شبكة ذي قار
عـاجـل










جاء الاحتلال الأمريكي ليضع العراق أرضا وإنسانا على طريق التشظية والتقسيم إلى دويلات طائفية وعرقية. الذين تعاقدوا مع الاحتلال قبل حصوله ودخلوا خلف عجلاته ممن كانوا يسمون أنفسهم معارضة للدولة العراقية الوطنية, وأولئك الذين دخلوا عمليته السياسية المخابراتية مع تشكيل ما سمي بمجلس الحكم والآخرين الذين نفذوا إلى العملية السياسية لاحقا, كلهم دون استثناء يعرفون إن تعاطيهم مع الاحتلال ودخولهم في الانتخابات والحكومة والبرلمان هو إقرار منهم بالولاء لخطط التقسيم عبر بوابة الفيدرالية. الذين تعاقدوا مع الاحتلال من أحزاب الطوائف وأحزاب العرقية الشوفينية أعلنوا فورا عن اتجاهات فعلهم المقتنعة بالتقسيم دون حياء ولا تقية وطرحوا الفيدرالية الشيعية والفيدرالية الكردية كمدخل لنظام حكم يسمونه الحكم اللا مركزي أو الاتحادي. كلا الفيدراليتين وضعتا على إنهما الطريق الوحيد لرفع المظلومية المزعومة عن الشيعة وعن الأكراد لكي يتم استغفال من يمكن استغفاله من العراقيين لمنح التعاطف والالتفاف والمساندة لمشروع التقسيم تحت هذا الغطاء. ولم يركز الاحتلال وشركاءه من أحزاب الشيعة الطوائفيين الفرس ولا أحزاب الكرد العرقيين الشوفينيين على فيدرالية السنة، لان السنة العرب لم تقع عليهم مظلومية سابقا, كما يزعمون, ولا يستحقون أي تعاطف من موزع الحنان والعطف ومخلص الإنسانية من المظالم ألا وهو اليانكي الأمريكي وهكذا اتجاه كان هو المدخل الحقير لوضع سياسيو الطائفية السنية أمام خيار التقسيم. غير إن حقيقة الأمر هي غير ذلك تماما فاللعبة كانت تجري لتوظيب الجهات السنية الطائفية التي ستقبل وتتفاهم مع الاحتلال وعملاءه للقبول بفكرة الفيدرالية كحل لمظلومية ستقع على السنة بعد الغزو بعد أن أبعدتهم المعارضة المتعاقدة مع الغزو عن فعالياتها التحضيرية المجرمة لغزو واحتلال العراق وتدميره و لتكرس انتماءهم المزعوم إلى صف العدو الممثل بالحكومة الوطنية وجعلت الشكوك تحوم حولهم كونهم يتعاطفون مع الدولة الوطنية في مسرحية ساذجة لاتنطلي إلا على من يكذبون على أنفسهم .. الطائفية لا تزدهر إلا بين أجنحة طائفية متعددة وغالبية سُنة العراق كانوا خارج التشكيل الطائفي ولا بد من تكتيكات واستراتيج ينمي فيهم الروح الطائفية ليصيروا طرفا في مؤامرة التشظية الإجرامية لبلدنا. الأجندة الأمريكية تحتاج إلى تحويل الطائفية السياسية إلى طائفية شعبية وهذا هو الدور الذي أوكل إلى الحزب الاخواني في العراق والى الأطراف الأخرى التي دخلت بمسميات مختلفة غير إنها كلها قد دخلت العملية السياسية التي بنيت كل مرتكزاتها على فكرة التقسيم المجرمة وهي تعرف ذلك تماما.

 

الذين نسقوا فعلهم الخياني مع أميركا على أساس المظلومية المزعومة قبلوا سلفا خطة أميركا المبنية على إن مصدر المظلومية هو الدولة المركزية وهو الاتجاه العملي والفكري الذي أقرت على أساسه خطط تقسيم العراق إلى فيدراليات عرقية وطائفية. كما إن القوى السياسية التي تعاقدت مع أميركا هي قوى طائفية سياسية وعرقية شوفينية قزّمت إيديولوجياتها وبناها التنظيمية على هذه الأسس وعجزت عجزا تاما عن الانتماء إلى أية روح وطنية وعن الانضواء تحت أية خيمة عراقية أو عروبية.

 

إن اللقاء والزواج الفيدرالي بين خطط الغزو وبين الطبيعة الطائفية والعرقية التقسيمية لأحزاب الطائفية الفارسية و الشوفينية الكردية هو الذي أنجب مؤتمرات لندن وصلاح الدين التي نعقت ومازالت تنعق فوق أطلال التقسيم.. وان جزءا جوهريا من روحية هذا التلاقح وإستراتيجيته اللئيمة هو خلق مظلومية جديدة, غير إنها حقيقية هذه المرة وتنتمي إلى واقع قائم معاش وليس إلى تاريخ لا نعرف صدقه من كذبه, من قبل هذه القوى مدعومة مباشرة أو بشكل غير مباشر من أميركا وإيران على أهل السنة في العراق لتكتمل خارطة التقسيم البشري ولتسد أمام أدعياء الوطنية منهم كل منافذ الخلاص وتبقي منفذا واحدا يبدو وكأنه الوحيد المتاح هو الفيدرالية السنية !!.

 

الذين دخلوا من أهل السنة في زفة الاحتلال من نافذة طائفية في الأعم الأغلب والتحقوا بحكومة الاحتلال وبرلمانه تحت لافتة موازنة ومعادلة العواصف الطائفية الشيعية الصفوية المنقولة فوق سرف دبابات الغزو وعلى أجنحة طائراته وصواريخه وتحت اذرع الاستقواء ببوارجه النووية وحماية سماءه الممطرة موتا ودمارا وخراب. هذا يعني ببساطة إنهم طوائفيون أيضا بالسليقة أو بالاكتساب.

 

العاجزون والمتخاذلون من شيعة العراق ركنوا إلى ولاء مزيف لأحزاب إيران الطائفية وحوزاتها ومراجعها مثلما ركنوا إلى فتاوى الاستسلام تحت دعاوى وحجج الحفاظ على الدماء التي أطلقتها المرجعيات لتخدر بها المستعدون والمهيئون من الشيعة لهكذا تخدير, أي إن عدم جدوى مقاتلة القوة الخرافية للعدو قد صارت ملاذا للمختبئين، وبهم يتم تكريس السكينة التي توفر لأحزاب إيران تمثيلهم في طريق رفع المظلومية التي تبين الآن بشكل لا يقبل التأويل إنها مظلومية منع هؤلاء من السرقة ونهب المال العام ومظلومية عدم السماح لهم في تمزيق الإسلام والمسلمين وتمزيق شعب العراق والأمة العربية إلى طوائف وملل ونحل ومظلومية عدم السماح لهم باللعب في ساحات العمالة والخيانة التي تعاون الغزاة المحتكرين لثروات البلد، و مظلومية عدم السماح لهم بتشكيل المليشيات المجرمة وفرق الموت وإشهار أسلحة التطهير الطائفي. إنها مظلومية عدم السماح لهم بتحويل محافظات الفرات والجنوب بدءا من بغداد إلى دكاكين تمارس الطقوس الفارسية وسوق يصرف ما قيمته مليارات الدولارات سنويا من بضائع إيران الرديئة والفاسدة وأماكن سياحة دينية تبنى فيها أعشاش الفرقة والتشظية والولاء لصالح بلاد فارس، فضلا عن تحويل هذا النصف من بلاد وادي الرافدين إلى منطلق لتأسيس إمبراطورية ولاية الفقيه وهلالها في المشرق العربي. ومن جهة أخرى صارت واجهة الاستضعاف والقتل والتهجير والاعتقال والإقصاء الطائفي للسُنّة هي الستار المهلهل الذي يختبأ وراءه سياسيو الخيانة الطائفية السنية.

 

من لا قبَل له ولا يجرؤ ويخاف من مواجهة القوة العسكرية الأمريكية الغازية يغادر روح الفداء و البطولة والشجاعة والوطنية ويرتمي في أحضان الطائفية الشيعية الفارسية ويوافق على الفيدرالية الشيعية عبر ركوب ادعاء مظلومية الشيعة المزيف الكاذب ... ومن لا قبَل له وأصيب بالجبن والهزيمة والتخاذل أمام مد الطائفية الشيعية الفارسية السياسية بعد أن شاركها الممارسات الدم قراطية من انتخابات وبرلمان ووزارات فانه يعلن عن الانتماء إلى الطائفية السنية لمواجهة الطغيان الشيعي الفارسي ويطالب بإقليم للسنة...!!

الخاسئون...

يهربون من مواجهة أميركا فيستسهلون تمزيق العراق بحجة ساذجة هي حماية السنة!

 

ويهربون من المالكي وحزب الدعوة العميل بعد أن صاروا معهم وزراء ونواب تحت إمرتهم وزعامتهم، يهربون منه باتجاه تمزيق العراق .. لا يقدرون على المالكي غير إنهم يقدرون على العراق !

 

 والذين يدينون فساد احمد عبد الغفور في إدارة الوقف السني يشتمونه لفظيا وفي زوايا بعيدة عنه خوفا منه غير إنهم لا يخافون من العراق فيتجهون نحو أجندات تقسيمه ... وهي محض خديعة يغطون بها انزلاقهم إلى مستنقعات الخيانة والتقسيم يوم اشتركوا بالعملية السياسية الاحتلالية.

 

هروب كل الجبناء والخونة إلى أمام يعمي بصرهم وبصائرهم فيظنون واهمين إن مقاتلة العراق أسهل من مواجهة أسيادهم !!! وهم يعلمون تماما إنهم يدفعون فاتورة السماح لهم بدخول ساحة الحكم الفاسد المنتفع السارق من قبل أميركا وطوائفي مؤتمرات لندن وصلاح الدين سيئة الصيت..

 

يظن الأغبياء من مرتزقة التشييع الصفوي ومرتزقة التسنن الطائفي المرتمي هو الآخر في أحضان العمالة والخيانة، إن الحديث عن مظلومية السنة تحت الاحتلال هي الستار الذي يتيح لهم تعبيد الأزقة الوعرة التي توصلهم لتنفيذ الإرادة الأمريكية الصهيونية الفارسية لتمزيق العراق أرضا وشعبا. إنهم يحاولون أن يصوروا مسالك التقسيم الإجرامية على إنها الحل لمظلومية السنة تحت حراب الاحتلال وأحزاب وميليشيات الفرس ويطرحون ممارسات القتل والتهجير والإقصاء والاعتقالات وكأنها حكر على أهل الأنبار أو الموصل أو صلاح الدين، في حين إن الواقع والحقيقة إن الظلم والاضطهاد والتعسف بكل أنواعه واقع على كل شعبنا من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب .. فالاحتلال واقع وجاثم على صدر كل العراق وكل العراقيين، ومن يقول غير هذا فهو يتستر ويختبئ ليقوم بدوره المرسوم من قبل الاحتلال المرّكب ليس إلا.

 

سياسيو الطائفية السنية يعلمون علم اليقين إنهم حينما سُمح لهم بركوب حصان الاحتلال وعمليته السياسية فإنما سُمح لهم ليكونوا بيضة الميزان التقسيمي وهم يعلمون إنهم هم مَن مرّر الدستور الطائفي التقسيمي بعد أن استلموا مسوداته من الصهيوني فيلدمان، ويعلمون إن العملية السياسية الاحتلالية تسير بكل ترتيباتها المعلنة والسرية نحو التقسيم. بكلام آخر إن الادعاء بأنهم يلجئون إلى الفيدرالية السنية كحل مبتكر لمعاناة السنة هي كذبة كبرى مفضوحة ويضحكون بها على أنفسهم، وشعبنا العراقي العظيم يعرف كل مناوراتهم الساذجة.

 

الاحتلال لا يوفر فرصة حياة هانئة إلاّ لمن يخضعون لأجنداته، وأميركا أثبتت إن الديمقراطية التي تعنيها هي الخضوع لإرادتها ولبرامجها لا أكثر ولا اقل.والطريق الوحيد لطرد الاحتلال هو المقاومة المسلحة.

 

 عاشت وحدة شعبنا العظيم بكل أطيافه والعار والشنار لمن يتاجر بهذه الوحدة. عاشت مقاومتنا الباسلة التي هي الضمانة الوحيدة لتحرير العراق وإعادته حرا عربيا موحد الأرض والإنسان.

 

 





السبت٠٨ شعبان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٩ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة