شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد 30 عاما استعاد الشعب المصري كرامته ومستقبله بفضل شبابه المؤمن بعروبته وبدورها الحضاري والسياسي والقيادي . بجسارتهم وتضحياتهم وتواصلهم وبقائهم مدة طويلة لقيادة التظاهرات والاعتصامات بالليل والنهار!! حتى اسقطوا مبارك!!.انها اعظم من ثورة جياع ومحرومي وفلاحي الثورة الفرنسية ودمويتها ضد الاقطاع والنبلاء , انتهت بديكتاتورية بونابرت!! لقد جرب حسني مبارك لعبة اباطرة روما باشغال جمهورهم بمتعة رمي المصارعين للاسود!!دافعا للمصريين رموز نظامه للتوريث والتجديد وما يسمى بمجلس الشعب والمجالس المحلية البالغة قرابة 50 الفا. يتولاه ( حزبه الوطني الديموقراطي ) .وظل مدعيا رفضه للاملاءات الخارجية لاسكات صوت الكادحين المطالبين لرحيله .وانه بطل عبور سيناء بحرب اكتوبر عام 1973 ,لكن الشعوب لاتعيش على ذكرى واحدة للابد وتنسى اقواس النصر ورغيف الخبز. والباحث عن عمل يسد جوعه ومعاناة عائلته لايجده بكتب التأريخ التي تعظم شأنه. فكان مؤيديه ينظمون المعلقات للدفاع عنه قبل ختام كل ولاية.بان مصر المحروسة بحاجة لخدماته, لتنميتها واستقراها ورفاهيتها بوجود قبضته الحديدية!! .واذا لم يستطعْ فهناك فلذة كبده ( علاء ) مسؤول السياسات الاقتصادية بحزبه المنحل!! ان لكل مصري ولا زالت قصة مؤلمة وعدد من الروايات المفجعة خلال حكمه!!فاصبح الموظف المصري مصدرا للعدوان والشر فلابد من دفعه رشوة بكل مكان ومرفق!! واطفالهم لايتعلمون بالمدارس الحكومية.

 

وانما عند بيوت مدرسي الدروس الخصوصية!!يعانون من سوء ونقص الخدمات العامة وعدم كفاية النظام الصحي المعمول حاليا!! فتشققت اياديهم واقدامهم الحافية للوقوف طوابير طويلة للفوز برغيف خبز او انبوبة غازلازال يصدره للكيان الصهيوني باسعار تفضيلية بمبادرة من وزير الخارجية والامين العام للجامعة العربية السابق, عمرو موسى ورئيس جهاز المخابرات عمر سليمان المرشحين لمنصب رئاسة الجمهورية ورجل الاعمال الهارب وصديق الرئيس المقرب المدعو حسين سالم وغيره من وزراء احمد نظيف !!.اما الفلاحين فيحرثون الارض وينبتون الزرع ويجنون المحاصيل لالاف المرتبطين بالنظام كاشفين عن الاستبداد والفساد والظلم.فهناك 40% من المصريين يعيشون باقل من دولار باليوم!! و30%منهم يجهلون القراء والكتابة.فأدرجت مصر على قائمة الدول الفاشلة والمتأخرة اجتماعيا واقتصاديا!!. اما الاحزاب الكارتونية التي تسمي نفسه ( معارضة ) فانها تتكون من شقة وجريدة وشلة منتفعين لم يؤدوا دورههم بتحفيز وتحريك وقيادة القوى الشعبية نحو الافضل لغياب روح المبادرة عندهم وعدم تنسيق اعمالهم لقصور حساباتهم الانانية والمصالح الضيق لاستفادتهم من مقاولات ومشاريع السلطة التي ترميها عليها!!فتواصلوا مع الشباب عبر الصحف والمجلات! فاهتزت شعبيتهم بالشارع لانضمامهم للسلطة وابتعادهم عن مطالب وطموحات ومعاناة الشعب المصري وانغماسهم بجشع اصحاب الملايين . يقودها كبار السن. تعاني تصلب دمائها وتجمد عروقها وحركتها.فرئيس حزب ( التجمع ) ( رفعت السيد ) عقد عشرات الصفقات مع النظام وكان متمسكا بفكر سياسي قديم ناقدأ للشباب المصري وطموحاته ومستهينا بهم!! اما رئيس حزب ( الوفد ) ( رجل الاعمال السيد البدوي ) فيرتبط بعلاقات ومصالح مع سلطة مبارك ودخلت قياداته بخلافات مع عائلة سراج الدين وغيرها من العوائل الداعمة له . معبرا عن الشخصية المصرية المتسمة بالوسطية والاعتدال.

 

وكان مرشحا بان يحل محل حزب مبارك لكنه يعاني ضعف اداراته وقياداته وتاثيره الشعبي المتدهور.اما حزب ( الوسط ) المنشق عن الاخوان المسلمين بقيادة ( ابو العلا ماضي وعصام سلطان ) فانهم ابدوا تخليهم عن خطابه. والعديد من قياداته ترغب بالانتقال اليه! مثل ( عبد المنعم فتوح ) الذي يحضى بتأييد شباب الجماعة.ومكتب الارشاد بقيادة المهندس ( خيرت الشاطر ) المسؤول عن ادارة شركات حزب الاخوان المسلمين. مما شكل تزاوجا بين راس المال والسلطة على غرار ماكان عليه نظام حسني مبارك .والاخوان تأريخهم غير مشجع و باعث على التفاؤل لان مصر ام تجاربهم وادبياتهم وما يصدر عنهم. فانهم لازالوا يقولون الشيء ونقيضه!!مبدين استعدادهم بالحوار الجدي مع الامريكان عبر قناة المؤسسة التركية وغيرها!! معتمدين على ذراعهم االسياسية ( حزب الحرية والعدالة ) . وكشفت وثيقة صادرة عن مباحث امن الدولة المصرية مؤخرا, عمق التعاون الامني والسياسي والتنسيقي بينهم والجهاز منذ عام 2005تولاه ( خيرت الشاطر ومحمد مرسي ) !!.

 

وحزب ( النور السلفي ) مطالبأ بان تكون جميع مكونات العملية السياسية منضبطة بضوابط الشريعة الاسلامية.واطلاق الحريات, يكون بالمحافظة على ثوابت الامة والنظام العام. واسلمة التربية والتعليم والسياسة, وتحويل الصناعات العسكرية الى مدنية!. ان الجيش المصري حظي بدعم وبعلاقات متميزة مع مبارك.لانه كرمهم وعاملهم بسخاء وباستقلالية لم تعرفها جيوش العالم!!فتنسب خدماتهم ,عندما يكونوا بمنتصف الاربعينيات من اعمارهم!! للعمل بالحياة الاقتصادية والاجتماعية وتكوين الشركات الخاصة بهم للمشاركة بمقاولات عصر الانفتاح الاقتصادي والاسكاني والغذائي وغيره.فالمؤسسة العسكرية المصرية منذ ثورة احمد عرابي عام 1881 لها شخصيتها واستقلاليتها بالمصانع والمؤسسات والمزارع والمستشفيات البعيدة عن اقتصاد النظام المصري وفساده.فجعلها قريبة من الشعب وفقرائه يناشدوها للتدخل منذ اليوم الاول للاعتصامات والاحتجاجات لاقامة التوازن والاستقرار مع قوة السلطة وهجائها وخيالتها. فتصرفت كحامية للدولة والشعب لا لسلطة حسني مبارك!!. وبسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية والاسكانية التي يعيشها المصريون. مما دفعهم للانجراف بالدين هروبا للداخل.

 

وكانت المخدرات الباب الخلفي الاخر نحو عالم الخيال. حيث استعصى عليه الواقع المظلم لنسيان الهموم والشعور بسعادة الدخان بالانفاس وارتباطها بالاسرة والمجتمع. فاكتوى بسمومها الاطفال والنساء والشيوخ وطلبة الجامعات والعاطلين عن العمل والفقراء والمجروحين والراغبين بالهجرة للخارج!!اما النظام فقد ( عول ) على لعبة كرة القدم لالهاء الشعب بها ودعم انشاء المولات الكبيرة من غسيل اموال المخدرات وغيرها!!.لقد اتبع مبارك سياسة خارجية قائمة على النهج البراغماتي بتوطيد علاقاته مع دول العالم دون الاحتكاك بالازمات والتصادم مع القوى العظمى وبالاخص امريكا وبريطانيا. واكماله مفاوضات التطبيع مع الكيان الصهيوني التي بداها السادات.وتحالف مع دول العدوان الاطلسي وبعض عرب الجنسية لضرب العراق عام 1991 و2003 لاسقاط التجربة الديموقراطية والمشروع الحضاري بقيادة قائد الجمع المؤمن الرئيس الشهيد المرحوم صدام حسين. بقيامه تقديم الدعم السياسي والعسكري وفتح قناة السويس على مصراعيها للبوارج والسفن الحربية الغربية واستخدام اراضيها كقواعد عسكرية لحلفائه!! و التنازلات اللامحدودة للصهاينة وغلق معبر رفح والحرب على غزة.فاذهلهم بتعاونه واقامة الجدار الفولاذي على الحدود المصرية لمحاصرة حركة حماس.!! وسمي ( بالرئيس الطائر ) لكثرة اسفاره خارج مصر والبالغة 500 رحلة. وعجزه الاقتراب من نبض الشارع المصري والاستماع لصوته .

 

فاللذين ولدوا بعهده وكبروا تحت صورته بالمدارس والادارات اصبحوا يمزقونها بكل مكان مطالبين سقوطه ورافضين تنازلاته ومبادراته!!فاستحق ختاما ووداعا كثير السخرية وسلوك شائن لاولئك البلطجية فرسان خيوله وجماله فاعطوا صورة ناصعة عن نظامه!!. ان القيادة الموحدة لثورة 25 يناير تضم ( حركة شباب 6 ابريل, وحركة العدالة والحرية,وحملة البرادعي,وشباب حزب الجبهة الديموقراطية ) كانوا قد رفضتهم الحكومة وعاملتهم بازدراء رافضة تسميتهم بالثورة مثلما صرح الديبلوماسي بطرس غالي الامين العام السابق للامم المتحدة!! لصحيفة العرب اليوم ( انه يعتقد هناك عن بعض الاحتجاجات لتنظيم اجنبي قد يكون شيوعيا او وهابيا اوشيعيا او صهيونيا!! ) وهؤلاء الثوار المصريين. لم يكونوا مثل وصول الخميني لطهران بالطائرة الفرنسية!! وقيادته لمقاليد السلطة هناك. او ما حصل بعد الاحتلال الامريكي للعراق ودخول عمار الحكيم ووالده والجعفري واياد علاوي والجلبي والمالكي و غيرهم من العملاء وادلاء الخيانة خلف الدبابات الامريكية . وانما شباب غير مؤدلج او متحرر من سجنه الاديولوجي. فالائتلافات الشبابية كانت تمثل التطور الاخير للحركات الاحتجاجية التي نشطت بمصر منذ عام 2004 ولا يصح وصفها يمينا او يسارا.لاقامة نظام جديد قائم على الديموقراطية وتعزيز الحياة السياسية ومحاربة الفساد واعادة صياغة الدستور الذي طلب لانجازه 6 اشهر! مثلما حدث بالعراق ايام برايمر لطمانة الولايات المتحدة الامريكية.والغرابة هنا رؤية مصر تحاكي من تلقاء نفسها عملية اعداد الدستور العراقي تم الاعتراف بفشله على نطاق واسع!.هذه التجمعات الشبابية والثورة الناعمة لم يظهر منهم يتمتع بالكاريزما الكافية ليقود الانتفاضة رغم ملايين المشاركين فيها!.

 

فالبرادعي لم يستطعْ الهاب مشاعر المصريين بتصريحاته ومقابلاته التلفزيونية بسبب مواقفه العدوانية تجاه العراق ورئيسه الشهيد صدام حسين رحمه الله.ولا يملك الصوت والصورة المطلوبة بعد معرفة المصريين عبر الصور التي سربتها المخابرات المصرية قبل الانتفاضة عنه وعن عائلته!.وتطالب قيادات الثوار الولايات المتحدة الامريكية باعفائها من ديونها الكريمة التي كرسها النظام السابق والبالغة 4 مليار $ فقدمت لهم 150 مليون$ على شكل مساعدات مدنية وسياسية وللمنظمات الغير حكومية وللاحزاب الاسلامية!!.

 

ان قيادات حزب مبارك موجدين بمواقعهم ويتمتعون بحرية التخطيط للتأمر والالتفاف حول الثورة من الخلف واجهاضها من الداخل, لانهم كانوا يمتلكون المال والسلطة والامن والاعلام!! فبرزت الحرب الطائفية بتأمر امريكي صهيوني لتأجيج التوترات والصراعات والصدامات بين المسلمين والاقباط. . فالاخوان المسلمين والسلفيين لهم اجندتهم الخاصة بهدم الاضرحة التي يعود بعضها لاآل البيت الاطهار.لكن ماذا يهم ان اسلمت كاميليا او لم تسلمْ. هل نهاية للاقباط بمصر؟ولماذا تختفي كل قبطية تترك دينها وتنكر الكنيسة انها تعرفها اصلا!. ومن تكون عبير حتى يقتل ويجرح عشرات المواطنين ويحاكم مثلهم وتحرق الكنائس!فهناك 80 مليون مصري ( سني ) هل سيتاثرون بشيء اذا نقصوا او زادوا امرأة؟.فاسلوب تقبيل اللحى ورفع شعار الهلال والصليب واللجوء للقساوسة عند كل خروج عن القانون لاسترضاء الغاضبين او اخضاع الفتنة وتلك, بوقف الاحتجاجات او منع الاعتصام او وأدها.فلن ينتج منها الا مزيدا من الخسائر لثورة تتصارع حولها قوى داخلية وخارجية واقليمية تستميت للسيطرة عليها!!

 

لقد دانت الرقاب لسيدة مصر الاولى سوزان مبارك من تحت قبة البرلمان عندما قبلت يدها وزيرة القوى العاملة والهجرة السابقة ( عائشة عبد الهادي ) وخضوع روؤساء الجامعات والكليات والاساتذة لها.فهناك نكران للجميل وجحود لاعمالها الانسانية المرتبطة بشؤون تطوير وتثقيف وتربية ودعم الاسرة المصرية.ومثلما حاولوا التقرب منها سابقا ,فانهم يحاولون مع الثوار الجدد للخوف منهم!!ومتى كانت العرب ترعب وتسجن وتحاسب النساء على خلفية جرائم ازواجهن؟!!.فهناك فرح مشوب بالحذر والقلق والاسئلة والترقب وحمم الكراهية والحقد خرجا من قمقم القمع بعد عقود الصمت والحرمان.فمن صار يشكو الاوضاع الراهنة يحسب على النظام السابق! ومن اعلن رفضه الدخول بمعركة الدستور او الانتخابات فانه من فلول مبارك.والكاره للاوضاع الحالية ينعت بانه ( مصلحجي! ) لايبحث الاعن مصالحه.فالمواطن ايد شعار الثورة والتف حولها لانها تعطيه ( الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية ) .

 

واذا اراد الاستقرار فيوصم بالاسلامي او السلفي او الرجعي او بالعمالة للنظام السابق! ويؤكد قادة المجلس العسكري انهم غير طامعين بالسلطة ويسعون لتسليم مقاليد الامور لتوليفة مدنية نهاية السنة الحالية ,لكنهم يتحالفون مع الاخوان المسلمين اللذين صاروا الاقرب لهم والاكثر تأييدا لتوجيهاتهم لتعبيد طرق فوزهم بانتخابات مجلس الشعب!!.ويعجب المواطن من حملة السب والشتم التي يتعرض لها المرشحين لمنصب رئاسة الجمهورية بالرغم ترشيح عناصروشخصيات فكرية اسلامية معروفة مثل ( محمد سليم العو ) وقوميةمثل ( حمدين الصباحي ) رئيس حزب الكرامة وعضو مجلس الشعب السابق الذي اعلن في حالة فوزه ( بقطع امدادات الغاز عن الكيان الصهيوني لانه عار على مصر ان تزوده لها ولايصل للمصريين .وسنعمل على دعم المقاومة في فلسطين والعراق ولبنان ) .

 

وحتى المواطن البسيط يتسا ءل ماذا يحصل داخل محاكمة وزير الداخلية السابق وكبار مساعديه وعدد من الضباط بتهم قتل المتظاهرين.دون تمكن مصور واحد التقاط صورة واحدة لنشرها بالصحف المحلية!ان المعارضة ( تتلهى ) بتصفية الحسابات السياسية والحزبية والامنية والثأرية دون الالتفاف لحماية الثورة .وهناك الحاقدين على الشرطة التي كانت سابقا توفر الامن والاستقرار!!فاصبحت ترتعد امامهم .فنار الغضب تحرق ممتلكات الدولة والمواطنين.و لا توجد عصا سحرية بيد الثورة للتخلص من الفقر والجوع وتوفير فرص العمل.اما افعى الفساد وان قطع رآسها فانها لم تعيد للخزينة المصرية البلايين المهدورة والمسروقة ولن تشييدْ المعامل.فزبانيتها جيوش تغير اعلامها واساليبها!. لقد وصل الحال. ان تجار الدواجن يقطعون شوارع كورنيش النيل!! ردا على اجراءات حماية المواطن المصري من تفشي مرض انفلونزا الطيور!!وربما يقدم تجار المخدرات على ذلك!!.للترويج والدفاع عنها!!

 

 





الثلاثاء٠٤ شعبان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٥ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حسين الربيعي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة