شبكة ذي قار
عـاجـل










لا أحد في هذا الكون شوه الإسلام ونال من عظمة آل النبي عليهم السلام ومكانتهم في القلوب كما فعل الفرس.


إنهم يفعلون ذلك لأمور دنيوية ولممارسة الخداع والتحايل على الناس، وربطهم بدين لا يوجد إلا في عقولهم، وأبسط إنسان في الشيعة العرب سيضحك إذا نُقلت إليه قصة من قصصهم المفتراة على الدين والنبي والأئمة الكرام.


النماذج لذلك كثيرة، وبإمكان من يريد أن يتثبت مما نقول فليستمع إلى إذاعاتهم وقنواتهم التلفزيونية المليئة بالبدع المتخلفة التي يلصقونها بدين وضع منهاجاً للحياة، بدليل أنه يتطور كلما سارت الأيام ومرت السنون ومنذ أكثر من ألف و400 سنة.


وإذا أردنا أن نضحك على عقليات معممي الفرس وأساليب تمويههم على البسطاء من الإيرانيين، ولا أقول العرب، لأن العرب مهما بلغت بساطة الواحد منهم فإنهم يفهمون دينهم ويعرفون حقيقته ولا ينخدعون بالبدع التي يحاول الفرس إلصاقها بهذا المذهب العربي الذي ابتلى بدخول الفرس إليه وإبدائهم المغالاة باعتناقه وإعمالهم السيف في رقاب من لا يتبعهم فيه .. أقول إذا أردنا أن نضحك حقيقة فما علينا إلا مشاهدة مقطع على اليوتيوب يظهر فيه نائب الخامنئي في قم وإمام جمعتها ليدعي أن الخامنئي نطق عند ولادته وقال: يا علي!! ..


يقول إمام جمعة قم لجماهير مغفلة ساذجة تجلس تحت منبره : ''لما صارت أم قائد الثورة المعظم حاملاً به، أقصد بقائدنا العزيز، ولما حان موعد ولادة قائد الثورة آية الله الخامنئي طلبوا من أخت القائد أن تأتي بالقابلة. وقالت أخت القائد: جئت بالقابلة إلى البيت''. ولكي يعطي روايته نوعاً من التأثير يسير بها على طريقة الأقدمين في رواياتهم والتي تجاوزها زمننا، فيقول: '' .. وكان وقت ولادة القائد قد حان. قالت ( يعني أخت خامنئي ) : ثم أخرجونا من الغرفة وكانت القابلة تهيء الأمور لولادة المولود الجديد .. فجأة سمعنا القابلة وهي تصيح بأعلى صوتها: حفظك علي ورعاك!!! فدخلنا الغرفة وقلنا لها: ماذا حدث؟!! فأجابت القابلة: لما كان الطفل ( أي قائدنا المعظم ) يخرج من بطن أمه، قال: يا علي!!''. عند هذا الحد من الرواية ارتفعت أصوات الصلوات المؤيدة من الناس الذين يجلسون تحت منبر هذا المعمم، الذي ليس على روايته من شاهد سوى القابلة التي قالت لهم. أما الأم فمن الطبيعي أنها كانت تشغلها عن ( يا علي ) خامنئي أوجاع الوضع وآلام خروج هذا الوليد. ويواصل هذا المعمم روايته ناقلاً عن القابلة التي هي في عداد الأموات الآن، ويقول: ''ثم قالت: بمجرد أن سمعت هذا قلت له رعاك علي وحفظك'' .. مانحاً للإمام صفة من صفات الله الذي هو الراعي وهو الحافظ!!.


ولزيادة التأثير في الناس يصرخ بهم: ''أيها الناس .. قائدكم رجل قال عندما دخل الدنيا ''يا علي''!! ويقول طوال حياته ''يا علي'' وأنت كحزب اللهي ( لقب أتباع الخامنئي ) يجب أن تقتدي به وتسير وراءه إلى الأبد وتقول دائماً ''يا عليّ''!!!''. وصاح الناس عند هذا الحد: ''يا علي! .. يا علي! .. يا علي!'' .. ليكشف المعمم لهم بعد هذه النداءات العالية سراً خطراً، وهو: ''هذا سر انتصارنا'' ..


ثم يرفع المعمم يديه بالدعاء ويقول: ''اللهم بحق محمد وآل محمد وفقنا لأن نكون شاكرين لنعمة ولاية الفقيه ونكون دائماً في جبهة الدفاع عن أمير المؤمنين علي وقائدنا المعظم ومن معه''.


أنظر إلى هذا المعمم كيف يقرن اسم الإمام علي بن أبي طالب بولاية الفقيه ليسوقها في أذهان السذج .. ووالله لو أن هذا المعمم قال ما قال في مسجد في كربلاء أو النجف أو بغداد، أو في مأتم من مآتم البحرين أو لبنان أو سوريا لضحك الناس عليه وعلى روايته ضحكاً عنيفاً ولتداولوا هذه الطرفة أجيالاً، ولكنه قالها في وسط فارسي يغالي في حب الإمام علي بن أبي طالب.


وكان عليّ عليه السلام قال: ''يَهْلِكُ فِيَّ اثْنَانِ وَلاَ ذَنْبَ لِي: مُحِبٌّ غالٍ وَمُبْغِضُّ مُفَرِّطٌ''. وقال الإمام جعفر بن محمد الباقر عليه السلام: ''إن الإمام علي قال ذلك اعتذاراً منه أنّه لا يرضى بما يقول فيه الغالي والمفرّط. لعمري إنّ عيسي ابن مريم عليهما السلام لو سكت عمّا قالت فيه النصارى لعذّبه الله''، كما جاء في ( كتاب معرفة الإمام/ المجلد السادس عشر والسابع عشر/ القسم الحادي عشر: مواعظ الإمام الصادق لسفيان الثوري ) . والمعروف أن الغالي هو المتجاوز الحد في حبه بسبب غيرة، أو دعوى حلول اللاهوت فيه، أو نحو ذلك. وطبعاً لا نستطيع أن نحسب هذا المعمم على المحبين، لأنه يكذب على الله والناس باسم الإمام علي عليه السلام.

 

 





الجمعة٢٩ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠١ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة