من اجل وحدة العراق وبعد كل ذلك يكون تمزيق العراق وتقسيمه من الانبار,من خلال ما يسمى بالفدرالية واليوم لا نستغرب عندما يعاد هذا الطرح مرة ثانية ويبدأ العمل عليه بعد أن هيأت الأجواء والأنفس لقبول مثل هذا الطرح, ذلك بسبب غياب الوعي الوطني المقاوم بفعل عوامل كثيرة ساعدت على تغيبه وبروز ظواهر وفقاعات جديدة في مجتمعنا الذي كان في يوم ما يعرف بمجتمع العادات والقيم النبيلة التي افتقدناها في زمن ساد فيه الطالح وجاء رجال لايؤمنون بحرف واحد من كلمة الوطنية او الوطن . فهم المرتزقة وبعض أشباه الشيوخ ...

 

ان فكرة الفدرالية و الفلسفة التي تنهض عليها و الشروط الواجب توفرها لتأمين نجاحها، بمعنى أن مشروع الفدرالية كفكرة و مضمون و آلية في الأداء لا يحظى بنصيب وافر للنجاح في العراق وأن مفهوم فدرالية العراق يدفع بنا إلى القول أن منظريها ينطلقون من افتراضات و يؤسسون لمسارات يعتقدون أنها صائبة، إلا أن واقع المطلب الفدرالي في العراق يقترب كثيرا من تخوم تقسيمه وتفكيكه كدولة موحدة و مجتمع موحد أي بمعنى ان الفدرالية في الانبار تحوم حول تقسيم العراق ولكي تكون هنالك فدرالية في الانبار وغيرها يجب ان تكون ارض خصبة وأن تكون الطوائف مهيأة نفسياً لتقبلها لهذه الفدرالية ...ولذا نقول لهم ومن خلال خطابنا السياسي..

 

أن الذين يكشفون اليوم عن اطماعهم وتشبثهم بمصالحهم والذين تنكشف مصادر دعمهم وتمويلهم وتجنيدهم من خلال التثقيف لمشروع اقليم الأنبار أو إقليم للسنة متشبثين بشتى الذرائع الواهمة والخبيثة كفقدان الاعمار والأمن وحجم التضحيات وعمق المعاناة، يراهنون على مستقبلهم السياسي وانحدارهم الإجتماعي والعائلي ويرتكبون في فعلهم هذا أكبر جريمة في تاريخ العراق.أومن يفكر بفصل الأنبار يطعن العراق بخاصرته ويهلك سكانه عطشاً وكمدا ويجتث صلته بجذوره وأهله إجتثاثا...

 

ان لكل ذرة تراب من ارض العراق من شماله الى جنوبه حرمة وقدسية الوطن الواحد الذي لا يتجزء ولا يقبل القسمة، لا فرق بين حفنة تراب يلوثها محتل في اربيل عن تلك التي يلوثها في البصرة او الأنبار. وحدة العراق وتحريره موحداً من الأدناس واجب وطني مقدس يستوجب الصمود والتحدي لا الخنوع والتخلي او الاستسلام من كان منكم رشيداً ، عليه ان يرفع صوته ويعلن موقفه وبرائته من مشاريع التقسيم والفدرلة والأقاليم والتمديد لبقاء القوات المحتلة قبل فوات الأوان ، كفى إثراءً بالمال الحرام وصمتا وخنوعا واستسلام .

 

الوطنية لا تتجزء ، من يعمل على تقسيم الوطن والإسفاف بوحدته , لا وطنية له اليس فيكم من رجل يخاف على ارض العراق أم فيكم من رجل رشيد يقود المسيره بحكمة ؟.




كتب المقال الكاتب السياسي وألآكاديمي
ساري الفارس العاني
عضو اتحاد الدولي للصحافه
عضو اتحاد الصحفيين العرب
عضو نقابة الصحفيين العراقيين
كاتب سياسي في صحيفة دنيا الرأي

 

 





الاثنين٠٨ رمضـان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٨ / أب / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ساري الفارس العاني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة