شبكة ذي قار
عـاجـل










14- إن الثورة الحقيقية تبدأ من بالجماهيروتتبلوركقوة فاعلة بأخذ مصيرها من أعدائها ووضعها بين ايديها وذلك من خلال إنتفاضة تتسع لتشمل كل او اكثر قطاعات الجماهيرية وتُحدث تغيراً جذرياً بالمؤسسات والرموز أو حتى بالطبقة المستغلة لهذه الجماهير,ولكي يكون هذا التغير شاملاً و جذرباً ومتواصلاً لابد من طليعة مُدركة تقودهاوتفهم الواقع وحركته ومن خلال جدلية التاثر والتاثير والتي من خلالهما تتمكن الطليعة الثورية من تحقيق التغيرات الجذرية ,ولكي يدوم هذا التغير الجذري لابد من طليعة ثورية مؤمنة بالتغيرالجذري والشامل وقادرة على تفعيل الدور الجماهيري وديمومته وتحويله من فعل ثوري و محاولة للتغير الى نظام حياتي دائم في حياة الشعب. إن الطليعة لثورية لا تتشكل وتُحسب كعنصر مستقل عن الثورة ولكنها جزءاً من الصيرورة الثورية,لان الثورة واية ثورة بدون طليعة قائدة أو منظمة قائدة فان مصير الطاقة أو الزخم الجماهيري سوف يتبدد ويضيع بين زحامات المزايدين وصراخات الانتهازيين وهجوم أعداء الثورة,وبذلك تنحصر الثورة وتتبخر تأثيراتها كالبخار في وسط تيارات باردة فتضيع الثورة وتنتهي قبلما حتى من أن تبدءالثورة الحقيقية خطواتها الاولى نحو التغير,وإن أهم وأول فعل تبديه الطليعة الثورية يبدء من خطوة تثوير الجماهير وشحنها بإستمرار وحتى تحقيق نصرثوري لتنقل هذه الجماهير لثورة أُخرى وهكذا تستمر الثورة بالانتقال من حالة ثورية الى أُخرى وتبقى الجماهير ثائرة على أعدائها الحقيقين,ويكمن الفعل الثوري الاخر لهذه الطليعة في تحديد دقيق للتحديات وتصنيفها حسب الاولويات وأيظاً في تصنيف نوع وشكل التحديات التي تواجه ثورة الجماهير,وأن التحديات التي تواجه الجماهير ليست الايديولوجية الامبريالية وأدواتها فقط, بل الواقع والاوضاع الفاسدة والمؤسسات والهياكل في الدولة والمجتمع وكذلك كل ما يرتبط بالانظمة السابقة المرفوضة جماهيرياً والتي تعيق ثورة الشعب, وهكذا يتضح من خلال هذه التحديات دور الطليعة الثورية في قيادة الجماهير الى تحويل الجماهيرالثائرة الى طليعة ثورية ومصنع حقيقي للثوارتتغذى منها الامم والشعوب ألاخُرى وذلك بتحويل المجتمع الثوري لنموذجاً للثورة,كما كان كما كانت النظرية الماركسية اللينينية وخاصة التروتسكية منها,أيظاكما هوكان الطموح لدى البعث في تحويل العراق الى نموذجاً ثورياً يشع بالمبادئ الثورية ويمد الثورة العالمية بالخبرة والتجربة العراقية والقومية الثورية.


إن من أهم الشروط التي تتوافر في الطيعة الثورية (حزباً أوأفراداً او حركات) هو وعيها وإدراكها لواقعها أولاً ومن ثم وعيها وإدراكها لكل المؤثرات الموضوعية والذاتية لتطور هذا الواقع ,وبالقدر الذي تنجح فيه أي قيادة في تحقيق ربط جدلي بين الوعي والادراك وبين الظرفين الموضعي والذاتي للمجتمع من جهة وبين واقع هذه القيادة والظرفين المحيطين بها من جهة أُخرى ايظاً فإن هذه القيادة (فرداً او حركة أو حزباً) ترتقي لأن تكون طليعة ثورية حقيقية.إن أهم مافي هذه الجدليات هوالواقع الذاتي للطليعة الثورية وخاصة فيما يخص قوة البناء التنظيمي للطليعة الثورية,وأن الحاجة للتنظيم الثوري القوي مسئلة لا يمكن ان يتهاون تجاهها.لان القوى المعادية للجماهير تركز في صراعها على القيادات الثورية ومن ثم تركز على قيادة هذ الطليعة,فإذا لم يكن بناء الطليعة على مبأدئ ثورية محصنة وثابتة ولا تقبل المناورة حول أهدافها وسترايجياتها وكذلك حول النظام الذي يَحكم العلاقة في الحياة الداخلية للثواروعدم القبول ايظاً لاي قواعد أن تَحكم العلاقة بين الثوار غير القوعد المبدئية الثورية المتُستنبطة من مبأدئ تكوين الحركة الثورية نفسها, لايمكن للطليعة الثورية بغير هذه الشروط والموجبات أن تدخل صراعاً او مواجهات مع اعداء الثورة,وأيظاً التشديد على رفض القيادة الثورية بشكل حازم تجاه اي بديل يحكم العلاقة بين الثوار غير العلاقات النضالية,فالحزب الطليعي الثوري الذي يقوم على مبأدئ الحرية لايمكن أن يسمح بأي حالة إستغلالية مهما كانت صغيرة أو تحت اي تبرير,وكذلك لا يمكن للثوار أن يرتضوا بقيادة تتقبل اي تحريف في المفاهيم الاساسية للثورة كالاحتراف الثوري ,فاي محاولة لتحويله الى مصدر للاسترزاق فقط فإن ذلك بالتأكيد سيحول الحركة الثورية الى مؤسسة غير نضالية وتكون مصدر جذب قوى للعناصر الانتهازية والوصولية ,وبالتأكيد يفقد الحزب أو الحركة لثوريته ويتحول من مجموعة من الثوار يتأججون ثورياً يومياً ويستمدون قوتهم في الوجود من الجماهير الى موظفين ينتظرون أجرتهم الشهرية أو مكأفاتهم بالمناسبات, وبعد أن كانت عوامل الغيرة وخدمة المبأدئ هي معيار تحرك الثوار وسبب إندفاعاتهم والذي يربطهم ببعضهم حس نضالي ثوري عالي يتحولون الى موظفين يرتبط تحركهم بقدر العلاوة والمكافاة التي يجنونها,وتتحول القواعد الثورية أو النظام الداخلي من القاعدة الاساسية لتحديد وبناء العلاقةبين الثوار الى كتيب للحفظ في المكتبات,وتتقدم العلاقات البيروقراطية والمصلحية (وفي مجتمعاتنا الشرقية تضاف العلاقة العشائرية والعائلية )لتحتل المقام الاول في بناء العلاقات وبذلك تنتهي الحركة الثورية وتموت نضالياً.


إن كل هذه المتغيرات إذا حدثت في حياة الطليعة الثورية فإنها ستفقد أهم رابط وأقوى دافع للانتماء اليها,لان هذه المغريات ستكون حاضن جيد للانتهازية والامراض الاخرى للثورة,ويتحول الانتماء الثوري الى رابط مادي مصلحي وتكون حسابات المرتبطين بالحركة وخاصة المنتفعين والانتهازين في الدفاع عن الثورة وعن طليعتها عند تعرضها للخطر,أقول تكون محسوبة بالقدر النفعي والمصلحي أي بذات العامل الذي دفع هذه الشرائح للارتباط بالحركة الثورية,وهذا هو ما يشبه الحنجر في خاصرة الحركة الثورية ويتحمل مسؤولية غرزه وتعمقه في جسد الحركة قيادات الحركة الثورية بشكل خاص..


15-أن الطليعة الثورية تُمثل رأس الحربة الحديدية لاي تحرك جماهيري والذي يعمل على توجيه و تصويب الضربات القاتلة لاعداء الجماهير وفي نفس تعمل على تماسك الحركة الثورية وبالنتيجة تماسك حركة الجماهير.إن الالتزام ببناء تنظيم متماسك للحركات الثورية الطليعية يعتمد بالاساس على أُسس و قواعد ومادة هذه الاسس والقواعد و المأخوذة من جوهروغاية تاسيس هذه الطليعة ,ويتطلب التمسك بها سواء كانت فكرية أو تنظيمية أمرُ لا يجب التهاون بشأنه تحت اي ظرفٍ أو موقف, وأن اي تهاون بها أو الالتفاف حولها لابد أن يُعد إنحرافاً وأن يطلع عليها كل الثوار وأيظا الجماهير لان ذلك يعد جزءا من الامانة التي تُبنى عليها الحركة الثورية وأيظاً جزء من التزاماتها في نوعية علاقتها مع جماهيرها,فإن فُرِضَ ظرفاً محلياً أو إقليمياً أو دولياً على الحركة أن تُغير بخطها الستراتيجي فلابد من عرض هذا الموقف على الجماهير ايظاً, لان هي صاحبة المصلحة الحقيقية في الثورة وفي نفس الوقت هو جزءٌ من النهج الديمقراطي الذي يربط ويشد كل أنواع العلاقة بين القيادات والقواعد,أيظا هو جزء من توسيع مساحة المسؤولية في بناء المجتمع.ولكن ممكن إستخدام المرونةالثورية في بعض الاحيان فيما يخص الاهداف الستراتيجية ولكن لا يمكن أن تعتبرجزءاً من خطها العام في بنائها الفكري أو التنظيمي الثوريين,وهذه الاعتبارات في إتخاذ المواقف من قبل القيادات الثورية والتي تُبنى على قرارات حاسمة وبإستخدام اساليب العمل الثوري كالمرونةالثورية يتطلب مشاركة(نسبية) أوسع للقيادات في تصميم وتنفيذ القرارات,والنسبية هنا تتحد بمستوى الوعي الذي يمتلكه كل مستوى قيادي,وهذا أيظاً رتبط إرتباطاً قوياً بموضوعة نوعية الاعداد الثقافي والتنظيمي لهذه القيادات ايظاً.


و هنالك حقيقة أُخرى تتعلق ببناء الطليعة الثورية والتي تختص يالقوة العددية والنضالية للطليعة وكيفية تطويرها,ففي جانب الذي يتعلق بالقوة العددية لابد من وجود وعي كامل لدى القيادات ومن ثم القواعد بأن الحركة الثورية لاتتوقف ثوريتها على عدد المرتبطين بها,وفي المقابل يتوفر الوعي بأن قوة الطليعة وحجم القوة التأثيرية لها يرتبط وبشكل كبير في القوة النضالية للحركة اي في نوعية الوعي والادراك وفهم حقيقة الهدف النضالي للحركة الذي يمتلكه أعضاء الحركة,وهذين الامرين هما يجعلان الاعضاء قادرين على تمثيلهم لخط الجماهير و طموحاتها,ويمكن أن يعكس هذا الادراك والوعي على قوة التنظيم للحركة الثورية أيظاً,وهذا سيؤدي الى زيادة قوة التلاحم والتعاضد بين اعضاء الحركة الثورية و الذي سينعكس بالتأكيد مر على قوة التلاحم بين الحركة وبين الجماهير أيظاً.لان تمسك أعضاء الحركة الثورية بالقواعد والانظمة داخل الحركة يعني محافظتهم على كافة البناء الثوري للحركة وخير وسيلة لتنقية كل الطرق التي تربط الثوار ببعضهم سواء كانت مسالك عمودية أو أُفقية,وفي نفس الوقت ينشد الاعضاء لبعضهم ويتقوى البناء التنظيمي للحركة أو الحزب.


إن التمسك الاعضاء في الحركة الثورية بالمبأدئ الاساسية للحركة يدل دلالة أكيدة على الديمقراطية في داخل التنظيم لان هذا التمسك بهذه الاسس والقواعد هو عن قناعة وهذه القناعة هي وليدة حقيقة أن هذه القواعد والاسس من وضع وإجتهاد الاعضاء أنفسهم,وأهم ما في هذا الامر هو إنه لا يتوقف هذه الالتزام عند هذه الحقائق بل تتعدى الى خارج الشكل التنظيمي للحركة الثورية وأقصد الى المجتمع والجماهير,فإن السلوك سيترجمه الثوار الى علاقة ديمقراطية بين الطليعة الثورية و الجماهير ايظاً وخاصة إذا كانت الطليعة الثورية تتحمل بناءالمجتمع سياسياً وستكون بذلك الديمقراطية موجودة في وصف المجتمع والدولة وايظاً موجودة كجزء من النظام نهجاً و سلوكاً.

 

 





الجمعة٢٩ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠١ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة