شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة

 

الأحواز التي تشكل الضفة الشرقية للخليج العربي هي أرض عربية وقد سلمها الإستعمار البريطاني الى إيران في عام 1925 م  تماماً مثلما أقتطع من قبل ذلك قضاء الكويت من العراق ليسلمها لآل الصباح ليُسهل لشركاته النفطية الإحتكارية إستخراج النفط من كل من الأحواز والكويت وتصديره للعالم من دون مضايقة الشعب العربي في كل من العراق والأ حواز الذي أظهر ممانعته من عمل هذه الشركات رغم عمالة حكام العراق للإحتلال الإنكليزي آنذاك , فقد كان الإنكليز يتوقعون على مدى المستقبل ثورة العراقيين عليهم وطرد شركاتهم من العمل في العراق ، وهذا ماحدث بالفعل في بداية ثورة البعث في عام 1968 م تلك الثورة التي أممت النفط في عام 1973 .        

 

فإذا كانت الاحواز عربية ويتكون شعبها من أعرق العشائر العربية ، وأن أميرها الذي تئامر عليه الإنكليز والفرس الشيخ خزعل الكعبي كان مرشحاً لأن يكون ملكاً على العراق قبل أن يأتي الإنكليز بفيصل الأول لينصبوه ملكاً عليه .. وبعد كل هذا وما سنقوله في أدناه ؛ كيف يخول الفرس لأنفسهم أن يعتبروا الضفة الغربية للخليج العربي أرضاً فارسية .. !!!؟؟؟ .   

 

شيء من التأريخ

 

التأريخ العربي :-

قبل أكثر من عشرين ألف عام بدأ العصر الجليدي الأخير بالإنتهاء ، وقد كانت الجزيرة العربية تفيض حينها بالانهار والمياه الغزيرة التي بنى العرب القدامى المدن العامرة حولها وزرعوا أرضها بالغلّة والحبوب الزراعية ، ونشروا الجنّات الغناء فيها ( هذا ما ذكره الأستاذ الدكتور أحمد سوسة ، المؤرخ والآثاري العراقي رحمه الله ) ، ويستطرد الأستاذ أحمد سوسة إلى أن يقول؛ بأن التصحر الذي صاحب إنتهاء العصر الجليدي دفع سكان الجزيرة العربية  الى الرحيل بشكل تدريجي على مدى العشرين ألف عام التي إنقضت نحو الشمال الى كل من العراق والشام ولم يقف أمامهم أي عائقً طبيعي غير سلسلتي جبال طوروس شمالاَ وزاكروس شرقاً . وقد توجه قسم من هذه الموجات العربية عبر سيناء الى مصر وشمال أفريقيا . وقد سميت هذه الموجات بالعربية نسبة الى الفعل العربي الثلاثي ( عَرَبَ ) الذي يعني ( إنتقل ) أو تحرك بلغة هذه الموجات البشرية التي إنتقلت الى العراق والشام ومصر والشمال الأفريقي ، ولذا فقد عرف العراقيون وأهل الشام ومصر والسودان والشمال الأفريقي عبر التأريخ بهذاالإسم ( العرب ) أو ببعض المفردات التي تعطي ذات المعنى باللهجات العربية المعروفة آنذاك كأرم على سبيل المثال . غير أن أعداءهم الذين يخافون من وحدتهم ينكرون عليهم ذلك . 

 

ولابد أن نذكر هنا بأن أرض العراق والشام والشمال الأفريقي كانت كلها تقع ضمن المناطق المنجمدة التي بدأ الجليد فيها بالذوبان بشكل تدريجي متوافقاً مع تدرج التصحر في أرض الجزيرة العربية  . كما لابد أن نذكر بأن أوربا لم يذوب الجليد فيها إلا قبل أربعة آلاف سنة منذ هذا الوقت الذي نعيش فيه الآن ، وإذا صح لنا القول فإن أوربا كانت في ذلك الوقت مجرد صحراء جليدية , ليس فيها زراعة أوتجمعات حضرية ..

 

كما لا يفوتنا أن العرب الذين كانوا أصحاب حواضر إنسانية ويزرعون الأرض بالغلّة كقوت يأكلونه ، قبل تصحر أرض الجزيرة العربية ، قد نقلوا هذا النوع المتحضر من الحياة الى وادي الرافدين والشام ووادي النيل وكل أرض وصلوا إليها من شمال أفريقيا وغرب السفوح الغربية لجبال زاكروس .. لقد أكد لنا المؤرخون والأثريون ، بأن من أولى الموجات العربية التي أستقرت في العراق والشام منذ ما قبل 12000 عام هم ( العُبيد ) ، [وهم ليسوا عشيرة العبيد الحالية ] . وكان الكلدانيون العرب ( الذي ينتسب إليهم أبو الأنبياء إبراهيم الخليل عليه السلام ) قد سبقوا السومريين في تواجدهم في العراق بآلاف السنين وقد تعلم السومريين ممابناه الكلدانيون من حضارة . ثم جاءت حضارة بابل وآشور العربيتان إمتداد لما بناه الكلدانيون من حضارة أيظا.   

 

في المقابل ، فإن التصحر الجليدي في أوربا بدأ ينتهي بشكل تدريجي من جنوبها بإتجاه الشمال عبر آلاف السنين ، حتى ذاب الجليد من وسطها منذ حوالي 4000 عام من وقتنا الذي نحن فيه . وبذا أصبح سكان  جنوب أوربا المتكون من اليونان والبلقان وأيطاليا وإسبانيا خليط من الهجرات الأفريقية والأوربية والأسيوية ، ومن طبيعي أن من ضمن هذه الهجرات كانت هجرات عربية .  

 

التأريخ الفارسي :-

أصل الفرس ؛ أنهم من الأقوام الهندية التي كانت تسكن شمال شبه القارة الهندية منذ آلاف السنين ، ولازالت بقايا هؤلاء القوم يسكنون في الهند لحد الآن ، ولهم عبادات مختلفة ، من أبرزها الآن ، أنهم يعبدون نوعاً من الطيور الجارحة وهم يتباركون بها ، ومن طقوسهم أنهم عندما يموت لهم أحداً فإنهم يتركون جثته عاريةً لتبات حتى الصباح في العراء ، فإذا أكل هذا الطير من جسمه شيء فإنه إثبات لهم بأنه من أهل الخير وسيذهب الى الجنة وبخلافه فإنهم يتركونه على وضعه لليلة ثانية وثالثة فإذا لم يأكل من جسده هذا الطير شيء ، فعلى إبنه الأكبر أو من هو أقرب المقربين له أن ينزع حذاءه ويضربه على خده ثلاث مرات ثم يدفن معتقدين بأن ذلك أمرٌ من هذا الطير لكي يدخل ميتهم الجنة . وتبقى العبادة الرئيسية للفرس هي عبادة النار التي كانوا يمارسونها حتى حينما انتقلوا ، كبدوٍ رُحل ، قبل أكثر من 6000 عام بإتجاه الشمال إلى الهضبة الإيرانية التي بدءت هي الأخرى بالتصحر .

 

لقد دخل الفرس الى الجنوب الشرقي من إيران طلباً للكلأ والماء ، متتنقلين على جمالهم ذو السنامين ، في صحراء الهضبة الإيرانية . ثم كان توجههم بعد ذلك نحو الشمال والشمال الغربي حيث الماء والكلأ وبمرور الزمن إصطدموا بالحضارة العربية التي بناها الكلدانيون من قبل السومريون والبابليون  العرب في وادي الرافدين . وقد تشوقوا لإحتلال أرض العراق ذات الحضارة والأرض الخضراء المزروعة بالغلة والمياه الوفيرة وكل مستلزمات الإستقرار والحياة الحضارية . ومنذ ذلك الوقت تحمّل عرب العراق مهمة صد الأطماع الفارسية عن العراق والأراضي العربية التي كانت تفصلها عن أرض الفرس سلسلة جبال زاكروس ، التي دعى لها الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) من الله أن تكون جبلاً من نار ليتقي العرب من الفرس ماكان يتوقعونه منهم من شرور ، حينما قال ( رض ) ؛ [ اللهم اجعل بيننا وبينهم جبلاً من نار ] .. وبالفعل فقد كانوا شراً على العراق والعرب منذ ماقبل الإسلام وما بعده، ولحد الآن . وقد تعاونوا ضد العرب مع اليهود وكل الصليبيين من إنكليز وبرتغاليين وهولنديين وفرنسيين وأمريكان وكذلك كان الأمر في تعاونهم الدائم مع كل هجمات المغول على العراق والأراضي العربية وكل من أقتضى أمر منفعتهم منهم عبر التأريخ، في سيطرتهم على الأراضي العربية . وكان تعاونهم مع اليهود وتعاون اليهود معهم منذ أن كان اليهود جواسيساً وعوناً لهم في إحتلال بابل .. وحينما دخلوا في الإسلام إستغلوا الإسلام كغطاءً لتفرقة وحدة العرب والمسلمين  من خلال إثارة وتكريس النعرات الطائفية التي تساعدهم وتساعد أعداء العرب والإسلام للتمكن من إحتلال أرضيهم .. والفرس اليوم وكعادتهم يستغلون الهجمة الصليبية الجديد والصهيونية على الأمتين العربية والإسلامية في تنفيذ أهدافهم القديمة الجديدة للتوسع والإمتداد على الأرض العربية وبالأخص منها أرض الساحل الغربي للخليج العربي كخطوة أولى للإمتداد في العمق ، مستغلين قدراتهم الفارسية في خداع أبناء الأمة العربية بإتجاه الإقتتال مع بعضهم البعض عن طريق إثارة النعرات الطائفية فيما بينهم ، خصوصاً إذا ماعرفنا إنهم متفقين لإثارة الجانب الآخر للصراع الطائفي المرتبط بحليفهم الأمريكي المتمثل بالأحزاب الدينية . فمثلما هو موجود من أحزاب طائفية للفرس ، من أمثال أحزاب الدعوة والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية وأحزاب الله وغيرها من الأحزاب الطائفية التي بدأت تتكاثر في الأقطار العربية      

 

مع ميليشياتها وعصابات القتل فيها ، فإن هناك الأحزاب الإسلامية من أمثال الإخوان المسلمين والحزب الإسلامي في العراق والتجمعات الإسلامية المرتبطة بالحكام الذين يدينون بالولاء للأمريكان والصهاينة ، حلفاء الفرس في هذه الهجمة لإحتلال الأرض العربية بغية تمزيقها الى دويلات قزمة لسهولة السيطرة عليها . ومثلما أن هناك الأحزاب الطائفية في كلا الجانبين ، فإن هناك رجال دين في كلا الطرفي من أمثال السيستاني وحسن نصرالله في الطرف الأول والقرضاوي وأحمد عبد الغفور وغيرهم في الطرف الثاني .. أقول هذا مع تقديم إعتذاري وتقديري البالغ للخيرين والوطنيين من رجال الدين من كلا الطائفتين وهم كثر .  

 

وبعد كل هذا فما هو الواجب من عمل .. !!!؟؟؟

فيما تقدم يتوضح لنا أن فرس إيران هم ليسو ممن لهم الحق في أن يَدّعو بأن الأراضي التي تقع غرب سلسلة جبال زاكروس [  بضمنها أرض الأحواز ، إبتداءً من شمال هذه السلسلة حتى جنوبها الذي ينتهي بخليج عُمان ] هي أرض إيرانية ، بل هي أرض عربية سكنها العرب منذ أكثرمن 12000 عام ، وإن إحتلالاتهم للأرض العربية ( عسكرياً ) وإعتداءاتهم الكثيرة على العرب عبر التأريخ كان مصيرها دائماً الإندحار على يد أهلها العرب .. ذكرت كل ذلك لكي أٌقول لكل عشائرنا العربية التي دافع أجدادهم عن هذه الأرض ليتركوها حرة لهذا الجيل والأجيال القادمة ؛ أن إتحدوا لتحطموا أحلام مجوس الفرس الذين ينظرون لكل عربي نظرة السيد لعبده كما تجاسر كِسراهم قبل حوالي 1400 عام ووصف الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) بهذا الوصف  ( وحاشى لرسول الهدى ولكل عربي أن يكون عبدا لفارسي مجوسي ) ..  

 

قد يتصور البعض ممن إنزلق إلى هاوية خيانة أمته العربية بأن ما أقوله إنما هي دعوة شوفينة ، فأقول لهم ؛ وهل أن دعوة الفرس لفارسيتهم هي دعوة غير شوفينية .. !!!؟؟؟ ، وهل أن دعوة الصهاينة ، الذين احتلوا أرض فلسطين إلى يهوديتهم ، بعد أن حوّلوا الدين اليهودي الى قومية رغم أنهم ينتمون إلى عدد من القوميات ما أنزل الله بها من سلطان كي يشرعنوا إحتلالهم لفلسطين ويطردوا أهلها العرب ويسعون إلى التوسع والإمتداد على حساب الأرض العربية من كل الجهات هي دعوة غير شوفينية .. !!!؟؟؟ .. ذلك لأن من يحفظ وحدة البلاد وتماسكها وتحررها ؛ هو التواجد القومي التأريخي فيها رغم ما تضمه من أقليات لقوميات أخرى تعيش وتتئاخى مع القومية الأم لهذا البلد.   

 

إنها ليست شوفينية .. فقد زكى الله سبحانه وتعالى العرب حينما قال عنهم في قرآنه الكريم ( كنتم خير أمة أُخرجت للناس ، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) .. وهو الذي إختاركم لنشر عقيدة التوحيد وجعل أنبياءه جميعاً منكم إبتداءً من الأنبياء أُلو العزم وهم ؛ نبي الله نوح وأبو الأنبياء إبراهيم وموسى وعيسى المسيح وخاتم الأنبياء محمد ( عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام ) . كما كرمكم الله جلّ وعلى بأن خاطب بشر العالم كله في قرآنه الكريم بلغتكم ققال ( إنّا أنزلناه قرآناَ عربي .. ) ولكنه ساوى في تقدير عمل كل إنسان بغض النظر عن القومية التي ينتمي لها حينما  جعل التقوى هي المقياس في قوله جلّ وعلى ( .. إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) .. وبعد فما هو واجب كل عربي لكي يفوت الفرصة على أعداء الأمتين العربية والإسلامية ، من مجوس الفرس والصليبيين الجدد من أمريكان وأوربيين  ومن صهاينة ، لينفذوا أطماعهم :-  

 

1 ) ألإلتزام بمبدأ المقاومة بمختلف أشكالها وفي الصدارة منها المقاومة المسلحة، تنفيذاً لقول الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم ) ؛ [ من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ومن لم يستطع فبلسانه ومن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإمان ] .. ونسأل بعد معرفة هذا الحديث الشريف ونقول .. هل أن هناك منكراً أكبر من منكر إلإحتلال وإثارة الفتنة بين أبناء الشعب الواحد وتقسيم البلاد وسرقة ثرواته والإعتداء على الأرض والعرض وكل مقدس في أرض العروبة .. !!!؟؟؟ .

 

2 ) إن العراق هي البوابة الشرقية للوطن العربي التي لو إخترقها مجوس الفرس لاسامح الله فسينفتح الطريق أمام هذا العدو المجوسي إلى السوريا ولبنان والأردن والسعودية وكل إمارات الخليج العربي يساعدهم بذلك العدو الصليبي ممثلاً بأمريكا والدول الإستعمارية في أوربا والكيان الصهيوني الذي يُمَنّي النفس بالوصول إلى الفرات بدعم من الفرس أنفسهم عن طريق إضعاف العراق بواسطة عملائهم في داخل العراق في إثارتهم للنعرة الطائفية التي تجاوزها العراقيون منذ فترة زمنية طويلة فتداخلت عوائلهم ( سنة وشيعة ) يجمعهم إسلامهم الحنيف وإنتماءاتهم لعشائرهم العربية الأصيلة . كما أن أطماع الكيان الصهيوني في الوصول الى يثرب   (مدينة الرسول ) تحقيقاً لثاراتها في خيبر فإنها مهدت الطريق للفرس ، عن طريق حلفائها الأمريكان في العراق ، بأن ينشئوا مراكز تدريب لعصاباتها في جنوب العراق وقرب الحدود السعودية تمهيداً لتنفيذ الإتفاق مع الصهاينة لغزو السعودية .. (لكل ذلك ؛ ندعو جميع العرب ، عشائراً وأحزاباً قومية ووطنية وإسلامية وأفراداً أن يقفوا مع مقاومة العراق ، ويمدونها بالرجال والسلاح والمال وتوظيف الإعلام للدفاع عنها ولإيصل صوتها وإنجازاتها البطولية لكل العالم . حيث أن إنطلاق العرب في دحر هجوم العدو الصليبي الصهيوني الفارسي على الأرض العربية يبدأ ويتعزز بتحرير العراق من هذا الإحتلال وعن طريق مقاومته البطلة التي أجبرت أقوى دولة في العالم على الإعتراف بالهزيمة أمام هذه المقاومة .  

 

3) إن على جماهيرنا العربية أن ترفض الوصاية الإستعمارية ( الأمريكية الأوربية ) على بعض من أقطارنا العربية وبالأخص منها الأقطار الصغيرة في الخليج العربي ، إذ أن الجزء الأكبر من مخطط الفرس للسيطرة على الأراضي العربية في الساحل الغربي من الخليج العربي هو في إتفاقهم مع الأمريكان والكيان الصهيوني في إحتلال العراق . وأن لايركبوا موجة ما أسماه الأمريكان بربيع الثورات العربية دونما تفكيرومعرفة دوافع أعداء الأمة ، من صليبي الغرب وصهاينة وفُرس ، ومن الوقوف بجانب عناصر إثارة الفتنة وتقسيم أقطارهم العربية الى دويلات صغيرة حقيرة ، تنفيذاً للمخطط الصهيوني الذي اسموه بالفوضى الخلاقة ، لإضعاف الأمة والسيطرة عليها وعلى كل مقدراتها . وهنا أُهيب بجماهير شباب مصروتونس الذين ثاروا على خونة الأمة أن يتابعوا ثورتهم كي لا يركب موجتها العملاء . ويعودوا بالثورة إلى نقطة الصفر .. وفكروا بما يجري في ليبيا من إصطفاف من يسميهم الغرب المستعمر بالثوار .. !!!  

 

الذين وجدوا بصليبيي الغرب والصهاينة والخونة من أمراء الخليج العربي عوناً لهم ليقصفوا أبناء جلدتهم بالصواريخ التي قتلت الآلاف منهم .. ثم ما هو شأن تركية التي تتهالك على عضويتها في حلف شمال الأطلسي ، الذي يقصف عربنا في المدن الليبية ، بسوريا كما أنها لازالت تعترف بالكيان الصهيوني ولها تمثيل دبلوماسي معه .. !!!؟؟؟ ، وهي الآن تحرك أكراد شمال القطر السوري ، ليهاجروا اليها لتثير على سوريا المنظمات الدولية لحقوق الإنسان مبررة بذلك لدول الغرب ألإعتداء على هذا القطر العربي الهام الذي يتبادل العمق الإستراتيجي مع قطر العراق منذ أن كانا دولة واحدة في عهدي الدولتين الآشورية والبابلية وقد أسماه الأوربيون منذ ماقبل ميلاد المسيح بإسم سوريا نسبة الى آشور (آسور ) وأسموا أهلها ( أسيريان ) ويعنوا بذلك ( آشوريين ) وذلك بقلب حرف السين إلى شين . 

 

وكذلك الحال بالنسبة إلى ما يجري اليوم من حراك يستهدف وحدة اليمن وعروبة البحرين .. وتبقى ثورة شباب القطر العراقي التي جاءت من خلال عنفوان المقاومة المسلحة لأبطال وادي الرافدين ، هي المعيار ، لأنها الثورة التي تناضل من أجل طرد الإحتلال المثلث الرؤوس ( الأمريكي الصهيوني الفارسي ) وعملاءهم المزدوجي الولاء والجنسية ، الذين نُصّبوا ليحكموا العراق وفق دستور صهيوني يكرس تمزيق العراق ، ومن خلال ديمقراطية احزاب صممها المحتل على الأساس طائفي وعرقي ليدعوا جميعاً الى الإنفصال ، وكانت آخر هذه الدعوات ؛ دعوة العميل أسامة النجيفي الداعي لإنفصال السنة وكان من قبله قد دعى الأفغاني إبراهيم الجعفري إلى عزل الشيعة عن السنة عزلاً جغرافياً ، وإتخذ الإجراءات العملية بهذا الصدد ، تمثلت بعمليات التهجير على الأساس الطائفي وبمساعدة الإحتلال ، وتمثلت أدوات التهجير بجيش المهدي والقاعدة وبعض العصابات التي دربت في إيران وجنوب لبنان ، وسبق هاتين المحاولتين دعوة الحزبين الكرديين للإنفصال بما يسمونه اليوم بإقليم الشمال الذي يرعاه الآن الأمريكان والموساد الصهيوني .. وقد خاب ظن الإحتلال في كل ما قام به هو وعملاءه من محاولات إنفصالية بسبب عراقة شعبنا في العراق وأصالته التي تشربت بعروقه عبر آلاف السنين .

 

الخاتمة

 

في الختام أعود وأذَكّر الشباب العربي بأن الثورة تعني الوحدة والبناء ، إذ أن الحرية والديمقراطية لاتتحققان في المجتمعات المفككة والضعيفة والمتخلفة . وإن أي شعار ترفعونه للغيير ، لايعني تغيير الوجوه مع بقاء حالة التخلف والضعف ، بل السعي لإجاد أسس الوحدة الوطنية وبناء القاعدة الصناعية المتطورة والإقتصاد المتين .. ويبقى المعيار الموحد لثورات الشباب العربي هو رفض وجود الكيان الصهيوني الذي احتل أرض فلسطين العربية بقوة السلاح ، وتحرير هذه الأرض من البحر النهر بقوة السلاح .. فما أُخذ بالقوة لايمكن أن يستعاد إلا بالقوة .. والله من وراء القصد .. ومن الله التوفيق والنصر ..  

 

 





السبت٣٠ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٢ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد عبد الحياني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة